DrMohamedZaki

شارك على مواقع التواصل

أصبح عدنان يمتلك قدرات جديدة ولكنه لم يكن قد أكتشفها بعد, كان عليه أن يعرف مواطن القوة الجديدة وأيضا مواطن الضعف وان شك أنه يوجد هنالك مواطن ضعف. لم يكن يعرف البداية, فأي قدرات هي الجديدة إذا في داخله.
هل يمتلك ذكاء أكبر من غيره من الكائنات؟
هل يمتلك قوة أكبر من غيره؟
هل يمتلك قدرات خارقة كما يُصور في الروايات والأفلام؟
هل كانت تلك الروايات والأفلام إرهاصا لحلم الإنسان نحو خلق جيل جديد من تلك الأرباب القديمة. لو نظر شخص بعد زمن ما إلى تراث البشرية في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين بدون وجود تسلسل معرفي بينه وبين تلك الفترة, فلو شاهد كابتن أمريكا والرجل الحديدي وسوبر مان وبات مان وسوبر وامن وواندر ومن وغير ذلك من الخارقين هل سيقول ببساطة أن إنسان هذا العصر كان يعبد تلك الإلهة؟.
كانت البداية دائما للقدرات العقلية, أجريت عديد من التجارب على ذلك, كانت قدراته العقلية في البداية ليست أفضل بكثير من البشر ومن فائقي الذكاء ولكن كانت سرعة الاستجابة أسرع من البشر ومن الكائنات فائقة الذكاء, كأن المعلومات تتدفق في داخله أسرع من البشر وفائقي الذكاء وبكثير.
كانت التجربة الثانية هي قدرته على اكتساب المعرفة ثم كيف يستخلص منها حقائق أخرى, كانت هذه معجزة حقيقية فقد كان يتعلم أسرع من البشر ومن فائقي الذكاء ومن كل ما يعلم البشر وليس هذا وحسب بل وأنه يقدر على استغلال تلك المعارف بشكل أسرع مما كان يتخيله البشر كما ويبني بناء على المعطيات التي لديه معلومات ونتائج دقيقة وصحيحة وعلمية للغاية, كانت تلك بداية لفكرة مجنونة أخرى.
لقد أُقترح تخزين كل المعلومات التي لدى البشر من معارف منذ بداية المعرفة وحتى لآن على جينات الرجل السرطاني. يمكن لكل خلية أن تخزن تلك المعلومات وبسهولة كبيرة فجينات الرجل السرطاني أكثر تطورا بكثير من جينات البشر الطبيعية والأهم من ذلك هو قدرتها الأكبر على تخزين المعلومات وأكثر من ذلك فانه يمكنه بسرعة كبيرة استرجاع كل المعلومات من أي خلية في جسده والتعامل السريع معها. يمكنه ببساطة استرجاع أي معلومة مخزنة في أي خلية في جسده والتعامل معها وتحليلها واستخدامها بل وحتى تطويرها كيفما يشاء ثم يستطيع بعد ذلك إعادة تخزينها بصورتها الجديدة بعد تطويرها. لذلك كانت كل دقيقة تمر عليه يستخدم العديد من المعلومات ويطورها لذلك فقد أصبح مطور لمعرفة البشر بشكل مستمر. كان البشر يمكنها أخذ أي خلية منه في أي لحظة ووضعها في أنواع خاصة من الحواسيب صُنعت خصيصا لكي تتعامل مع المعلومات المخزنة على جينات الرجل السرطاني. كذلك كان الرجل السرطاني يمكنه إضافة كل جديد يحدث على الأرض وخارجها وفي كل الكون لسجلاته الجينية بشكل مستمر. كان الرجل السرطاني أكثر من جهاز حاسوب شديد التطور وأكثر بكثير من كمبيوتر كمومي في واحد من فائقي الذكاء. كان دائما هو متفرد على الجميع, فهو نوع من الكائنات الحية ولكنه مختلف عن الجميع. هو نوع من فائقي الذكاء ولكنه أكثر تطورا منهم. هو أيضا واحد من البشر ولكنه مختلف عنهم بشكل لا يُصدق. لديه مشاعر مثل البشر ولكنها أكثر رُقي ونطور وأقدر من البشر على معرفة الخير والشر, الحق والباطل والأهم من ذلك كله قدرته على إخماد رغباته وشهواته وقدرته الفائقة على التحكم في نفسه وجسده بشكل لا يمكن تصديقه أبدا. كان يمكنه بكل بساطة أن يفعل الخير بشكل مستمر وهذا شيء لا يقدر البشر حتى أكثرهم تطورا على فعله بشكل مستمر. كان مثالا للإنسان الكامل الذي طالما حلم به البشر منذ زمن بعيد ولكنه في الحقيقة ليس بشريا تماما. ربما لذلك نجح في هذا, على الرغم أنه كان نتيجة لخلايا سرطانية شرهة وممتلئة بالشر وحب الدمار أو كذلك كان يظن الإنسان من قبل.
