artherconan

شارك على مواقع التواصل

فنتيجةُ تحرياتنا في وولويتش كانت في الأساس ضد الشاب كادوجان ويست، لكن
الآثار التي وجدناها عند النافذة تشير إلى فرضيةٍ لصالحه أكثر. لنفترض، على سبيل المثال،
أن أحد العملاء الأجانب تواصَلَ معه؛ فكان الأمر سيحدث بموجب تعهُّدات تمنعه من
الحديث في الأمر، ومع ذلك كان هذا سيؤثر على تفكيره بالأسلوب الذي يتضح من إشاراته
إلى خطيبته. جيد جدٍّا. والآن لنفترض أنه وهو في طريقه إلى المسرح مع خطيبته الشابة
رأى فجأةً، في الضباب، هذا العميل نفسه وهو يتجه نحو المكتب. لقد كان رجلًا مندفعًا،
يتَّخِذ قراراته بسرعة؛ فكلُّ شيء يهون في سبيل تأديته واجبَه؛ فتَبِع الرجل، ووصل إلى
النافذة ورأىسرقةَ الأوراق فلَحِق باللص؛ وبهذه الطريقة نكون قد أجَبْنا على فكرةِ أنه من
غير المنطقي أن يأخذ أحدٌ النسخَ الأصلية وفي استطاعته أخذُ نسخةٍ منها؛ فهذا الشخص
«. الدخيل كان عليه أخذ الأوراق الأصلية؛ وهكذا تكون الأمور منطقية
«؟ وما الخطوة التالية »
هنا نواجه الصعوبات؛ فالمرء سيتخيَّل أنه في ظلِّ هذه الملابسات سيكون أول شيء »
يفعله كادوجان ويست هو الإمساك بالمجرم وضرب جرس الإنذار. لماذا لم يفعل هذا؟ هل
يمكن أن يكون الشخصُالذي أخذ الأوراق أحدَ كبار الموظفين؟ هذا يمكنه أن يفسِّرتصرُّفَ
ويست. أم هل كان الرئيس هو مَن هرَبَ من ويست في الضباب، وتوجَّهَ ويست إلى لندن
على الفور ليمنعه من لقاء جماعته، على افتراضِأنه كان يعرف مكانَ وجودِ هذه الجماعة؟
لا بد أن المهمة كانت ملحةً للغاية لدرجةِ أنه ترَكَ خطيبته واقفةً وحْدَها في الضباب ولم
يحاول بأي طريقةٍ أن يتواصل معها. وهنا تأتي الحلقة المفقودة؛ فثمة فجوةٌ كبيرة بين أيٍّ
من هاتين الفرضيتَيْن وإلقاء جثة ويست وهو يحمل سبع أوراق في جيبه من فوق سطح
قطار ميتروبوليتان. والآن غرائزي ستعمل من الجهة الأخرى؛ فإن أمَدَّنا مايكروفت بقائمةِ
«. العناوين فربما أتمكَّن من العثور على مَن نبحث عنه، وبذلك نتتبَّع خيطَيْن بدلًا من واحد
بالطبع وجدنا رسالةً في انتظارنا في شارع بيكر؛ فقد أحضرها أحد موظفي الحكومة
بسرعة بالغة. ألقى هولمز نظرةًسريعة عليها وألقاها إليَّ، وقد ورد فيها:
ثمة العديد من أعضاء الجماعات الصغيرة، لكنَّ قليلًا منها يمكنه تحمُّلُ مسئوليةِ
مسألةٍ كبيرة كهذه. والأشخاصفقط الذين قد يكونون موضعَ شك هم أدولف
ماير، القاطن في ١٣ شارع جريت جورج، وستمنستر؛ ولويس لا روتير، من
كامبدين مانشنز، نوتينج هيل؛ وهوجو أوبرشتاين، ١٣ كولفيلد جاردنز،
كنسينجتون. ومن المعروف أن هذا الأخير كان في المدينة يومَ الإثنين، وورد
عنه اليومَ أنه غادر. يسعدني سماع أنك رأيتَ بصيصًا من النور في القضية؛
فمجلس الوزراء ينتظر تقريرك النهائي بقلق بالغ؛ فقد وصلت رسائل عاجلة
من أعلى دائرة حكومية. كل القوى في الدولة تدعمك إن احتجْتَ إليها.
