DrMohamedZaki

شارك على مواقع التواصل

أراد روبرت أن يتخلص من الرجل السرطاني. كانت تلك هي خطته الأولى. لا يجب أن يكون هنالك رجل ذو قدرت خاصة وعملاقة غيرة. خطط لكي يجذب إليه الرجل السرطاني. كان لابد أن يواجهه وهو مستعد لذلك بينما الرجل السرطاني غير مستعد.
كانت الخطة هي أن برج السعادة. ذلك سيجعل الجميع يطلب من الرجل السرطاني أن يتدخل. الرجل السرطاني لم يُصمم من أجل القتال كما أنه لم يتدرب على ذلك بشكل جيد. بالنسبة له المعارك والقتال ليس من أولوياته. لكن الدمار المحدق ببرج السعادة سيجبره على التدخل.
كان عليه أن يتدرب أكثر وأكثر للحرب والقتال. كان عليه أن يصمد أمام أسلحة قوات الشرطة وقوات الجيش في حال تدخلت. لن يكون أمامهم فرصة طويلة لجلب أسلحة كثيرة وقوية في وقت قصير. لابد أن يكون الهجوم سريعا ومكثفا. استمر في تدريبه لمدة ثلاثة أشهر تدرب خلالها على التعامل السريع مع الأسلحة والقذائف المختلفة والتي يمكن مهاجمتهم له بها. الأسلحة المستخدمة ستكون في حدود معينة حتى لا تدمر المدينة ومن فيها وما فيها.
في الموعد المحدد ظهر الرجل الأخطبوطي. كان يمشي على أذرعه الأربع بين السيارات بحرفية كبيرة.وتسلق مباني المدينة المرتفعة بحرفية وسرعة اكبر. بدأ يحمل السيارات المختلفة ويقذف بها في كل مكان. الجميع كان مصدوما كأنه يشاهد فيلما من أفلام الخيال العلمي. الجميع خائف ومندهش, كل واحد يحاول أن يجد مكان امن له. الجميع تركوا سيارتهم وهربوا إلى المباني المجاورة. كان الرجل الأخطبوطي يتحرك بهدوء كبير وثقة. كان يعرف جيدا ماذا يريد. حاولت قوات الشرطة التدخل ووجهت نيرانها تجاه ولكن الجميع أصبح مذهولا, الطلقات لا تخترق جسده من الأساس. لجاءت قوات الشرطة لاستخدام أسلحة من أعيرة أثقل ولكنها لم تفلح أيضا. الجميع يبحث عن ملجأ وهو يقف واثقا ومنتصبا.
لم تفلح أيا من أسلحة الشرطة في اختراق جسده. وبدأ قوات خاصة في الظهور وحلقت الطائرات المروحية من حوله. انطلقت القذائف من كل اتجاه وفي تلك اللحظات بدأت تلك القذائف تخترق جسده. كان جسده مصفحا بشكل كبير ولكن واحدة من القذائف القوية اخترقت جسده, الجميع شعر بالسعادة والهدوء في تلك اللحظة. الجميع عاد له الثقة. الجميع وقف ينتظر سقوط الرجل الأخطبوطي على الأرض منهارا. البعض يفكر أن يعتليه والبعض يفكر أن يقطع أطرافه الأخطبوطية. بالرغم من أنه لا يعرف ماذا سيفعل بها ولكن البعض فكر في الاحتفاظ بها والبعض الأخر فكر في أن يبيعها لمن سيدفع فيها مبلغا كبيرا من المال. الجميع كان في الحقيقة مبهورا بقوته ولكنهم كانوا أيضا يخافون منه. يريدون أن يصبح لهم قوة مثله. الجميع يقول ماذا لو أصبح هذا الرجل الأخطبوطي واحد منهم يحميهم ويدافع عنهم؟. لكنهم ينتظرون الآن أن ينهار أمامهم. لكن حدث ما غير كل ذلك وقلب فرحتهم لخوف من جديد.
