«للوداع قدسية خاصة دائماً تفسده الدموع،
أكره اللحظات المحملة بالمشاعر المثيرة للشفقة.»
طرقات علي الباب اذنت للطارق بالدلوف تتبعت موضع الصوت وهتفت بتسال: ممكن ادخل.
ابتسمت ارما عند رؤيتها وهتفت بحنان: ادخلي.
استقامت وعاونتها في الجلوس علي فراشها
ابتسمت فريدة وقالت بتسال: عاملة اي النهارده.
ربتت علي شعرها وقالت بهدوء: كويسة.
عبثت بشعرها الاسود الطويل الذي يصل لخصرها
ابتسمت عندما تاملت ملامحها التي تشبه يونس بشكل كبير.
هتفت فريدة ببسمة: انا مبسوطة انك موجوده هنا وبابا كمان موجود.
ربتت علي شعرها وهتفت بحنان: انا كمان مبسوطة انتي عندك كام سنه.
هتفت فريدة بهدوء: عشر سنين وانتي.
ضحكت ارما وقالت: 36 سنه كبيرة صح.
هزت راسها نافية وقالت بمزاح:بابا اكبر وبعدين عادي لو كبيرة انتي هتجيبي نونو صح.
ابتسمت ارما ولامست بطنها وهتفت بهدوء: ايوا.
هتفت فريدة بحماس: انا فرحانة قوي ممكن اطلب طلب صغير.
هتفت ارما باندهاش: اطلبي.
هتفت فريدة بحرج: ممكن المس وشك عشان ارسملك صورة في دماغي.
شعرت ارما بالحيرة وافقت بهدوء وقالت: اعملي الي انتي عاوزة.
لامست وجهها بيديها وهي تصف لها كل ما تلمسه بهدوء ابتسمت ارما وقالت: تخيلتني ازاي؟!.
هتفت فريدة بشرح: شعرك قصير قوي وعيونك واسعه وعندك خدود كبيرة.
ضحكت ارما من وصفها الصحيح
وقالت: برافوو انتي شاطرة قوي اهو.
احضتنتها ارما وهتفت بحب: انتي جميلة قوي يا فريدة.
تاملهم يونس وهو واقف امام باب الغرفة براحه يبدو ان علاقتهم صارت جيدة بينهم وهذا ما يطمح له.
دلف للغرفة وهتف بحنان: مش يدوب ننام يا فريدة.
ابتسمت وقالت: سيبني مع طنط ارما شوية.
هتف يونس بجدية: انا تعبان يا حبيبتي محتاج انام وكمان ارما تعبانه وعاوزة تنام.
هتفت بتحايل: عشان خاطري يا بابا.
حاولت ارما حل الجدال وقالت: سيبها شوية يا يونس.
حمل يونس فريدة علي كتفيه وهتف بجدية: يدوب تنام بقا الوقت اتاخر.
دثرها في الفراش واحكم لف العطاء علي جسدها طبع قبلة حانية علي جبينها وهتف بحنان: تصبحي على خير يا فريدتي.
هتفت فريدة بنعاس: وانت من اهل الخير يا بابا.
توجه لغرفته وجد ارما ممدة علي الفراش شاردة رقد بجانبها وهتف بتسال: سرحانه في اي.
انتبهت لوجوده وهتفت بجدية: انت هتنام هنا.
هتف بهدوء: ايوا امال هنام فين.
هتفت بضيق: شوفلك اوضة تانية نام فيها مش كفاية لحد كدا بقا.
دثر نفسه بالغطاس وهتف بنعاس: انتي لسه شفتي حاجه.
اغمضت عينيها وهتفت بتسال: انت ليه بتعمل معايا كدا ساعات بتحبني وساعات لا.
فتح عينيه ونظر اليها وقال ببرود: انا عمري ما حبيتك ومش معني اني بعاملك كويس ابقي بحبك افهميها صح.
ابتلعت كلماته الجارحة واغمضت عينيها تحاول استجلاب النوم بعد كلماته اللاذعة التي المتها.
لف يديه حول جسدها وقربه منه بهدوء
هتف بهمس حاني بجانب اذنها: اسف.
