Mohamed Mortada

شارك على مواقع التواصل



ما وراء
الدخان..

بقلم
محمد مرتضى
ما وراء الدخان..






فريق عمل دار المصرية السودانية الإماراتية للنشر والتوزيع

تصميم الغلاف
يوسف عمار
التنسيق الداخلي مها المقداد


دار المصرية السودانية الإماراتية للنشر والتوزيع-مها المقداد
+201289024055
Mahaelmukdad@gmail.com




مقدمة
أنت الآن على وشك الدخول إلى حياة خافتة تحولات وتمرد، عودة ونضج.
هنا لا يمكننى أن أقول لك؛ أن هذه الرواية خيالية ولا حقيقية.
جلَّ ما يمكن قوله أن هذه الرواية ستحملك إلى رحلة من الذكريات القديمة أحداث تمر بنا جميعًا ونخاف أن ندونها يومًا..
وأحداث تمنينا أن تحدث ولو لمرة واحدة؛ هنا أستطيع أن أقول لك مثلما قال صديقي "أحلامك وما لن تسطع عليه صبرًا"
أتمنى أن لا تمل وأن تجد طريقك الصحيح بين هذه الأسطر.. هيا لندخل إلى أول الأبواب..
الأسماء والأماكن في هذه الرواية أسماء مستعارة وأي مشابهة لها بالواقع؛ فهي من داعِ الصدفة البحتة..