الجميع كان مندهشا. الرجل الأخطبوطي يعيد بناء جسده مرة أخرى, القذيفة خرجت من جسده لتصدم بواحد من المباني الشاهقة التي خلفه, بينما أعاد هو أصلاح جسده وخلال دقيقة واحدة كان كل شيء قد تغير. تحرك ذراعه الأيمن الأمامي لأعلى فأمسك بالطائرة المروحية التي تحلق حوله بينما ضرب بذراعه الأيسر الخلفي الدبابة التي إصابته. وطاشت ذراعه اليمنى الأمامية بدبابة أخرى والذراع أليسري الأمامية ضربت مبني مجاورة فسقط على عدد من سيارات القوات الخاصة ودباباتهم. الجميع كان مندهش من قوته وقدرته على التعامل مع عدد من الأهداف في وقت واحد وبسرعة كبيرة وحرفية لا يمكن تخليها.
استمر القوات في توجيه قذائف متعددة تجاهه بينما ظل هو يتفادى الكثير منها وما يٌصيب جسده كان يعيد بناءه سريعا. الجميع كان مندهشا وفقد الأمل. البعض بدأ ينادي الرجل السرطاني أن ينقذهم. حتى الرجل الأخطبوطي قال بصوت عالي:
- أين الرجل السرطاني؟ أين فري مان؟ أين من أنفقتم عليه كل هذا المال؟. أين بطلكم الخارق؟ أين بطلكم المُفضل؟.
الجميع يصيح وينتظر إلا هو فقد كان يعرف وجهته, توجه نحو المبني المختار والذي يعرف أنه لا يمكن لأي شخص أن يطلق عليه قذيفة واحدة.
تسلق مبني السعادة بحرية وسرعة كبيرة, خلال دقائق قليلة كان ممسكا بساري المبني. كان ذلك سببا لغضب وخوف وتذمر جميع سكان العالم. هذا المبنى هو رمز لتحرر الإنسان من نفسه ورمز لفهم ومعرفة الإنسان لحقيقته بشكل كبير. هذا المبني العملاق هو رمز لهدف الإنسان الجديد بعد الحرب. السعادة هي هدفه, ليست السعادة لنفسه وحسب بل للجميع. إنسان أو حيوان أو نبات, بل حتى كل شيء على الأرض بل وحتى الأرض ذاتها. هذا الرمز قد شُيد بعد الحرب لتجميع البشر من كل إنحاء العالم في رمز واحد. في ذكرى انتهاء الحرب من كل عام في السابع من يوليو يجتمع البشر حول العالم في هذا الميدان الضخم والذي يسع البشر جميعا. لا حدود لهذا الميدان فهو ممتد في كل اتجاه. جميع أنواع النباتات موجودة في هذا المكان الحيوي. ملايين من أنواع الحيوانات أيضا موجود في هذا المكان. هذا المكان الذي شيده البشر بأيديهم المجردة دون آلات أو مساعدة من الحيوانات الأخرى. كل إنسان كان يحمل حجرا ليضعه في مكانه. كان الهدف الأسمى هو أن ينشأ كل البشر هذا المبني الرائع العملاق رمز تغير البشرية بأنفسهم. الجميع تعاونوا في خلق هذا المبني العظيم. الجميع من كل أرجاء العالم دون اختلاف.
الجميع لا يريد لهذا المبني بالتحديد أي ضرر ولذلك فقد بحث الجميع عن الرجل السرطاني ( فري مان) والذي كان مشغولا بأمر كان يراه أشد أهمية, تطوير قدرته على التحليق بعيدا بأجنحته. لكن الظروف تضطره لترك كل هذا.
أجتمع السيد دونالد ميتشل برفقة فريق أمني على أعلى مستوى بالرجل السرطاني ليخبره بما يحدث, لم يصدق الرجل السرطاني هذا في البداية. كان لديه أحاسيس متناقضة في آن واحد. أحساس بالانبهار بوجود كائن خارق مثل هذا وإحساس أخر بالخوف. الخوف من الرجل الأخطبوطي وما قد يحدثه من دمار وتخريب. كذلك أحساس بالقلق خوفا مما قد يترتب على ذلك من خوف البشر من مثل هذا لتطور العلمي وما قد يتبعه من خطوات ضد تلك الثورة العلمية.
