HossamElAgamy

شارك على مواقع التواصل

الكمين
مرحلة جديدة

 وبعد خروج محسن، ظل جاك صامتا ناظرا إلي الأرض كأنه يستعيد ذكرياته مع السيد محسن  لدقائق لم يقاطعه فيها علي الذي أخذ يقترب منه .

علي : فعلا نحن فخورون  بجهدك وبكل ما فعلته  حتى الآن ، وعليك أن تكون عند حسن الظن وأعلم ان الاستعدادات تجري لتوسيع نشاط جهاز المخابرات المصري الذي أصبحت انت الآن واحدًا من عملائه.

 

جاك : والسيد محسن؟ 

علي مبتسما : واحدا ممن يقومون بهذه الاستعدادات الآن ، لنعد الي العمل مرة أخري (مقدما سيجارة له ) كيف ستتعامل مع إبراهام ( بدأ رفعت منصتا ) عليك أن تظهر كرهك لمصر والمصريين من حين لآخر بشكل خاص والعالم بشكل عام

 

جاك : هذا ما فعلته في السابق فعلا مع إيلي

علي : ستعيد و تزيد فيه و تختلق الحيل لذلك حتي تقنعه بولائك واستحقاقك الانضمام إلي الفرقة الأولي

جاك : كيف ؟

علي : أن تختلق مشكله ما مثلا مع أحد المصريين مثلا

جاك : و أسبه طبعا

علي مبتسما : و تتعارك معه و مع كل من يتدخل 

جاك مستفهما : وماذا إن وصل الأمر الي القسم ؟

علي مبتسما : رائع و يا حبذا لو كنت أصبت الرجل بعش الإصابات فتبيت لك ليله أو ليلتين بالحجز

جاك : و سجنا أيضا ...معرفتك يا علي بك يبدو أنها لن تطول هكذا

علي ضاحكا  : كلا ، كلا لا تقلق فعندها ستصبح بطلا بالنسبة لهم خاصة و لليهود عامة وستفتح لك كل أبوابهم.

جاك : وإبراهام ماذا تظنه فاعلا معي عندها ؟ هل سيفرح بي

 

علي بهدؤ : قطعا لا ، فهو لا يريد أي مشاكل جانبية و سيؤنبك.. جاك هذه المجموعة فعلا خطرا كبيرا علي الوطن ومن الضروري أن تصل بها الي مكانة رفيعة حتي نقضي عليها

جاك : لا تقلق سيد علي ، سآتيك بخبر هذه الجماعة عن قريب

 

وجري كل ما تم التخطيط له و أنب إبراهام جاك بشدة و هدده بالإستبعاد إن تكرر منه هذا الأمر مرة أخري .

الوحدة ١٣١

مرت الأسابيع ، مر جاك خلالها بالكثير فلقد تم الإعداد لفرقته بالعديد من التدريبات تفوق خلالها كلها ما بين إطلاق الرصاص ، تجهيز المفرقعات ، أعمال التنكر و التمويه من ناحية .

من ناحية أخري أصبح جاك من امهر أفراد الفرقة الأولي في عمليات التهريب بل لقد تعرض إلي مطاردة قوية ذات مرة من قوة الشرطة إلا أنه إستطاع الفرار منه .

وأخيرا جاء الخبر الذي كان ينتظره كثيرا و يطالب به ، فلقد أبلغه إبراهيم هو إيلي كوهين بالإستعداد  للإنضمام للمجموعة الرئيسيه والتي كان قد أطلق عليها اسم (الوحدة 131).

وفي أول اجتماع لجاك مع السيد علي بعد انضمامه لهذه الوحدة

رفعت : أنت تعلم أني مرتبط ( بمارسيل ننيو )

هز علي رأسه بالموافقة

رفعت مكملا : في أول اجتماع لي مع الوحدة  فوجئت بها بينهم بنت الكلاب 

علي : عادي

جاك : ليس عاديا ، لقد إكتشفت أنها عضوا فعالا بها و لها لقبا سريا ويدعونها كلود

 

علي : جاك ، هذا درس مجاني لك لتعلم أن هؤلاء القوم لا عزيز لهم حتي وإن كان يقيم معهم أو حتي من دينهم ، هل كان إفراهام دار حاضرا 

جاك : كلا لم يكن حاضرا و كلود هي من ترأست الإجتماع

علي :حسنا احك لي عن هذا الاجتماع وخططهم

جاك : ليس لديهم خطط إنما هي خطة وحيدة ..وهي إفساد العلاقات المصرية الأمريكية والأوروبية عن طريق القيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية ستنفذها (الوحدة 131) .

 

علي : متي ؟ أين ؟

رفعت : لم اعلم بعد ، فأنا وايلي سنمر بمرحلة تدريب جديدة ولن نحضر أيا من الاجتماعات التحضيرية حتي لهذه العمليات حتي نعبر هذه التدريبات

علي : حاول أن تعلم اي شيء..أسماء ، أماكن بقدر ما تستطيع

جاك : أنا لم اقابل سوي أربعه منهم فقط ومن بينهم كلود و إيلي وهذه أسمائهم وعناوينهم .

المفاجأة

في منتصف ١٩٥٤ أنهي رفعت تدريباته وبناءا علي تعليمات السيد علي فلقد إستمر علي علاقته بمارسيل.

وذات ليلة وأثناء جلوسهما معا.

مارسيل محتضنة إياه : جاك ،هل لازلت غاضبا مني لإخفاء امري عنك

أمسك جاك وجهها : حبيبتي ما فعلتيه هو الشئ الصحيح مصلحة الوطن هي الأهم و إن كنت محلك لفعلت ما فعلتيه .

 

هجمت مارسيل علي حبيبها مقبلة إياه : حسنا و انا لدي خبرا جميلا لك

جاك : خيرا

مارسيل : لقد إجتزت فترة تدريبك بنجاح وعليك الحضور للاجتماع التالي مع المجموعة وأفرادها الرئيسيين و المقرر له بعد غد

 

جاك : هل إجتزتها بمفردي أم هناك آخرون ؟

مارسيل وهي تداعب خصلات شعره : أنت و إيلي

أسند جاك رأسه بخلفية السرير مبتسما فرحا بإنضمامه أخيرا الي الفرقة الأولي .

وصل جاك بصحبة إيلي إلي مخزنا من مخازن أحد الشركات اليهودية وما إن دخلا حتي وجدا إثني عشر يهوديا هم كل أعضاء المشاركين في الوحدة ومن بينهم مارسيل التي هبت بفرح عارم مستقبلة إياه و أخذت تعرفه علي الحاضرين .

 

 

جاك هامسا لمارسيل  : لما لم نبدأ الإجتماع ؟

مارسيل : نحن في انتظار رئيس مجموعتنا الكولونيل ( إفراهام دار )

جاك وكأنه مندهشا : إفراهام دار !

وقبل أن يسأل جاك سؤالا جديدا ، فتح الباب وفوجئ بدخول إبراهام وبصحبته شخصا آخر قدر أنه إفراهام .

وبعد التحية و السلام

 

مارسيل : سيدي الكولونيل ، إنضم إلينا اليوم العضوين الجديدين اللذان تم إعتماد إنضمامهما بالإجتماع الماضي .

بدأ الكولونيل في التحدث مرحبا بهما و بشرح المطلوب من الوحدة ١٣١ إلا أن جاك ما إن سمع صوته حتي شعر أنه قد سمع هذا الصوت من قبل الصوت لشخص قابله لكن ليس بذات الوجه إلا أنه متأكدا أنه سمع هذا الصوت من قبل .

 

طوال حديث الكولونيل ظل جاك يعتصر ذاكرته حتي وانته فكرة بأن يغلق عينيه و يركز أكثر مع الصوت.