مايكروفت
«. أخشى أنَّ كافة خيل الملكة ورجالها لن ينفعوا في هذه القضية » : قال هولمز مبتسمًا
ثم فتح خريطته الكبيرة للندن ومال عليها باهتمام بالغ، وقال، وفيصوته شعور بالارتياح:
حسنًا، حسنًا، إن الأمور تتحوَّل قليلًا إلى صالحنا. ابتهِجْ يا واطسون؛ فأنا أشعر بصدقٍ »
وضربنيضربةً خفيفةً على كتفي في حركة مَرِحة مفاجئة «. أننا سنتمكَّن أخيرًا من حلها
سأخرج الآن، إنها جولةُ استطلاعٍ فحسب؛ فأنا لن أفعل أيَّشيء مهم دون وجود رفيقي »
المؤتمن وكاتب سيرتي الذاتية في رفقتي. إنْ بقيتَ هنا، فعلى الأرجح ستجدني عائدًا إليك
بعد ساعة أو اثنتين، وإنْ مر عليك الوقت ثقيلًا يمكنك إحضار ورقة وقلم والبدء في تدوين
«. روايتك عن إنقاذنا للبلد
شعرت بقدْرٍ من مرحه ينعكس في ذهني؛ لأني كنت أعلم جيدًا أنه لن يحيد بعيدًا
هكذا عن أسلوبه الصارم إلا إنْ كان لديه سببٌ جيد للشعور بالسعادة. انتظرتُه طوال هذا
المساء الطويل من شهر نوفمبر، حتى نفد صبري في انتظار عودته. وأخيرًا بعد التاسعة
بوقتٍ قصير وصَلَ رسولٌ يحمل الرسالة التالية:
أنا أتناول العشاء في مطعم جولدينيز، في شارع جلوستر، كنسينجتون. من
فضلك احضرْ حالًا للانضمام إليَّ هناك. أحضِرْ معك عتلةً صغيرة، وكشاف
إضاءة، وإزميلًا، ومسدسًا.
ش. ه.
كانت هذه مُعَدَّات ملائمة يحملها مواطِنٌ محترم في الشوارع المعتمة التي يكسوها
الضباب. خبَّأْتُها جميعًا جيدًا في معطفي، وذهبت مباشَرةً إلى العنوان الذي أعطاه لي، وهناك
وجدتُ صديقي يجلس على طاولة مستديرة بالقرب من باب المطعم الإيطالي المبهر الألوان.
هل تناولتَ شيئًا؟ انضمَّ إليَّ لتناوُل القهوة ومشروب الكوراساو. جرِّبْ واحدةً من »
«؟ سيجار صاحب المحل؛ إنها أقلُّ سُمِّيةً مما يمكن للمرء توقُّعه. هل أحضرتَ المُعَدَّات
«. إنها معي هنا في معطفي »
ممتاز، دَعْني أعُْطِك ملخصًا قصيرًا لما فعلته، مع بعض الإشارة لما نحن على وشك »
فعله. الآن لا بد أنه أصبح واضحًا لك، يا واطسون، إن جثة هذا الشاب قد وُضِعت على
سطح القطار، كان هذا واضحًا تمامًا من اللحظة التي قرَّرْتُ فيها حقيقةَ أنَّ الجثة سقطت
«. من فوق سطح القطار وليس من إحدى العربات
«؟ أَلَا يجوز أنها ربما رُمِيت من فوق أحد الكباري »
يمكنني القول إن هذا ممكن، ولكنك إنْ فحصتَ سطحَ القطار فستجده مستديرًا »
بعض الشيء، ولا يوجد إطار حوله؛ وعليه، يمكننا القول إن الشاب كادوجان ويست قد
«. وُضِع عليه
«؟ كيف يمكن وضعه هناك »
كان هذا هو السؤال الذي لا بدَّ لنا من الإجابة عنه. لا توجد إلا طريقة واحدة محتملة. »
أنت تعلم أن قطارات الأنفاق تخرج من الأنفاق في مناطق معينة في ويست إند؛ فكانت
عندي ذكرى خافتة بأني حين كنتُ أسافر في هذا الطريق كنتُ أرى أحيانًا نوافذَ فوق رأسي
مباشَرةً. والآن لنفترض أن القطار وقف تحت نافذة، هل ستكون ثمة مشكلة في وضع