لم يمهله السيد دونالد الوقت لكي يفكر فباغته قائلا:
- الآن بروفيسور عدنان, الوضع كما تعرف. الرجل الأخطبوطي يطُالبك بالبروز ومواجهته.
نظر له بروفيسور عدنان متعجبا وقال له:
- أنا؟ أنا ...أنا. أنني لم أفكر في هذا يوما ما. أنا لم أنغير لأكون ما أكون من أجل ذلك. لدي أفكار أخرى وخطط أخرى أكثر فائدة للبشرية......
لم يمهله السيد دونالد وقتا ليكمل بل باغته قائلا:
- ليس هنالك وقتا لذلك, الجميع يطالبك بالتدخل, الرجل, الجميع من كل أنحاء العالم. لا أحد يعرف مدى قوته ولا قدرته. ربما لو سنحت له الفرصة لدمر العالم أو لحكمه بطريقته الخاصة. جيمس هذا شخصية غريبة الأطوار وكذلك روبرت الذي نقل وعيه إليه. أضف لذلك قوة الرجل الأخطبوطي مع قوة الرجل السرطاني أو حتى جزء منه.
كان بروفيسور عدنان مندهشا مما يسمع,:
- ما كل هذا؟. وعي في وعي! رجل سرطاني في أخطبوطي؟ لما كل هذا؟. ماذا يريد هؤلاء؟.
قال السيد دونالد:
- عليك أن تتخيل إذا. لو دمر البرج الذي يقف عليه لانهارت معنويات كل ألبشر وكل المدافعين عن الحرية والحب والإخاء في كل العالم. العالم الجديد سيكون في طريقه للزوال.
قال بروفيسور عدنان:
- لكني لم أتدرب على الحرب.
قال دونالد:
- لكنك بالطبع تملك القدرة على ذلك. سنكون نحن جميعا معك. لا تقلق, سنساعدك بكل ما لدينا من قوة. ليس نحن فقط بل الجميع. الجميع بروفيسور, الجميع حول العالم. حكومات وشعوب معك على قلب رجل واحد. المشكلة ليس الرجل الأخطبوطي وحسب بل ما هو اخطر بكثير. أنت تعلم ما أقصد.
نظر له بروفيسور عدنان وقال له:
- لكني.... لكني...
قال دونالد:
- لا وقت لذلك أستعد الآن.
ظهر الرجل السرطاني بالقرب من مبنى السعادة. ظهر قويا منتصب القامة, أطول بكثير من أي بشري. طوله يزيد عنهم كثيرا. كانت عضلات جسده بارزة فقد كشف عن جزءه العلوي ليظهر قوته ليعطي الثقة للجميع كذلك ليخيف الرجل الأخطبوطي. كان الرجل السرطاني يعلم جيدا أن تلك المعركة هي معركة حياة أو موت وحسب. سيخرج واحد منهما منتصرا وقد لا يخرج أي واحد منهما.
على الجانب الأخر كان الرجل الأخطبوطي يقف أعلى مبني التجارة ممسكا بالساري في أعلى المبني. شعر بالسعادة حين رأي الرجل السرطاني, لقد جاء إليه حسب ما خطط بالضبط. أنه لا يرى المعركة حياة أو موت يل حياة فقط له. أما السرطاني فيجب ألا يموت اليوم. سيأخذه معه حين تنتهي المعركة لصالحه. سيحاربه بكل قوة ثم ينتصر عليه وبعد ذلك سيأخذه معه لمعمله. كانت تلك هي خطته. هنالك سيقرر مصيره. كان يعلم جيدا أن الرجل السرطاني غير مصمم للحرب كما أنه لم يكن مستعدا لذلك. كما أنه بالرغم من أنه قوي لا يماثل قوته. حين لمع الرجل السرطاني أخذته رعدة من السعادة. كان يتأرجح فوق المبني بكل قوته وفي كل اتجاه. أستطاع سريعا أن ينجح في مسعاه. كان الجميع يخشي أن يدمر الطوابق العليا في هذا البرج من شدة اهتياجه.