وفجأة أنار عقله بصورة ما وهمس لنفسه : نعم ..نعم هو ...أقسم أنه هو

 

وما إن إنتهي الإجتماع حتي توجه إلي الكولونيل محييا إياه

جاك مبتسما : سيدي الكولونيل أنه لشرف كبير لي أن أعمل تحت قيادتك

 

إفراهام مبتسما : شكرا جاك لقد سمعت عنك الكثير

مال جاك عليه : بل و رأيتني و تقابلنا مرة

نظر إفراهام إليه مبتسما و معجبا وهمس في أذنه : نعم فعلا لكن هذا سرنا لا تبح به ( و وإلتفت إفراهام مواجهة الجميع قبل الخروج ) لا يتخلف أحدكم عن موعد الإجتماع القادم .

 

رأس الأفعى

رأي جاك أن لا حاجة لطلب الإجتماع مع السيد علي الآن إلي ان يحضر الإجتماع القادم وعليه أن يكتفي بإرسال مكان اللقاء فتواصل جاك معه تليفونيا

جاك : مساء الخير ، أبو الهول للألبان

علي : يسعد مساك تفضل

جاك : أرجو إرسال زجاجتين غدا لا واحدة للأهمية

علي : الإسم

جاك : جاك بيتون

 

في الصباح الباكر أرسل جاك مع بائع اللبن مكان اللقاء .

وبعد ثلاثة أيام ، توجه أعضاء الوحدة كلا علي حده زيادة في الحيطة مع إتباع كل إجراءات الأمن التي تدربوا عليها إلي مكان اللقاء المدون بورقة تسلمها كل فردا منهم .

وفي الموعد المحدد ، بدأ توافد الأعضاء و من بينهم جاك الذي وصل إلي باب قصر لثري من أثرياء اليهود المعروفين ليس بالإسكندرية فقط بل بمصر .

 

وعند باب القصر، إستقبله رجلا ضخما قويا وقاده من سلم خلفي الي غرفة تحت الارض حيث البدروم و مخزن الخمور الخاص بالقصر و غرفة أخري فارغة تماما إلا من طاولة كبيرة محاطة بكراسي عديدة موضوع عليها زجاجات خمر و مياه و اكواب فارغة .

وبدأ إفراهام الإجتماع

إفراهام : كيف حال الجميع دعوني اولا أبدأ بتوصيل تحيات رئيس ( أمان ) المخابرات العسكرية الإسرائيلية ووزير الدفاع ( اسحق لافون ) لكم

الجميع بحماس : شكرا سيدي

إفراهام : بالنسبة للتعليمات فسيقوم بإبلاغكم إياها رئيس الوحدة في مصر

 

وبدأ الاعضاء يتهامسون فيما بينهم .

إفراهام مقاطعا : نعم ، صحيح ما سمعتموه ، فأنا الرئيس التنفيذي آما رئيس الوحدة فسينضم إلينا بين دقيقة و أخري.

مرت خمس دقائق من الإنتظار الممل واخيرا فتح الباب وهل رئيس الوحدة الذي كان رجلا في منتصف الأربعينات انيق جدا، يرتدي بدلة بيضاء و حذاء أبيض وعلي وجهه إبتسامة واسعة .

 

هب جميع الأعضاء واقفون لتحية رئيسهم الذي ما إن وقف علي رأس الطاولة حتي وضحت معالمه وهنا شهقت غالبية أعضاء الوحدة و البقية الأخري أدلت شفتها السفلي من المفاجأة .

 

فالرجل كان السيد ( ماكس بينيت ) واحد من الشخصيات اليهودية البارزة في الأوساط اليهودية والمعروف بوطنيته لمصر وعدم اعترافه بدوله اسرائيل .

الرجل الذي كثيرا ما تبرع للمجهود الحربي المصري وهاهو الآن يظهر علي حقيقته فهو رأس الأفعى و مسئول أمان بمصر .

 وبعد الترحيب بالجميع والتعرف علي الاعضاء الجدد بدأ الإجتماع.

ماكس : الجميع يعلم أن اتفاقيه الجلاء قد وقعت بين مصر وانجلترا وسيبدأ الجلاء في يونيو القادم لذا فهدفنا الرئيسي سيكون إفساد العلاقات بين مصر وامريكا وانجلترا.

وتدخل( موسي مرزوق ) طبيب مشهور بالإسكندرية  ومصنف كأكبر أعضاء الوحدة سنا واكثرهم احتراما والجميع يقدره

 

موسي : ومتي سنبدأ ؟وأين ؟

جون مبتسما : سيتم إعلامكم في حينه أما الآن فليذهب الجميع الي بيوتهم لحين دعوتكم مره اخري .

خرج الجميع عدا (إفراهام )و (بينيت) وكان رجال المخابرات المصريه بإنتظار الخارجين ليراقبونهم بعدما أبلغ جاك السيد علي بموعد الاجتماع قبل حضوره.

 

الإرهاب

في اليوم التالي إلتقي جاك ب( علي )

جاك : أرأيت ...جون دارلينج هو نفسه إفراهام دار و ماكس بينيت أكثر اليهود سبا في الصهيونية و رجل الأعمال الخيري صاحب مصنع الأيدي و الأرجل التعويضية و أكبر المتبرعين للجيش المصري و صديق رجال الثورة هو العقل المدبر للوحدة ١٣١

 

علي : ما حصلت عليه جاك من معلومات و كشفك لكل اعضاء الشبكة نصرا غاليا و مكسبا كبيرا لنا أحسنت جاك حقا أنا فخور بك و الآن قص علي كل ما حدث .

وفي الثاني من يوليو صحا الشعب علي مجموعه من التفجيرات البسيطة ببعض صناديق البريد بالقاهرة والاسكندريه.

أسرع جاك الذي كان بعمله ، بعدما سمع بما حدث باحثا عن ( إيلي ) الذي ووجده في المقهي جالسا سعيدا بما يسمعه من تفجيرات

 

جاك بغضب  : هل هذه التفجيرات تخص جماعتنا

إيلي مبتسما : و ماذا تظن ؟

جاك : البوليس المصري يقول إخوان أو شيوعيون

إيلي : لا يهم

جاك بحماس غاضب : وأين نحن إيلي ؟ وحق الرب لئن لم يكن لنا دورا بعد ذلك فلننفصل عنهم ولنكون مجموعتنا الخاصه

 

إلتفت أيلي وقد اصيب بالدهشة مما يسمع : أأنت جاد حقا

جاك بإصرار : اقسم بالتوراة لئن لم يشركونا معهم ، لأنفصل عنهم وأفعل ما أراه مناسبا نحن لم نتدرب كل هذه التدريبات حتي نجلس بمنازلنا أو علي القهاوي نستمع لبطولات جماعتنا مثلنا مثل هؤلاء ( مشيرا لرواد المقهي )

مرت الايام وبقدر المستطاع ظل جاك بجوار( إيلي) يراقبه كظله بخلاف المراقبة المفروضة عليه من المخابرات المصرية.

 

الكمين

في الرابع عشر من يوليو ،و أثناء وجود جاك بعمله إذا بمارسيل تقف أمامه

جاك قلقا : مارسيل ..ماذا تفعلين ؟ هل حدث مكروه؟

مارسيل بجدية : هيا جاك ..إستأذن للخروج

وقف جاك وهو لا يفهم : لماذا؟

مارسيل بحدة  : هيا جاك ...ليس لدينا وقت لدينا موعدا هاما ..هيا

 

خرج جاك بصحبتها من الباب الخلفي لمقر عمله وهو يكرر السؤال عليها وهي لا ترد و ما إن ركب السيارة حتي وجد ثلاثة الآخرين بجواره بينهما إثنان لم يقابلهما من قبل

مارسيل لقائد السيارة : هيا سنحضر فيليب ناتاسون

جاك محدثا نفسه : مؤكد أنهم يقومون بتجميع الوحدة لموعدا جديدا لضمان عدم تسرب الموعد و غالبا سيحدد فيه العمليات

 

وخلال نصف ساعة كانت السيارة تطوف حول القصر الذي يتم فيه الإجتماع وجلس جاك مطمئنا بأن رجال السيد علي سيلاحظون دخول السيارة أثناء مراقبتهم للقصر و بالتالي سيعلم السيد علي إلا أن ما حدث كان خارج توقعه تماما .

