Fatmaelshreef88

شارك على مواقع التواصل

لا بد أن يكون الحب متبادلا، إن الحب من طرف واحد تعاسة
بودلير


قد لا يخطئني طريقي إليك . !
يجلس مستندًا إلى جذع شجرة مثمرة بالتفاح، صامتًا تمامًا، لكن شيئًا ما أربكه ينظر أمامه مليا المكان خالٍ إلا من أوراق الشجر المتناثرة ،حوله، كأنها فرشة الأرض المعدة له، يمشي مختالا، يتطلع يمينا ويسارًا، ارتبكت بشدة، كنت لا أعرف ماذا يريد علي التحديد حتي ألبيه له، أمسك رأسه مغمض عينيه فرأيت صورة فتاة يانعة الجمال شعرها منسدل سلاسل ذهبية قوامها ممشوق، في عينيه يرفرف ثوبها الأصفر، كلما مشت علي أوراق الشجر أحدث الهواء صوتًا امتزج مع تكسر الأوراق، وكان شغوفا حد الجنون قفزت من مخدعي اهتز بشدة، عصفت بقلبه وجسده الذي أخذ ينتفد، فردت ذراعي، أقول له : سمعا وطاعة.
جريت بكل قوتي أبحث عن الفتاه أجري بسرعة الضوء، كلما اصطدمت بفتاه تشبهها توقفت أترك لها أثرًا من مروري العابر يعلق طيفي بجميع الفتيات الجميلات ،أمثالها وهو مازال علي حالته، يري فتاته تختال وتمشي أمامه كلما تذكرها كلما انطلقت بحثا عنها تخبطت في الكون الفسيح، وقد أراحني قليلا عندما استنشق رائحتها، عرفت أميزها من ضمن الفتيات أصبح بحثي محددًا، ابتهجت كثيرا، الرائحة هي الأكثر أهمية في عملية التذكر واجتذبتني
رائحة الفتاة مميزة جدًا، قفزت فرحًا إنني أسير في الطريق الصحيح الأشد تأثيرا إنها الرائحة، بينما أنا في طريقي إليها، نطق أسمها "كلوني" أصبح الأمر أكثر فاعلية الآن أين أنت يا "كلوني" ؟ فتردد الصوت عبر الموجات الصوتية، سمعته بكل وضوح إنني هنا.
وانطلقت سريعًا، ثم اصطدمت بجدار صلب جدا آه
صدمة زلزلت كياني ،كله ورأيت نفسي أتراجع وأتراجع، أمشي في طريق مغايرة لما كنت أمشيه تنفس فتراجعت فتاته في ذاكرته ومثل الذي طيرني نحوها في البدء، تراجعت نحوه، ويغمض عينيه علي صورتها ثانية فأعود بنفس السرعة الخلابة، أبحث عنها، تقطر دمعه فأخذت أمشي ببطء حتي خفق قلبه فانطلقت من جديد أبحث وأبحث "كلوني" إنها هي.
وجدتها كانت علي حافة النهر، تلمع عيناها وشعرها الذهبي في ضوء الشمس يفتح عينيه، فالتفتت الفتاه، وراءها كنت بمحاذاة ظهرها تنفست ثم اقتربت أكثر حتي عانقت خيالها، فانتفدت، أخذت تفكر به، يمشي أمامها بتخايل خفق قلبها نهضت، تمرح ثوبها الأصفر يتمايل ويرفرف وأنا أترنح، أعانق خيالها بشغف، أكثر وأكثر وأكثر.
في أقل من ثانية عدت إليه مازال يجلس في مكانه يفكر، الفتاه تتمشى حوله شعرت بملل، ثانية كاملة أعمل نفس الشيء، أذهب وأجيء، آلاف المرات عبر هذه الثانية إنه يضيع وقتي تعبت من تردده وعدم استقراره العاطفي قلبه ينبض يزداد انتفاض جسده تارة يريدها بشدة وأخرى يتخلى عنها ويرفضها أريد الهمس في أذنه الكبرياء لا يفيدك، فلو أنه استقر لا رحته.
إحدى المرات التي ذهبت فيها لخيال الفتاه كانت حزينة لا تتخيل بشيء، هي لا تراه أخذ يخبط رأسه في جذع الشجرة التي يسند ظهره إليها، تردده متذبذب، فارتد إليه بموجه أسرع من ذي قبل، فابتعد عنها الاف الكيلو مترات، يحزن أكثر ، فأبتعد أكثر، وأبتعد وأبتعد حتي أقبع داخل عقله وأغفو.
أخذ يصرخ بأعلى صوته "كلوني" فخرجت من رأسه عبر الموجات المتلاحقة وانجذبت نحوها مباشرة، يستيقظ قلبها وعقلها تتنفس بصعوبة، تبعد صورته عن ذهنها تبكي وتبكي يقوي صورتها في ذهنه وتدفع صورته عن ذهنها بنفس القوة، تتصارع الموجات ماذا أفعل، أنا بالمنتصف، ولا أعرف حقيقة الأمر، هو دائما يراها، وهي تقاومه تارة وتفكر به تارة أخرى عدت بيأسي إليه، وجدته متسمرا مكانه، بنفس هيئته وغضبه، وقد تحوّل لجذع شجرة يستند إليها العاشقون وقد نسيني، فبقيت خارج عقله حيه، أنشر الحب في كل مكان.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.