MazagElkotob

شارك على مواقع التواصل

القاضي..
لو بصينا على الكلمة دي هنلاقي إنها وظيفة كبيرة جدًا وقد تكون حلمًا لكل شاب الآن؛ لما لها من مكاسب سواء كانت سلطة أو غيرها...
بس لو دققنا النظر شوية هنلاقي إن كلنا دلوقتي بنشتغل قضاة....
أيوة بالظبط كل واحد فينا قاضي، أنا قاضي وأنت قاضي وهو قاضي وهي قاضية.....
بقينا بندي حكمنا على كل شخص نقابله، ونحكم عليه وعلى شخصيته وعلى أخلاقه من بس نظرة عين....
بس مين ادانا الحق نحكم على غيرنا...
مينفعش تبقى عينينا هي مقياس الحكم على الغير..
يعني مين ادانا الحق نحكم على الشاب ده إنه بايظ وداخل النار، لمجرد إن الشاب ده بيشرب سجاير أو بيقول ألفاظ وحشة، يمكن يكون أقرب إلى الله مننا..
مين ادانا الحق نحكم على البنت دي إنها فاسقة ولا تتحلى بالأخلاق لمجرد أن ترتدي ملابس سيئة... ونحكم عليها إنها خلاص داخلة النار ولازم نقتص منها، ما يمكن بعدين ربنا يهديها أو يمكن برها بوالديها أو صدقة عملتها جعلتها أقرب إلى الله وأحب....
وفي نفس الوقت بنحكم على البنت المحترمة وصاحبة الأخلاق العالية لمجرد إنها بترتدي لبس واسع أو محترم..
على الرغم إن ده مش شرط خالص لحسن أخلاقها...
مينفعش نحكم على الشاب ده إن هو مش راجل لمجرد إن شعره طويل، وبنقول عليه متشبه بالنساء على الرغم إن دي مش حقيقة...
ولو بصينا على الأسباب اللي بنحكم بيها على الأشخاص هنلاقي جملة برضو بتأثر فينا أوي وفي حكمنا وهي جملة (فلان قاللي)..
تبقى قاعد مع واحد صاحبك فتلاقي واحد ماشي من قدامكوا، فتلاقي صاحبك يقولك الولد ده مش بحبه ده كذا وكذا وكذا وكذا ويعد عيوبه...
وعلى الرغم إن إنت متعاملتش معاه ومشوفتش منه أي سوء، بس خلاص إنت حكمت عليه إنه وحش بسبب جملة (فلان قاللي)..
وما أكثر القيل والقال الآن...
أصبح القول حتى ولو بالكذب والزور صفة من أكثر الصفات اللي موجودة بينا دلوقتي...
تلاقي بنات قاعدة مع بعض فيلاقوا بنت ميعرفوهاش؛ بس لإنها مش عجباهم قرروا يحكموا عليها ويستغلوا منصبهم (كقضاة)، إن البنت دي مش محترمة أو مغرورة أو مش كويسة.... على الرغم إنهم ميعرفوهاش بس خلاص (رُفعت المحكمة)...
تعالوا نشوف قصة كدة بسيطة مع بعض لكن معناه كبير:
في شاب اتخرج من كليته وخلص جيشه وجهز شقته وزيه زي باقي الشباب دلوقتي بيدور على بنت الحلال اللي هتبقى مراته...
فكل لما يشوف بنت ويروح يسأل عليها يسمع عليها كلام وحش أوي وإنها مش محترمة فيبعد ويرفض...
مامته وباباه قدموله بنات كتير ولكن كالعادة كل لما يسأل على واحدة منهم يكتشف من الناس إنها مش كويسة...
فالشاب زهق وبدأ يتراجع عن فكرة الزواج، وبدأ يقتنع فعلًا إن مفيش بنت محترمة في الزمن ده...
وقرر إنه يأجل فكرة الزواج دي شوية ويركز في شغله...
لحد ما والدته جت في يوم وجابتله عروسة جديدة..
بنت محترمة وجميلة ومثقفة وأهلها محترمين جدًا..
فالكعاده قالتله أنا جايبالك عروسة يا ابني تعالى شوف صورتها، قالها من غير ما اشوف مش هتنفع، قالتله لي بتقول كده، قالها بعد كل ده وبتسألي لي؟؟!
انتي متخيلة بجد إن لسه في بنات محترمة في الزمن ده؟!
قالتله صوابعك مش زي بعضها يبني تعالى بس شوف صورتها ممكن تعجبك، وبالفعل شاف صورتها عجبته جدًا وحس بشعور غريب محسوش قبل كده مع أي عروسة من اللي شافهم، وكمان لبسها محترم جدًا وشكلها لطيف...
قال لمامته أنا حاسس إن هي دي اللي أنا بدور عليها يا أمي، فأمه قالتله وأنا فعلًا كلمت والدها ووالدتها واتفقنا هنروحلهم بعد يومين، قالها موافق بس برضو لازم أسأل عليها أولًا....