شعرت بهدوء مشاعرها واستسلمت لما يفعله وغفت بين يديه زفر يونس بتعب عندما احس بنومتها وظل سارحا في شرودة يفكر ماذا سيفعل بها؟!.
ودع يونس ابنته بابتسامة بسيطة علي خديها تمسكت فريدة بيديه وهتفت بتسال: مش هتودع طنط ارما.
شعر بالحنق من سؤالها اقترب من ارما التي تركت ملعقتها بتفاجا وقالت بهدوء: ممكن تمشي عادي.
طبع قبله حانيه علي خدها وهمس بجانب اذنها: هتوحشيني.
اصابتها قشعريرة في كامل جسدها ونظرت اليه بتوتر غمز بعينيه ورحل من الشقة بأكملها.
وضعت يدها علي قلبها التي تسارعت ضرباته وتدفق الدم الي وجهها، حاولت الدادة كتم ضحكاتها نظرت اليها ارما بخجل واكملت طعامها بهدوء.
هتفت فريدة بتسال: ناوية تعملي اي يا طنط دلوقتي.
هتفت ارما بجهل: مش عارفه يا حبيبتي.
هتفت فريدة باقتراح: اي رايك تلعبي معايا.
هتفت بهدوء: مفيش مشكلة.
ادي يونس التحية العسكرية امام رائد
وهتف بجدية: طلبتني يا باشا في حاجه.
اشار رائد ليونس بالجلوس وقال: اقعد عاوزك في موضوع.
القي يونس انتباه الرائد وقال: امرك يا فندم.
هتف بجدية: ممكن اعرف ازاي انقذت ارما لاخر لحظة واي السبب الي خلاك تطبعها بعد ما خلاص كانت هتموت.
زفر يونس وهتف بتوضيح: رغم اني متأكد من قراري الي عملته وانها تستاهل تموت بس في حاجه عندها انا محتاجها ليا وللاسف دا كان سبب خلاها تعيش.
هتف رائد بتسال: اي الحاجه دي.
هتف يونس بهدوء: ابني.
ربت رائد علي كتفيه وقال: المهم تكون مرتاح دلوقتي ربنا يقومهالك بالسلامة.
هتف يونس بهدوء: يا رب.
ابتسم يونس عندما وجدها تلاعب طفلته
حمحم بهدوء وقال: ارما تعالي عاوزك.
تبعته لغرفة المكتب وهتفت بهدوء: في حاجه.
اشار اليها بالجلوس وقال: اقعدي عاوزك.
جلست علي الكرسي ونظرت اليه بترقب.
زفر بتعب وهو يحاول اخراج كلام منمق لتستوعب الصدمة وقال: ابوكي النهارده تم اعدامة وقبل ما يموت اداني الجواب دا ليكي.
وضعه علي الطاولة امامها توسعت عينيها بصدمة واجهشت في البكاء ولم تستوعب الخبر بعد.
استقام يونس وضمها بين ذراعية وهتف بتعاطف: انا عارف انك مصدومة بس دي نهايته.
تعالت اصوات نحيبها ولم تقوي علي الكلام ظلت هكذا حتي اغشي عليها صرخ يونس باسمها وقال: ارما.
حملها وصعد بها لغرفتهم حاول افاقتها برش الماء علي وجهها ولم تعطي اي استجابة اجري مكالمة للطبيب يحثه علي الاسراع.
احتضنت الدادة فريدة التي بدات في البكاء عندما سمعت صراخ والدها حاولت تهداتها قدر المستطاع.
توجه الطابق السفلي استقبل الطبيب وصعد علي عجالة للطابق الثاني وقال بخوف: حاولت افوقها مفقتش.
بدا الطبيب بفحصها وسط نظرات يونس القلقة
وقال: اتعرضت لصدمة.
هتف يونس بتاكيد: ايوا خبر وفاة ابوها.
هتف الطبيب باسف: صدمة عصبية نتيجة الخبر يفضل متصحاش دلوقتي سيبها نايمة لحد ما تفوق هكتبلها اقراص مهداة بحيث تبقي هادية لما تصحي.
هتف يونس بتوضيح: هي حامل هيكون دا خطر عليها.
