سَجينة الوحدة
لقد ذبلتُ تمامًا، لم أعد أعرِفُني، وجهي شَاحب، عيوني ذابلة، لوني بَاهت...
ما هذا! من أنتِ؟
لقد تحولتُ إلى شبه دمُية لا روح فيها، أهذا ما أسميتموه ب" رَيعان الشباب"؟
رَيعان ماذا والروحُ لا روحَ فيها!
أصبحتُ كالبئر المُظلم من كثرة انطفائي، أذهبُ لغرفتي وأحتضن وسادتي وروحي تبكي، تترقرقُ الدموع في مقلتيَّ ولكِنها عنيدة تأبى السقوط، أبتسم للجميع ولا أحد يعلم الضجيج والخراب الذي بداخلي، أصبحت الوحدة رفيقتي، كلانا اعتدنا على بعضنا البعض، ولكن أنا لستُ بخير؛ حزينة ومنهمكة فلا يغرنك شكلي؛ فالروحُ تبكي بكاء أمٍ فقدت رضيعها.
عبير الشرقاوي
***
لو أنني مشروخ
لـو أنني مشروخ؛ ل
دخل إلى قلبي النـور، تحديدًا داخل تلك الغرفة المظلمة التي يسكنها العديد مِنْ مَنْ ظلموني، جـالسين على الطـاولات المهتـرئة داخـلي، يتـغـذون على روحي التي أهلكـوها بشكل مبالغ فيه، وأصبحت تـتـمنى الخـروج من جسدي...
في غرفة العنـاية المركزة كانوا يسألـون الطبيب: ألـم يمت بعد؟
لقد نزعـوا الشـاش المتصل بجرحي اللين، تركوني ذات غَدرٍ أغرق ولـم أجد منهم طوق النجاة الذي أتشبث به؛ لينجيني..
كان الحقد يملأهم؛ حتى أنساهم من أنا؟ ومن كُنت؟ وماذا فعلت من خيرٍ لهم؟
حقًا، أتمنى أن أكون سحـابة أمطر الماء وأغسل قلوبهم؛ ليعودوا كسابق عهدهم.. أمنح الجميع ما احتجت دومًا.. وهذه آخر أمنياتي قبل الرحيل..
أتمنى أن أكون سحابة.
بسملة أحمد محمود
***
أنين و حنين
لكل سفينةٍ مرسى ..
ولكل بيتٍ سُكنى ..
ولكل قلبٍ ملجأ...
أتعرف أنك هؤلاء جميعًا لقلبي و روحي...
عَزَّ علي أن تؤلمني أنت أكثر من ألمي ذاته...
عَزَّ علي أن يفرط من عيني دمعٌ أنت صاحبه...
بدلًا من أن تجففه يداك اللطيفتان ..
كنت أشكو لك همي وحزني من الآخرين ..
كنت أنت سعادتي وبهجة أيامي...
ثم إني ألجأت قلبي لقلبك ليكون قلبك لقلبي مداويًا...
فعز عليَّ أن أشقى منك و بدونك ويدمدم قلبي بألمٍ أنت صاحبه...
... فإن لم تكن "أنت" لن أكن ...
إن لم تكن "أنت".. فلم يَعُد لقلبي ملجئًا فيبقى وحيدًا.. وحيدًا تمامًا، و لم يبقى له سكنًا؛ فيغرب في وحشةٍ من البرد القارص بين هزات الرياح والمطر، ولم يجد ما يُرسي إليه القلب؛ فيأمن ويطمئن ويستقر ..
فإن هان قلبي فهُنت...
فما بال قلبي الآن ..!!
سلمى الجوهري
***
طبع الشتاء
إن للشتاء طبعٌ وطابعٌ، طبعٌ يعلم القلب الحنين، و طابعٌ خاص مليء بالحب والمشاعر والاشتياق...
لقد علمني الشتاء ألا أعيش سوى لمن يعيشوا لي؛ لأن الشتاء لا يحب من لا يحبه، لن يمنحك طابعه الخاص الا إذا أحببته وركضت تحت السماء الممطرة في جو عاصف شديد البرودة، لن يجعل من قلبك موقدًا دافئًا رغم قساوة برودته إلا أذا أحببته، أما أنا ورغم كل تلك البرودة التي يتحدثون عنها عن الشتاء، فمازال قلبي دافيء لأني أحسست بالجوهر وليس المظهر .
سوزان محمد نجيب
***
توديع مرير
تستمر في السعي إلي حلم تعلم حق العلم أنه لن يكون لك، تخبر نفسك أنه قد حان وقت التخلي عن تلك الأوهام في ذهنك، وبدء محاولة جديدة من أجل نسيان ما مضى، محاولًا النجاة من الغرق في قاع يملؤه اليأس والخذلان ولا يبدو أن هناك من سينجدك،
تتوهج ألسنتهم بالنيران فيلقون عليك بسهامهم الحارقة، يحاولون إهلاكك بكل الوسائل، ولا تقو أنت على فعل شيء سوى الصمت، تجاهد نفسك حتى لا تذرف الدموع،
لكنك تفشل في ذلك وتسقط أرضًا هاويًا متخاذلًا عالقًا بين الصواب والخطأ لا تدري أيهما تنتظر، تنظر إلى السماء الملبدة بالنجوم المتلألئة برجاء، تطلب منها أن تعيدك من جديد
إلى حيث كنت؛ فقد سئمت حقًا من كل شيء، ترغب كثيرًا بالتخلي عن كل الأشياء وإخراج كل ما بداخلك من حزن وثورة تلوث بكل الأعداء في هذا الواقع المرير.
جيهان حماد
***
أنت المستهدف
في هذه الأيام تشعر بخوف من كل الأشياء، تحس بالبرودة المظلمة تقترب منك ببطئ، تحاول ملء روحك بالكثير من الأحزان،
وأن لا شيء يستحق أن تقاوم من أجله مجرى الحياة، وأن الاستسلام خير لك من أمل كاذب،
يريدك الحزن أن تموت مهزومًا يرغب في إصابة صميم قلبك بأسهمه المتعطشة،
تشعر كما لو أن الأرض ضاقت عليك كثيرًا فلا مخرج ولا ملجأ، فقط عليك العيش كما يريدون هم، و هم من أوصلوك إلى جرف الهاوية دون أي شفقة، كأنك لست منهم ولم تعش بينهم،
تشعر لوهلة أنك ربما أخطأت في شيء ما أو أنك حقًا وحيد وكل تلك الذكريات مزيفة كما هي حقيقتهم، يتمكن منك الحزن
حتى تخبر نفسك أنك حقًا قد اكتفيت من حياتك وأن الأوان قد ٱن، أن ترحل في صمت كما عشت صامتًا بين خيبات الحزن الكبري؛ فربما ذلك أفضل حالًا من أن تتمزق روحك من التفكير والقلق.
جيهان حماد
***