NourAli

شارك على مواقع التواصل

(في البداية عذرًا عن الأخطاء الاملائية ارجو التصحيح في التعليقات.. قراءة ممتعة )

في ديسمبر ولدت فتاة تدعى "جميلة" نظرا لجمالها الشديد سميت ب "جميلة"
، وأطلقوا عليها اسم "جميلة ديسمبر"
كانت تسحر من يراها، كان بها شيء مميز، شكلًا وموضوعًا
إلى أن كبرت بشكل طبيعي، ووصلت إلى سن السابعة، وحدث ما لم يتوقعه أحد... أبدًا

...
* ﴿في المدرسة ﴾
كانت هي واقفة في مدة الاستراحة وحدها
فأتت لها فتيات يغيرن منها
فبدأت الأولى بالتنمر قائلة:
يا وحيدة

تابعت الأخرى بسخرية:
مسكينة ليس لديها أصدقاء

كادت سترد عليهن إلى أن أوقفها... ألم، لا، ليس ألمًا بداخلها فقط، كان ألمًا تشعر به في يدها، حينما نظرت وجدت جرحًا في يدها ينزف بالدماء، فأخذت تصرخ، ما أثار تعجبها هو أن كيف جُرحت ولم يحدث شيء من الأساس!!
هن أيضا تعجبن، ولكن كلهن ظنوا أنه جرح قديم، وهي أيضًا، فهربن هن خشية أن تتهمهن بجرحها، أما هي فبقيت مكانها مذهولة مما حدث، وكانت الدموع تملأ مقلتيها في نفس الوقت، وكلما بكت أكثر، ازداد جرحها... أكثر
...
في المساء كانت هي جالسة شاردة على طاولة العشاء تنظر أمامها، والديها يتحدثان في أمور عائلية، إلى أن نادى عليها والدها، فلم تستجب لندائه، كانت في واد آخر، فكرر نداءه، لم تستجب أيضا، ها هي قد ضغطت على زر القنبلة، وها هي انفجرت على مخترعها، فصاح بها:
جميلة، لِم لا تردي علي؟

أدركت هي ما يحدث فقالت مرتبكة:
آسفة أبي، كنت أفكر في شيء

رد هو بغضب:
أي شيء يجعلك تعصي أباكي؟

اتسعت عيناها قائلة:
- أنا لم أعصك، فقط لم أسمعك لأني كنت أفكر بشيء
_أراكي تجادلينني أيتها الفتاة العنيدة، اغربي عن وجهي لا أرد أن أراكي
- ولكن يا أبا...
_هيا
..
صاح بها أكثر فخافت و اندلفت إلى غرفتها، و لكن !! جرح ثاني أيضًا!!
كانت هي تبكي فشعرت بشئ ينزف من رقبتها فذهبت إلى المرآة، و هنا كانت الصدمة وجدت جرح أكبر و أعمق بها و ينزف بقوة فصرخت بقوة و ظلت تبكي من الألم و الصدمة في نفس الوقت
أتى على إثرها والدها و والدتها التي اول من سألتها بقلق :
ماذا بكِ؟؟
تحدثت هي بصعوبة و تعب من كثرة الألم فحتى الكلام لا يخرج :
لا أعلم يا امي، لقد جلست هنا ثم رأيته فجأة مثلكما
تسآلت بدهشة أكبر:
و لكن.. ماذا.. كيف؟

-لا أعلم ..و لكنها.. ليست أول مرة

_ماذا؟

-حسنا، سأروي لكما ما حدث معي في الصباح
..
اخذت تقص عليهما ما حدث، و كانا كلا منهما في قمة الذهول، و عندما شاهدا جروح يدها صُدموا أكثر، شعر أبوها بتأنيب الضمير، فاعتذر لها و ضمها إليه
.....
﴿عند الطبيب﴾
مر يومان على نفس الحال، و بالطبع الجروح بدأت تملئ جسدها، فأخذاها إلى الطبيب ليشخص حالتها، و لكن ما قاله كان هو الصدمة الحقيقية ..

-ابنتك مصابة بمتلازمة نادرة تسمى"الجروح الغاضبة" و سميت بهذا الإسم، بسبب أن عندما يتعرض الإنسان في حالتها تلك إلى موقف سئ أو سماع اخبار سيئة، فهذا يجعل مشاعره تغضب و تثور و تقرر أن تعبر عن نفسها على هيئة "جرح"

_و هل لها علاج أيها الطبيب؟

سأل أبوها فرد هو بالرد الصادم لهما جميعًا:
لا، ليس لها علاج ولا تلتئم و حتى إن هدأت و لكنها تترك أثراً..