هتف الطبيب بتاكيد: ان شاء الله خير المهم تحاولوا تخرجوها من الحالة الي هي فيها عشان نفسيتها متاثرش علي الجنين.
ودع يونس الطبيب وامر الدادة بالانتباة لارما ريثما
يحضر الدواء المطلوب.
لامست فريدة كف يد ارما وهتفت بدموع: طنط ارما فوقي عشان خاطري.
حضر يونس وراي المشهد هتف بصوت خفيض كي لا يوقظها : فريدة اخرجي عشان متصحهاش.
هتفت بتسال قلق: هتبقي كويسه صح.
هز يونس راسه بتاكيد وامسك بيد الصغيرة وتوجه للاسفل.
هتفت فريدة بقلق: اي الي حصلها يا بابا.
هتف يونس بضيق: ابوها توفي عشان كدا تعبت.
ادمعت عينيها وهتفت بتعاطف: لازم تكون جمبها يا بابا عشان خاطري.
ازال دموع الصغيرة وقال: حاضر يا حبيبتي هفضل جمبها لحد ما تخف.
دلف للغرفة وجدها ضامة ساقيها لصدرها وتحتضن نفسها واصوات شهقاتها مسموعة بشكل واضح.
اقترب منها وهتف بتعاطف: متعمليش في نفسك كدا عمايلك مش هترجع الي راح.
نظرت اليه باعين مليءة بالدموع وانهارت في البكاء اكثر حتي فاض بها واغشي عليها.
حملها بين ذراعيه ودثرها في الفراش جيدا واستلقي بجوارها، مسح وجهه بكف يده وهو يحاول التحلي بالصبر من اجل ان تقضي تلك المهلة علي خير.
اغمض عينية وغالبه النعاس شعر بحركتها ومغادرتها للفراش لم يهتم واكمل نومه بهدوء.
توجهت للمطبخ في الطابق السفلي عبثت بأحد الادراج واخرجت سكين حاد وتمشت ببطء بدون اصدار اي صوت لغرفة يونس.
اقتربت منه بهدوء وهي تمشي على اطراف اصابعها وقفت امامه وانحنت لمستواه حتى صارت انفاسها تداعب وجهه
فتح عينيه عندما شعر بجودها القريب منه.
نظر اليها بصدمة وللسكينة الموضوعة فوق صدرة همت بغرسها اصابت صدره وشقت الملابس التي يرتديها
نزعها من يدها بحركة خاطفة والقاها بعيدا.
انتصب واقفا والالم يزداد في صدرة من الجرح الذي بدا ينزف وقف امامها والشر يتطاير من عينية.
ابتلعت ريقها برعب وهي تراه يقترب منها بهدوء باغتها بصفعة قوية علي خدها استقطتها ارضا ومن هول الصدمة لم تنطق بكلمة واحدة وضعت يدها تلامس خدها الذي يؤلمها.
القي نظرة سريعة عليها وتوجه للحمام يدواي جرحه الذي اغرق ملابسة نزع ملابسة ومسح الدماء وتاكد بان الجرح سطحي مجرد اصابة بسيطة عالجه بهدوء وارتدي ملابسة وغادر الحمام.
وجدها جالسة علي نفس وضعيتها تضع كفها علي وجهها المصفوع انحني لمتسواها وهتف بنبرة تحذيرية وتهديد: انا ممكن في لحظة اقتلك زاخلص منك ومش معني اني سكت علي انتي لسه عماله هتساهل معاكي خافي عشان نهايتك قربتك يا ارما.
ارتجفت اوصالها من نبرية التهديدة الصريحة التي يتحدث بها هزت رأسها بخوف وهي تايد كلماته يبدو ان يونس لن يتردد في قتلها مجدداً.
تبادلا النظرات الغاضبة بينها وهم يتناولون الفطور
هتفت فريدة بتسال: ارما بقيتي كويسه دلوقتي.
ابتسمت ارما بحنان لتلك الصغيرة الذي وقعت في حبها
وقالت: ايوا يا حبيبتي بقيت احسن.
هتف يونس ببرود: ارما ياريت نخرج من الحاله الي انت فيها عشان صحتك مفهوم.