الدخان
اسمه صقر؛ طفل لم يبلغ عامة الخامس عشر في مدرسة إعدادية في عامه الثالث في هذه المدرسة الجديدة..
بطبيعة الطفل المغامر يحكى بين زملائه الجدد رفاق دراسته عن مغامرات الابتدائية وكيف عاقبه والديه وكيف انتصرت له حبيبته آنذاك وكيف اكتشف مخطط ٦ /٢ (الفصل المجاور) لسرقة مقعده الأنيق وإفشاله لمخططهم؛ كأنما هو الناصر صلاح الدين في معارك الصليبين..
على الجانب الآخر تجلس سميحة بملابس المدرسة مريلة الإعدادية رمادية اللون بقميصها الأبيض ورابطة العنق الزرقاء مع زميلاتها معتادي متابعة الموضة وأحدث الكليبات والأغنيات الرومانسية والسهر على أغنيات حليم "اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق"..
وترتسم في خيالاتها أبهى ما خلق ربي من الجمال عابد ابن الجيران. صديق أخيها تامر إنه المهذب الملتزم الأنيق في كل شيءٍ وهيام وسرحان في عالم الورد الأبيض..
المشهد الآن؛ هو طابور الصباح بمدرسة السلام الإعدادية..
يصطف جميع الطلاب في قطارات متساوية، ويراقب ناظر المدرسة ومدرس الألعاب الطابور بحزم وقوة يتحدث مدير المدرسة، ويحذر الطلبة من نط السور أو النزول إلى الحمام هذا يؤدي بك إلى الفصل من المدرسة لمدة أسبوع وإحضار ولي أمرك.. ويقابل المعلمين بالجزاءات؛ بينما هم يدخلون إلى أرض الطابور.
صقر يتأفف من طول الكلمة وهزلأنه من الوقوف على قدميه؛ ويقول:
ألن تنتهى يا سيدي المدير من كلماتك التي لن تطبق ومن هاتين الاسطوانتين المسجلتين كل عامٍ؛ دعونا ندخل إلى فصولنا أيها المعلمون..
كيف سمعته سميحة وهي تبتعد عنه بمسافة كافية لعدم الاستماع..
حيث قالت: أنا أيضًا تعبت من الوقوف والشمس؛ لقد حرقت جبهتي. الحذاء يكاد أن يتمزق في قدمي؛ ألن ينتهي الطابور!.. هي لا تعرف عنه شيء إلى الآن لكنها منجذبة إليه؛ فهو مهتم بهندامه وشعره لامع وثقيل وعضلاته تبرز في ذراعيه..
هو لم يكن بهذا الوصف؛ ولكن هي تراه. كذلك تابعته وظلت تتابعه وتراه في حياتها الأخرى التي لم ينطلع عليها أحد حتى الآن. صقر كيف حالك يا صديقي؛ قالها عابد لترسم الابتسامة على وجه صقر أهلًا صديقي العزيز اشتقت إليك. هل سنكون معًا في نفس الصف هذا العام؟
لا ليس كذلك أتيت فقط كي أراك مرة أخرى.
لماذا يا صديقي أريد أن نكون معًا لنكون فريق كرة القدم ونكتسح البطولات المدرسية كعادتنا
سوف أتحدث مع أبي في هذا الأمر أعدك بذلك يا صديقي. وكيف يأتي عابد إلى هنا المدرسة التي تشتهر بتدني مستواها التعليمي والهروب المتكرر من الطلاب المدرسة التي تستحق لقب لم ينجح أحد كيف استمر صقر صاحب المواهب الجميلة والعقل الذكي داخل هذه الجدران ماذا سيحدث؟ هل سيتحول صقر إلى شخص سيء أم سيستطيع الحصول على الدرجات الكافية ليصبح أول طالب يلحق بمدرسة الطيران في قريته..
سنتابع ذلك معًا ولندخل إلى حياة كل منهم الآن..
أعرفكم أكثر بصقر (طالب بالصفوف الإعدادية تخطى أعوامه الابتدائية بمدرسة القرية؛ حيث كانت تعمل أمه كمعلمه للغة العربية. على الرغم من ذلك لم يكن صقر هو الطالب المثالي؛ بل كان يصاحب أبناء عمه الكبار ويخرج معهم إلى مركز الشباب بالقرية؛ وتعلم تدخين السجائر خفية دون أن يعلم بأمره أحد كان..
