بلا اسم
كسر صمت الصحراء صوت لهث شاب في العشريناتِ من عمرة
يركض و كأن حياته تعتمد علي ذلك, احتضنته الارض عدة مراتَ و لكنه رفض الخضوع
سقط مرة أخري و لكن تلك المرة كانت مختلفة, عندما عاود النهوض أحس بألمَ كبيرٌ في رأسه فأمسكها و قال و هو يصرخ الماً
" أنا بعيد جداً عن اني اكون في المدي ...... مش قادر أستحمل .... "
ثم اتسعت عينه
" مش ممكن ... هو ده الي قالولي عنه ....لا .. لا مش بعد كل الي وصلتة....لازم اتصرف "
************
و في مكان مظلم مجهول يدور حديث بين اثنين
؟؟؟: ما اللذي تعنيه بانه اختفي ...؟
؟؟؟؟: لا اعلم فهو ليس موجود في اي مكان
؟؟؟: ان كنت لا تريد الموت فعليك ايجاده
************
عاد الصمت للصحراء مرة أخري مع توقف الشاب عن الحركة و ظهور نظرة الدهشة عليه
نظر الشاب حوله فلم يجد سوي الرمال تملئ المكان فدار بين نفسه حوار
" اه ..رأسي بتوجعني اوي ...هو أنا فين و بعمل ايه هنا في الصحراء دي .......... لحظه ........ هو أنا اسمي ايه ؟؟! "
قالها برعب ثم احس برعشه خفيفة تنتشر في جسده ,عجز عن التحدث لثواني يحاول ادراك ما حدث له ,هو عالق في صحراء لا يعلم من هو او الي اين يذهب حاول النظر الي الافق و لكن اشعة الشمس اذت عيناه فحجبها بيده و نظر لأسفل حتي يجد رساله علي الرمال حديثة التكوين تقول
" لا يوجد وقت للشرح عليك ان تتوجه في اتجاه السهم المرسوم لكي تجد ـــــــ "
اندفعت الرمال في عينيه بفعل الرياح فاختفت الرسالة قبل أن يقرئاها كاملةَ
الشاب لنفسه: الخط ده خطي أنا متأكد مش عارف ازاي بس أنا متأكد .... هل ده معناه اني كنت عارف اني هفقد الذاكرة ؟.....في علامات استفهام كتير بس لو عايز اعرف الأجوبة فلازم اثق في نفسي من دقيقة و أتوجه في الطريق المكتوب ..
حاسس نفسي حكيم لما قلتها كده هه
بحاثاً عن الامل ذهب الشاب في الاتجاه المكتوب حتي استوقفه روية ظل من بعيد لشخص يبدو انه ضخم البنية فحاول المناداة عليه و لكن لا من رد فقرر التوجه له
و في الطريق مرت من خلاله عاصفه رمليه قويه جعلته يدور و يسقط و عندما خرج منها لم يري شخص و لكن الأسوء ان تلك العاصفة الرملية افقدته احساسه بالاتجاهات
الشاب(تنهد): هل الموقف ممكن يكون اسوء من كده !! تائه في صحراء لوحدي و فاقد الذاكرة و الامل الوحيد الي كان عندي اختفي......(همهمة) القعدة و الحسرة مش هتجيب نتيجة أنا لازم اتحرك جسمي محتاج اكل و شرب مش تنديب و عتاب
تحرك الشاب و هو يكلم نفسه: هل فعلاً لما أنا شفت ظل هل كان حقيقي أنا في صحراء و السراب شيء منتشر ..لا السراب عباره عن روية نفس الجسم مرتين فالعقل يترجمها علي انها انعكاس ميه يبقي حاجه من اثنين ياما كان في فعلاً حد يا اما انا بتوهم حجات مش موجوده و بالعقل أنا لسه فاقد الذاكرة فالثقة في النفس في الوقت ده مش حركة ذكية
و ظل الشاب يتحرك و هو يكلم نفسه حتي جاء الليل
الشاب: التحرك بليل في الصحراء خطر خصوصاً ان برودة الجو احتمال تسببلي مشاكل فالحكمة تقول اني اولع نار و انام الليلة دي
و كما قال وجد عصيان و احجار و ابرم النيران و استلقي علي ظهره
الشاب: النجوم شكلها جميل مع القمر بس عندي احساس غريب حاسس ان القمر ده ازرق عن المعتاد مش بس القمر لا حتي النجوم ممكن يكون الموضوع هلوسه او توهم بس أنا حاسس ان في حاجه غلط بس ايه هي ؟
قضي الشاب ليلته و مع اول شعاع من الشمس انطلق في طريقه باحثاً عن الغذاء
الشاب: الرمل ده ...عندي احساس انه...مش متأكد.... ممكن !
