Grinta

شارك على مواقع التواصل

بدأ حديثة في المؤتمر الصحفي الذي عقده خصيصا؛ً من أجل معلمته الفاضلة الذي أخذ يبحث عنها لأيام كثيرة؛ إلي أن وجدها وقال:
أنا الآن أمتلك أكبر سلسلة شركات تعمل في مجالات مختلفة وأصبحت من أكبر رجال الأعمال بفضل الله ثم بفضل معلمتي الفاضلة أستاذة رحمة وصفق لها وسط دهشة كل الحضور
ودعاها للمنصة؛ لكي تق ف بجانبه.
وبدأ يحكي ويقول
عندما كنت في الثامنة من عمري في الصف الثالث الابتدائي كنت متعثر دراسيا؛ رغم مجهود أبي وأمي وعدم بخلهما في إعطائي الدروس الخصوصية، ولكن كنت أكره الدراسة والمذاكرة وأهرب إلي التفكير في الادخار من مصروفي الصغير وشراء علب من الحلوى؛ لكي أبيعها سر اً لأصحاب ي بالمدرسة، إلي أن علمت بذلك معلمتي رحمة وبدأت حديثها معي بالسؤال المعتاد من المدرسين للطلاب وهو لماذا لم تذاكر جيداً يا صالح؟ فأجبت بكل تلقائية، أنا لا أحب المذاكرة ولكن من أجلك؛ سأفعل فإنها كانت مدرسة الص ف لدي ثم أكملت حديثها؟ لماذا تبيع لزملائك الحلوى؟ ومن أين تأتي بالنقود؟
لأني أحب البيع والمكسب حتي ولو كان قليل أجد متعة كبيرة في هذا، وبالنسبة للنقود فأنا بقوم بإدخار كل مصروفي ولم أنفق منه شيئا؛ً لشراء علب الحلوى.
فتعجبت معلمتي من كلامي هذا، وقالت لكن أنت صغير علي هذا يا صالح!
أيضا ممنوع هذه التصرفات في حرم المدرسة؛ ولكن واضح أنك تاجر شاطر وأنا سوف أساعدك في هذا. .
- أجل معلمتي ولكن كيف؟
ستبيع في مقصف المدرسة علب الحلوى التي تخصك وكل الربح لك، فرحت فرحا شديداً وأخذت أهلل شكراً معلمتي شكراً.
وبعد عدة أيام سألتني معلمتي سؤال في المنهج أما م التلاميذ، وأنا كالعادة لم أجب عليه؛ فتنمر التلاميذ وأخذوا يقولوا بصوت منخفض) غبي غبي غبي( فأخذت أبكي وأمسح خيبتي بطرف قميص المدرسة؛ فعنفتهم معلمتي وأنتهى اليوم الدراسي.
وفي صباح اليوم التالي ارسلت لي في غرفة المدرسين وقالت أحفظ إجابات هذه الاسئلة جيداً سأسألك فيها اليوم،
وأخذت قُصاصة الورق معي وكلي حيرة من أمر هذه المعلمة، وجاء موعد حصة المعلمة رحمة
وقالت: انهض يا صالح؛ وسألتني وضحك أغلب التلاميذ
وقالوا: هذا الغبي لم يستطيع إجابة السؤال، وقالت بكل ثقة أجب يا صالح وبالفعل أجبت على السؤال فتلفت التلاميذ ينظرون بعضهم لبعض وبدأت في تلقي كل الاسئلة وأجبتها بكل ثقة. .
فصمت كل من في الصف
وقالت: تصفيق حاد لصالح
وجاء اليوم التالي وفعلت مثل ما فعلت البارحة واستمرت تفعل هكذا لمدة اسبوع ؛
إلي أن استرديت ثقتي بنفسي وغيرت ما اعتقده زملائي بأني غبي، وبعد انتهاء الأسبو ع دعتني معلمتي وقالت لي
- صالح هل تذوقت طعم النجاح بتفوق؟
- أجل
- ما طعمه؟
- شهي للغاية ليس له مثيل
أها أوعدني أنك تذاكر دروس ك بانتظام وتتحدي نفسك في الوصول إلي القمة، والحفاظ علي هذه القمة صالح من السهل الوصول إلي القمة ولكن من الصعب الحفاظ عليها.
أنا فعلت معك هكذا؛ لتتذوق طعم النجاح وتتمسك به دون أي مساعدة من أحد، ومرت السنين بتفوق ولقد حصلت في الثانوي العام علي مجموع يؤهلني لدخول كلية من كليات القمة؛ ولكن أنا أخترت كلية التجارة شعبة إدارة لحبي ف ي التجارة؛ ومرت السنين
وأصبحت هكذا الآن أمتلك كل هذه الشركات وبعد انتهاء كلامه ساد الصمت القاعة لبرهة؛ وبعد ذلك ضجت القاعة بالتصفيق الحاد وكل من في القاعة نهض احتراما لهذه المعلمة الفاضلة.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.