أيضًا لاعب مهاري بفريق كرة القدم بالمدرسة، وكان الطالب المشاغب الذي يبحث عنه مدير المدرسة كل صباح كي يعاقبه. لا أقصد أن صقر سيء بهذا القدر ولم أقل أنه القدوة التي يحتذى بها في روايتنا.؛ لكن سأتركك تكتشف وصفه الدقيق في نهايتها..
عابد- ابن مدير المدرسة؛ هو من عائلة كبيرة بالقرية ومتفوق جدًا في دراسته يكفي أنه الأول بالترتيب على مدارس القرية أيضًا يلعب في نفس الفريق مع صقر ومهارته لا تقل أبدا عنه فقد اشتهر الاثنين أنهم الثنائي. الذهبي (حسام وإبراهيم) المدرسة.
تعلق عابد بالتعليم والاجتهاد ليصبح طبيب؛ مثل عمه أو مهندس كأخيه، كما تمنى له والده في عيد ميلاده؛ لكن ما الذي أتى به إلى هنا؛ خاصة أنه أول أيام الدراسة وهذه ليست مدرسته لماذا لم يحضر في مدرسة التفوق الذي يدرس بها أشعر أن هناك شيء سيحدث في هذا اليوم..
على العموم انتهت كلمة مدير المدرسة وأشير ببداية يوم دراسي جديد دخل الجميع إلى الفصول وبقيت وحيد في فناء مدرسة السلام الإعدادية أتابع هذا الصبي؛ أريد أن أعرف ما الذي أتى به إلى هنا.. كنت شخص فضولي جدًا.
سرعان ما سمعت خطوات أقدام على الناحية المجاورة للمدرسة شعرت أنه أحد المعلمين؛ لكن وجدت ما كنت أبحث عنه وجدت عابد يقف في زاوية بعيدة تحت ظل شجرة تقرب من باب دخول الطالبات أراه يقف مع فتاة لم أستطع التأكد من هويتها كانت تتخفى وراء الشجره وكانها خائفه من أمر ما لم أكن فضولي لدرجة أن أذهب إلى عابد واسأله؛ بل بقيت راقب مكانهم من بعيد لأكثر من عشر دقائق حتي رآيت عابد يتسلل من باب المدرسة دون أن يهتم لخروجه أحد؛ فهو لم يكن طالب في المدرسة ليحاول الهروب وإن كانت طريقة سهلة لا يعتادها صقر ورفاقه الذين رأيتهم الآن يتسلقون سور المدرسة بسرعة هائلة تكاد أن لا ترى أحدهم وهو يقفز من على الجدار العالى دعاني فضولي أن أرى ما يفعله هؤلاء الصغار كنت أسمع من أحد المعلمات أن الطلبة في هذه المدرسة يمكنهم فعل كل شيء بطريقة شيطانية وأن الكثير منهم يدخن السجائر وأنهم لا يجيدون أى رياضة إلا قفز الأسوار العالية..
بصعوبة بالغة حاولت أن أتسلق هذا الجدار ولكن سرعان ما وقعت عيني على صقر ومجموعة من الصبيه لا يزيد عددهم عن أربع طلبة يمسك كلٌ منهم بسيجارة، ويسند ظهره على الجدار وكأنه يضع بين شفتيه قطعة من الحلوى كان الأمر سيء للغاية؛ كيف أصدق أن هذا هو صقر الذي يلقبه أبي بصقر صاحب الجناحين لا أصدق أنه من الطلبة المتسربين كان أمهر لاعب في فريق المدرسة منذ عامين وكان أكثر الطلبة تحصيل لدرجات الاختبارات المدرسية ما الذي بدل حاله ليصل إلى هذه الحالة التى هو عليها..
هل هناك من يمكنه مساعدة هذا الطفل ونجدته من أفعاله الطائشة؟ هل هناك مَن يرد لى صقر صاحب الجناحين مرة أخرى؟
وجدتها سأذهب إلى صديقه الذي لا يخفي عليه أي أمر من أموره حتمًا سيستطيع مساعدتى في أصلًاح صقر أو على الأقل يفسر لى كل هذه الأسئلة العالقة بعقلي.
ذهبت وأنا أعرف أن هناك الكثير من الخفايا التى لا أعلمها، وأعرف أن صقر سيعود لبيته عندما ينتهى اليوم الدراسي بالطبع سيخاف من والده أن شعر بهذا الأمر.
فكرتُ كثيرًا أن أذهب إلى والده وأخبره ولكن ما الذي سيفعله غير معاقبته بالضرب أو أن يمنع عنه مصروفه اليومي هذا ما تفعله الآباء على كل حال يجب أن أجد حلًا آخر لهذا الأمر لا أستطيع أن أرى صقر يدمر صحته بهذه السموم وأقف صامتًا.