جري الشاب بسرعة و في عينيه جزء من الفرحة !!
الشاب: ملمس الرمل كان رطب فتوقعت ان ممكن يكون فيه مية قريبه من هنا بس متوقعتش اني الاقي مزرعة ! الحظ بدء يبتسم في وشي
هرع الشاب الي المزرعة مبتهجاً فقد رأي طوق النجاة الذي سوف ينقذه من الاعماق
و بعد جولة من استكشافها
الشاب: مزرعة مهجورة فيها مخزن أكل هيكفيني لمده ,حظيرة مش محتاجة شرح , اوضة غريبة مليانة سرائر و أدوية ,جهاز غريب مش شغال .....حاسس اني شفته قبل كده ..استني ممكن لو نقلت السلك ده...(همممم) ده يتحط هنا الزرار ده ...اعادة تشغيل...وه اشتغل !!
بعد تدقيق فده جهاز تحديد مواقع شكله متقدم ايه الي جابه في حظيرة مع كامل احترامي رخيصة زي دي .المكان ده مش عادي
حاسس اني ناسي حاجه مهمه ....الميه هي فين ...مش هنا ...و لا هنا فــــــــــــــيــــــــــــــــــن الـمــــــــــــيــــــــــــــــــــــــه
(تنهد) اخيراً ... لقيتك .... بير ..جميل ..بعيد شوية عن الحظيرة و المخزن بس مش مهم
مسك الدلو للحصول علي الماء و لكنه تفجأ بقنينة عليه
الشاب: اختصار .... حلو هات الميه ...مش قادر استحمل بعد كل الجري ده
و شرب من القنينة و لكنها لم تكفي لتروي عطشه فشرب ثمانية لتر من الماء
الشاب: دلوقتي أقدر أعيش هنا هزرع شوية علشان أضمن الاكل , هنام في الحظيرة و هاكل من المخزون الموجود ......حاسس بالراحة
بعد أسبوعين قاضهم الشاب في المزرعة في التمشيه التفكير و دار بينه و نفسه العديد من الحوارات التي لا يمكن كتباتها ,و لكنه كان يشعر أنه مراقب لا يحس باي خطر و لكنه فقط مراقب احساس طبيعي لأي شخص في حالته او هذا ما كان يقوله لنفسة
صدف غريبة يقابلها المرء تغير مسار حياته ,صدف تحرف مسار الأحداث و هذا ما حدث عندما أحس بالملل فوجد العديد من الأشياء في تلك المزرعة كملابس نظيفة و ورقة مجرد ورقة مكتوب عليها بضع كلمات و لكن تأثيرها عليه كان كبير فقد غيرت تلك الورقة مسار ليس فقط الشاب بل العالم كامل و لكن كيف ؟
*****************
؟؟؟: من بين كل الأوقات يختفي عندما يريده الزعيم الهلاك الأن مصيرنا المحتوم
؟؟؟؟: فلتهدأ قليلاً علينا أن ان نفكر في حل
؟؟؟: حل هل أنت أحمق ؟ لقد قضي علينا !
؟؟؟؟: اللعنة ,أين يمكن ان يكون لقد بحثنا في كل أرجاء المبني ؟
؟؟؟: هل يمكن ان يكون قد هرب
؟؟؟؟: مستحيل فان هرب سيكون ميتاً الأن !
؟؟؟: اذن ما العمل ؟ لا يمكننا مماطلته اكثر من ذلك
؟؟؟؟؟(بابتسامه): لقد سمعت شيئاً عن مفقود هه هلا تخبراني بالتفاصيل ؟
؟؟؟, ؟؟؟؟(بصوت خفيف): (بلع) اليد اليمني ؟ لقد متنا.
*****************
الوقت المتبقي 164:12:23:45