-ماذا نفعل

_الوقاية خير من العلاج، لذا نحاول أن نبعدها عن أي شئ يسبب لها هذه الجروح، و ايضًا تحسين المزاج يجعلها تقل و لكنها لا تختفي ..

..
كيف ستكمل عمرها بتلك الجروح؟، وكيف ستواجه مجتمعا سطحيًا مثل هذا بها؟
هذا كان كل تفكيرها أثناء عودتهما إلى المنزل، نعم هذا تفكير طفلة في السابعة من عمرها، من المؤكد أن مثلما جرحها يزداد مع تفكيرها في هذا الأمر، فجرح قلبها أيضًا يزداد
كانت تنزف من وقع الصدمة عليها في الطريق فحاولت والدتها أن تلطف الأجواء وتجعلها تبتسم ولكن ما الجدوى؟ حتى وإن ابتسمت فهي ابتسامة دون روح..

...
مرت السنون والأيام، كبرت الجميلة، وكبرت جروحها معها، عانت وقاست، وأكملت تعليمها بصعوبة، و لكن بعض الرفيقات الصالحات كانا بضهرها و يساعدونها على القرب من الله مما زاد قوتها و صلابتها، و لكنهم تفرقوا بحكم الدراسة، وها هي وصلت إلى المرحلة الجامعية،
كانت هي واقفة في الجامعة في أول يوم لها بها، كانت خائفة، متحيرة، قلقة، خجولة، فهي مع الأيام انتزعت الثقة بالنفس منها، أصبحت لا تشعر إلا بالنقص، على الرغم من جمال روحها، ولكنها أفعال البشر...

ظلت هكذا وهي تتوجع إلى أن أتت لها فتاة وتحدثت معها
- أهلا، أنا اسمي هدير، ما اسمك؟
_أنا جميلة أيهم، كيف حالك؟
- مهلًا مهلًا، أنتِ الأولى على الثانوية الذي لم تذهب إلى التكريم؟
أومأت لها إيجابا في حزن أصاب قلبها ومعه موضع قلبها في جسدها
فتألمت، فسألتها "هدير" عن حالتها فأجابت إنها بخير
...
مرت الأيام و أصبحا اصدقاء إلى أن أتت لحظة الحقيقة...
..
في بيت "هدير" كانت جميلة جالسة معها يتشاورون ويثرثرون، فتحدثت "جميلة" بارتباك:-
هدير
_نعم
- ف... في البداية، أنا شخص لا يثق بأحد أبدا، ولا أحب أن أخبر شخصا عن آلامي، ولكن كتب على أن تظهر آلامي دون تحكم مني
_ماذا؟
كانت "هدير" لم تفهم شيئا ومتعجبة، بينما "جميلة" كانت مرتبكة وتتحدث- بصعوبة بالغة- لحتى يخرج الكلام من فمها ولكن قررت أن تسلك طريق الشجاعة وأن تكمل حكايتها:
_لا أثق بأحد، ولكني وثقت بكِ، أرجوكي لا تجعليني أندم على ذلك، لقد جئت لك مكسورة، كوني لي وسيلة إصلاحي لا ردمي بالتراب.....
اومأت لها قائلة و هي تربط على كتفها:
لا تقلقي، سأكون

اعتدلت هي في جلستها ثم قامت بفك حجابها ليظهر  ندوب و جروح عميقة في رقبتها بعضها تارك أثر، و بعضها لا زال حيًا  ينزف، ظهرت الصدمة على وجه صديقتها و ابتعدت عنها و هي تتسارع أنفاسها، لتكون ردة فعل أخذت "جميلة" إلى الماضي و ما عانته
..
﴿في ماضي مؤلم﴾
كانت هي في المدرسة مع صديقتها الجديدة فقررت أن تخبرها بهذا السر كما حدث، و طلبت منها أن لا يعلم أحدًا به، و لكن صديقتها اخذت تبتعد بخوف عندما رأتها، ثم صرخت بقوة :
يا إلهي، شبح، انجدوني من هذا الشئ

وقع كلامها عليها كصعقة كهربائية، و نالت تنمر من الجميع فهربت من أعينهم و هي تنزف، و بعد فترة ذاع الخبر في المدرسة، حتى أخذوا يأذوها عمدًا حتى تتشوه أكثر.. حقًا إنه سواد القلوب
.....

﴿ عودة ﴾
خافت هي عندما تذكرت وظنت أنه سيحدث ذلك فبدأت تبكي، و لكن..
..
يتبع
#جميلة_ديسمبر
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.