كانت سرعته كبيرة وكان يحلم بتجاوز سرعة الصوت ولم يكن الأمر سهلا أبدا. فالإنسان ظل طويلا يحاول أن يتجاوز سرعة الصوت فلم يتمكن من ذلك إلا منذ عقدة عقود باستخدام طائرات خاصة وصواريخ معينة وكميات هائلة من الطاقة ولكن الرجل السرطاني كان مُصرا على ذلك بل كان مُصرا أيضا أن يتجاوز هذه السرعة. لم تتوقف محاولاته فمن 50 متر في الثانية إلى 55 متر في الثانية بعد أقل من أسبوع واحد. لقد كان أسرع بكثير من أي عداء بشري. كان يحلم ويعمل على تحقيق هذا الحلم. أستمر في زيادة قدراته هذه في العدو على مدى عدة أشهر حتى وصلت قدرته عند 211 مترا في الثانية ولم يستطع بعد ذلك أن يتجاوز تلك السرعة. لم يكن من السهل الوصول لتلك السرعة وهو يحتك بالأرض فقوة الاحتكاك مع مقاومة الهواء تسبب في تبطئ سرعته بشكل كبير. كان الأطباء والمدربين يخافون عليه كثيرا فقد تسببت محاولاته في تمزق أربطة الركبة وفي تأكل بطن قدمه بشكل كبير وبالرغم من قدرته على تعويض ذلك ولكن فريقه كان قلقا. كانوا يريدون أن يثنوه عن ذلك. فقد أخبره رئيس فريق التدريب البروفيسور هنري أنه لا داعي لذلك يمكن ببساطة أن يتم نقله لأي مكان باستخدام الطائرات ولا حاجة لكي يُضيع وقته في مثل هذه التدريبات ولكن الرجل السرطاني كان مُصرا على ذلك وتحدث معه عن أن كثيرا من التقارير كانت تؤكد أنه لا يمكن للعدائيين أن يصلوا لسرعة أكثر من كذا ولكن مع الوقت أستطاع العداءون تجاوز تلك الحدود أكثر من مرة وكذلك كان هو على يقين أنه سيستطيع فعل ذلك في النهاية.
استمر في تدريباته ولمدة شهر كامل وأستطاع أن يصل إلى 234 متر في الثانية وبعد ذلك بدأ العد التصاعدي له وخلال ثلاثة أشهر تجاوز لأول مرة سرعة الصوت. كان واحد من أكثر أيام حياته سعادة لقد أحتفل كثيرا بهذا وقد وعد الجميع أن يطور ذلك وأن يتجاوز تلك السرعة بكثير. أصبح يمكنه الركض بسرعة 500 متر في الثانية الواحدة وكانت هذه سرعة جنونية ولكن ما كان أكثر عجبا هو قدرته بالتدرب على زيادة سرعته إلى 550 متر في الثانية ثم 600 متر وهكذا ولكن كان هنالك عوائق بالرغم من قدرته على الجري بتلك السرعة إلا أنه أقدامه كانت تحتك كثيرا بالأرض فتصيبه بتقرحات والألم وكذلك يحدث في جسمه من ذلك التسارع, كان بالطبع يتماثل للشفاء سريعا ولكنه كان بحاجة لبعض الوقت, فكر البعض في تركيب أنواع خاصة من الأحذية له وكذلك درع خاص يساعده مع تزايد سرعته خاصة حين كان يركض بسرعات عالية ويجب تساعده أن تحميه تلك الدروع وكذلك تمده بكميات كبيرة من الأكسجين.
أبطأت تلك التقنية من سرعته وكذلك لم تكن تتحمل الاحتكاك الشديد بالأرض وكذلك بالهواء. كان رأي بروفيسور عدنان أنه يستطيع مع الوقت تحسين خلاياه للتأقلم مع الوضع الجديد مع السرعات العالية وأنه يمكن أن يصنع بذلة من خلاياه تحميه من كل ذلك وكذلك صنع حذاء حيوي من خلاياه السرطانية, بذلك سيكون البذلة الجديدة والحذاء فأضل بكثير كما يمكن أصلاحهما بسهولة كبيرة باستبدال أي جزء معطوب بخلايا جديدة. وقد نجح فعلا في تخليق تلك الدروع الحيوية كذلك حذاء حيوي مكنه من العدو بسرعة تُناهز الألف متر في الثانية الواحدة وكان يحلم بالمزيد والمزيد.