القي جملته الاخيرة بنبرة تحذيرية بلعت ريقها بهدوء
وقالت: مفهوم.
رن هاتفه التقطه بين يديه وتوجه لمكتبة اجاب علي المكالمة وقال بهدوء: ايوا انا جوز مدام ارما في حاجه.
علي الجهة الاخري هتف الطبيب بعملية: الأشعة والتحاليل الي عملناها لمدام ارما للاسف حالتها متدهورة جدا بسبب سرطان الرئة الي عندها.
لم يتسوعب يونس كلماته وقال: سرطان رئة اي مش فاهم.
هتف الطبيب بتوضيح: انا شكيت سبب ضيق التنفس الي عندها يبقي في مشكلة في الرئة والتحاليل اكدت وجود ورم في الرئة في مراحل متقدمة من المرض والاسوا تجمع دموي بدا يتكون علي الرئة والحالة صعبة جداً.
هتف يونس بتسال ومازال في حالة الصدمة: تب والحل اي.
هتف الطبيب بتوضيح: المدام حامل ولازم اجهاض عشان تبدا في العلاج الكيماوي ولو مخدتش العلاج الورم هيتمكن من جسمها كله.
هتف يونس بخوف: تب لو معملناش اجهاض اي هيحصل وممكن تاخد العلاج مع الحمل.
هتف الطبيب بنفي: للاسف الكيماوي هيموت الجنين ولو الحمل استمر احتمال كبير وفاتها تكون قريبة.
هتف يونس بتردد: اي الحل دلوقتي.
هتف الطبيب بعملية: الاجهاض وبدا العلاج علي طوال.
هتف يونس بسرعة: لو الحمل استمر ممكن الجنين يتصاب بنفس المرض.
هتف الطبيب بجهل: دي حاجه بتاعت ربنا مش بايدنا حاجه القرار متروك ليكم في النهاية والمهم صحة الام وحياتها.
زفر يونس بخوف وقال: شكرا على تعب حضرتك معانا وان شاء الله نشوف دكتور متخصص لحالتها.
اغلق يونس المكالمة وجلس علي اقرب كرسي امامه يلتقط انفاسه المسلوبة منه اثر الخبر التي تلقاه للتو ماذا سيفعل؟!.
بالتأكيد لن يضحي بالطفل الذي ينتظرة منذ زمن لن يخبر ارما بالامر حتي تلد وان كتب لها عمر سيسرع بعالجها.
طرقت ارما باب الغرفة سمعت اذن الدخول جلست بجانبة وقالت باسف: انا بعتذر عن الي عملته امبارح غصبن عني.
نظر اليها يونس ببرود وقال بالامبالاة: اعتذارك مرفوض ومش هيغير انك كنتي عاوزه تقتليني زي الي قتلتيهم.
زفر بالم وقالت بتعب: ليه متدنيش فرصة واحدة اثبتلك فيها اني بحبك بجد وتحاول انت كمان تدي نفسك فرصة يمكن تحبني.
نظر اليها بغيظ وقال بقسوة: الي زيك متستاهلش ولا فرصة
واحدة لازم تفضلي تتعذبي لحد ما تموتي.
هتفت بصدمة: انت ليه بتعاملني كدا انا عمري ما اذيتك ولا جرحتك.
هتف بضيق: انتي مش اذيتني بس ابوكي عمل كدا ودا جزءاك عشان انتي بنته.
ضحك باستخفاف والقي نظرة خاطفة وغادر الغرفة.
اجهشت في البكاء وقلبها يؤلمها علي معاملته القاسية معها.
وضعت يدها علي قلبها الذي يدق بعنف هناك جرح غاءر
اصاب قلبها المسكين التي تجرع مرارة الحب اللعين.
دموعها تتسابق في السقوط كالليالي الشتاء الماطرة
فقدت قدرتها علي التحمل الالم ينهش قلبها ويبكي عينيها والحياة تضيق بها حتي تشعر برغبة كبيرة في الانسحاب من العالم القاسي الذي يحيط بها.
شعرت بملمس كف صغير علي شعرها رفعت نظرها وجدت فريدة امامها تنظر اليها بملامح مضطربة
وقالت: انتي بتعيطي.
