NourAli

شارك على مواقع التواصل

يوم وراء يوم، جرح وراء جرح، خوف وراء خوف، صراع وراء صراع
كانت جالسة في بيتها و وجهها ينزف، رأتها أمها فسألتها عن السبب، فقالت :
لا شئ
_كيف لا شئ و وجهك ينزف؟
-يجب أن تعلموا أنني في هذه الحالة لا أستطيع أن اخفي أنني حزينة أو غضبانة، و لكن لا تسألوني عن السبب لأني لو كان بيدي لكنت لا أظهره من الأساس
أنهت كلامها ثم ذهبت غرفتها و بدلت ملابسها ثم خرجت من البيت
..
في منزل هدير، كانت هدير جالسة على الأريكة و ممسكة بالهاتف تتحدث :
أرسلت لها؟ حسنًا، أرسل لها غدًا رسائل أقوى و سأعطيك الضعف، لا تقلق، أريدها أن تتشوه، لِم هي تعيش جميلة و ناجحة و أنا لا ؟
، فجأة سمعت دق باب شقتها فأغلقت معه ثم ذهبت لتفتح وجدت هدير تنزف بالدماء و وجهها حزين و مجروح مثل قلبها، فسألتها بارتباك :
-ماذا بكِ
-لقد تركني ..
_كيف ؟
_ لقد واجهته، أخبرته بما في خاطري، أنكر و قال أنها النهاية
-لو كان يحبك حقًا لما تركك، لو كان هو ليس من يرسلهم، ما كان تركك بهذه السهولة، 
_ و لكني أحببته، لماذا ؟
_ الغريب أنكِ وثقتي به بالرغم من كل ما مررتي به، و لكن لا بأس، الماضي مضى و لكن القادم معنا، و أنا معِك و الله معنا
قالت ذلك ثم ضمتها إليها و أدخلتها بيتها
..
مرت أيام و صراعات أخرى ،و كلما كانت تشكي إلى أحد من عائلتها انها تتألم يقول لها :
لا بأس، ستمضي ..
او يقول:
إنها صديقتك الجديدة
فتدافع هي عنها
..
بعد حيرة طويلة، قررت أن تخرج عن صمتها
...

﴿في قسم الشرطة﴾
-لو سمحت أريد أن أقدم بلاغًا، تهديدات تصلني كل يوم على هاتفي
...
مرت أيام، اتصل أحدًا بها ليقول :
لقد عثرنا عليه
..
﴿في قسم الشرطة﴾
ذهبت هي لترى من، و لكن!!
نظرت له بصدمة و دهشة، من هذا ؟
اقتربت منه تصيح به :
لماذا فعلت ذلك بي؟
- إنها صديقتك، كانت تدفع لي المال لأفعل ذلك 
_ماذا؟ أتكذب لتزيح التهمة عنك ؟
- معي دلائل
ثم أخرج هاتفه و عرض عليها المحادثات و التسجيلات
وقفت هي في ذهول، و لكنها قررت أن ترد الصفعة
..
في بيت "هدير"
كانت تتصل عليه و لكنه لا يرد، سمعت دق الباب فذهبت لتفتح لتجدها "هدير"، فسألتها بارتباك:
-جميلة، أهناك خطب ما؟
_هل يجب أن يكون في أمرًا ما لأزور صديقتي ؟
- حسنًا تفضلي، معذرة انا مرهقة قليلًا
اندلفت هي ثم جلست معها على الأريكة ثم أخرجت الهاتف و قالت :
أتعرفين هذا الشخص ؟
ارتبكت هي قائلة :
لا من هذا ؟
_هذا من كان يرسل التهديدات لقد عثروا عليه و هو الآن في قسم الشرطة
- و لماذا أعرفه ؟
- لإنه صديق لكِ على فيسبوك ؟
_آه حسنا، هذا قريبي
- و لكنك منذ ثانية كنتِ لا تعرفينه
تلاقت النظرات في حرب عنيف، و الشر كان هو المهزوم و لا يقو على الحرب، ظلا هكذا إلى أن قالت:
-أنتِ كيف لا تثقي بي ؟
_الثقة يجب أن توضع في مكان جدير به، و أنا كنت اثق بكِ، و لكن اكتشفت أن المكان كان محتال
- نعم
وقفت أمامها تواجهها و لكنها بكت عنوة عنها :
لماذا يا هدير ؟ أنتِ أكثر من وثقت بها، عندما كان عقلي يشك بكِ كنت أقول له لا، هذه صديقتي لا تفعل بي شيئًا كهذا، كيف يا جميلة كيف؟ إلى الآن أتمنى أن يكون كل هذا حُلمًا، إتهام كاذب، أي شئ يبعد عن كونه حقيقة
كلما تتكلم أكثر كلما تنزف أكثر، نظرت هدير إلى الأرض لم تقو على مواجهتها 
-قولي لي أنه كذب، قولي أنه غير حقيقي، أخبريني سأساعدك
شعرت بأنه لا مفر من الحقيقة، فقررت الإعتراف؟
_و لكن لماذا أكذب ؟
- ماذا؟
_ انا من فعلتها
صمتت
فأكملت الأخرى :
-أرجوكي اهدئي، وجهك ينزف
_أتخافين علي؟ أيهمك بماذا أشعر؟ هذه نكتة مضحكة للغاية
صمتت لحظة ثم قالت :
_ واجهيني يا جميلة، قولي لي كل ما بداخلك، اجعليني ابكي ندمًا، اجعليني أموت كل يوم من التفكير، اقتليني بكلامك، أنا الجاني و أنا المؤذي، أنا من أذيتك لحقدي، لغيرتي، لم أكن صديقتك يومًا ما، و لكن سامحيني، سامحيني و إنسيني
- ماذا أقول و من أسامح؟ لم يعد كلام للقول، و لا قلبي قادر أن يسامح
حينها دق الباب، شعرت هي بارتباك و أمسكت بها عندما شرعت للذهاب و لكنها أبعدتها و ذهبت إلى الباب و فتحته، ليدخل الضباط و يلقون القبض عليها
..