نزل مسرعا ليواجه الرجل السرطاني, كان يضحك بأعلى صوته ويقول:
- ها قد جئت أيها الغبي. ها قد جئت.
نظر له الرجل السرطاني متفحصا:
- نعم قد جئت, هل تعرفني؟
قال الرجل الأخطبوطي:
- وهل هنالك أحد لا يعرفك.
قال الرجل السرطاني:
- ولكني لا أعرفك.
تبسم الأخطبوطي وقال له:
- ستعرفني إذا ثم رفع سيارة من جواره بذراعه الأيمن الخلفي وضربه به. حاول السرطاني ان يتجنبه بكل قوته ولكن جزء من السيارة اصدم بكتفه الأيمن وهو يحاول تفاديها. كان ما أدهش الجميع وعلى رئسهم الرجل الأخطبوطي, أنه لم يتأثر بذلك. أعطي ذلك ثقة كبيرة للرجل السرطاني وللجميع وجعل الرجل الأخطبوطي يعيد تفكيره مرة أخرى. أنتظر الرجل الأخطبوطي ضربة من الرجل السرطاني ولكن الرجل السرطاني لم يفعل. نظر الرجل الأخطبوطي متعجبا وقال:
- لما لم تضربي أنه دورك.
نظر له الرجل السرطاني متعجبا أيضا وقال:
- أ لكل واحد منا دور في ضرب الأخر؟. لما علينا أن نتقاتل من الأساس. لما ليس علينا أن نتحد ونتعاون معا ومع كل البشر.
لم يمنحه الرجل الأخطبوطي جوابا على سؤاله بل بادر بضربه بكل قوته بذراعه الأيسر الأمامي مباشر فأصابه وجه وسال منه بعض الدم.
هاهنا لم يتملك الرجل السرطاني نفسه وضربه بجناحه الأيمن الطويل ضربة قوية جعلته يترنح ويتراجع للخلف. لم يصدق الأخطبوطي هذا ولكنه كان سعيدا لبدء الحرب. قال للرجل السرطاني:
- انك تجيد القتال إذا, فلتبدأ الحرب أيها الجبان.
ضرب الأخطبوطي الرجل السرطاني بأذرعته الأربعة في وقت واحد, كان الرجل السرطاني يحاول تجنب ما يقدر منهم ولكن الأذرع الأربعة كانت قوية وتتحرك بشكل مستقل تماما وهو ما لم يكن يتخيله. أمسك الرجل السرطاني بذراعه الأيمن الأمامي وأعتصره وهو يقول له الآن أنت بين يدي ولكنه فوجئ بالأذرع الأخرى تضربه بكل قوة كما أن ذراعه الأيمن أفلتت من يده بسهوله. كان زلقا وكذلك يمكن بسهولة أن يصبح رفيعا جدا فيفلت من يد الرجل السرطاني. جعل ذلك الرجل السرطاني مندهشا.
ولكن في تلك المرة أمسك بذراعه الأيمن الخلفي وربطه سريعا بالذراع الأمامي الأيسر بقوة و حزم, بدا الرجل الأخطبوطي مقيدا لأول مرة. كان يحاول جاهدا فك ذراعيه ولذلك كان يترنح محاولا ذلك. لم يمهله الرجل السرطاني الوقت لذلك فقد لكمه بذراعه الأيمن القوي ثلاث لكمات متتالية أفقدته توازنه وجعلته يترنح ويسقط على الأرض. ها هنا صاح الجميع سعيدا بما حدث وصدح الجميع بصوت عالي باسم الرجل السرطاني وهتف ضد الرجل الأخطبوطي.
