raghadBsharah

شارك على مواقع التواصل

استفاقت روح على صوت الأذان، بعينين مثقلتين من شدّة ما سهر قلبها تلك الليلة... كان الليل طويلاً جداً، وقلبها يأبى النوم، يتوق إليه، لكن الأرق كان يغلبه.

جالت بعينيها في أرجاء الغرفة، كلّ شيء بدا مألوفًا للغاية، لكنه غريبٌ في ذات الوقت. كلّ شيء عاد كما كان، إلا شعور الغربة المتأصل داخلها.

"لا يزال عقلي منشغلًا به، بينما أنا هنا... بين سجادتي، وبين هواجسي."
كلّما همّت بإكمال وضوئها، مرت في خاطرها صور من أحاديثه، وكلماته، وضحكاته التي تشبه الحلم. لم تكن ترغب في أن تكون ضعيفة، لكنها كانت كذلك، ضعيفة جداً أمامه.

"أنا المتديّنة... أضعف؟ نعم. ما أصعب أن تسقط وأنت تدرك جيدًا مدى ارتفاعك."

لم تكن تُخبر أحدًا، كلّ شيء بينها وبينه ظلّ سرًا. ومع كلّ كلمةٍ تتبادلها معه، كانت تشعر أنها تخون نفسها قبل أن تخون ربّها.

"كنت أصلّي بعد حديثي معه، فأشعر أن السجود يرفضني... لم أعد أبكي في الدعاء، لأن قلبي انقسم بين خالقي وذلك العابر."

مرّت الأيام، واتسعت المسافة، وكبر التعلّق. أصبح سليم أول رجل تكتب له: "أنا حزينة"، وأول من يسألها: "لمَ صمتِّ فجأة؟"

"تعلّقي به لم يكن عشقًا... كان جوعًا. جوعًا للحب، للحنان، وللأمان الذي افتقدته لسنين."

ثم بدأت روح تسأل ذاتها: إلى أين؟ ما هي النهاية؟ هل يحبني؟ هل ينوي الحلال؟ أم أنّه وهم مغلفٌ بكلامٍ منمّق؟

وسألته عبر رسالة بصوتٍ خافت من روحها: "تخيّل أن يأخذ الله روحي ونحن على هذا الحال، ماذا أقول له؟"

جاء الرد متأخرًا، ثم ساد الصمت، ثم عاد يقول: "لا أستطيع أن أعدك بشيء، لكنني أحبك."

"ولم ينفعني حبه، لأنه لم يكن لي."

بدأت روح بالانسحاب... لا لأن قلبها اقتنع، بل لأن ضميرها لم يعد يحتمل. كانت تحذفه، ثم تعود، ثم تحاول إصلاح ذاتها بنفس الشخص الذي كسرها.

"الخطأ لم يكن كله عليه... كان عليّ، لأني سمحت."

وفي صباحٍ بارد، أدّت صلاة الفجر، وبكت طويلًا، ثم كتبت له آخر رسالة:
"أضعتك، لأنك لم تكن طريقي، وأضعت نفسي أكثر... سامحني، لكن لا بدّ أن أختار ربّي على قلبي."

ثم قامت بحظره. أغلقت الرسائل. ومحَت صوره، وكلماته، وضحكاته، وحتى ذلك الاسم الذي أحبّته بضعف.

"أنا روح... تديني لم يمنعني من السقوط، لكن قوتي كانت في أن أقوم."

"لست مثالية، لكنني تعلّمت، وعرفت الحقيقة بعد أن سقطت عليها وجهًا لوجه."

"ليس كل من قال أحبك، كان قدرك."

"العلاقات التي تبدأ خطأ... تنتهي بندم."


---
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.