victorhero

شارك على مواقع التواصل

لن أخبرك باسمي
ليس هروبًا من شخصيتي: فقط ما يهمك في هذه القصة هو أحداثها
ظللت لشهور عديدة أبحث عن عمل بعد التخرج: وأخيرا وجدت عمل بأحدى دور النشر التي تم افتتاحها حديثًا
كانت معظم الكتب التي تنشرها الدار موضوعاتها من الموضوعات التي تندرج تحت بند السطحية والتفاهة
صاحب الدار متعدد العلاقات النسائية: مما يجعله هدفًا للكاتبات الواعدات عديمات الموهبة وإحقاقًا للحق هم كثير في الوسط الثقافي
سأحدثك عن إحداهن وهي "سلمي"
‫ كتَبَت سلمي روايتها قبل أن تقرأ كتابًا جادًّا، كتَبَت لتحكي قصَّتها: ميلودراما مُفجِعَة، وغنائية مُفرِطة، كتلك التي كانوا يكتبونها قبل قرنين كاملين، عَدَا أن لغتها بسيطة ساذجة بلا فن، وهذه بالتأكيد وجهة نظري التي لا تُلزِم أحدًا، وهذا التذييل ليس ضروريًّا، إنما أقوله كما يقوله كلُّ مَن يرغب في تمزيق أوصال رواية ما وذبح صاحبها، نوع من التواضُع الرخيص لا يُقنِع دجاجةً جوعانة بالقفز ناحية الذُّرَة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أمَّا الحقيقة فلو كان بإمكاني أن أُلزِمَكم جميعًا بوجهة نظري لفَعَلتُ، أقلُّه ستقرأون فنًّا ذا قيمة!
بعد أشهُر قليلة وصلت روايتها إلى قائمة الفائزين في جائزة المنتدى الثقافي، ولا أحد يسأل كيف! اثنان ممَّن سبق لهم إصدار كتب في دار النشر، تَصادَف اختيارهما عضوَيْن في لجنة تحكيم الجائزة، فكيف لا تفوز رواية من إصدارها! كما أضاف صاحب الدار لمسةً خاصَّةً على مُسمَّى الجائزة، ليُضفي أهميةً ما، تمنح قُرَّاء سلمي الثِّقَة في ذائقتهم المختلَّة، فبدلًا من كونها جائزةَ أفضل رواية مشاركة بالمنتدى الثقافي، جعلها جائزة الأدب العربية.
وصارت تسعى خلفها كاميرات البرامج الثقافية وميكروفونات الإذاعة وصفحات الجرائد الأدبية، رغم أنها لم تُفلِح في صياغة عبارة واحدة تحمل معنى ذا قيمة، في كل مرَّة تعيد سَردَ قصتها كفتاةٍ عانت تجربة الاغتراب في المدينة المتوحِّشة بعد أن تخلَّى عنها أبٌ أنانيٌّ قاسٍ، مع أُمٍّ منكسرة وحيدة، حتى اجتازت صِعابًا، وتخطَّت أهوالًا، وصارت اسمًا يعرفه الجميع.
سلمي كانت وجهًا جديدًا على ساحة الثقافة، جديدًا تمامًا، وبرَّاقًا. لم يكن ثمة كاتبة فاتنة هكذا قبل ظهورها، وكل مَن سَبَقنَها بتعرية الكتفين والرُّكبتين كُنَّ من هؤلاء اللواتي تجاوَزنَ الشباب واستهلكتهنَّ التجارب وتنطَّعن على أبواب الصالونات الثقافية والمنتديات والكباريهات ومقاهي المثقفين. كل منطقة عارية فيهنَّ كانت تبدو رُقعةً شاذَّة في رداء لا يناسبها، أما سلمي ففاتنة بحقٍّ، باشَّة الوجه وبنت ناس، وقبل كل ذلك مُلوَّنة: الشَّعر والعينان والبشرة، ألوان ربَّانيَّة صناعة بلدها.
تنشر صورها في الصالة الرياضية بالملابس الضيقة، وفي حفلات العروض السينمائية بملابس السهرات، وفي أحد المطاعم تتناول القهوة الصباحية.