حاول الرجل الأخطبوطي جاهدا أن يُلملم نفسه سريعا وأستطاع أن يحرر ذراعيه ونهض مسرعا ليضرب الرجل السرطاني المتباهي بقوته والذي يتلقي التشجيع من الجماهير الغفيرة. حاول البعض تحذير الرجل السرطاني ولكن الرجل الأخطبوطي كان سريعا للغاية فلكم الرجل السرطاني بيده اليمنى فأسقطه أرضا فوق مدرعة كانت تقف في الخلف, أخترق أحد أدرع السيارة ظهر الرجل السرطاني وظهر جليا من صدره, الجميع صٌدم من ذلك وظهر الخوف في وجوههم وأصواتهم الحزينة التي انطلقت بكلمات اليأس والإحباط. سريعا تحرك الرجل السرطاني ونهض من فوق تلك السيارة المدرعة وأمام الجميع أمسك بالدرع الحديدية واستلها من جسده بكل قوة كأنه لا يشعر بها أو كأنها في جسد شخص أخر. ليس هذا ما فقط أدهش الجميع حتى الرجل الأخطبوطي بل أيضا سرعة التأم الجرح الغائر. بعد دقيقة والجميع ينظر للرجل السرطاني هو يعيد بناء جسده مرة أخرى, أصبح الرجل السرطاني معافى تماما ومستعد للقتال. لم يمهل الجميع الوقت فقد داهم الرجل السرطاني الأخر الأخطبوطي المصدوم من سرعة تعافيه بضربة قوية في فكه السفلي فأنطلق من فمه الكثير من الدم وسقطت أسنانه الأمامية وقُسم الفك السفلي نصفين.
أندهش الجميع من قوة الرجل السرطاني ولكن ما فعله الرجل الأخطبوطي كان أكثر إدهاشا. أظهر الرجل الأخطبوطي أسنانه المحطة ليري الجميع كيف سيعيد بناءها أمام الجميع وخلال دقيقة واحدة أيضا كان فكه قد ألتم وكذلك أسنانه تم بناءها جميعا.
الجميع كان مندهشا مما يرى ومن قوتهما وقدرتهما على التأم جروحهما. نظر الرجل الأخطبوطي للرجل السرطاني وقال له:
- أتظنني اقل قوة من قوتك أيها السرطاني بل أنا أكثر منك قوة وسترى بنفسك. ضرب الرجل الأخطبوطي ذراع الرجل السرطاني بسيارة محطمة, سمع الجميع صوت عظام الرجل السرطاني تتهشم وجلده وعضلاته يتمزقان وسال الدم من الرجل السرطاني بغزارة من كل مكان في ذراعه. الجميع منزعج ولكن الرجل الأخطبوطي كان يضحك.
سقط الرجل السرطاني أرضا ولكنه نهض سريعا متعمدا على ساقيه وذراعه السليم ووقف منتصبا لمدة دقيقة واحدة كانت جروحه تلتئم بسرعة أمام الجميع ثم بدا ذراعه كأنه سليم تمام ولم يمهل الجميع الوقت ليتأكد من ذلك فقد ضرب به ذراع الرجل الأخطبوطي الأيسر الأمامي بمدرعة حملها في يده وقطعه أمام الجميع والجميع مندهش.
فقد الرجل الأخطبوطي توازنه لبعض الوقت وأرتد للخلف ثم سقط أرضا ولكنه نهض سريعا ودم أزرق يسيل من ذراعه, أندهش الجميع من ذلك ولكن ما أدهشهم أكثر هو استمرار ذراعه المقطوع في التحرك. تحرك الذراع المقطوع تجاه الرجل الأخطبوطي وأمسكه الرجل الأخطبوطي بذراعه الأيمن الأمامي ثم أعاده لموقعه في جسده وها هنا حدثت معجزة أخرى فقد ألتم الذراع والتحم بالجسد كأنه يلحم قطعتين من الحديد بالنار. عاد ذراعه سليما تماما كأن لم يحدث له شيء والجميع كان مصدوما.
قال الأخطبوطي ساخرا:
- هنالك ما هو أفضل من ذلك ولكني لا أريده. يمكن لهذا الذراع أن ينمو ليكون نسخة جديدة مني ولكني لا أريد, كما يمكن لجسدي أن يُنمي ذراعي مرة أخرى من جديد.
كان الرجل السرطاني مصدوما مما يرى ويسمع ولكن الرجل الأخطبوطي لم يمهله الوقت لذلك فقد خلع عمود ضخم مثبت في الأرض وضرب به ساق الرجل السرطاني اليمنى. قُطعت ساق الرجل السرطاني وسقطت على الأرض وسقط الرجل السرطاني أيضا أمام الجميع. الجميع كان مصدوما مما يرى وشعر الجميع باليأس والإحباط حين كان الرجل السرطاني يسقط على الأرض.
