darbovar

شارك على مواقع التواصل

سحابة صيف

الحقيقة أنّي فشلتُ في تحقيقِ أكبر أحلامي، ولقد خسرتُ أعظم حروبي!
ظننت أنها تمتلك قلبًا من طمي، سينجرف مع فيضان مشاعري، ولكن وجدت قلبها من فولاذٍ، حتى النارُ تعصو عليه.
راهنت أنها ستطلب جنسية ذلك الوطن، الذي منحها إذنَ دخولٍ من دون تأشيرةٍ، بل ووهبها إقامةً داخله مدى الحياة،
ولكنه بالنسبةِ لها استراحة طريق؛ تلتقط فيه أنفاسها.
فكرت أن الطيبة و الحنان قد يكفيا ليكونا مهرًا لها، ولكن بضاعتي بخسة، لا ثمن لها في سوق النساء.
أنا لها فصلُ ربيعِ بأكمله، وهي لي سحابةُ صيفٍ، ستمر لحالها مرَّ الكرام.

الراوي / محمد جاسر

***


لا تحزن

لا تحزن يا عزيزي، ربما ما تظنه أكبر أحلامك هو بالفرق أصغرها، ولعل تلك التي تظنها خسارةً هي أعظم انتصاراتك،
فإن قلبها من الطمي قد خلق ليُنبت حبًا وحنانًا، لكن والله أيدي الخلق هي من عبثت به وجرفته وتركته أرضًا بورًا جرداءً، وإن كان فيض قلبك وفيضانه لم يصلحانه، فلا تيأس، فحتى الفولاذ مع كثرة الطرق قد ينحني ويخضع عنفوانًا، لا شيء يعصو على النار إذا اقتربت منه، فما بالك أنت بلهف العشق ونيرانه، المعشوق في كنف عاشقه طفلٌ مدلل يحق له احتضانه، وصبرًا عليه حتى يبلغ من العشق مبلغه، وقدرة على استيعاب استيطانه.
أنى لك أن تعرف أنك قد خسرت رهانك؟
وكيف تطلق على الهبة بأنها رهانًا!
من يهب قلبه جنسيةً لمعشوقه فقد أغدق، ورفض ذلك الوطن بمثابة خروجًا عن ملة الحب ونكرانًا، لعلها تختبئ الآن مستظلة بميثاق عهدك، فقلبك لها وطنًا ومقامًا، فذلك القلب لا يصلح أن يكون محطة عابرة، أو مجرد فرصة لإلتقاط أنفاسٍ، هي واثقة بأنه هو مضجعها وملاذها حين تفقد روحها وتضل الطريق، تأتي طواعية لتعيد شحن أوصالها وتلتقط تلك الأنفاس الهاربة، دون خوف من عدوٍ أو عتيد.
من قال أن الطيبة والحنان لا يكفينها، والله ما بحثت يومًا عن سواهما، ولكن سوء قدرها جعلها لا تشعر بهما ولا تميزهما من بين كذوبٍ أو صِديق، وسوق النساء لو تعلم لا يقبل إلا بكل ما هو نفيس راغبًا في وصالهن، ومتعففًا عمن سواهن،
أنت لها الربيع بأكمله، وشتاء روحها الذي سيعيد أرضها البور للحياة من جديد، وسحابة الصيف وإن مرت مرور الكرام، تالله من أثرها ونسيمها على الأرواح ويكأنها الملاذ من ظهيرة يوم شديد.
منى القاضي


مفترق الطرق

-تلك الهشاشة التي تعتريك…
-ما بها!
-ليست هي الخاتمة، أنت تتنقل بين العديد من الأفكار و الأحداث المختلفة و التي تنعكس على بدنك لحظيا لتدرك كم كنت قويا لتتخطى مرحلة مرحلة،
حتى ولو لم تتوافق مع متطلباتك، هناك الكثير من الأحداث التي تكون روحًا لنا،
صدقني.. أنت في مفترق الطرق الآن، عليك التفكير و التخطيط جيدًا حتى تسير في الطريق الصحيح دون إهدار طاقة أنت الأكثر احتياجًا لها حتى تكمل السير قدر المستطاع، انهض عزيزي و كن ثابتًا.

ياسمين هندي

***


خلف الكواليس

تنسدل الستائر الآن؛
فالمسرحية قد انتهت بنجاح، و حدث ما كان متوقعا تماما، كان التصفيق حارا كالعادة، و حتى الظلال لم تخلف موعدها في الحضور،
لم يشعر أحد بتلك الأنياب التي تكشفهم، أنا فقط من شعرت بذلك، و كيف لا و قد أصبح هذا المشهد نسخة متكررة من الأحداث التي يغزلونها بأيديهم،
كأنني الدمية الخاصة بهم، لا يحق لأحد الاقتراب منها، ضحيتهم التي يخشون عدم رؤيتها ثانية، لكن هذه المرة أنتم الضحية، كيف كنتم بهذا القلب و العقل، حسبتكم دهماء لدرجة أنني توقعت أنكم ستكشفون حيلتي تلك،
لكن على كل حال... الحفلة قد انتهت للتو، و الليلة ستلقى الأضواء عليّ، و سأراهم مكبلين في السجون، كم كنت أنتظر تلك اللحظة من سنين عجاف، عندما ينتصر الحق و يسترد المظلومين دين ظلمهم، هنا يطرق القلب طبول السعادة الأبدية، و تمطر الدموع لتزهر الأيام القادمة... بل الشهور و السنين، يا ليت النجوم كانت بشرًا لترى جمالها بعينيك كما ترى جمال هذه الليلة.

ياسمين هندي

***
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.