طرق مساعد السيد علي الباب ولم ينتظر الأمر بالدخول واقتحم المكتب : سيد علي ، سيارة مرت علي الخواجة جاك بالشركة التي يعمل بها و أخذته منها منذ حوالي ربع ساعة ولم تلحظها المراقبة

 

هب علي واقفا : شدد لي الحراسة علي كل أعضاء الشبكة و علي القصر و بيت الخواجة جاك

إلتقط علي سماعة الهاتف : خط القاهرة يا إبني ( وبعد دقيقة ) سيد محسن مساء الخير ، في موضوع مهم أرجو أن تشرفنا في اسرع وقت

محسن : خيرا

جاك : يبدو أن الخامات التي ننتظرها ستخرج الليلة من مخازن الجمرك

محسن : حسنا اربع ساعات وأكون في فرع الشركة.

دارت السيارة التي تقل جاك حول القصر و لم تدخله فإعتدل جاك في جلسته

 

جاك : كلود ، لقد فوتنا القصر

نظرت مارسيل إليه ضاحكة : لا تقلق

وحين أصبحت السيارة في الشارع الموازي للقصر توقفت لثوان أمام بوابة القصر الملاصق له من الخلف والذي أسرع رجلين بفتح البوابة لها .

 

دلفت السيارة الي داخل هذا القصر و دارت حوله حتي توقفت عند نقطة بعينها ثم أسرعت كلود بالنزول وهي تأمر الجميع بالنزول .

أسرعت كلود بالصعود فوق ممشي من الحشائش وأخذت تدقق النظر فيه لثوان ثم مدت يدها إلي الحشائش تزيح بعض أوراق الشجر العريضة فإذا بغطاء حديد مخبأ تحتها  .

كلود الي السائق : ديڤيد أسرع و إرفعه  ( التفتت الي المجموعة التي معها ) ستنزلون بأسرع ما يمكنكم الي داخل هذا النفق في أقل من نصف دقيقة.

 

 تأخر جاك في النزول حتي يلازم مارسيل التي كانت آخر من دخل النفق

كلود الي السائق : أغلق الباب و أسرع بإحضار المجموعة الباقية

نزل الجميع عشر درجات و ظلوا في انتظار كلود حتي تلحق بهم

كلود : هيا شباب ، سنسير في هذا النفق حتي نصل إلي باب خشبي

وتحت إضاءة خافتة من كشاف نور و المسمي بلمبة الجاز في هذا الوقت سار الفريق وكلود تتابعهم .

جاك : مارسيل ماذا يحدث ؟

 

نظرت له ضاحكة : كلود ...كلود ، جاك وهذا عمل و لا يوجد به من تدعي مارسيل

صمت جاك وإستمر في الطريق يفكر في الوضع : ولاد الكلب ، يلعبونها بأستاذية هذه المرة فرحال السيد علي لن يروا أحدا يدخل أو يخرج من القصر المعني الذي يراقبونه ...يا رب

 

وأخيرا ظهر الباب الخشبي و تقدمت كلود إليه فاتحة إياه وولج الجميع إلي الداخل فإذا بهم داخل بدروم القصر الذي يعرفونه .

وسط صمت مطبق ظل الجميع في إنتظار باقي المجموعة آمل جاك فلقد توصل إلي أنه ما أن سيخرج سيتصل بالسيد علي ويخبره .

 

وأخيرا بدأ الإجتماع بعد إنضمام إفراهام و ماكس بينيت .

إفراهام : يا سادة ، سنبدأ اليوم أولي عملياتنا وهي تفحير مكاتب الإستعلامات الأمريكية  سنفخخ  بعض مكاتب البريد  و سينما ريو و مترو بالإسكندرية.

مع تصفيق الجميع إضطر جاك لمشاركتهم فرحتهم

إفراهام مكملا : يا سادة هذه العملية إسمها ( سوزانا ) تذكروا جيدا هذا الإسم نحن اليوم نكتب التاريخ من جديد و الآن إستمعوا إلي جيدا ...سننقسم إلي فريقين ، فريق سينفذ هذه التفجيرات و الثاني سيكون إحتياطيا

إبراهام:  جاك ، إيلي ثم تلي ثلاثة أسماء اخري ستكونون الفرقة الإحتياطية لنا و ستبيتون الليلة في بيت إيلي ، لن تتصلوا بأحد و لن تخرجوا منه .

 

جاك مقاطعا : كولونيل لماذا إستبعدتمونا عما سيحصل الليلة  ؟

إفراهام : جاك لا مجال الآن لأي إعتراض ستؤجله إلي ما بعد

ماكس :جاك نعلم أنك رجل وطني غيور لكن دورك لابد و أنه سيحين والآن عليكم بالرحيل حتي توزع الأدوار قبل أن يسرقنا الوقت .

 

طوال طريق الخروج ، أخذ جاك يفكر فيما سيفعله و ما إن وصل لنهايته حتي أمسك بجانبه الايمن وأخذ يشكو من ألم فظيع به وبدأ يتأوه ويتألم ثم مال علي الأرض كأنه سيقع .

مد إيلي يده إليه  : جاك ما بك ؟

جاك : يبدو أنها كليتي

إيلي : ما إن تخرج حتي نذهب الي طبيب

 

جاك بألم  : لا فعلاجي بالمنزل  ، أجلسني هنا وعد  الي دكتور (موسي) بالداخل وإستدعه

إيلي : أنت علي حق سأستدعيه علي الفور...فلينتظر الجميع ولا تخرجوا حتي اعود .

جلس جاك مستندا إلي حائط النفق بالبدروم مقررا عدم التحرك قبل أن يتوصل الي معلومة ما أو إشارة تساعده علي معرفة من سيقومون بالعملية .

جاك لنفسه : لن ارحل قبل أن أحصل علي اي معلومة ،بنهاية هذا النفق يقبع تسعة شياطين كارهون لوطني و يتآمرون عليه وعلي بني وطني  لن أرحل قبل أن أصل إلي شئ أو اقتلهم جميعا.

 

كان جاك يعرف أن من سينفذ هذه العمليات بعضا من التسعة وليس كلهم

دقائق عشرة مرت عليه وهو جالس داخل النفق  يتألم ، وإذا بزميلهم ( فيليب ناتسون ) يمر أمامه  منفردا و قد ظهر عليه بعضا من التوتر وعرقه يتصبب فوق وجهه كصنبور ماء لا يتوقف .

 

مر فيليب علي جاك و زملائه كأنهم لم يكونوا موجودين أو رآهم حتي .

لاحظ جاك تخبط  فيليب في مشيته وقد كان كأنه يجر في قدميه , فراود جاك الاحساس بأنه لا شك أحد المشاركين بأحد العمليات.

وإذا بنداء بإسمه يأتي من خلفه : جاك ...جاك ماذا بك ؟

نظر جاك فإذا ب صموئيل عازار و بول فرانك يقتربان منه وعلي وجهها إبتسامة كبيرة

 

جاك متألما : ألما بالكلي

عازار شامتا : وكيف كنت ستقوم بالمهمة إذن ؟

نظر جاك له بغضب خامسا لنفسه : اه يا ابن ال... لو اقدر كنت قتلتك ..ثم قرر أن يجرب معه لعبة الثقة .

جاك بثبات : حاذرا علي روحكما و أنتما تنفذان العملية.

إقترب فرانك منه : لا تقلق سنشعلها نارا في كل أرجاء المدينة .