سارع الرجل الأخطبوطي فأمسك بساق الرجل السرطاني المقطوع وألقاه بعيدا وقال للرجل السرطاني ماذا ستفعل الآن؟.
كان الرجل السرطاني مازال جالس على الأرض لا يتحرك بينما الجميع خائف ومندهش. قال الرجل السرطاني ساخرا:
- ألم يكن دوري, لقد تعديت عليه, أنا لم أفعل مثل ما فعلت.
تبسم الرجل الأخطبوطي وقال له:
- أنها ليست لعبة شطرنج لكل واحد دوره ولا احد يتعداه.
قال الرجل السرطاني:
- ولكنه كان اقتراحك.
تبسم الرجل الأخطبوطي وقال له:
- كنت أخدعك. ماذا ستفعل الآن؟.
قال الرجل السرطاني:
- سترى.
حاول بعض الرجال حمل ساق الرجل السرطاني فلاحظ الرجل الأخطبوطي ذلك, لذلك فقد هرع تجاههم يحاول منعهم, جرى الرجل الأخطبوطي بأقصى سرعته نحوهم فجروا هم أيضا بأقصى سرعتهم ليهربوا حاملين ساق الرجل السرطاني. كان يسمع صيحات الناس ولكنه لم يفهم. أمسك بالرجال الخمس وأمسك بساق الرجل السرطاني وضربهم بأذرعه المختلفة فتناثروا في الهواء في كل اتجاه كأنهم عساكر الشطرنج وليسوا بشرا. حطم الساق وقطعها لقطع كثيرة وحين قذف بتلك الأجزاء بأقصى قوته لأبعد ما يكون عاد مسرعا للرجل السرطاني, أصابه الذهول ليجده منتصبا أمامه وساقه سليمة.
في تلك اللحظة قال الرجل الأخطبوطي:
- انتهت مرحلة جس النبض واستعراض القوة وحان وقت القتال الحقيقي, فأنقض على الرجل السرطاني والذي أتجه تجاهه بكل قوته وبطش كلا منهما بالأخر بكل ما يملك من قوة.
كان الجميع يسأل سؤالا واحدا:
- متى وكيف سوف تنتهي هذه الحرب. كل واحد يمتلك قدرات تجعله يصمد في المعركة وللأبد.
لم يكن أحد سعيدا بتلك اللحظات مثل جيمس الحقيقي, لقد أنشغل روبرت بالقتال عن سماع ما يدور في وعي جيمس, كذلك لم يعد يسيطر على جسده كما كان. كانت تلك هي اللحظة التي يجب على جيمس استغلالها, فهو مشغول بحرب خارجية ولم يفطن لحربه الداخلية. كانت فرصة كبيرة لجيمس لكي يعيد الثقة لذاته وكذلك لكي يعيد التحكم في جسده مرة أخرى.
بدأ يحاول التحكم في جسده. لم تكن المحاولة سهله فروبرت يضرب بكل جسده في آن واحد وهي نقطة ذات بعدين, بعد لصالح روبرت في حربه مع الرجل السرطاني وبعد أخر لصالح جيمس لكي يتحكم في جسده. حاول جيمس جاهدا أن يتحكم في جسده ولكن الحرب المستعرة كانت تجعل حركة روبرت أسرع من تخطيطه ولكن أكتشف ثغرة ستغير كل شيء.
زعق بأقصى ما يستطيع, أنا جيمس وروبرت يتحكم في جسدي, ساعدوني لكي أتحكم في جسدي وأنهي هذه الحرب التي لا طائل منها. الجميع سمع الصوت الزاعق. الجميع لم يكن يفهم شيء. روبرت كان يفهم هذا جيدا وماذا يعني. ارتبك روبرت لأول مرة وهو يسمع ذلك. كان قد نسى أمر جيمس الذي بداخله. كانت تلك نقطة ضعف لم يفكر فيها, لذلك كان عليه أن يفعل شيء.
