Fatmaelshreef88

شارك على مواقع التواصل

سنا صادقين تمامًا إلا في أحلامنا
نتشيه


وحتي آخر خيط من ضوء
ومن جماليات الحكاية أن تبقى مبهمة..
أفكر فيما قاله المهرج على خشبة المسرح كان يتراقص بخفة غير عادية ما إن ينتقل بقدمه للقدم الأخرى لا تكاد تلامس إحدى قدميه الأرض، قلت في نفسي: إذا لم تجد مبررًا للطيران؛ فلما تجازف؟ ربما جناحاك تطيران والرياح القادمة أشد من قوة تحليقك، ويصفق الجمهور، ذهني مشوش من ضجة المتفرجين يتفاعلون مع كل حركة راقصة للمهرج، يودون لو أنهم يتقافزون معه علي المسرح، وصفق الحضور ثانية.
المهرج يسكن تماما، لا يحرك غير رقبته يمينا ويساراً، يذكرني بدمية تعلق رقبتها في منتصف الجسد والجسد ساكن، وفكرت في وضع القلب هذه اللحظة الراكدة أخذ يدور برأسه تتساقط دمعات من عينيه دون أن تتغير ملامحه تتساقط وتتساقط، أصبحت أكثر غزارة، وكلب ينبح يشد بطاله بفمه الجسد ساكن تماما، وطائر يقف علي كتفه ولا يتحرك طفل يضع يده في جيبه يأخذ نقوده ولا يتحرك أيضا، يدور ويلتف هكذا، يقوم أحد راكبي السيارات بجذبه بعيدًا حتي يفسح له الطريق وهو ساكن لا يتحرك فقط تتساقط دموعه الجمهور أيضا ساكنا يرتسم علي ملامحهم الحزن لكنهم أيضا لا يتحركون.
الحكاية لم تكتمل ما دام أحد أطرافها لم يرو طرفا منها..
كان يقف في المنتصف يردد هذه الكلمات النقطة التي تضيء المسرح باهته كلما اتجه في أي مكان تحركت معه النقطة، فلا يستطيع أداء دوره بدونها يلحقه ،ظله، أصبح حائرًا بين الضوء والظل، عقد حاجبيه يمرر أصابعه حول ذقنه، ويطرح سؤالا : هل الضوء أقوى أم الظل؟ ومن الذي يتبع الآخر؟ يضحك المتفرجون بلا سبب للضحك، وكأنها شحنة ضحك مخزنة في السابق ككل الأشياء المسبقة للحدث، وجلس المهرج علي أرض المسرح، ينتظر إجابة من جمهور أتى ليمارس عادة الضحك وينصرف.
أحرص علي الجلوس في الصف الأول، يضايقني رؤية رؤوس متفاوتة في كثافة الشعر أمامي، وبعضها صلعاء أريد الرؤية بوضوح، وحتي أستطيع التمكن من هذا جلست في المنتصف، أنظر مباشرة في عين الممثل، يشغلني مدى تقمصه للدور، وإقناعه للجمهور، كما لا أكف كتابة بعض الملاحظات والنقد، رغم أنني كأي متفرجة في الصالة؛ أتيت لإطلاق سراح الضحك قليلا وأنصرف.
***
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.