جاك هامسا: أصبحوا ثلاثة،علي أن أفكر كيف سأصل الي السيد علي  

وإذا ب ( إيلي) يعود مسرعا حاملا كوب به سائل ما

إيلي: دكتور( موسي) سينهي شيئا ما بالداخل وسيأتي ليراك اشرب هذا النعناع لعله يهدئ ألآمك

مرت خمس دقائق و بدأ جاك يفتعل شيئا من الهدوء وإذا به يلمح (دكتور موسي ) يقترب منه ليطمئن عليه وبعد الكشف عليه

 

موسي : لا تقلق يبدو انها فعلا الكلي هل لديك علاج لها

جاك جازا علي أسنانه من الألم : نعم الحقن بالبيت

موسي : حسنا ما إن تصل إلي البيت حتي تأخذها

إيلي : لكن دكتور من المفروض أن يبيت هو عندي فماذا نفعل

 

بعد تفكير

موسي : بدلا من أن يبيتوا عندك ...فلتبيتوا عنده ( مبتسما ) و ستوفر طعامهم و إستهلاكهم للكهرباء يا إيلي

إيلي : فكرة جيدة ...هلم جاك سنذهب إلي بيتك ونبيت عندك

موسي : و إن تكرر الأمر سأكون هنا حتي موعد العملية و بعدها إن أردتم شيئا.

 

إنشرح قلب جاك لما سمعه من موسي وبات عليه الآن أن يسرع الي بيته وهناك سيتصرف ويبلغ السيد علي

مكتب علي غالي

علي الجانب الآخر إتصل رجال علي به يبلغونه عدم ظهور أي فردا من أفراد الوحدة بمنازلهم ولا بالقصر المراقب .

إمتلأ قلب علي بالقلق الشديد و أيقن أن هناك أمرا جللا سيحدث الليلة و أثناء جلوسه يفكر في الأمر إذا بالسيد محسن يدخل عليه محييا .

 شكره جاك وبدأ يقف مستندا علي ( إيلي )  أخذ يسير علي مهل محاولا كسب أي وقتا آخر لعل هناك ما يستجد .

في نهاية الممر وقبل أن يصعد سلالم هذا النفق حتي يركب السيارة سمع صوت مارسيل تنادي عليه لينتظرها قبل خروجه.

 

مارسيل محتضنة إياه : سلامتك حبيبي ما إن سمعت من موسي حتي لحقت بك

نظر جاك الي إيلي الذي إستأذن مبتعدا : حبيبك ..لقد بدأت اخاف منك ، نعيش سويا وتخفين عني الكثير

مارسيل هامسة وهى لازالت ترقد في أحضانه : انت تعلم دواعي الأمن

 

شدد جاك من إحتضانه لها : مارسيل أعلم بها ، لكني الآن اكلم حبيبتي ، روحي أريد أن اطمئن عليكي ...لا أريد أن أعلم ما ستفعلينه لكن متي ستعودين و إلي أين ؟

مارسيل : حبيبي لا تقلق ، سأكون مع فرانك  فلا تقلق

جاك : فرانك هذا أرعن و يخاف من خياله

رفعت مارسيل عيناها : لا تقل هذا فكل الوحدة علي مستوي عال من المهارة ..المهم إذهب الآن و خذ علاجك لقد سمح لك الكولونيل بهذا ...وما أن أعود حتي أعد لك وليمة النصر يا حبيبي ( ثم قبلته )

جاك : وماذا إن فشل ؟

مارسيل : لا تقلق سأسافر إلي رأس البر وكفاك أسئلة هذا آخر ما استطيع قوله لك حتي تطمئن .

ركب جاك مع باقي أفراد مجموعته متوجها بهم إلي  بيته يدعو الله أن يكون رجال السيد علي هناك و يلاحظوهم لكن ما كان يؤرقه هو كيف سيبلغه بالمعلومات .

مكتب علي غالي

 

شرح علي الموقف للسيد محسن

محسن : معني كلامك أن أفراد الوحدة جميعا مختفون بما فيهم جاك

علي بحيرة : نعم كأن الأرض قد إنشقت و إبتلعتهم

أخذ محسن يفكر قليلا ثم رفع رأسه سائلا : الجميع كانوا بأعمالهم ثم اختفوا أليس كذلك ؟

 

علي : نعم والكل خرجوا من الأبواب الخلفية لأعمالهم .

محسن : حسنا فماذا عن ماكس بينيت ...هل خرج هو أيضا اليوم الي عمله فهو كما تعلم رجل أعمال صاحب مصانع ولا بد له من الذهاب إلي أعماله .

تصفح علي عدة أوراق موضوعة أمامه : كلا يا سيدي ...ماكس لم يخرج اليوم وسيارته تقف أمام قصره .

وقف محسن وهو يشعل سيجارته و أخذ يعيد التفكير في الموقف بأكمله وقبل أن يفتح فمه دخل أحد مساعدي علي متلهفا

 

المساعد : جاك و إيلي و معهم ثلاثة أفراد وصلوا بسيارة سوداء إلي بيته

التفت محسن قلقا : وماذا فعلوا ؟

المساعد : كان يبدو علي جاك المرض فلقد كان إيلي يساعده

محسن : أبلغ الرجال بأن يكونوا متيقظين ( اسرع المساعد لتنفيذ الأمر ) ، علي أرسل دعما إليهم بأسرع مما يمكن ( رفع علي سماعة الهاتف مبلغا الأمر )

أشعل محسن سيجارة جديدة : علي ، ماكس بمنزله ولم يخرج أليس كذلك ؟

 

علي : نعم ، لمحه رجالنا الساعة العاشرة صباحا يتريض بحديقة قصره

محسن : أحضر لي خريطة لموقع فيلا ماكس و ما حولها .

علي : علي الفور .

 

الثعلب

أراح إيلي جاك علي سريره ثم قام بتغطيته ورقد جاك مفكرا في الطريقة التي سيخبر بها السيد علي

إيلي : أين الحقن حتي أعطيها لك

وهنا إلتمعت الفكرة في رأسه هامسا لنفسه : سأنفذها وليكن ما يكون ليس لدي طريقة أخري

 

إيلي : جاك ...أين ذهبت ؟

إلتفت جاك إليه و الألم يعتصر قسمات وجهه : لقد كنت سأشتريها اليوم إبحث عن الروشتة و ارسل من يشتريها

أخذ إيلي يبحث عن هذه الروشتة المزعومة دون أن يجدها فعاد إلي جاك الذي قد بدأ الألم يعاوده من جديد .

إيلي : ماذا سنفعل جاك ؟

جاك متألما وبصعوبة : أعطني ورقة وقلم

كتب جاك رقما تليفونيا وناوله إلي إيلي : إتصل بهذا الرقم أنه مستوصف أبو الهول و أطلب أن يرسلوا إلي الطبيب علي مصطفي فهو الطبيب المتابع لحالتي...( صرخ ألما ) أسرع إيلي ( وأخذ جاك يتلوى )

 

في نفس الوقت كان علي يضع خريطة للمنطقة التي تضم فيلا ماكس بينيت أمام محسن و إنطلق رنين الهاتف

علي : آلو

إيلي : مستوصف أبو الهول

وضع علي يده علي ميكروفون الهاتف وأشار إلي محسن الذي اقترب منه فهمي في أذنه : شخصا من طرف جاك

أشار محسن له بالإستمرار معه وقد ناوله ورقة وقلما ليكتب ما سيسمعه.

 

علي : ايوة تفضل

إيلي : أريد الطبيب علي مصطفي عندي حالة كان يتابعها

علي : موجود حضرتك ...إسم الحالة بعد إذنك

إيلي : جاك ...جاك بيتون مريض بالكلي .

علي : تمام يا افندم ، عشر دقائق بالكثير وسيكون عنده

أغلق علي سماعة الهاتف ونظر الي السيد محسن : مصطفي علي ...يا له من ثعلب

محسن مبتسما : بل  قل  ذئبا ...حقا لقد صار هذا الفتي.. ..هيا يا علي فالليلة ستكون حارة جدا

 

 

 

 

 

مرحلة جديدة

 وبعد خروج محسن، ظل جاك صامتا ناظرا إلي الأرض كأنه يستعيد ذكرياته مع السيد محسن  لدقائق لم يقاطعه فيها علي الذي أخذ يقترب منه .

