darbovar

شارك على مواقع التواصل

محاربة السرطان

عند عودتي للمنزل بعد الحصة العلاجية اتجهت مباشرة نحو المرآة،
رفعت قميصي ﻷرى تلك العلامات في مناطق مختلفة من جسدي،
يبدو اﻷمر مختلفًا، ومخيفًا أن ترافقني تلك الندوب بآلامها شهورًا وألا تأبى مفارقتي، فكم من الوقت سأتحمل ياترى!
ابتسامةٌ غائبةٌ، عينان بارزتان، وجه شاحب، و حلق جاف، و دقات قلبٍ غير منتظمة، حتى الوزن قد خفَّ، لا أتحدث مع أحد، مكتفية بصمت يترجم ما أعانيه، كثيرًا ما كانت تزعجني الأسئلة المتكررة لِمن زارني، كيف حدث هذا! أيعقل أن تصبحي هكذا! نظرات شفقة، ونظرات فضول للتحري عن وضعي الغريب، لم تؤلمني قط تعليقاتهم الجانبية بقدر ما آلمتني دموع والدتي المنهارة متسائلة، هل سأعيش ﻷيامٍ؟
أو ربما ﻷسابيع أو لشهور!
ذلك مازادني إصرارًا على المقاومة، و التغلب على مخاوفي، تشبثت بالله و دعوت كثيرًا أن أغدو بخير، لم أتخلى عنه مثلما فعل البعض معي، و برغم اﻷلم لم أستسلم، و لن يحدث هذا مطلقًا، وكلما أنظر للمرآة أهمس لنفسي بثقة: مرحبًا يا صغيرتي، ها أنا ذا مازال الوقت مبكرًا على الرحيل؛ فلا تتعبي نفسك أكثر مما هي متعبة و لملمي ماتبقى من بعضك في حقيبة صبر؛ فالمرض لم يوقف نبض القلب يوما، بل اﻷجل من يفعل ذلك حتمًا، ستكونين بخير بإذن الله....

سيرين الغرايـري
***

هل سنلتقي ؟

سألني: هل سنلتقي؟
"سنلتقي...
و لكن عندما تتآكل أرواحنا، و تَجِفُ دمُوعنا، عندما تتطاير ذكرياتُنا مع أوراق الخريف، عندها حتمًا سنلتقي...
أتعلم؟ كنتُ دائمًا أخشىٰ من الوحدة، كنتُ مطمئنة بقربك، لم أكن أعلم أنك سَتكون شتاتي، و وحدتي، يؤلمني قلبي كثيرًا، أُشْفِق عليه حقًا؛ لأنهُ أحبك بصدق، وتؤلمني فكرة أنني كنتُ عابرة، لم تهتم لوجعي، و لم تَحنو على ألمي، كنتُ لكَ خير أنيس و حبيب، و كُنتَ لي جلادٌ انْتَزَع من قلبهِ الرحمة، كنتُ لكَ الشعاع المضيء، و كنتَ لي البئرُ المظلم العميق، كنتُ في أتم استعدادي لأُحَارِبُ بكَ الأهل، و القبيلة، وأنزلتُك منزلةً لا تليقُ إلا بك، و لكن خذلتني...
أتعلم! كنت سأخبرك عن كثرة خذلاني من الجميع، و لكن أنتَ خذلتني قبل أن أخبرك، أما الآن فوالله و بالله سَأُخرجك من قلبي حتى و إن أَبَى، فسُكَرُكَ ذاب، و أصبح علقمًا، و لم يتبقى سوى اسمه، فلا تسألني عن اللقاء".

عبير الشرقاوي
***

رفيق الدرب

لحضوركَ ذاتٌ و وقعٌ يلوذُ بفرارِ قلمٍ تكرثت أحبارُهُ مستنفذةً في محاولة وصفِ دفءِ شمسٍ خلالَكَ المذيبةِ لجمودِ قلبي، الَّذي تلملمت أصداء هماسته مكونة سيمفونية عذبة،
من يرقاتِ حروفٍ تأبى الترَنُّم إلَّا على مشارفِ بسمتك، الَّتي تتسلَّل متغلغلةً إلى معابرِ الوجدانِ لمعانقةِ أروقة روحي؛ كي تميطَ جِراحها بضمادٍ كمنبتِ الورودِ بينَ جنباتٍ جرداءِ القلوبِ.

