NourAli

شارك على مواقع التواصل

( لو في اخطاء بلغوني )
..
{في ماضي مؤلم﴾

كانت هي في المدرسة مع صديقتها الجديدة فقررت أن تخبرها بهذا السر كما حدث، و طلبت منها أن لا يعلم أحدًا به، و لكن صديقتها اخذت تبتعد بخوف عندما رأتها، ثم صرخت بقوة :
يا إلهي، شبح، انجدوني من هذا الشئ

وقع كلامها عليها كصعقة كهربائية، و نالت تنمر من الجميع فهربت من أعينهم و هي تنزف، و بعد فترة ذاع الخبر في المدرسة، حتى أخذوا يأذوها عمدًا حتى تتشوه أكثر.. حقًا إنه سواد القلوب
.....

﴿ عودة ﴾
خافت هي عندما تذكرت وظنت أنه سيحدث ذلك فبدأت تبكي،
ولكنَّها وجدت صديقتها تضمُّها إليها قائلةً :
- ما الَّذي حدث ؟ لا تقلقي أنا لمُّ أؤذيكي

مسحت دموعها ثمَّ قالت :
أنا مريضة بمتلازمة نادرة لا يوجد لها علاج ، عندما أغضب ، يظهر على جسدي جروح ويبقى أثرها إلى الأبد . . .

كانت تستمع لها وهي تشعر بشفقة على حالتها فأكملت :
ولكن لا يوجد أيُّ شيء آخر في جسديّ حتَّى يمرض ، أظنُّ أنَّ الأخيرة ستكون وجهي بأكمله ، وبعدها ستؤدِّي بي إلى الموت
_لا لا ، لا تقلقين لمّ تصل إلى ذلك ، أعدَّك أنَّ لا أتركك
ضمَّتها إليها وتركتها تبكي في أحضانها
..
كانوا يبحثونَ عنْ عريسْ يقبل بحالتها ، كانوا كلّ مرةٍ يخبروا بها العريسُ الجديدُ يرفضُ ويذهبُ ، إلى أنَ قرروا أنْ يخفوا السببُ ويتركوهُ يعلم مؤخرا ، بالطبعِ كلها قراراتُ والديها التي ليسَ لها تحكمُ بها ، كانتْ تسمعُ وتطيعُ فقطْ ولحسنِ الحظِ في هذهِ المرةِ تمَ القبولُ ، وتمتْ الخطبةُ دونَ علمِ أحدٍ . . . ومعَ الوقتِ وقعَ بحبها ، ولكنها خافتٌ أنْ تحبَ ، لأنها تعلمُ مصيرها . . .
..
بعد مرورِ شهرينِ ذهبتْ لهُ بعدما بدأتْ الجروحُ تظهرُ على وجهها ، كانَ جالسا هوَ وأختهُ فسمعَ دقُ البابِ ، فتحُ فوجدها أمامهُ ، وكانتْ أختهُ خلفهُ ، قالتْ هيَ :
أريدُ أنْ أخبركَ بشيءٍ ، أنا لا أحبُ الخداعُ ، وبما أنكَ ستتزوجني ، يجبَ أنْ تعلمَ بالحقيقةِ المخفيةِ ، والذي يمكنُ أنْ تكونَ سبب في انفصالنا . . . للأبدِ

نظرَ لها بتعجبٍ هوَ وأختهُ ، لكنها بقتْ صامتةً لأنها لا تحبُ أنْ تتدخلَ فيما لا يعنيها ، أخذتْ تقصٍ عليهِ القصةُ منْ البدايةِ وقالتْ في النهايةِ بثباتٍ :
الخيارُ لكَ ، ولكني أعلمَ أنكَ . . ستذهبُ مثلهمْ رد هوَ برد غيرُ متوقعٍ لها :

- لكنَ أنا لستُ مثلهمْ
_ ماذا ؟
- أنا لنْ أترككُ ، أنا غيرُ سطحيٍ مثلهمْ ، شكلكَ ما زالَ جميلاً ، وقلبكَ أجملَ ، أنا سأبقى معكَ ، لا تظنيني سأتزوجكُ زواجُ لغرضِ الزواجِ مثلٍ باقي المجتمعِ ، أنا سأتزوجكُ . . لأجلكَ

دمعتْ عيناها لمْ تصدقْ ، فشعرتْ بتحسنٍ في جروحها ، ولكنها تخافُ عليهِ أنْ تظلمهُ بحبها ، تخافَ أنْ تموتَ وتتركهُ ، وتخافَ أيضا أنْ تتركهُ.
معركةٌ جديدةٌ تخوضها منْ جديدٍ ، وجروح جديدةً أيضا ، بدأَ ينزفُ جرحَ أسفلَ عيناها