علي : فعلا نحن فخورون  بجهدك وبكل ما فعلته  حتى الآن ، وعليك أن تكون عند حسن الظن وأعلم ان الاستعدادات تجري لتوسيع نشاط جهاز المخابرات المصري الذي أصبحت انت الآن واحدًا من عملائه.

 

جاك : والسيد محسن؟ 

علي مبتسما : واحدا ممن يقومون بهذه الاستعدادات الآن ، لنعد الي العمل مرة أخري (مقدما سيجارة له ) كيف ستتعامل مع إبراهام ( بدأ رفعت منصتا ) عليك أن تظهر كرهك لمصر والمصريين من حين لآخر بشكل خاص والعالم بشكل عام

 

جاك : هذا ما فعلته في السابق فعلا مع إيلي

علي : ستعيد و تزيد فيه و تختلق الحيل لذلك حتي تقنعه بولائك واستحقاقك الانضمام إلي الفرقة الأولي

جاك : كيف ؟

علي : أن تختلق مشكله ما مثلا مع أحد المصريين مثلا

جاك : و أسبه طبعا

علي مبتسما : و تتعارك معه و مع كل من يتدخل 

جاك مستفهما : وماذا إن وصل الأمر الي القسم ؟

علي مبتسما : رائع و يا حبذا لو كنت أصبت الرجل بعش الإصابات فتبيت لك ليله أو ليلتين بالحجز

جاك : و سجنا أيضا ...معرفتك يا علي بك يبدو أنها لن تطول هكذا

علي ضاحكا  : كلا ، كلا لا تقلق فعندها ستصبح بطلا بالنسبة لهم خاصة و لليهود عامة وستفتح لك كل أبوابهم.

جاك : وإبراهام ماذا تظنه فاعلا معي عندها ؟ هل سيفرح بي

 

علي بهدؤ : قطعا لا ، فهو لا يريد أي مشاكل جانبية و سيؤنبك.. جاك هذه المجموعة فعلا خطرا كبيرا علي الوطن ومن الضروري أن تصل بها الي مكانة رفيعة حتي نقضي عليها

جاك : لا تقلق سيد علي ، سآتيك بخبر هذه الجماعة عن قريب

 

وجري كل ما تم التخطيط له و أنب إبراهام جاك بشدة و هدده بالإستبعاد إن تكرر منه هذا الأمر مرة أخري .

الوحدة ١٣١

مرت الأسابيع ، مر جاك خلالها بالكثير فلقد تم الإعداد لفرقته بالعديد من التدريبات تفوق خلالها كلها ما بين إطلاق الرصاص ، تجهيز المفرقعات ، أعمال التنكر و التمويه من ناحية .

من ناحية أخري أصبح جاك من امهر أفراد الفرقة الأولي في عمليات التهريب بل لقد تعرض إلي مطاردة قوية ذات مرة من قوة الشرطة إلا أنه إستطاع الفرار منه .

وأخيرا جاء الخبر الذي كان ينتظره كثيرا و يطالب به ، فلقد أبلغه إبراهيم هو إيلي كوهين بالإستعداد  للإنضمام للمجموعة الرئيسيه والتي كان قد أطلق عليها اسم (الوحدة 131).

وفي أول اجتماع لجاك مع السيد علي بعد انضمامه لهذه الوحدة

رفعت : أنت تعلم أني مرتبط ( بمارسيل ننيو )

هز علي رأسه بالموافقة

رفعت مكملا : في أول اجتماع لي مع الوحدة  فوجئت بها بينهم بنت الكلاب 

علي : عادي

جاك : ليس عاديا ، لقد إكتشفت أنها عضوا فعالا بها و لها لقبا سريا ويدعونها كلود

 

علي : جاك ، هذا درس مجاني لك لتعلم أن هؤلاء القوم لا عزيز لهم حتي وإن كان يقيم معهم أو حتي من دينهم ، هل كان إفراهام دار حاضرا 

جاك : كلا لم يكن حاضرا و كلود هي من ترأست الإجتماع

علي :حسنا احك لي عن هذا الاجتماع وخططهم

جاك : ليس لديهم خطط إنما هي خطة وحيدة ..وهي إفساد العلاقات المصرية الأمريكية والأوروبية عن طريق القيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية ستنفذها (الوحدة 131) .

 

علي : متي ؟ أين ؟

رفعت : لم اعلم بعد ، فأنا وايلي سنمر بمرحلة تدريب جديدة ولن نحضر أيا من الاجتماعات التحضيرية حتي لهذه العمليات حتي نعبر هذه التدريبات

علي : حاول أن تعلم اي شيء..أسماء ، أماكن بقدر ما تستطيع

جاك : أنا لم اقابل سوي أربعه منهم فقط ومن بينهم كلود و إيلي وهذه أسمائهم وعناوينهم .

المفاجأة

في منتصف ١٩٥٤ أنهي رفعت تدريباته وبناءا علي تعليمات السيد علي فلقد إستمر علي علاقته بمارسيل.

وذات ليلة وأثناء جلوسهما معا.

مارسيل محتضنة إياه : جاك ،هل لازلت غاضبا مني لإخفاء امري عنك

أمسك جاك وجهها : حبيبتي ما فعلتيه هو الشئ الصحيح مصلحة الوطن هي الأهم و إن كنت محلك لفعلت ما فعلتيه .

 

هجمت مارسيل علي حبيبها مقبلة إياه : حسنا و انا لدي خبرا جميلا لك

جاك : خيرا

مارسيل : لقد إجتزت فترة تدريبك بنجاح وعليك الحضور للاجتماع التالي مع المجموعة وأفرادها الرئيسيين و المقرر له بعد غد

 

جاك : هل إجتزتها بمفردي أم هناك آخرون ؟

مارسيل وهي تداعب خصلات شعره : أنت و إيلي

أسند جاك رأسه بخلفية السرير مبتسما فرحا بإنضمامه أخيرا الي الفرقة الأولي .

وصل جاك بصحبة إيلي إلي مخزنا من مخازن أحد الشركات اليهودية وما إن دخلا حتي وجدا إثني عشر يهوديا هم كل أعضاء المشاركين في الوحدة ومن بينهم مارسيل التي هبت بفرح عارم مستقبلة إياه و أخذت تعرفه علي الحاضرين .

 

 

جاك هامسا لمارسيل  : لما لم نبدأ الإجتماع ؟

مارسيل : نحن في انتظار رئيس مجموعتنا الكولونيل ( إفراهام دار )

جاك وكأنه مندهشا : إفراهام دار !

وقبل أن يسأل جاك سؤالا جديدا ، فتح الباب وفوجئ بدخول إبراهام وبصحبته شخصا آخر قدر أنه إفراهام .

وبعد التحية و السلام

 

مارسيل : سيدي الكولونيل ، إنضم إلينا اليوم العضوين الجديدين اللذان تم إعتماد إنضمامهما بالإجتماع الماضي .

بدأ الكولونيل في التحدث مرحبا بهما و بشرح المطلوب من الوحدة ١٣١ إلا أن جاك ما إن سمع صوته حتي شعر أنه قد سمع هذا الصوت من قبل الصوت لشخص قابله لكن ليس بذات الوجه إلا أنه متأكدا أنه سمع هذا الصوت من قبل .

 

طوال حديث الكولونيل ظل جاك يعتصر ذاكرته حتي وانته فكرة بأن يغلق عينيه و يركز أكثر مع الصوت.