«؟ الجثة على سطحه
«. يبدو هذا بعيد الاحتمال للغاية »
علينا العودة إلى المبدأ القديم الذي يقول إنه حين تفشل كل الاحتمالات الأخرى، فإن »
أيٍّا كان ما يتبقَّى لديك، مهما بَدَا بعيدَ الاحتمال، يكون هو الحقيقة. وفي هذه القضية
فشلت كل الاحتمالات الأخرى. وحين علمت أن العميل الدولي الشهير، الذي ترك لندن لتوِّه،
كان يسكن داخلَ صفٍّ من المنازل الملاصِقة لمترو الأنفاق، سعدتُ كثيرًا باندهاشك القليل
«. من تهوُّري المفاجئ
«؟ آه! هذا كان ما في الأمر إذن »
أجل، هذا ما كان في الأمر. وقدصار السيد هوجو أوبرشتاين، القاطن في ١٣ كولفيلد »
جاردنز، هو هدفي. بدأت تحرياتي في محطة جلوستر رود، حيث سار معي موظف متعاون
للغاية على طول السكة الحديدية، وسمح لي بالتأكد من نظريتي بأنْ أخبرني ليس فقط
بأنَّ نوافذ السلالم الخلفية لكولفيلد جاردنز تطلُّ على خط السكة الحديدية، بل بالحقيقة
الأكثر أهميةً أيضًا، وهي أنه بسبب التقاطع مع سكة حديدية أكبر منها، تضطر قطاراتُ
«. مترو الأنفاق إلى التوقف باستمرارٍ لبضع دقائق في هذه البقعة على وجه الخصوص
«! مذهل يا هولمز! لقد حللتَ الأمر »
حتى الآن يا واطسون، حتى الآن، فنحن نحرز تقدمًا، لكننا ما زلنا بعيدين عن »
الهدف. حسنًا، بعدما رأيتُ الجزءَ الخلفي من كولفيلد جاردنز زرت الجزء الأمامي منها
وتأكدت بنفسي من أن هذا العميل قد غادَرَ بالفعل. إنه منزل ضخم، غير مفروش، أغلب
الظن أنه يقع في الطابق العلوي. عاش أوبرشتاين هناك مع خادم واحد، على الأرجح كان
أحد حلفائه ويحظى بثقته الكاملة. وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن أوبرشتاين ذهب إلى
القارة الأوروبية ليسلِّم غنيمته، لكن دون أن تكون لديه أي نية في الهرب؛ فلم يكن لديه أيُّ
سبب للخوف من إصدار أمر بالقبضعليه، وبالتأكيد لم تخطر على باله قطُّ فكرةُ زيارةٍ
«. من هاوٍ محلي. ومع ذلك هذا بالضبط ما نحن على وشك أن نفعله
«؟ أَلَا يمكننا إصدارُ أمرٍ قانوني بإلقاء القبضعليه »
«. صعبٌ للغاية في ظلِّ ما لدينا من أدلة »
«؟ ما الذي تأمل أن نفعله »
«. لا يمكننا التنبؤ بما يمكن أن يحدث هناك »
«. أنا لا يعجبني هذا يا هولمز »
يا صديقي العزيز، أنت ستقف للمراقبة في الشارع، وأنا سأفعل الجانب الإجرامي. »
ليس هذا وقت التركيز في الأمور التافهة، فكِّرْ في رسالة مايكروفت، وفي الأميرالية، ومجلس
«. الوزراء، والشخصية ذات الشأن التي تنتظر منَّا الأخبار. نحن مُجبَرون على الذهاب
جاءت إجابتي عن هذا بأنْ قمتُ من حول الطاولة.
«. أنت محق يا هولمز؛ فنحن مُجبَرون على الذهاب » : قلت
نهضفجأة وصافح يدي.
ورأيتُ لِلحظةٍ شيئًا في عينيه يقترب «. كنت أعلم أنك ستوافق في النهاية » : قال لي
من الحنان والرِّقَّة لم أَرَه من قبل. وفي اللحظة التالية مباشَرةً عاد إلى طبيعته المتسلِّطة
والعملية مرةً أخرى.