يُشاع أن مصدر ثرائها زوجٌ خليجي أخفت حكايته، ويُقال أيضًا إن إحدى المتنافسات هي مصدر هذه الشائعة، مثلما أنها مصدر غيرها من الشائعات.
لا تُرى في حفل إلَّا وتسرق الأعين وتجتذب الانتباه.
تعرَّفتُ إليها في إحداها، وكنتُ بالكاد انتهيتُ من قراءة روايتها الوحيدة وأزعجتني، وحين ثار الحديث حولها بين ثُلَّة أصدقاء قبيل بدء الحفل حاولتُ التهرُّب كي لا أُدلي برأيٍ يزعجها.
لكنها وجَّهَت لي سؤالًا مباشرًا كأنها تتحدَّاني، وأجبتُ:

أن الرواية لم تعجبني، رأيتُ دهشتها كما رأيتُ إحراج الآخرين ومحاولاتهم طمس أثر الكلمة، قلتُ:
ـ لن أجامِلَكِ لأنكِ حلوة!‬
‫ قالت: كيف؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عَدَّدتُ أسبابي بإيجاز، وأشرتُ إلى مواطن الرَّكاكة ونقاط الضعف، فطلَبَت مساعدتي لتكتب روايتها الجديدة بشكل أفضل! ظَنَنتُها تسخر، أو تبني سياقًا مُناسِبًا لردٍّ قاسٍ يُعيد لها اعتبارها أمام أصدقائنا، لكن ملامحها بَدَت ليِّنةً صادقة، وحين بدأت الندوة اضطررنا لدخول القاعة المكتظَّة وانقطع الحديث.
جلسنا متجاوِرَيْن في الصف الأخير، تلفحني رائحة الياسمين التي تنبعث من نحرها المضيء.
همستُ محاولًا الاعتذار:
ـ لا تؤاخذيني، لستُ قليل الذوق، لكن المجاملات الأدبية صنعت أصنامًا من العجين، لا أودُّ أن يزدادوا واحدًا!
همَسَت بدورها:
ـ لكنَّكَ جامَلتَ بالفعل:
ـ كيف؟
ـ قلتَ إني حلوة.
ـ لكنَّكِ حلوة.
فعلًا؟
ـ طبعًا.
ومرَّت ساعتان لم يلتفت أيٌّ مِنَّا لما دار فيهما أثناء الندوة، هي كانت أكثر حضورًا من سواها، بَدَت جميلة جدًّا، بل أجمل من كل صورها المنتشرة في وسائل الاتصال بفستانها المجسِّم وشَعرِها الكستنائي اللامع وفلجة أسنانها التي تخطف القلب.
ثمة وجهٌ خافٍ خلف طبقات الألوان والمساحيق، ملامحه رقيقة عذبة نابضة بالحياة، بَدَت رقيقةً للغاية، إلى أقصى غاية، وأجمل من كل النساء!
قطعنا الطريق من قاعة المؤتمر إلى التحرير سيرًا دون كَلَل، توقَّفنا لنأكل فشار ونشرب شايًا من أحد الباعة.
قلتُ إن التشبيهات والاستعارات وما عداها أساليب بَلاغيَّة لا ننثرها على الصفحات مجانية لتزدان بها الحكاية، بل ليكون لها مَهمَّة ووظيفة، وقلت ما نستخدمه مرَّةً في نَصٍّ لا يجب تكراره، وإلا بدا الكاتب ضحلًا فقيرَ الخيال، وأنتِ يا سلمي تُكرِّرين نفس العبارة والتركيب والصورة في صفحة واحدة.
قلتُ إن شخصيات الرواية وُجِدَت لتبقى، لا أن تكون مجرَّدَ أسماء وصفات مظهرية لا تشي بجوهر أو طبيعة مثل أبطالك.
تملَّكَتني شهوةُ الكلام، ودخَلَت هي فقاعة الصدى ساهِمةً مدهوشة، تنظر إليَّ كأنَّ ما أقوله عَجَب.