_ ما هذا
- جرح
_ ولكنْ لمْ يحدثْ شيءٌ مزعجٌ لكَ

إرتبكتْ ، عندما تكونُ جروحكَ ظاهرةَ صعبٍ جدًا أنْ تخفيها ، تخيل أنْ يكونَ معروفٌ أنكَ جرحتْ حقا ، كيفَ ستهربُ منْ أسئلتهمْ ؟ ردتْ :

لا تسألني أنا ذاهبةٌ
_ انتظري
- ماذا ؟

اندلفْ هوَ إلى داخلِ بيتهِ وجلبٌ لها بعضِ الأشياءِ الذي تخففُ منْ وجعها وأعطاها لها كيْ تخففَ الألمَ ، وبالفعلِ خفَ ألمها ، فشكرتهُ وذهبتْ
..
بعد هذا اليومِ ، وجدتْ رسائلَ تهديدٍ على هاتفها ، تهديداتٌ بالقتلِ وتنمرَ ولعنَ ، يبدو أنهُ شخصٌ يعلمُ بحالتها حقا ؟ ولكنْ منْ و لا أحدَ يعلمُ ؟ ذهبتْ إلى صديقتها لتقصَ عليها ما حدثَ فقالتْ :
هلْ أخبرتي شخصُ غيري ؟
- نعمْ
_ منْ !
- أكرمَ
_ كيفَ ؟
- لقدْ أخبرتهُ كيْ لا نكونُ في قصةِ نهايتها معلومةً ، لكنهُ فاجأني أنهُ لمْ يتركني
_ حسنًا حسنًا ، منْ المؤكدِ هوَ الذي يرسلُ لكيْ
- ولكنْ ماذا سيستفيدُ ؟ _
البشرُ نواياهمْ عديدةٌ وخبيثةٌ عزيزتي ، لا نعلمُ يمكنُ أنْ يكونَ سايكوباتي
- ولكني أثق بهِ
_ وتثقين بي أيضًا

.. ذهبتْ لصديقتها لتبددِ حيرتها فزادتها أكثرَ ، فذهبتْ وهيَ تفكرُ ، وكانتْ تحاولُ أنْ تبعدَ عنْ الحقيقةِ ، ولكنها لمْ تصلْ إلى أنَ جوابَ صديقتها صحيحٌ . . صراعٌ جديدٌ ، كلُ يومٍ تخوضُ صراع ، وكلهمْ ينتهوا بزيادةِ ألمها ، أصبحتْ في غربةٍ عنْ نفسها ، لا تعلمُ ماذا ولماذا وكيفَ ؟ لا تعلمُ ما الذي أوصلها إلى هذهِ النقطةِ ، ولكنها مجبورةٌ أنْ تكملَ الطريقَ إلى نهايتهِ . . . . أيامٌ أخرى ، ورسائلُ أخرى ، وجروح أخرى ، خوفُ أكثرَ . . ظلتْ تفكرُ إلى أنَ أخذها التفكيرَ إلى خطيبها . .
﴿عندَ بابِ البيتِ﴾
كانتْ هيَ تدقُ البابَ بقوةٍ إلى أنَ خرجَ لها، فأخرجتُ الهاتفُ وعرضتْ عليهِ الرسائلُ ، فنظرَ لها بتعجبِ قائلاً :

- ما هذا ؟
_ لا تعلمُ ما هذا ؟
- ماذا بكِ يا جميلةً لمَ تتحدثينَ هكذا ؟
- لماذا ترسلُ لي رسائلُ تهديدِ يا أكرم ؟
_ ماذا ؟ أنا لمٌ أرسلَ شيئا

نظرتْ لهُ في عيناهُ ، والتمستْ بها الصدقُ ،
ولكنها أكملتْ :

ولكنَّ هناك أحدًا يرسل لي رسائل تهديد ويعلم بحالتي ، ولا أحد يعلم غيرك وغيَّر صديقتي
_ لماذا وقع الاتِّهام علي أنا فقط ، وصديقتك ماذا ألديها واسطةً ؟
- لا تقول عليها كلمة أخرى ، سمعت ؟ هي الوحيدة الَّتي وقفت بجانبي ، هي الوحيدة الَّتي أثق بها لولا أنَّك خطيبي لكنت لا أخبرك أبدًا
_ هذا يعني أنَّك لا تثقين بي ؟

نظرت له في خجل ممَّا قالت ،
فأكمل هو :

حسنًا تصدُّقي أم لم تصدِّقي لا يفرِّق معي ، ولكن يا جميلةً . . . اعلمي أنَّ هذه النِّهاية

أغلق الباب في وجهها بينما هي لم تصل إلى شيء ، ظلَّت تبكي بقوَّة في طريقها إلى المنزل وعندما وصلت ، اندلفت إلى غرفتها بلا حديث مع أحد . . . . . .
..
كلُّ يوم تزداد حيرتها ، والغريب أنَّ الرَّسائل لم تتوقف بعد ....
يتبع
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.