آية محمد

***

متىٰ سوف أزدهر

أتعلم حين تجف ولا تجد أحد بجانبك!
حين يتم هجرك، ويستوطنك الجفاء والغربة، عندما يَهِلُّ المساء و أنت وحيدًا، ولا يوجد أحد معك، و تتحدث أحزانك عن مدى الانكسار والألم الذي يحدث بك، و يشي بك المساء و تحاربك كالأسهم، تطير فوق سمائك، لتنهش جرحك و تزيد من صرخات قلبك، عُوقبتُ بالجفاء و النسيان و فقر الرفاق من حولي، علمتُ أن حضور المطر يزهر و يُحيي القلوب الجافة، ويُعمر القلوب الوحيدة، ولكن لم أعلم أن الجفاء سيسكن قلبي، و يصيب روحي كالسهم الذي خرق قلبي بفعلة فاعل حين غفلةٍ، و لم أعلم أنه من الذين أحببتهم عُمرًا و لم يحبونني يومًا قط، و تسببوا في إيذائي و جفائي...
لم يخبرني أحد أن التعلق في الأشياءِ يُحدث انهيارٌ بالروحٍ، و أنها تذهب بدون موعد، تعلمتُ من الفقد ألا أشرع قلبي لكل عابر،لكل عابر يمتاز بروح الكذب، بروح الضغينة...
غبائي أنني أثق بالبشر سريعًا، من أول لقاءٍ لنا، و أتعشم أكثر، و أمنحهم مفتاح قلبي بثقةٍ، و يسرقونه ثم يرحلون بفعلتهم هذه، كأنهم لم يسرقوا شيئًا و لم يفعلوا شيئًا، و أعود وحيدًا جافًا أُلَمْلِمُ شتاتي، و بقايا خيباتي ماسحًا دموعي التي انهمرت، و أعاهد نفسي أني لن أثق بأحد بعد الآن، وأنني بعد الحين، سأتعلم إِزْهَارُ نفسي بنفسي، ولن أحتاج إلى أحدٍ و لن أَمُدُ قلبي لأحد.

حسناء بكر ( شـغف )

***

فِصام

أتظاهر أَمام الجَميع بأنني ثابتة و قوية علىٰ مَا فيهِ الكفاية، رغمَ كثرة الصعوبات التي واجهتهُا وَحدي، لم أجد أحدًا بجانبي، حتى و لو يواسيني ببعض الكلِمات مِنْ باب جَبرِ الخاطِر؛
فعرفتُ حينها أَنَّ حُزني لا يَعني شيئًا لأحد، لذلك احتفظتُ بهِ وَحدي ليلًا مَع وسادَتي التي كَادت أَن تشتكي مِن دموعِ أعيُني، و أرسم تِلك الابتسامة المزيفة التي تبهرهُم، و يعتقدون أَنني بِخَيرٍ ولا أُبالي لشيء؛
فأنا بَدأت أشُعر أَنني مريضة بالشيزوفرينيا ؛ فاعتدتُ علىٰ هذا الأمر، و أعيش بشخصيتين داخل جسدٍ واحد، فكُل يومٍ يموت فؤادي ألمًا و أضحك كالمجنون الذي لا يُبالي حتيٰ لآلامه؛ لأنَّ هذا الوضع أصْبَح روتيني، ما الجديد!
الألم و الحُزن بمُفرَدي، أما أمامَ الجَميع، فأنا أسعد إنسانة في هذا الوجود، فيا لهُ من شعورٍ سخيف، و مؤلم أنك تصْبح غير مهتمٍ حتىٰ لحُزنك.

خلود محمد ريان ( ورد )

***
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.