وفجأة أنار عقله بصورة ما وهمس لنفسه : نعم ..نعم هو ...أقسم أنه هو

 

وما إن إنتهي الإجتماع حتي توجه إلي الكولونيل محييا إياه

جاك مبتسما : سيدي الكولونيل أنه لشرف كبير لي أن أعمل تحت قيادتك

 

إفراهام مبتسما : شكرا جاك لقد سمعت عنك الكثير

مال جاك عليه : بل و رأيتني و تقابلنا مرة

نظر إفراهام إليه مبتسما و معجبا وهمس في أذنه : نعم فعلا لكن هذا سرنا لا تبح به ( و وإلتفت إفراهام مواجهة الجميع قبل الخروج ) لا يتخلف أحدكم عن موعد الإجتماع القادم .

 

رأس الأفعى

رأي جاك أن لا حاجة لطلب الإجتماع مع السيد علي الآن إلي ان يحضر الإجتماع القادم وعليه أن يكتفي بإرسال مكان اللقاء فتواصل جاك معه تليفونيا

جاك : مساء الخير ، أبو الهول للألبان

علي : يسعد مساك تفضل

جاك : أرجو إرسال زجاجتين غدا لا واحدة للأهمية

علي : الإسم

جاك : جاك بيتون

 

في الصباح الباكر أرسل جاك مع بائع اللبن مكان اللقاء .

وبعد ثلاثة أيام ، توجه أعضاء الوحدة كلا علي حده زيادة في الحيطة مع إتباع كل إجراءات الأمن التي تدربوا عليها إلي مكان اللقاء المدون بورقة تسلمها كل فردا منهم .

وفي الموعد المحدد ، بدأ توافد الأعضاء و من بينهم جاك الذي وصل إلي باب قصر لثري من أثرياء اليهود المعروفين ليس بالإسكندرية فقط بل بمصر .

 

وعند باب القصر، إستقبله رجلا ضخما قويا وقاده من سلم خلفي الي غرفة تحت الارض حيث البدروم و مخزن الخمور الخاص بالقصر و غرفة أخري فارغة تماما إلا من طاولة كبيرة محاطة بكراسي عديدة موضوع عليها زجاجات خمر و مياه و اكواب فارغة .

وبدأ إفراهام الإجتماع

إفراهام : كيف حال الجميع دعوني اولا أبدأ بتوصيل تحيات رئيس ( أمان ) المخابرات العسكرية الإسرائيلية ووزير الدفاع ( اسحق لافون ) لكم

الجميع بحماس : شكرا سيدي

إفراهام : بالنسبة للتعليمات فسيقوم بإبلاغكم إياها رئيس الوحدة في مصر

 

وبدأ الاعضاء يتهامسون فيما بينهم .

إفراهام مقاطعا : نعم ، صحيح ما سمعتموه ، فأنا الرئيس التنفيذي آما رئيس الوحدة فسينضم إلينا بين دقيقة و أخري.

مرت خمس دقائق من الإنتظار الممل واخيرا فتح الباب وهل رئيس الوحدة الذي كان رجلا في منتصف الأربعينات انيق جدا، يرتدي بدلة بيضاء و حذاء أبيض وعلي وجهه إبتسامة واسعة .

 

هب جميع الأعضاء واقفون لتحية رئيسهم الذي ما إن وقف علي رأس الطاولة حتي وضحت معالمه وهنا شهقت غالبية أعضاء الوحدة و البقية الأخري أدلت شفتها السفلي من المفاجأة .

 

فالرجل كان السيد ( ماكس بينيت ) واحد من الشخصيات اليهودية البارزة في الأوساط اليهودية والمعروف بوطنيته لمصر وعدم اعترافه بدوله اسرائيل .

الرجل الذي كثيرا ما تبرع للمجهود الحربي المصري وهاهو الآن يظهر علي حقيقته فهو رأس الأفعى و مسئول أمان بمصر .

 وبعد الترحيب بالجميع والتعرف علي الاعضاء الجدد بدأ الإجتماع.

ماكس : الجميع يعلم أن اتفاقيه الجلاء قد وقعت بين مصر وانجلترا وسيبدأ الجلاء في يونيو القادم لذا فهدفنا الرئيسي سيكون إفساد العلاقات بين مصر وامريكا وانجلترا.

وتدخل( موسي مرزوق ) طبيب مشهور بالإسكندرية  ومصنف كأكبر أعضاء الوحدة سنا واكثرهم احتراما والجميع يقدره

 

موسي : ومتي سنبدأ ؟وأين ؟

جون مبتسما : سيتم إعلامكم في حينه أما الآن فليذهب الجميع الي بيوتهم لحين دعوتكم مره اخري .

خرج الجميع عدا (إفراهام )و (بينيت) وكان رجال المخابرات المصريه بإنتظار الخارجين ليراقبونهم بعدما أبلغ جاك السيد علي بموعد الاجتماع قبل حضوره.

 

الإرهاب

في اليوم التالي إلتقي جاك ب( علي )

جاك : أرأيت ...جون دارلينج هو نفسه إفراهام دار و ماكس بينيت أكثر اليهود سبا في الصهيونية و رجل الأعمال الخيري صاحب مصنع الأيدي و الأرجل التعويضية و أكبر المتبرعين للجيش المصري و صديق رجال الثورة هو العقل المدبر للوحدة ١٣١

 

علي : ما حصلت عليه جاك من معلومات و كشفك لكل اعضاء الشبكة نصرا غاليا و مكسبا كبيرا لنا أحسنت جاك حقا أنا فخور بك و الآن قص علي كل ما حدث .

وفي الثاني من يوليو صحا الشعب علي مجموعه من التفجيرات البسيطة ببعض صناديق البريد بالقاهرة والاسكندريه.

أسرع جاك الذي كان بعمله ، بعدما سمع بما حدث باحثا عن ( إيلي ) الذي ووجده في المقهي جالسا سعيدا بما يسمعه من تفجيرات

 

جاك بغضب  : هل هذه التفجيرات تخص جماعتنا

إيلي مبتسما : و ماذا تظن ؟

جاك : البوليس المصري يقول إخوان أو شيوعيون

إيلي : لا يهم

جاك بحماس غاضب : وأين نحن إيلي ؟ وحق الرب لئن لم يكن لنا دورا بعد ذلك فلننفصل عنهم ولنكون مجموعتنا الخاصه

 

إلتفت أيلي وقد اصيب بالدهشة مما يسمع : أأنت جاد حقا

جاك بإصرار : اقسم بالتوراة لئن لم يشركونا معهم ، لأنفصل عنهم وأفعل ما أراه مناسبا نحن لم نتدرب كل هذه التدريبات حتي نجلس بمنازلنا أو علي القهاوي نستمع لبطولات جماعتنا مثلنا مثل هؤلاء ( مشيرا لرواد المقهي )

مرت الايام وبقدر المستطاع ظل جاك بجوار( إيلي) يراقبه كظله بخلاف المراقبة المفروضة عليه من المخابرات المصرية.

 

الكمين

في الرابع عشر من يوليو ،و أثناء وجود جاك بعمله إذا بمارسيل تقف أمامه

جاك قلقا : مارسيل ..ماذا تفعلين ؟ هل حدث مكروه؟

مارسيل بجدية : هيا جاك ..إستأذن للخروج

وقف جاك وهو لا يفهم : لماذا؟

مارسيل بحدة  : هيا جاك ...ليس لدينا وقت لدينا موعدا هاما ..هيا

 

خرج جاك بصحبتها من الباب الخلفي لمقر عمله وهو يكرر السؤال عليها وهي لا ترد و ما إن ركب السيارة حتي وجد ثلاثة الآخرين بجواره بينهما إثنان لم يقابلهما من قبل

مارسيل لقائد السيارة : هيا سنحضر فيليب ناتاسون

جاك محدثا نفسه : مؤكد أنهم يقومون بتجميع الوحدة لموعدا جديدا لضمان عدم تسرب الموعد و غالبا سيحدد فيه العمليات

 

وخلال نصف ساعة كانت السيارة تطوف حول القصر الذي يتم فيه الإجتماع وجلس جاك مطمئنا بأن رجال السيد علي سيلاحظون دخول السيارة أثناء مراقبتهم للقصر و بالتالي سيعلم السيد علي إلا أن ما حدث كان خارج توقعه تماما .

