Caesar

شارك على مواقع التواصل

الصمت يخيم على القارة المظلمة… صمت لم يُرَ من قبل.
الهواء يمر بين الأشجار، فيحتك بأغصانها وكأنه يواسي جرحًا عميقًا في قلب الغابة.
وفجأة… عواء ذئاب يخترق هذا السكون، ليس عواء جوع، بل إنذار… إنذار لشيء قادم.

كورابيكا يقطع كلام دون فريكس بصوت مبحوح:
– كوراى…

يلتفت غون إليه، عينيه تحملان شوق الأم التي التقت بابنها بعد سنوات من الفقد.
يركض نحوه، لكن خطواته تتوقف فجأة… حين يرى كورابيكا يضع جسد ليوريو على الأرض.
جسد ملوث بالدماء، وعلى وجهه ابتسامة هادئة… ابتسامة وداع.

غون يقف مشلول الحركة، وكأن الزمن توقف.
كيلوا يحدق بصدمة، يهمس:
– لا… كيف حدث هذا؟

دون فريكس، بعينين حادتين كأنهما تخترقان المستقبل:
– والآن… قد سال أول الدماء.

غون، بصوت يرتجف بالأمل المقتول:
– كورابيكا… لماذا لا ترد يا صديقي؟

كورابيكا، بصوت مبحوح يحمل حزنًا أسود ودمعة تسقط على خده:
– ليوريو… مات. مات يا غون… ضحى بنفسه من أجلي.

غون يصرخ باكيًا:
– لا! لا! لا يمكن أن يحدث هذا…
ينهار على ركبتيه، يضم جسد ليوريو الهامد:
– لا تتركني يا صديقي… لا…

يد دافئة توضع على كتفه… إنها يد كيلوا، عيناه دامعتان:
– لا تفعل هذا يا غون… كن أقوى. لا تقلق… من فعل هذا لن يفلت من تحت يدي.

يتوقف غون عن البكاء، ينهض بوجه شاحب، أقرب ما يكون إلى ملامحه يوم واجه بيتو بعد موت كايتو… لكن أشد صلابة وقوة.
يتجه إلى كورابيكا:
– كورابيكا… من فعل ذلك؟

كورابيكا يشد قبضته على سلسلته، وقبل أن ينطق… يقطع دون فريكس الصمت بصوت منخفض، لكن يحمل رهبة وهيبة:
– يجب أن تعرفوا كل شيء… قبل غد. لا تقلق يا غون… سترى من فعل ذلك.

جلس الجميع حول النار…
غون، كيلوا، دون فريكس، جين فريكس، وكورابيكا… لكن مكان ليوريو ظل فارغًا، كظل ثقيل يخيم عليهم.
النار تشتعل بهدوء، ووراءها صمت الغابة… حتى الحيوانات توقفت عن إصدار أي صوت، وكأنها حزينة على رحيله.

قطع دون فريكس الصمت وهو يحدق في لهيب النار:
– الآن… اجتمعت أطراف النبوءة.

رفع عينيه، وعدد الأسماء بصوت عميق:
– … صديقان من الزولديك وفريكس.
… وريث كوروتا.
… وأنا وجين.

توقف قليلًا، نظر للنار نظرة تأمل واشتياق، وأضاف:
– وربما… نزيد لاحقًا.

ثم تابع وهو يلتفت نحو كورابيكا:
– بعد أن ظلمت كوروتا وريثها الأول بسبب ملامحه الشريرة، أعماه الغضب… فتحالف مع زارموكث، مقابل أن يعطيه الجواهر الحمراء وينال منصب مساعده.

اقترب صوته أكثر، وكأنه يطعن بكلماته:
– إنه كوراى.

عيون كورابيكا اتسعت، بينما أكمل دون فريكس:
– حين قابلته يا كورابيكا، قال لك إنه يطمح للانتقام… لكنه كان يكذب. هو يطمح للسيطرة… على العالم، على القبيلة، على كل شيء. وحتى حين قال لك إن والدك وأهلك هربوا خوفًا… كان يكذب أيضًا.