سألتني أن أضع لها خارطة قراءة، نصوصًا ترتقي بذائقتها لا مُجرَّد قِصَصٍ مشوقة تنساها في اليوم التالي.
دوَّنتُ رقم هاتفها وأرسلتُ لها عناوين خمس روايات أحبُّها:
الخوف وتراب الماس والفيل الأزرق ووكالة عطية وأم ميمي.
وقبل مرور الأسبوع أخبرتني بانتهائها.
أدهشني استيعابها وإصرارها على التعلُّم.
تملك الرغبة والعزيمة لكنها تجهل الطريق، وتقدِّر ذاتها جيدًا: أين تقف، وإلى أين يمكنها الوصول، بينما آخرون أعرفهم، يرى كلٌّ منهم أنه صاحب مشروع، جاء قبل أوانِه، ولا يدرك الناسُ أهميَّته لأنهم يأخذون ظاهِرَ كتاباته، بينما هو عميق جدًّا، وكل ما يَكتُبُ وراءه حكمة وفلسفة وتجربة تُنْبِتُ شَعر الأقرع!
لم تكن سلمي من هؤلاء.
حين أطلعتني على كتاباتها القديمة، أيام الصِّبا والجامعة، رأيت موهبةً حيَّةً طمسها عملها بالمجالات الأخرى الخفيفة ومُخالَطتُها لكُتَّاب الطرائف وقصص الإثارة.
كانت على الطريق قبل أن تحيد.
عَدَّتني مُعلِّمًا، وتمَلَّكني شعورُ الأستاذية، وسعدتُ بهذا الدور وهذا الشعور.
اعترَفَت لي أنها سارت إلى جواري بعد ندوة ذلك اليوم فيما كانت سيارتها مصفوفةً أمام القاعة، لكنها شعرت برغبة في الاستماع إليَّ والسير إلى جواري.
كانت سلمي فاتنة، لو ترونها ستعرفون، امرأة تثير الشيخ المتهدِّم، بملامحها الدقيقة، وانحناءات خصرها العجيبة.
هل رأيتم لُعبةَ الغسالة في مدن الملاهي، هي كتلك، تصيب بالدوار والإجهاد!
توالت لقاءاتنا هنا وهناك وفي كل مكان، كانت حَذِرَة من الظهور معي في أماكن محدَّدة، وصادف حَذَرُها هوًى في نفسي.
أنا أيضًا لا أحب أن يُشاع عن علاقة تربطني بامرأة، أحبُّ أن أُبقي على الصورة التي اعتادها مَن يعرفني: لا تربيطات، لا شِلَل، لا علاقات نسائية طائشة.
لكنَّ الحذَرَ سقط شيئًا فشيئًا، وصِرنا نتلاقى دون ضوابط وبلا حسابات.
وللمرة الأولى رأيتُني أكترث بالدهشة في عينَيْ امرأة تجاه ما أفعل وما أقول، كأنني النسخة الأخيرة من كِتابٍ تُراثيٍّ قديم.
نلتقي عند الهرم أو كافيه في الزمالك أو كوفي شوب في عابدين، وتطلب كأس من البيرة أو زجاجة بيبسي، وأطلب عصيرًا طازجًا، تمامًا مثلما أفعل حين ألتقي صديقًا في ملهى ليليٍّ أو صالة فندق.
لا أتحرَّج، ما لا أُحبُّه أُجاهر بمقاطعته ولا أضطرُّ لمشاركة غيري ما لا أشتهيه.
نعم، أنا لا أحب الخمر ولا رائحة السجائر، ولا شِعرَ النَّثر العامي ولا الترجمات الحديثة، كما لا أحب قُبلات النساء الطائرة والأحضان العارضة.
أعرف أنكم قد ترونني مُتشدِّدًا رَجعيًّا لا يليق بمهنة الفكر الحر.
أقسم أني لست كذلك، لو كنتُ لَمَا جَرَّبتُ كل هذه الأشياء، جرَّبتها وكرهتُ مذاقاتها.