وفعلًا راح المكان اللي هي ساكنة فيه وسأل ورجع زعلان وحزين، وقال لوالدته مش قولتلك مفيش بنت محترمة في الزمن ده...
قالتله إي اللي حصل بس، قالولك إي لما سألت...
قالولي إن هي ديمًا بترجع متأخر من برة، وإنها كانت مخطوبة قبل كده وخطيبها سابها علشان شافها مع ولد...
وكمان قالوا إن أخلاقها وحشة جدًا، وكل فترة يلاقوا حد مختلف بيوصلها بعربيته لحد البيت...
أقولك خلاص أنا مش هتجوز...
وفي اليوم اللي مفروض كانوا هيقابلوا أهل العروسة فيه أمه قالتله معلش يا ابني الناس مستنين تعالى نروح ومش هنتفق على حاجة علشان شكلنا قدام الناس...
قالها هروح معاكي علشان مصغركيش إنتي ووالدي بس...
وبالفعل راحوا وقابلوا أهلها...
وأبو العروسة لاحظ إن الولد بيتكلم بطريقة مش كويسة ونظرته وحشة وفكر إن مامته غاصبة عليه، وقاله ضاحكًا إي يبني هما جايبينك غصب عنك ولا إي؟!!
رد عليه قاله حاجة زي كده، قاله يعني إي؟!!
يعني إنت مغصوب على بنتي.. .كان حد قالك إن بنتي ناقصة عرسان ولا إي؟؟!
قاله ياريت قالوا كده...
فالأب قاله تقصد إي... قاله لا مقصدش، قاله لا تقصد..
قول بصراحة تقصد إي...
قاله بصراحة أنا سألت على بنتك قبل ما أجي، وقالولي إنها بترجع متأخر وكل يوم بترجع في عربية مختلفة...
فالأب ضحك أوووي... فاستغرب الشاب وقاله إي اللي بيضحكك إنت مفروض تحس بالعار مش تضحك؟!!
قاله يا ابني أنا بنتي بقالها سنتين بتدرس برا ومش موجودة هنا ومنزلتش مصر من أول ما سافرت فازاي بقى بترجع متأخر كل يوم وفي عربية غريبة؟؟!
قاله طب وخطيبها اللي سابها علشان شافها مع ولد...
قاله كمان خلوها اتخطبت من غير ما أبوها يعرف...
فبص للولد وقاله هقولك نصيحة يبني احنا زمن كله بقى بيتكلم على كله...
وكله بيحكم على كله يعني هما حكموا على بنتي إنها كده مع إن هما ممكن ميعرفوهاش أصلًا بس دي بقت طبيعة دلوقتي اللي منعرفوش نتساهل ونحكم عليه وخلاص...
ولو فضلت تاخد قراراتك بناءً على أحكام وكلام الناس صدقني، هتفصل طول عمرك محتار ومتردد ومش هتعرف تاخد قرار واحد في حياتك....
لو جينا بنص هنا هنلاقي إن دلوقتي الناس بتحكم على أي حد سواء تعرفه أو لا، لمجرد بس إنهم يستغلوا منصبهم (كقضاة) سواء حكموا بالبراءة أو إحالة الأوراق إلى فضيلة المفتي....
فأنت لازم تعرف إن مش من حقك تحكم على حد إنت متعرفهوش... ده حتى في القانون بيقولوا "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"...
بس احنا هنا مش بنستنى حتى تثبت إدانته احنا بنحكم بالإعدام عليه بمجرد نظرة العين أو (فلان قالي)...
ممكن حكم منك على واحد بريء يكون سبب في أذى نفسي كبير جدًا، وممكن تكون إنت الخنجر اللي انتهت بيه حياته... وتذكروا الحكم على مريم كما ذكرنا في الفصل الأول إنها مسترجلة، من غير ما حد يعرف إي الحقيقة والحكم ده كان سبب إنهاء حياة فتاة بنت ال١٨....
ارحموا الناس، وخلوا كل واحد يعيش حياته زي ما هو حابب، مش لازم يبقى متفق معاك أو مع تفكيرك، هو حر يعيشها ازاي...
هو حر يختار الطريقة اللي هو شايفها مناسبة عشان يعيش بيها حياته....
فرجاءً مني ليك يا سيادة القاضي أو يا سيادة القاضية بلاش تتسرعوا وتدوا حكمكم على المتهم إلا لما تثبت إدانته... لأنك يا ويلك لو حكمت بالظلم على بريء... وكنت سبب في شقائه أو تعبه النفسي أو حتى إنهاء حياته...
ويلك.... قاضي الأرض من قاضي السماء....
وشكرًا سيدي الرئيس.....

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.