مسحت دموعها وهتفت بصوت مكتوم اثر البكاء: لا.
لامست وجهها المبتل بدموعها وقالت بشفقة: بتكدبي عليا انا عارفه انك زعلانة علي موت ابوكي بس البكاء مش حل هو دلوقتي في مكان احلا من هنا بكتير.
هتفت ارما بتايد وهي تجفف وجهها بكم بيجامتها: معاكي حق مش هعيط تاني.
ابتسمت فريدة وضمت وجهها بكف يدها وقالت: اي رايك نحضر الاكل سوا ونبطل بكاء.
هتفت بتاكيد: ماشي.
سحبتها من يدها توجهت بها للمطبخ لاعداد الغداء في الطابق السفلي ابتسم يونس وهو يري ابنته التي تمتلك حنان والدتها وتعاملها اللطيف مع ارما.
حك ذقنه النامية وهو يدلف للمطبخ وهتف بتسال: مين الي هيحضرلنا الغداء ارما الي عمرها ما دخلت مطبخ.
القي جملته الاخيرة باستهزاء نظرت اليه بنظرة تحذيرية وقالت: لو كان عندك مانع يا يونس.
هتف ببرود: براحتك علي الاخر اهم حاجه راحتك يا حبيبتي.
توجه لمكتبة وهو يحاول الهدوء قدر المستطاع تلقي مكالمة هاتفية اجاب علي المتصل وقال: قلتلك مش فاضي دلوقتي وبعدين مش محتاج رايك في حياتي فاهم.
القي جملته الاخيرة بنبرة تحذيرية واغلق المكالمة القي الهاتف جانبا وهتف بضيق: هيعرفني اعمل اي في حياتي دا كمان.
رن جرس الباب تقدم يفتحه وجد صديقة السمج كما يسمية واقف امامه ابتسم علاء ابتسامة صفراء
وقال: وحشتيني يا حضرت الظابط.
ابتسم يونس ببرود وقال: عاوز اي مش لسه قافل معاك.
هتف علاء بجدية: مش هتقلي ادخل ولا اي.
هتف بحدة: لا برا.
اغلق الباب في وجهه وهو يشعر بالغيظ من صديقة الملل السمج الذي لم يعد يطيقة بعد ان انقذ ارما من القبر الذي اعده لها.
تغيرت معاملة يونس لارما في الايام السابقة فلم يعد يضايقها بكلماته الحادة كما كان يفعل علي العكس اصبح يهتم بها وبصحتها وخصوصا مواعيد طاعمها وتناول ادويتها،
اصبح يخرج بها خارج المنزل ويعرف الجميع عليها مما اثار اندهاش ارما في البداية لكنها فرحت بالتغير الجديد لعل الحياة تبستم لها مجدداً.
تحسست بطنها البارزة وهي تهمس لصغيرها بكلمات ودودة كم تشتاق لحمله بين ذراعيها والاعتناء بها فهل سيكون ذلك ممكن بعد ان تترك يونس ام لا؟!.
دلف يونس للغرفة وسمع همسها لجنيها وهتف بمرح: الواد واخدك مننا وانا بدات اغير.
ضحكت علي كلماته وقالت: ملكش دعوة ماشى.
اخرجت لسانها بطفولية اقترب منها يونس وعبث بشعرها وهتف بمزاح: ماشي يا ارما الواضح انك خدتي عليا قوي.
ضحكت وهتفت بمرح: لو كان عجبك.
غمز بعينه وقال: عجبني ونص وتلات تربع هو انت اي حد يا جميل.
ضحكت ولاول مرة تضحك من قلبها وهي تري صدق يونس تلك المرة في التقرب منها.
ملامح الهلع مرتسمة علي وجهه يونس الذي يشعر بالخوف علي ارما التي جاءها المخاض في وقت مبكر ولم تكمل سوا اسبوع في الشهر السابع من الحمل.
مسح وجهه بكف يده وهو ينظر للساعة التي بين يدية
لقد تأخّرت بالداخل مرت ساعه ولم يخرج احد ليطمٔنة عن حالتها.