وفي النهاية فأنا لستُ مُضطرًّا لتَجرُّع المُرِّ ليُشعِرَني بالخِفَّة أو الانتشاء، ولستُ مضطرًّا لمجاملة امرأة باحتضانها كما أحتضن صديقًا ألتقيه بعد غياب.
سلمي لم تتَّفِق مع كل أفكاري، لكنها أعجبتها، وفي ظني أنها أُعجِبت باختلافها لا أكثر.
في كلِّ يومٍ نتقارب ويسقط جدارٌ خفيٌّ بيننا، حتى انتبهنا ذات يوم إلى أن ملابسنا أيضًا سقطت على فِراش الغرام.
استفَقتُ على قرعِ طبل مُزعج، وأسئلة تملأ الفراغ وترتطم بالجدران: متى وكيف وإلى أين؟
أحبُّك… وأنا أيضًا! إذن، انكشاف حياتَيْن كلٌّ منهما على الأخرى، وسقوط الأسرار، وترديد عبارات الغرام.
الانتظار والتوقُّعات الكبرى، إعادة ترتيب الاهتمامات، الغيرة والمُفاضَلة والارتياب، الافتقاد والغضب والحزن والترقُّب:
المستقبل وأسئلة المصير وماذا بعد، وقائمة تطول من التوابع.
لا، هذه الحكاية برُمَّتها لا تلائمني، أنا رجُلٌ ينسى خِطبَة أخيه أمام نشرة أخبار تنقل قَصفًا مُتبادَلًا بين حماس وإسرائيل، ويتغيَّب عن عمله ليتابع استفتاء انفصال جنوب السودان، وفي انتخابات البرلمان يدور على اللِّجان ليرصد الرشاوى والتزوير كموفَدٍ رسمي من الأمم المتحدة، ويلغي سَفرًا ليسير في مظاهرة لا يعرف مَطالِبَها.
كما أنني رجُلٌ كتومٌ مُنطَوٍ، حياتي ليست مَشاعًا، لا أحب أن تراني الأعين، ولا أُفصِح بسهولة عن دواخلي، لا أستجيب للفضوليين والمتطفِّلين، ولا أجيد تكوين الصداقات وعلاقات المصالح.
بينما سلمي قِطَّة بَرِّيَّة، اعتادت حياة العراء المكشوفة، تحكي بالصورةِ تفاصيلَ حياتها اليومية، وتحسب نجاحها بعدد اللايكات وتفاعُلات صفحتها.
تُشيعُ تفاصيلها اليومية دقيقة بدقيقة، كهؤلاء الذين يشاركون في برامج تلفزيون الواقع، دائمًا تحت عيون الكاميرا.
يكفي أن تُطالع صفحتها لتعرف ماذا أكَلَت، وماذا ترتدي، وبماذا تشعر!
تحكي لي عن الرسائل التي تنهمر على هاتفها، كل يوم، تعرِض لي بعضها وتتجاهل أخرى، أسماء كبيرة معروفة وأخرى لطُفَيليِّين يختبرون حظوظهم، أو يرمون سِنَّارًا في مياهها، عَلَّه يُصادف صيدًا، نغرق في الضحك.
أحيانًا أشعر بالغيرة، خاصة من رسائل الغزل الفَجِّ، وأسألها:
لِمَ لا تحظر أصحابها؟ تُعدِّد لي أسبابًا لا تدخل ذِمَّتي بمليم، وأتجاهل المسألة.
كنتُ مُعجَبًا بجرأتها والبراءة التي بَدَت عليها، مَنْ تملك فتح رسائلها الخاصَّة أمام شريكها هي امرأةٌ واثقة بذاتها ليس لديها ما تخفيه.
كان ذلك اعتقادي حتى استقبل هاتِفُها رسالةً من فنان معروف، من كلمة واحدة:
كلِّميني!، مَحَتها سريعًا، وتصنَّعتُ بدوري عدم الانتباه.
وفي سريرتي أقول:
صعبٌ أن تتبدَّل حياةٌ أحدهم لأجل آخرَ تَبدُّلًا كاملًا!