طرق مساعد السيد علي الباب ولم ينتظر الأمر بالدخول واقتحم المكتب : سيد علي ، سيارة مرت علي الخواجة جاك بالشركة التي يعمل بها و أخذته منها منذ حوالي ربع ساعة ولم تلحظها المراقبة

 

هب علي واقفا : شدد لي الحراسة علي كل أعضاء الشبكة و علي القصر و بيت الخواجة جاك

إلتقط علي سماعة الهاتف : خط القاهرة يا إبني ( وبعد دقيقة ) سيد محسن مساء الخير ، في موضوع مهم أرجو أن تشرفنا في اسرع وقت

محسن : خيرا

جاك : يبدو أن الخامات التي ننتظرها ستخرج الليلة من مخازن الجمرك

محسن : حسنا اربع ساعات وأكون في فرع الشركة.

دارت السيارة التي تقل جاك حول القصر و لم تدخله فإعتدل جاك في جلسته

 

جاك : كلود ، لقد فوتنا القصر

نظرت مارسيل إليه ضاحكة : لا تقلق

وحين أصبحت السيارة في الشارع الموازي للقصر توقفت لثوان أمام بوابة القصر الملاصق له من الخلف والذي أسرع رجلين بفتح البوابة لها .

 

دلفت السيارة الي داخل هذا القصر و دارت حوله حتي توقفت عند نقطة بعينها ثم أسرعت كلود بالنزول وهي تأمر الجميع بالنزول .

أسرعت كلود بالصعود فوق ممشي من الحشائش وأخذت تدقق النظر فيه لثوان ثم مدت يدها إلي الحشائش تزيح بعض أوراق الشجر العريضة فإذا بغطاء حديد مخبأ تحتها  .

كلود الي السائق : ديڤيد أسرع و إرفعه  ( التفتت الي المجموعة التي معها ) ستنزلون بأسرع ما يمكنكم الي داخل هذا النفق في أقل من نصف دقيقة.

 

 تأخر جاك في النزول حتي يلازم مارسيل التي كانت آخر من دخل النفق

كلود الي السائق : أغلق الباب و أسرع بإحضار المجموعة الباقية

نزل الجميع عشر درجات و ظلوا في انتظار كلود حتي تلحق بهم

كلود : هيا شباب ، سنسير في هذا النفق حتي نصل إلي باب خشبي

وتحت إضاءة خافتة من كشاف نور و المسمي بلمبة الجاز في هذا الوقت سار الفريق وكلود تتابعهم .

جاك : مارسيل ماذا يحدث ؟

 

نظرت له ضاحكة : كلود ...كلود ، جاك وهذا عمل و لا يوجد به من تدعي مارسيل

صمت جاك وإستمر في الطريق يفكر في الوضع : ولاد الكلب ، يلعبونها بأستاذية هذه المرة فرحال السيد علي لن يروا أحدا يدخل أو يخرج من القصر المعني الذي يراقبونه ...يا رب

 

وأخيرا ظهر الباب الخشبي و تقدمت كلود إليه فاتحة إياه وولج الجميع إلي الداخل فإذا بهم داخل بدروم القصر الذي يعرفونه .

وسط صمت مطبق ظل الجميع في إنتظار باقي المجموعة آمل جاك فلقد توصل إلي أنه ما أن سيخرج سيتصل بالسيد علي ويخبره .

 

وأخيرا بدأ الإجتماع بعد إنضمام إفراهام و ماكس بينيت .

إفراهام : يا سادة ، سنبدأ اليوم أولي عملياتنا وهي تفحير مكاتب الإستعلامات الأمريكية  سنفخخ  بعض مكاتب البريد  و سينما ريو و مترو بالإسكندرية.

مع تصفيق الجميع إضطر جاك لمشاركتهم فرحتهم

إفراهام مكملا : يا سادة هذه العملية إسمها ( سوزانا ) تذكروا جيدا هذا الإسم نحن اليوم نكتب التاريخ من جديد و الآن إستمعوا إلي جيدا ...سننقسم إلي فريقين ، فريق سينفذ هذه التفجيرات و الثاني سيكون إحتياطيا

إبراهام:  جاك ، إيلي ثم تلي ثلاثة أسماء اخري ستكونون الفرقة الإحتياطية لنا و ستبيتون الليلة في بيت إيلي ، لن تتصلوا بأحد و لن تخرجوا منه .

 

جاك مقاطعا : كولونيل لماذا إستبعدتمونا عما سيحصل الليلة  ؟

إفراهام : جاك لا مجال الآن لأي إعتراض ستؤجله إلي ما بعد

ماكس :جاك نعلم أنك رجل وطني غيور لكن دورك لابد و أنه سيحين والآن عليكم بالرحيل حتي توزع الأدوار قبل أن يسرقنا الوقت .

 

طوال طريق الخروج ، أخذ جاك يفكر فيما سيفعله و ما إن وصل لنهايته حتي أمسك بجانبه الايمن وأخذ يشكو من ألم فظيع به وبدأ يتأوه ويتألم ثم مال علي الأرض كأنه سيقع .

مد إيلي يده إليه  : جاك ما بك ؟

جاك : يبدو أنها كليتي

إيلي : ما إن تخرج حتي نذهب الي طبيب

 

جاك بألم  : لا فعلاجي بالمنزل  ، أجلسني هنا وعد  الي دكتور (موسي) بالداخل وإستدعه

إيلي : أنت علي حق سأستدعيه علي الفور...فلينتظر الجميع ولا تخرجوا حتي اعود .

جلس جاك مستندا إلي حائط النفق بالبدروم مقررا عدم التحرك قبل أن يتوصل الي معلومة ما أو إشارة تساعده علي معرفة من سيقومون بالعملية .

جاك لنفسه : لن ارحل قبل أن أحصل علي اي معلومة ،بنهاية هذا النفق يقبع تسعة شياطين كارهون لوطني و يتآمرون عليه وعلي بني وطني  لن أرحل قبل أن أصل إلي شئ أو اقتلهم جميعا.

 

كان جاك يعرف أن من سينفذ هذه العمليات بعضا من التسعة وليس كلهم

دقائق عشرة مرت عليه وهو جالس داخل النفق  يتألم ، وإذا بزميلهم ( فيليب ناتسون ) يمر أمامه  منفردا و قد ظهر عليه بعضا من التوتر وعرقه يتصبب فوق وجهه كصنبور ماء لا يتوقف .

 

مر فيليب علي جاك و زملائه كأنهم لم يكونوا موجودين أو رآهم حتي .

لاحظ جاك تخبط  فيليب في مشيته وقد كان كأنه يجر في قدميه , فراود جاك الاحساس بأنه لا شك أحد المشاركين بأحد العمليات.

وإذا بنداء بإسمه يأتي من خلفه : جاك ...جاك ماذا بك ؟

نظر جاك فإذا ب صموئيل عازار و بول فرانك يقتربان منه وعلي وجهها إبتسامة كبيرة

 

جاك متألما : ألما بالكلي

عازار شامتا : وكيف كنت ستقوم بالمهمة إذن ؟

نظر جاك له بغضب خامسا لنفسه : اه يا ابن ال... لو اقدر كنت قتلتك ..ثم قرر أن يجرب معه لعبة الثقة .

جاك بثبات : حاذرا علي روحكما و أنتما تنفذان العملية.

إقترب فرانك منه : لا تقلق سنشعلها نارا في كل أرجاء المدينة .