تدهورت حالتها في الاونة الاخير والورم تمكن من جسدها ينتشر بسرعة رهيبة ويجب ان تخضع للعلاج الكيماوي
اقترح الطبيب ان تلد في ذلك الوقت كي لا تموت في اي لحظة.
مرت ساعة اخري والقلق وصل لزروته حتي خرجت من غرفة العمليات علي سرير يجره طاقم التمريض اقترب منها
وهتف بتسال: عاملة ايه دلوقتي وابني.
هتف الطبيب بتعب: حالتها مطمنش والولد اتنقل للحضانة ممكن تشوفة لو حبيت.
اسرع للطابق الموجود فيه الحضانة وسال عن ابنه لكي يراه وقف امام المحضن الزجاجي الذي يرقد داخله طفلة الذي خرج للحياة مبكراً.
ابتسم براحه وهو يراه يفتح عينية الصغيرة التي تشبه عينية اخرج نفس طويل من فمه وهو لا يصدق انه عاش لتلك اللحظة التي ولد فيها طفلة الذي سيعوضة عن اشياء كثيره ويمثل له طوق النجاة في تلك الحياة.
صعد للطابق التي ترقد فيه ارما المستلقية علي فراشها سابحه في نومها العميق، رمشت عدت مرات وفتحت عينيها باغته نور الغرفة الساطع الذي المها في البداية حتي اعتادت عينيها عليه.
هتفت بصوت متحشرج اثر ريقها الجاف وقالت: مياة.
التقط زجاج الماء الموضوعة علي الكوميدنيو وقربها منها شربت حتي ارتوت هتفت بتسال: ابني فين.
هتف بهدوء: في الحضانة.
هتفت بشوق: عاوزة اشوفه دلوقتي.
هتف برفض: مش هينفع مهمتك لحد هنا خلصت خلاص.
تحولت نبرته للقسوة واكمل بصوت هامس يشبة الفحيح امام وجهها: انا خدت الي انا عاوزة واذا كان علي ابنك فهو خلاص مبقاش ابنك يا ارما.
هتفت بضعف وتوسل: يونس ارجوك متحرمنيش من ابني دي الحاجه الوحيدة الي فضلالي.
شعر بالسعادة وهو يراها تتوسل اليه ضحك باستخفاف
وقال: مين صدق ارما بكل جبروتها بتتوسلي عشان تشوف ابنها.
اطلق ضحكة خاسرة وهتف بمكر: انتي كدا كدا هتموتي بسبب الكيماوي يبقي مفيش مانع لو بقيت رحيم بيكي وقتلتك دلوقتي.
توسعت عينيها وهتفت بتعب: اي هتقتلني.
نظر اليها بشر وهتف بنبرة هامسة امام اذنها اثارت الرعب في اوصالها: اللحظة الي كنت مستنيها من سنين طويلة ومتخافيش قبرك لسه موجود وجاهز لاستقابلك بس المرادي وانتي ميته بجد.
اخرج من جيبه سرنجة صغيرة ووضعها في المحلول الموصل بيدها وقال بهدوء بارد: كلها عشر دقايق ومش هتحسي بحاجه مهما حاولتي تسرخي محدش هيسمعك.
شعرت برجفة قوية تجتاح جسدها ولسانها عاجز عن النطق باي كلمة وكانها مشلولة سرع المحلول حتي ينهي تلك المعضلة بسرعة.
ابتسم ببرود وهو يري ملامحها تتبدل للذعر ومحاولتها للحديث ولكن بلا جدوي.
حاولت الصراخ وصوتها لا يخرج من فمها استسلمت لواقعها وشعرت بانها النهاية الابدية ادمعت عينيها وهي تشعر بان روحها تسلب منها اغمضت عينيها واستسلمت للموت التي باغتها وصعدت روحها للسماء.
اغلق عينيها المفتوحة واخرج منديل ومسح بصمات اصابعة الموجودة علي جهاز الوريد.
صرخ بقوة وهو يستنجد باحد الاطباء الذي حضر سريعا وبدا بفحص المريضة التي تاكد من موتها الحتمي.
تلقي يونس الخبر بصدمة وسقطت الدموع من عينيه حاول الطبيب مواسته رحل الطبيب لتجهيز اجراءات الدفن واستلام الجقة نظرا لحاله بونس التي لن تسمح له بذلك.