ربما ما زالت تحب الشقاوة، وهذا فنان شهير، لديه كل ما قد ترغبه امرأة مثلها، وهي ليست ساذجة، ولا بُدَّ تعرف أنه ليس كشَّافًا للمواهب.
استأذَنَتْ لتبتعد قليلًا كي تُجري مكالمة بعيدًا عن الضوضاء، حين عادت كانت أكثر إشراقًا.
فَهِمتُ!
غابَت في الأيام التالية، ولم أضغط أزرار هاتفي بحثًا عن رقمها، اتَّصَلَت بي لائِمةً إهمالي لها كأن غيابها كحضورها لا يعنيني، كأنها لا شيء!
أرادَت أن نلتقي، وهنالك طلَبَت أن نعلن ارتباطنا أمام الجميع، أن ننشر صورتنا سويًّا.
أفلتُّ ضحكةً عاليةً لم تفهم سببها، وربما لم أفهمه أنا أيضًا، أبديتُ موافقتي دون مناقشة، نهضتُ من مقعدي وأحطتُ كتفيها بذراعي وأمسكتُ الهاتف لألتقط الصورة، استوقفتني، واكتسى وجهها بدهشة خَجِلَة تَوقَّعتُها، استبدَّت بها حيرةٌ أثارت شفقتي.
كانت تعرِف موقفي، تعرفه تمامًا، وانتظَرَت رفضي القاطع للفكرة.
لقد قرَّرَت الابتعاد، أو بالأحرى:
العودة إلى المستوى قبل الأخير من هذه العلاقة، تأطيرها بالشكل الذي يسمح لها بالانطلاق في علاقة أخرى أكثر جدوى، على ألَّا تخسر حضوري في حياتها.
لكنها التجأت لحيلةٍ رخيصة، أرادت مُحاصَرتي بمطلبٍ أرفضه كي أُحطِّم جدران علاقتنا بكلمة لا، فحاصَرتُ حصارها بموافَقةٍ مباشرة وصريحة، تراجَعَت في سذاجةٍ مفضوحة، وطَفِقَت تُدبِّج كلامًا عن الحياة والتجارب وماذا لو، قلتُ:
ـ هذه موافَقَة كاذبة لا أعنيها، فقط أردتُ اختباركِ كما اختبرتني…
أنتِ لا ترغبين في إعلان علاقتنا، على الأقلِّ في هذه المرحلة، أنا لستُ الفنان الشهير لأحقِّق لكِ ما تطمحين!
أُسقط في يدها، سكَتَت وزاغت عيناها، والسؤال اللاذع يطفُر من ملامحها:
كيف عرفتُ بشأن صديقها الفنان وما زال السِّرُّ في مهده لم يتجاوز اثنين يجيدان تغليف الأسرار وطمس روائحها ؟
لم تكن الإجابة في مُتناوَلي لأقدِّمها هدية الفراق، هو مجرَّد شعور قرأته في ملامحها حين استقبَلَت رسالتَه، وصَدَق حَدْسي.
قلت الحمد لله أن القصَّة انتهت سريعًا، ليس لدينا الكثير من الذكريات نجترُّها والحنين الذي نغالبه، مجرَّد أيام حلوة وشهية مرَّت بسلام.
كانت صداقةً شبَّت فيها نيران العاطفة، انطفأت النار وصارت رمادًا، ولن يعودَ رمادُها ليصير صداقة.
لن أقدِّم لكِ نصيحة يا سلمي، على شاكلة:
التَزِمي الجانب الأيمن وحاذِري السرعة المُفرِطة! فسيارتُكِ رُباعيَّة الدَّفع، خزَّانها ممتلئ بالوقود، هي تجربة ستخوضينها للنهاية، وسوف نلتقي من جديد!
اتصلت بي أميرة عاطف إحدى الكاتبات التي تتعامل مع دار النشر التي أعمل بها وأخبرتني أن الفنان ذاته حاول الاتصال بها: وهي قد عرفت من أصدقائها أنه متعدد العلاقات النسائية: فأجابت على طلبه بسؤال:
حضرتك عايزني أجيلك فين؟
قال لها:
المكتب طبعا
قالت له:
عندك سراير كفاية؟
2 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.