الرجل السرطاني كان على علم بهذا الأمر ولكن ليس بطريقة عميقة ولكنه صاح بجيمس وقال له:
- ماذا يمكنني أن أفعل؟.
عليك ضربه بشكل متواصل وعليك أمساك أطرافه الكثيرة هذه وربطها ببعض. عليك تشتيته بكل ما تقدر ليس أنت وحسب بل الجميع. أقذفوا عليه أيه شيء تجدونه أمامكم. يجب ان ينهزم. يجب أن يتحطم. يجب أن يجد نفسه محاصرا. يجب أن يجد نفسه ضعيفا, بغير هذا لن تُفلح أي محاولة.
فهم الرجل السرطاني ذلك وأشار للجميع بمساعدته. كانت الضربات تأتيه من كل مكان فقال الرجل الأخطبوطي:
- لقد كانت الحرب بيننا بالتبادل.
ضحك الرجل السرطاني وقال له ساخرا:
- أنت من غير قوانين اللعبة.
استمر الجميع في الهتاف ضد الرجل الأخطبوطي, الجميع يهتف ويقذف بأي شيء يجده. الرجل الأخطبوطي كان غاضبا بشدة, كان يبطش بأذرعته في كل اتجاه. كانت ضرباته تتسبب في خسائر كثيرة لمن هو موجود في الجوار. لم يكن أحد مهتم حتى من يتأذي. قال روبرت متحدثا لجيمس:
- أيها المغفل, سنموت معا هكذا.
قال جيمس:
- الموت هو هدفي الآن, أنت تعلم هذا جيدا. أنني أجد الحياة بلا معنى وبلا هدف والموت هو الخيار الأمثل.
قال روبرت غاضبا:
- أنت سفيه, أنا سأربح في النهاية, حينها ستذوق الأمرين أيها المغفل. سأعذبك بطرق لا تتخيلها, سأكون مُبدعا قي تعذيبك كما أنا دائما.
ضحك جيمس ساخرا وقال له:
- صدقني لن تخرج سالما أبدا من هنا.
قال روبرت:
- بل سأفعل وسترى.
قال جيمس:
- أنظر, لقد انتهي أمرك, الجميع علم كيف يحاربك, بالاتحاد حتى لو لم يكن الرجل السرطاني موجودا.
قال روبرت وهو يحاول تفادي ما يُلقى عليه:
- أنت من شجعهم على ذلك.
قال جيمس:
- أوضحت لهم فقط قوتهم التي في وحدتهم والسرطاني ما هو إلا شخص منهم يساعدهم. ربما لكي يزيد من ثقتهم وحسب. كذلك أنا.
قال روبرت:
- سأنتصر رغم كل شيء وسترى.
ضحك روبرت وقال له ساخرا:
- أنت من سترى أنظر أمامك.
وجد الرجل الأخطبوطي الرجل السرطاني يبطش به بكل قوته فوق رأسه. ترنح الرجل الأخطبوطي وسقط على الأرض. فقد اتزانه ووعيه لأقل من ثانية. هم الرجل السرطاني بالإمساك بأذرع الرجل الأخطبوطي لكن أذرع الرجل الأخطبوطي كانت قد تحركت بالفعل. لقد ألتفت حوله بأحكام وربط جيمس كل الأذرع يبعضها البعض بطريقة معقدة حتى لا يستطيع روبرت تحرير نفسه. وأمر الرجل السرطاني بربطه بكل شيء حوله يمكنه تكبيله به.
حين عاد لروبرت إدراكه كان كل شيء قد انتهى, حاول أن يحرر نفسه لكن الغلبة الآن أصبحت لجيمس الضاحك السعيد والذي قال له بهدوء عجيب:
- أهلا بك يا صديقي اللدود ضيفا ثقيلا غير مرحب بك ولا محبوب في جسدي. سترى من العذاب الآن ما يفوق كل تخيلاتك.
حاول روبرت أن يفعل شيء, لكنه فشل, في تلك اللحظة بكي ولكن دون دمع فالدمع والجسد أصبحا لجيمس الذي يضحك بصوت عال.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.