Rashasalem

شارك على مواقع التواصل

النبوءة الثانية ... دقة الزار
بمجرد أن وطأت قدم "أم السيد" والعفريتة " هاجر " البيت الذي يقام فيه الزار وأتشاح النسوة بالسواد وهن يتمايلن بدقات الدفوف العميقة المتسارعة وتطويحهن لرؤوسهن أعتقادا منهن أنهن قد تلبسن بالجان وتلك الطبول والدفوف تخرجهم من الأجساد.
وحدث ما لم يكن بالحسبان ....
دخلت الطفلة " هاجر" وسط النسوة وتحولت مقلتي عيونها للون أحمر داكن وتساقطت الدموع الدموية منها؛ فألقت الرعب في نفوس كل من رأتها منهن ؛ لتسقط بعضهن مغشيا عليها من الرعب والهلع ؛ وأنقلب الدار لحالات من الأغماء والصريخ والعويل ؛ وتسمرن بأماكنهن رعبا وهلعا ؛ وسمعن أصوات تشبه طقطقة للجدران ليسرعن هلعات للخارج للنجاة بأعمارهن.

أستفاقت صاحبة الدار من أغماءتها طالت كانت أو قصرت لتجد " أم السيد " مغشيا عليها والعفريتة تجلس بجوارها هادئة مستكينة وكأنها لم تلق الرعب بالقلوب وتتسبب في تحجر الصرخات بالحناجر ؛ وأستفاقت "أم السيد" متسائلة ماذا حدث وقد توقفت ذاكرتها ؛ فهي لا تتذكر شيء لتحكي لها " أم نوسة" صاحبة التجمع للزار عما حدث ؛ وبحلقت بنظراتها نحو تلك العفريتة الصغيرة برعب دفن بداخلها عندما أستعادت ذاكرتها ومشهد تحول عيونها للأحمر الداكن القاني ودموعها الدموية .

وأصطحبتها ومن الرعب الذي أحتل جسدها لم تجرؤ عن النظر إليها لتسليمها ل " أم عبده " أمها بالتبني ؛ وأنتشر الخبر كالنار بالهشيم داخل الحارة بمجرد أن روت لهم " أم السيد " عما حدث وجري من تلك العفريتة الصغيرة المرعبة وهي مستكينة وكأنها لم تفعل شيء ولم يصدر عنها أي شيء .

ولم تصدق " أم عبده " ما قيل عن من ينبض قلبها بحبها أبنتها " هاجر" وأحتضنتها غير عابئة بما روي لها ؛ وبعد مرور عدة أسابيع أنست الجميع رواية الزار والعفريتة لكن ظل أهل الحارة يترقبونها بحذر وخوف وأبتعد عنها الأطفال بعد أن حذرتهم أمهاتهم من الأقتراب منها أو اللعب معها .

فتوحدت " هاجر " بسبب عدم لعب أحد معها ؛ ولكن الغريب أنها كانت غير عابئة بذلك ولم تتأثر أيضا ؛ ولكن ظهرت عليها مظاهر جديدة عجيبة ...
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.