جلس علي الكرسي المقابل لسريرها وقال بنبرة هامسة: انتوا الي عملتوا الوحش الي جوايا ودي اخرت نتايج افعالكم دمرتوا حياتي وقتلتوا مراتي وابني وكان لازم يحصل فيكي كدا، انا مرتاح دلوقتي وانا شايفك جثة وابوكي كمان خلصت منك ومبقاش في ارما خلاص ماتت.
استلم الجثة ودفنها في المقبرة التي اعدها سابقا لتكون مقرها الاخير ركب السيارة وتوجه للمستشفي ليستلم ابنه الذي سيخرج اليوم.
ابتسم بسعادة وهو لا يصدق ان ابنه سيذهب معه لمنزله
ناولت الممرضة الرضيع وقالت باسف: البقاء لله.
لم يستوعب كلماتها وقال: البقاء لله في مين.
هتفت بحزن: ابنك الله يرحمه.
توسعت عينيه وهتف بحدة وهو يتامل جثة ابنه: انتي كدابة عاوزين تاخدوة مني ومش هيحصل.
القي جملته الاخيرة بطريقة هسترية وغير متزنة غادر المستشفي وهو يسب كل من فيها وضعه في المقعد الامامي جانبه وهو يبتسم له وقال بحب: هتنور بيتك يا حبيبي.
قاد السيارة وتوجه لمنزلة وهو يشعر بالسعادة تجتاحه وكانه امتلك الدنيا باكملها.
حمل الصغير وفتح باب الشقة صاح بسعادة: فريدة دادة تعالي شوفي مراد الصغير.
اقتربت فريدة بسعادة وقالت: هات ام اشيلة يا بابا.
ناولها الصغير وقال: براحه عليه.
قبلته وهي تلامس وجهه وقالت: هو مش بيتكلم ولا بينطق ليه.
هتف ببساطة: عشان نايم.
التقطت الدادة الطفل من يدها وهي تفحصة جيدا توسعت عينيها وهي تكتشف موته وقالت: الطفل مات يا يونس بيه.
هتف بحدة: اخرسي قطع لسانك ابني عايش انتوا الي متخلفين وعاوزين تاخدوة مني يا اغبياء.
صدع للطابق الثاني وضعه علي الفراش برفق
وقال: هسيبك تنام براحتك دلوقتي ولما تصحي هاكلك يا حبيبي.
توالت الايام ويونس مازال في حالة صدمة لم يتقبل وفاة ابنه الذي تعفنت جثته ظل حبيث غرفته لا يخرج منها يتحدث معه وكانه حي اصبح الامر لا يستحق السكوت عليه.
وضعت منوم في العصير الخاص بيونس شربه ولم يمر ثواني حتي سقط طريح الارض كممت فمها وحملت الجثة المتعفنة ووضتعها في كيس بلاستيك اسود وتوجهت لاقرب مقابر دفنته هناك.
استيقظ يونس ولم يجد ابنه في مهدة صاح بقوة وهي ينادي بطريقة هسترية اشبة بالمجانين وهو يدور في الغرفة كالمختل عقليا.
توجه للمطبخ واحضر سكين وهو ينتظر الدادة التي اختطفت ابنه.
دلفت للشقة وجدته امامها يشير اليها بالسكين
هتف بصراخ: وديتي ابني فين.
هتفت بخوف: دفنته اكرام الميت دفنه فوق يا يونس بيه ابنك مات خلاص.
صرخ فيها بحدة يرفض كلامها وقال: انتي كدابة كلكم كدابين ابني عايش.
اقترب منها كي يطعنها اغمضت عينيها استسلاما لمصيرها صرخ يونس اثر الضربة التي تلقاها في ظهره التفت ليري من طعنه بالسكين وجد فريدة امامه ويدها ملطخة بالدماء وقع علي الارض قتيلا.
توسعت اعين الدادة وهي تري المشهد الدموي امامها.
«يعجبني الزمان حين يدور حينما تشرب من نفس الكأس الذي أذاقته لغيرك.»
«24/8/2025»
«تمت»
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
مع تحيات /اوركيــــــــدا.