المكان يبعد نحو نصف ميل، لكننا لسنا في عجلة من أمرنا؛ لذا دعنا نَمْشِ. » : قال
وأرجوك حافِظْ على الأدوات ولا تُسقِطْها؛ فإن إلقاء القبضعليك بوصفك شخصيةً مريبةً
«. للشك سيكون تعقيدًا مؤسفًا
كان كولفيلد جاردنز أحد المنازل ذات الواجهة المسطحة التي تحتوي على أعمدة
ورواق، ويتضح وضوحًا بارزًا أنها أحد منتجات منتصف العصر الفيكتوري في منطقة
ويست إند في لندن. وبدا أنَّ في المنزل المجاور حفلةً للأطفال؛ إذ تردَّدَ صوتُ الأطفال المَرِح
والعزف على البيانو في سكون الليل. كان الضباب لا يزال مخيِّمًا وأخفانا في ظلِّه الودود.
أضاء هولمز مصباحه ووجَّهَه نحو الباب الضخم.
يا لها من مسألة خطيرة! بالطبع الباب مغلق بالترباسوالقفل. يمكننا العثور » : قال لي
على منفذٍ أفضل في المدخل المؤدي إلى القبو. ثمة مدخل رائع له قنطرة هنا في الأسفل يمكننا
الدخول منه حتى لا نتعرَّض لأيِّ شرطي متحمس قد يتطفَّل علينا. ساعدني يا واطسون،
«. وأنا سأساعدك
بعد دقيقة كنا نحن الاثنين في المدخل المؤدي إلى القبو، ولم نكد نصل إلى المنطقة
المظلمة حتى سمعنا وقْعَ أقدامِ رجل الشرطة في الضباب من فوقنا، ومع ابتعاد صوتها
الخافت، شرع هولمز في عمله في الباب السفلي. رأيته ينحني ويضغط عليه بشدة حتى
صدر صوتُ شيءٍ يتحطَّم وفتح الباب. اندفعنا إلى الداخل في الممر المظلم، وأغلقنا باب
المدخل المؤدي إلى القبو خلفنا. أضاء هولمز طريقَنا عبر الدَّرَج الملتوي الصاعد غير المفروش
بسجادة. وسطع ضوءُ مصباحِه الصغير الأصفر على نافذة منخفضة.
ثم فتحها، وحين فعل هذا صدر «. هذه هي يا واطسون، لا بد أنها هي النافذة » : قال
صوتُ حفيفٍ منخفضوحاد وازداد بالتدريج ليصلَ إلى دويٍّ مرتفع للغاية مع مرور أحد
القطارات تحت النافذة في الظلام. حرَّكَ هولمز مصباحه على حافة النافذة. كانت مغطَّاةً
بطبقةٍ كثيفة من السخام بسبب القطارات المارة، غير أن هذه الطبقة السوداء اختفت
وكُشِطت في بعضالمواضع.
يمكن رؤية المكان الذي وُضِعت فيه الجثة، يا إلهي يا واطسون! ما هذا؟ لا شك في »
كان يشير إلى تغيُّرٍ طفيفٍ في اللون على طول الإطار الخشبي للنافذة. «. أن هذه بقعة دماء
وتوجد بقعة مثلها أيضًا على حجارة الدَّرَج؛ وهكذا اكتملت الصورة. دَعْنا نَبْقَ هنا حتى »
«. يتوقف القطار
لم يَطُل انتظارنا؛ فقد دوَّى صوت القطار التالي وهو يخرج من النفق تمامًا مثل
السابق، ولكنه أبطأ في المساحة المفتوحة، ثم معصوت اعتصار المكابح توقَّفَ تحت نافذتنا
مباشَرةً. كانت المسافة من حافة النافذة حتى سطح عربات القطار تناهز أربع أقدام،
فأغلق هولمز النافذة بهدوء.
«؟ حتى الآن يوجد تفسير لما حدث، ما رأيك يا واطسون » : قال
«. عمل مذهل، فأنت لم تَرْقَ إلى مثل هذا المستوى الرائع من قبلُ »
لا يمكنني الاتفاق معك في هذا. منذ لحظة إدراكي لفكرة أن الجثة كانت فوق سطح »
القطار، التي لم تكن بالطبع فكرةً مبهمة، كانت كل الاستنتاجات الأخرى حتمية. ولولا
الأهمية البالغة التي اكتنفت هذه القضية حتى هذه اللحظة، لم تكن لهذه الأمور أهمية.