قبل المباراة
في مكان يفترض أنه ملعب كرة قدم يجلس صقر وعابد يدور بينهم حوار ساخن، وكأنما خسرا البطولة لأول مرة؛ يقول عابد: لماذا يا صديقي تفعل هذه الأفعال القذرة لن تفيدك هذه السموم؛ كيف وصلت لهذا أخبرنى يا صقر من الذي جر قدمك لهذا الطريق!
صقر: لا أعرف يا عابد ربما لأنى لم أجدك طوال ثلاث أعوام أنتَ تعرف أننى كنت بعيدًا عن كل هذا؛ لكن أصدقائي الجدد يحبون ذلك ويفعلون مثلي دائمًا نحن نقوم بجمع جزءًا من مصروف اليوم لكلٍ منا ونشترى منه السجائر صدقني أنا لا أحب هذا الفعل ولكني غير مستعد للابتعاد عنه الآن.
إذن؛ فلم تعد صديقي يا صقر إلى أن تعود، كما كنت..
لن تكون طيار يا صديقي إن استمريت في التدخين..
يمشي عابد حزين وكأنما خسر البطولة الآن..
صقر في مكانه دون أن يتحرك أدنى حركة يشعل سيجارة ويصرخ ها أنا ذا لن أهزم أتسمعنى يا عابد لن أهزم سأكون البطل في المرة القادمة.
ويسقط على ركبتيه أنا على خطأ لا أريد هذه مرة أخرى.. يشير إلى سيجارته ويسقطها أرضا؛ ويقول: أريدك يا صديقي!.. أريدك!
لن أعود حتى تعود لنفسك يا صديقي.
(مرت بحياة صقر تغيرات سيئة للغاية لم يكن الطالب المثالي)
لم يحصل على الدرجات التي كان من المتوقع أن ينالها أصبح زعيم التنظيم؛ هو مَن يقرر أين سنقضي اليوم خارج المدرسة تعرف على أصدقاء جدد موهوبون في الهروب من المدرسة ومضايقة الطالبات والمدرسات.
سنوات تحول فيها صقر من شخص لاخر.. تحول صقر من اللاعب الذهبي في صفوف الفريق إلى شخص فاشل لايعلم أدنى شيء عن مواد دراسته ولا يهتم بالوصول إلى المدرسة كل ما يهتم به صقر هو أن لا يشعر بذلك والديه ينساق وراء أصدقائه إلى قفز سور المدرسة للجلوس أسفل منه وكان يومهم يبدأ بجمله واحدة: (اعطنى نصف مصروفك).
يجمع الصبية عشر جنيهات أو أقل ليستمر العبث ويذهب كبيرهم لشراء علبة سجائر مستوردة كالتي يشربها عادل أمام في أفلامه ويتم توزيعها بينهم بالتراضي على عكس ذلك يسير عابد..
هو إلى الآن يواظب على حضور الحصص الدراسية وممارسة التمارين التي تجعله أكثر مهارة من ذي قبل واليوم هو يوم نهائي البطولة دوري المدارس الإعدادية الذي ربحه عابد في مباراة الذهاب في مدرسة صقر والتي لم يشارك بها الأخير طبعًا..
المدرسة تكتظ بالطلاب والازدحام شديد كأنه دربي الكرة الإسبانية الجميع ينتظر أن يرى عابد وهو يحمل الكأس وينتصر صقر داخل جدران المدرسة ليس بين المتفرجين وإنما خلف صديقه عابد؛ يقول: أتظن أنك ربحت البطولة. لم ينتهِ الأمر يا صديقي أنا لن أشارك في المبارايات عابد في صدمة مما يسمعه، إنه لا يصدق أن صقر يقف خلفه الآن ويلتف سريعًا؛ ليقول؛ لا أريدها يا صديقي أنا أريدك أنتَ أنتَ تعلم أنى أشتاق إليك؟
يحاول أن يحتضن صديقه ولكن صقر كشف له عن الحقيقة دون أن يتكلم لتظهر رائحة الدخان وعلبة السجائر البارزه في جيبه وسواد تحت عينيه كأنه أصبح مدمن للمخدرات ألم أقل لك كف عن ذلك ألا تعلم أن هذه الأدخنة تقتلنا ألا تعرف أنها تسرطن جسدك أنظر لنفسك كيف تغير حالك وأصبحت مهلهل ولا تستطع الجري؛ مثل ما كنت تفعل.
انتهينا لا أريد أبدا أن أسمع الكلام نفسه سأكتفي بتشجيعك ومشاهدتك وأنت تلعب الكرة لتريني ما الذي ستفعله قالها صقر وكأنما شخص آخر يتحدث وذهب إلى مكان المباراة ليقف بين المشاهدين وعلى الجانب الآخر دعوة فتاة بعمر الرابعة عشر جميلة كنسيم الفجر تغنى مع صديقاتها البطولة لنا نحن مدرسة التفوق البطولة لنا نحن مدرسة التاريخ..
كانت كلماتها كالنيران في عقل صقر، ولكن سهام جمالها أصابت قلب صقر هذا الذي لا تعجبه أي فتاة مهما كانت جميلة، إنه يقول أن البنات لا يجدن الرياضة ومكانهن مطبخ البيت لم يكن يعرف أنها أول طالبة تحصل على شهادة تقدير رياضية استمر التشجيع وقاربت المباراة أن تبدأ فقد حضر فريق مدرسة صقر انهم أصدقائه المدخنين؛ ولكن ما الذي جعلهم يمثلون المدرسة في هذه اللعبة إنهم لا يجدونها بالمرة..
هناك مدرس الألعاب يعرف صقر جيدًا يعرفه بمهارته الكروية وتحركاته أنه هداف الابتدائية صقر سليم..
يفكر صقر في المشاركة بالمباراة؛ ولكن كيف يفعل ذلك وهو هارب من المدرسة ولا يحضر بها أبدا..
هل سيوافق كابتن على أن حدثه صقر وما رد فعله أن رأه خارج المدرسة بنفس الثياب كيف يستطيع المشاركة
يا الهى أمي تقف هناك قالها صقر، وهو يحاول أن يتخفى بين المشاهدين ويرمى السجائر من جيبه (أمي أن رأتني ستتأكد من ما تشك فيه طوال الوقت).
وبينما يحاول صقر الهروب من أمه يمسك به
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.