كانت مرحلة الطيران أكثر أهمية من الركض, حين كان مصمم على بلوغ سرعة الصوت وهو يركض على الأرض لم يكن الأمر سهلا فمع السرعة العالية كان يجد نفسه يطير للسماء لذلك كان عليه أن يركض بطريقة معينة تجعله لا يطير لأنه لم يكن مستعدا في ذلك الوقت للطيران ولكنه أصبح الآن يريد الطيران وبسرعات تتجاوز أي طائرة أو صاروخ فضائي. كان دائما يطمح لما لم يصل إليه بشر أو آلة. أستطاع أن يطور لنفسه نوع خاص من الأجنحة. كان يراقب الطيور المختلفة وكذلك الخفافيش وكذلك الأنواع المختلفة من الطائرات ليعرف أفضل طريقة يمكنه الطيران بها. أستطاع من خلال تلك المراقبة وبعمليات حسابية معقدة استطاع أن يجد أفضل جناح يساعده على الطيران بسرعات عالية. كان عليه أن يخلق جناحا خاصا به, لا يملكه أي كائن حي أو طائرة حديثة. وجهه خلاياه السرطانية لبناء تلك الأجنحة. أجنحة خفيفة الوزن للغاية وفي نفس الوقت تستطيع تحمل مقاومة الهواء مهما وصلت سرعته وكذلك التحليق بأقصى سرعة ممكنة. كان قد أستطاع بسهولة تجاوز سرعة الصوت ولكنه كان أكثر طموحا من ذلك بكثير. أصبح يطير بضعفي سرعة الصوت ثم أكثر من ذلك. كان يخفي في داخله رغبة عارمة أن يصل لسرعة الضوء بل ويتجاوزها. لم يكن يفهم تلك الحدود التي وضعها البشر لأنفسهم. بل كان يؤمن أن سرعة الضوء بطيئة للغاية مقارنة مع هذا الكون الشاسع والذي يتمدد بأسرع بكثير من سرعة الضوء فكيف إذا ينتقل أي شيء خلاله بسرعة صغيرة مثل سرعة الضوء. كيف تنتقل المعرفة في هذا الكون. لابد أن تصل لحظية لكل مكان في الكون كما يحدث في جسد الإنسان. تنتقل المعلومة من خلاله في ألازمن بالنسبة له. ربما نحن نقيس ذلك بزمن ما أما بالنسبة لهذا الجسد فقد انتقلت المعلومة أنيا بين مكونات هذا الجسد, لابد أيضا أن يكون هذا ما يحدث في الكون. كان عليه أن يعرف كيف يتحرك في الفضاء وقد وجد السفر في الفضاء أسهل بكثير من السفر عبر الأرض. لقد كان يجد نفسه خارج الأرض وليس عليها. كانت الأرض بالنسبة له كسجن كئيب أما الفضاء فكان يعني الحرية المطلقة له, حيث لا قوانين بشرية ساذجة تحجم طموحه وحلمه.
كان المساران يسيران معا مسار تحسين قدرته العقلية من ناحية فقد أصبح أكثر قدرة على التعلم والاستجابة للمعلومات وعلى تحليها والاستفادة منها ومسار تحسين قدرته الجسدية فقد كان يستطيع التدريب أن يحمل أوزان متزايدة وكذلك يعدو ويطير بسرعات أكبر. لم يكن ينتظر منه أن يصل لسرعة الضوء ولكن كان الجميع متفائل كثيرا. أستطاع فعلا عدنان بمساعدة الفريق الذي يعمل معه على تحسين خلاياه السطحية لتصبح درعا واقيا وحاميا له في حركته السريعة على الأرض وفي طيرانه.
حين وقف عدنان أمام المرأة تباهي بما يمتلك, شعر فعلا أنه واحد من تلك الإلهة التي يسمع عنها في الأساطير القديمة بل أعظم منهم, شعر بالفخر والغرور بنفسه لأول مرة بذلك الشكل.لقد أصبح مثل آلهة مصر وأشور والهند و اليونان وبابل القديمة القوية والعملاقة. تذكر كيف كانت تطهر تلك الآلهة مقارنة بالبشر الضعيف الصغير الحجم والخاضع والراكع لهم. لقد كان الجميع يخاف من تلك المرحلة ولكن ما حدث قد غير كل شيء.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.