«. ومع ذلك، تظل ثمة صعوباتٌ تواجِهُنا. لكن ربما نجد هنا شيئًا من شأنه أن يساعدنا
صعدنا دَرَج المطبخ ودخلنا الجناح الذي توجد به الغرف في الطابق الأول. كانت
واحدة من هذه الغرف لتناول الطعام، وكانت مليئةً بالأثاث، ولا تحتوي على شيء مثير
للاهتمام. أما الغرفة الثانية فقد كانت غرفة نوم، ولم نحصل منها أيضًا على أي شيء.
أما الغرفة المتبقية فقد بدت واعدةً أكثر وأخذ رفيقي يُجرِي فيها فحْصَه المنهجي المعتاد.
كانت مليئةً بالكتب والأوراق المبعثرة، ومن الواضح أنها كانت تُستخدَم في الدراسة. فحص
هولمز بسرعةٍ ومنهجية محتوياتِ كافة الأدراج والخزانات، لكنْ لم تظهر عليه أي علامة
لتحقيق النجاح لتضيء وجهه العابس. وفي النهاية، بعد انقضاءِ ساعةٍ لم يكن في وضْعٍ
أفضل من ذلك الذي بدأ به.
لقد غطَّى هذا الخائن الحاذق آثارَه جيدًا؛ فلم يترك أيَّ شيء يمكن أن يدينه. » : قال
«. لقد دمَّرَ مراسلاته الخطيرة أو تخلَّصَمنها. هذه هي فرصتنا الأخيرة
كان يوجد أمامه على المكتب صندوقُ نقودٍ صغيرٌ ورفيع. فتحه هولمز بإزميله. كان
يحتوي على العديد من اللفافات الورقية بداخله، مغطَّاة بأرقام وحسابات، دون وجود
،« ضغط الماء » : أيِّ ملحوظة توضِّح ما تشير إليه هذه الأرقام. أما الكلمات المتكررة، وهي
فقد أشارت إلى وجود علاقة محتملة بالغواصة. نحَّاها ،« الضغط لكل بوصة مربعة » و
هولمز كلَّها جانبًا بنفاد صبر. لم يَبْقَ بعد هذا إلا ظرف يحتوي على بعض القصاصات
الصغيرة من الصحف. أخرَجَها جميعًا ووضَعَها على المكتب، ورأيت على الفور على وجْهِه
المتلهف أنَّ الأمل قد عاد إليه من جديد.
ما هذا يا واطسون؟ هاه؟ ما هذا؟ أرشيف لسلسلة من الرسائل في إعلانات إحدى »
الصحف. عمود الإعلانات الشخصية في صحيفة ديلي تليجراف بطبعة الصحيفة وعددها.
الركن الأيمن العلوي من الصفحة. لا توجد تواريخ، لكن الرسائل مرتَّبة وحدها. لا بد أن
هذه الرسالة هي الأولى:
كنا نرجو أن نسمع منكم مبكرًا الشروط المتفق عليها. برجاء الكتابة كتابةً
مفصلة للعنوان الموجود على الكارت.
بييرو
ثم الرسالة التالية:
الوضع معقَّد للغاية بحيث يتعذَّر وصفه. لا بد من الحصول على تقرير كامل،
والشيء المتفق عليه في انتظارك عند تسليم البضاعة.
بييرو
ثم يأتي بعد ذلك:
القضية مُلِحة. لا بد من سحب العرضإنْ لم يكتمل العقد. حدِّدْ موعدًا بإرسال
رسالة، وسيأتي التوكيد في إعلان.
بييرو
وأخيرًا:
يوم الإثنين بعد التاسعة. نقرتان. نحن فقط. لا تُثِرِ الشكوك. سيكون الدفع نقدًا
عند تسليم البضاعة.
بييرو
جلس «! إنه سجل كامل يا واطسون! ليتنا فقط نصل إلى الرجل على الطرف الآخر
مستغرقًا في التفكير وينقر بأصابعه على الطاولة، وأخيرًا هبَّ واقفًا على قدميه.
حسنًا، ربما لن يكون أمرًا صعبًا، في النهاية. لن يسعنا فعل أكثر من هذا هنا »
يا واطسون. أعتقد أنه ربما علينا الذهاب بالسيارة إلى مكاتب صحيفة دايلي تليجراف،
«. وبهذا ننهي عملَ اليوم
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.