جاك هامسا: أصبحوا ثلاثة،علي أن أفكر كيف سأصل الي السيد علي  

وإذا ب ( إيلي) يعود مسرعا حاملا كوب به سائل ما

إيلي: دكتور( موسي) سينهي شيئا ما بالداخل وسيأتي ليراك اشرب هذا النعناع لعله يهدئ ألآمك

مرت خمس دقائق و بدأ جاك يفتعل شيئا من الهدوء وإذا به يلمح (دكتور موسي ) يقترب منه ليطمئن عليه وبعد الكشف عليه

 

موسي : لا تقلق يبدو انها فعلا الكلي هل لديك علاج لها

جاك جازا علي أسنانه من الألم : نعم الحقن بالبيت

موسي : حسنا ما إن تصل إلي البيت حتي تأخذها

إيلي : لكن دكتور من المفروض أن يبيت هو عندي فماذا نفعل

 

بعد تفكير

موسي : بدلا من أن يبيتوا عندك ...فلتبيتوا عنده ( مبتسما ) و ستوفر طعامهم و إستهلاكهم للكهرباء يا إيلي

إيلي : فكرة جيدة ...هلم جاك سنذهب إلي بيتك ونبيت عندك

موسي : و إن تكرر الأمر سأكون هنا حتي موعد العملية و بعدها إن أردتم شيئا.

 

إنشرح قلب جاك لما سمعه من موسي وبات عليه الآن أن يسرع الي بيته وهناك سيتصرف ويبلغ السيد علي

مكتب علي غالي

علي الجانب الآخر إتصل رجال علي به يبلغونه عدم ظهور أي فردا من أفراد الوحدة بمنازلهم ولا بالقصر المراقب .

إمتلأ قلب علي بالقلق الشديد و أيقن أن هناك أمرا جللا سيحدث الليلة و أثناء جلوسه يفكر في الأمر إذا بالسيد محسن يدخل عليه محييا .

 شكره جاك وبدأ يقف مستندا علي ( إيلي )  أخذ يسير علي مهل محاولا كسب أي وقتا آخر لعل هناك ما يستجد .

في نهاية الممر وقبل أن يصعد سلالم هذا النفق حتي يركب السيارة سمع صوت مارسيل تنادي عليه لينتظرها قبل خروجه.

 

مارسيل محتضنة إياه : سلامتك حبيبي ما إن سمعت من موسي حتي لحقت بك

نظر جاك الي إيلي الذي إستأذن مبتعدا : حبيبك ..لقد بدأت اخاف منك ، نعيش سويا وتخفين عني الكثير

مارسيل هامسة وهى لازالت ترقد في أحضانه : انت تعلم دواعي الأمن

 

شدد جاك من إحتضانه لها : مارسيل أعلم بها ، لكني الآن اكلم حبيبتي ، روحي أريد أن اطمئن عليكي ...لا أريد أن أعلم ما ستفعلينه لكن متي ستعودين و إلي أين ؟

مارسيل : حبيبي لا تقلق ، سأكون مع فرانك  فلا تقلق

جاك : فرانك هذا أرعن و يخاف من خياله

رفعت مارسيل عيناها : لا تقل هذا فكل الوحدة علي مستوي عال من المهارة ..المهم إذهب الآن و خذ علاجك لقد سمح لك الكولونيل بهذا ...وما أن أعود حتي أعد لك وليمة النصر يا حبيبي ( ثم قبلته )

جاك : وماذا إن فشل ؟

مارسيل : لا تقلق سأسافر إلي رأس البر وكفاك أسئلة هذا آخر ما استطيع قوله لك حتي تطمئن .

ركب جاك مع باقي أفراد مجموعته متوجها بهم إلي  بيته يدعو الله أن يكون رجال السيد علي هناك و يلاحظوهم لكن ما كان يؤرقه هو كيف سيبلغه بالمعلومات .

مكتب علي غالي

 

شرح علي الموقف للسيد محسن

محسن : معني كلامك أن أفراد الوحدة جميعا مختفون بما فيهم جاك

علي بحيرة : نعم كأن الأرض قد إنشقت و إبتلعتهم

أخذ محسن يفكر قليلا ثم رفع رأسه سائلا : الجميع كانوا بأعمالهم ثم اختفوا أليس كذلك ؟

 

علي : نعم والكل خرجوا من الأبواب الخلفية لأعمالهم .

محسن : حسنا فماذا عن ماكس بينيت ...هل خرج هو أيضا اليوم الي عمله فهو كما تعلم رجل أعمال صاحب مصانع ولا بد له من الذهاب إلي أعماله .

تصفح علي عدة أوراق موضوعة أمامه : كلا يا سيدي ...ماكس لم يخرج اليوم وسيارته تقف أمام قصره .

وقف محسن وهو يشعل سيجارته و أخذ يعيد التفكير في الموقف بأكمله وقبل أن يفتح فمه دخل أحد مساعدي علي متلهفا

 

المساعد : جاك و إيلي و معهم ثلاثة أفراد وصلوا بسيارة سوداء إلي بيته

التفت محسن قلقا : وماذا فعلوا ؟

المساعد : كان يبدو علي جاك المرض فلقد كان إيلي يساعده

محسن : أبلغ الرجال بأن يكونوا متيقظين ( اسرع المساعد لتنفيذ الأمر ) ، علي أرسل دعما إليهم بأسرع مما يمكن ( رفع علي سماعة الهاتف مبلغا الأمر )

أشعل محسن سيجارة جديدة : علي ، ماكس بمنزله ولم يخرج أليس كذلك ؟

 

علي : نعم ، لمحه رجالنا الساعة العاشرة صباحا يتريض بحديقة قصره

محسن : أحضر لي خريطة لموقع فيلا ماكس و ما حولها .

علي : علي الفور .

 

الثعلب

أراح إيلي جاك علي سريره ثم قام بتغطيته ورقد جاك مفكرا في الطريقة التي سيخبر بها السيد علي

إيلي : أين الحقن حتي أعطيها لك

وهنا إلتمعت الفكرة في رأسه هامسا لنفسه : سأنفذها وليكن ما يكون ليس لدي طريقة أخري

 

إيلي : جاك ...أين ذهبت ؟

إلتفت جاك إليه و الألم يعتصر قسمات وجهه : لقد كنت سأشتريها اليوم إبحث عن الروشتة و ارسل من يشتريها

أخذ إيلي يبحث عن هذه الروشتة المزعومة دون أن يجدها فعاد إلي جاك الذي قد بدأ الألم يعاوده من جديد .

إيلي : ماذا سنفعل جاك ؟

جاك متألما وبصعوبة : أعطني ورقة وقلم

كتب جاك رقما تليفونيا وناوله إلي إيلي : إتصل بهذا الرقم أنه مستوصف أبو الهول و أطلب أن يرسلوا إلي الطبيب علي مصطفي فهو الطبيب المتابع لحالتي...( صرخ ألما ) أسرع إيلي ( وأخذ جاك يتلوى )

 

في نفس الوقت كان علي يضع خريطة للمنطقة التي تضم فيلا ماكس بينيت أمام محسن و إنطلق رنين الهاتف

علي : آلو

إيلي : مستوصف أبو الهول

وضع علي يده علي ميكروفون الهاتف وأشار إلي محسن الذي اقترب منه فهمي في أذنه : شخصا من طرف جاك

أشار محسن له بالإستمرار معه وقد ناوله ورقة وقلما ليكتب ما سيسمعه.

 

علي : ايوة تفضل

إيلي : أريد الطبيب علي مصطفي عندي حالة كان يتابعها

علي : موجود حضرتك ...إسم الحالة بعد إذنك

إيلي : جاك ...جاك بيتون مريض بالكلي .

علي : تمام يا افندم ، عشر دقائق بالكثير وسيكون عنده

أغلق علي سماعة الهاتف ونظر الي السيد محسن : مصطفي علي ...يا له من ثعلب

محسن مبتسما : بل  قل  ذئبا ...حقا لقد صار هذا الفتي.. ..هيا يا علي فالليلة ستكون حارة جدا
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.