3aberorg

شارك على مواقع التواصل

تعد الحياة الزوجية سرًّا من أسرار استمرار الحياة على هذه الأرض، وهي واحدة من عجائب الخالق سبحانه في خلقه، إذ من شأنها أن تجعل الواحد منا في غاية السعادة، أو تهوي به في قعر الشقاء والتعاسة، كيف لا والحياة الزوجية آية من آيات الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ٢١﴾ [الروم: 21]

من أجل ذلك سينصرف الحظ الأوفر في كتابنا هذا للحديث عن «الحب»، عن ذلك السر اللذيذ الذي إذا دخل في رحاب القلب، وسرى في سواقي الأوردة؛ يميع الروح، ويبدد الصبر، ويترك أتباعه في مستودع من اللهب.

وسوف نسلط الضوء على قواعد الشراكة الناجحة وأسرار الحب، ومعاني الاستقرار، والثقة بين الزوجين، وأسس التفاهم، وقواعد الجدية، وأساليب الصراحة المبنية على التوافق واحترام الخصوصية وحفظ الأسرار والتسامح والوفاء والعطاء والعشرة الطيبة.
وتجدر الإشارة هنا إلى ما قد يتبادر إلى الذهن أن كلمة «مناسك» تخص الحج والعمرة، أي العبادة والطاعة حصرًا، وهذا خطأ؛ لأنه من الممكن أن تقع كلمة «منسك» في اللغة العربية كذلك على المصدر والزمان والمكان، كما صرح ذلك ابن الأثير وغيره.
ومن هنا استخدمت كلمة «مناسك» تعبيرًا عن أماكن ومواطن الحب، التي ينبغي أن تطأها أقدام العاشقين في ظل الحياة الزوجية، ويمرون عليها في رحلة وصولهم إلى قمة السعادة مع شركاء حياتهم.
وختامًا.. أشكر أخي الحبيب «حيدر عادل» على مراجعته الكتاب والعناية به، وأسأل المولى -عز وجل- أن يتقبل منا هذا العمل المتواضع وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة، وأن يتذكرنا القارئ العزيز بالدعاء بظهر الغيب.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.