ذهبت هي و هي تشعر بالانتصار الحزين، لقد كان الجاني "هدير" !! ...
شعرت بصدمة أصعب من صدمتها بمعرفة مرضها، شعرت بخيبة الأمل، و خيبة الأمل اصعب من أي مرض، صراع أخر، أتفرح بها أم تحزن عليها أم تحزن منها؟
كانت تسير و هي تنزف و لكن لحسن الحظ كانت تضع <كمامة> على وجهها كالعادة حتى لا يعلم أحدًا
ذهبت مسرعة إلى المنزل لقد كانت تنزف بشدة، ارتمت على فراشها و هي تنظر إلى الأعلى و كانت تشعر بأن الأجل اقترب، نادت على والدتها و طلبت منها أن تطلب من "أكرم" المجئ، عندما رأت حالتها تلك لم تقدر أن ترفض، فاستجابت و طلبته و أخبرته بحالتها فأتى مهرولًا لها، وضعت الحجاب على رأسها و غطتها بالغطاء
دخل إلى غرفتها وجدها هكذا، فتحدث بقلق:
ماذا حدث ؟
_ سامحني يا أكرم، لقد كانت صديقتي هي من ترسل لي
- كيف عرفتي ؟
_ لا يهم، الأهم أنني أشعر بأن أجلي قد اقترب
هز رأسه منكرًا :
لا، ستقومين و ستصبحين بخير صدقيني
_ أسامحتني؟
-بالطبع، و سأنتظر إلى أن تصبحين بخير و سنتزوج يا جميلة و نبتعد عن الحزن
- لا تنتظر يا أكرم، و لكن سأقول لكَ شيئًا كان يجب أن أعترف بهِ من قبل،
"انا أح..بك"
قالتها ثم..
...
ماتت جميلة، و ماتت معها حكايتها، لقد قتلها أعدائها و صديقتها معها، لقد قتلها كل شئ، لقد قتلوا براءتها و جمالها، و خفة روحها، قتلوا كل شئ، و ماتت جميلة و ماتت سيرتها، و نسيها الجميع، ماتت جميلة و كل من جرحها اكتشف حبها بقلبه و شعر بتأنيب الضمير،
ماتت جميلة و مات قلب أكرم، و عاش وحيدًا لم يستطع أن يحب مرة أخرى
ماتت جميلة، و شعر بها من كان لا يشعر بها و هي حية، ماتت و تحققت أمنياتها دون أن تراها
أخبروا العالم، أنه ماتت جميلة من جميلات العالم بسبب نفوس السيئين، أخبروه أنه ماتت جميلة من جميلات العالم لأنها لم تجد من يفهمها و يشعر بألمها بالرغم من أنه كان واضحًا للجميع، كانت في غربة
عاشت في غربة، و ماتت في أرض الوطن
..
إنه عالم لا يعيش به إلا الخائنين، و لا يموت به إلا المخلصين
..
تمت بحمد الله ♥️
#جميلة ديسمبر
#نور علي
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.