ارتجف صوت النار، وكأنها تسمع الحقيقة لأول مرة.
– كان حاكم كوروتا رجلًا حكيمًا. حين رأى ما حل بقومه وأن نهايتهم قادمة، أمر والدك أن يأخذك ويهرب… لكن والدك رفض. فحكم عليه بالنفي خارج القارة المظلمة… لحمايتك، لأنك الوريث المنتظر.

ساد الصمت للحظة قبل أن يتابع دون فريكس:
– أما عن النبوءة… فقد دُفنت في أعماق القارة، ولم يعلمها إلا رايكو… وحكاها لي قبل أن يضحي بقوته.

كيلوا، بدهشة:
– يضحي بقوته؟

دون فريكس رفع رأسه نحو السماء، وكأن النجوم تذكره بالماضي:
– نعم… بعد أن أخذ زارموكث الجواهر الحمراء واختفت الملكة إيليورا، لم يستطع أحد الوقوف في وجهه. فقام رايكو بعقد "نين" يسلب به قوته، ويصنع منها سجنًا لزارموكث. ومنذ ذلك الحين، هو مسجون هناك… وأشار إلى الجبل خلفه.

جين فريكس، بلهجة تأكيد:
– هل هو ما كنت أشعر به؟

دون فريكس:
– نعم. وبعدها، لم تعد لرايكو أي قوة… واختفى.

كيلوا، بنبرة تحليلية:
– لكنه لم يمت…

دون فريكس، بابتسامة باهتة:
– نعم.

كورابيكا بصوت منخفض يقطر برودة:
– سأقتلهم… سأنتقم لليوريو… ولكوروتا.

غون، بعينين تشعان غضبًا:
– ونحن معك… يا كورابيكا.

دون فريكس: اليوم هو اليوم الثالث

يلتفت دون فريكس نحو الجبل التفاتة كانه سمع شيئا او احس بشئ

جين فريكس يلاحظ ذلك

جين: ماذا هناك يا دون.

دون فريكس ينهض ويسير الى حافة التل ينظر الى الجبل نظرة قلق من القادم

دون: الان تحرر المسجون وبدات النبؤه..... القادم رعب...

وكان القارة علمت بذلك الرعب الوحوش تختبئ.... الكائنات تركض.... الذئاب تصمت وتكف عن العواء كانها خائفت ان يكشف مكانها...
وفى تلك اللحظة فوق جبل استرموكث،ظهر كائن هائل خلف قضبان من النين.
بدأت القيود تختفي واحدًا تلو الآخر،
كأنها عاجزة عن تقييد الرعب أكثر من ذلك.

ومع اختفاء آخر قضيب… خرج بخطوات بطيئة،
خطوات تحمل شوقَ مَن انتظر قرونًا في سجنٍ مظلم،
يستمتع بكل لحظة من لحظات تحرره.

كان الجسد الضخم أشبه بظل متجسد؛
عضلات متوترة، وأطراف طويلة تنتهي بمخالب حادة،
تتحرك ببطء كمن يتذوّق الحرية.
وجهه غارق في العتمة،
غير أن عينين حمراوين توهّجتا كجمرٍ في ليلٍ دامس،
ومن أعلى رأسه برزت نتوءات كأنها قرون قصيرة
تضفي عليه مظهراً شيطانياً مهيباً.

حضوره وحده أسكت القارة؛
الهواء توقّف عن الحركة،
الوحوش اختبأت في جحورها،
حتى الذئاب كفّت عن العواء خوفاً أن يكشف مكانها.

وفي تلك اللحظة، ظهر أمامه رجل بعباءة سوداء،
رأسه مطأطأ، راكعاً على الأرض.
بصوت يقطر ولاءً قال:
– أهلاً بك يا زعيم…

ثم رفع رأسه، فإذا به كوراى.
رفع عينيه المليئتين بالشر وقال:
– أهلاً بك… سيدي زارموكث.

وكأن هذه الكلمات اخترقت صدر القارة المظلمة نفسها،
فلم يعد يُسمع فيها صوت،
سوى الصمت الثقيل الذي يُنذر بقدوم الكارثة.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.