Horof

شارك على مواقع التواصل

ومع إعلانِ انتصارِ الليل في معركته مع غريمه النهار، وسيطرة العتمةِ على مقاليد الحياة، تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا من أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ، فلستُ على استعدادٍ للدخول في جدال سفسطائيّ مع أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج التي تصرُ هي عليها، وكيف أنها - ككل أمٍّ - تتمنى أن ترى أحفادها في عين حياتها؟
ألقيتُ بجسدي المتهالكِ على سريري، هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ عن فضح عوالمي السرية في عالم القراءة وتدوين المذكرات، احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ من العنف، ولم َ لا؟ فقليلٌ من العنفِ لا يضرُ.. ها أنا أنزوي في أحد أطرافه.. يومٌ عصيبٌ من العمل، معلمٌ في الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته التي ورثها عن الأنبياء، ثم عادتي اليومية في ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ من الشغفِ والإدمان.
أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة.. لعله من جراء ما حدث لي اليوم من حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني على فتراتٍ متقطعةٍ.
كم هزمني الخجلُ اليومَ حين أفقتُ على وقع برودة الماء الذي قذفته أمينة المكتبة في وجهي! يا لها من سمجة.. هذه المرأة غريبة الأطوار، كيف تسمحُ لنفسها باقتحام وقت خلوتي؟
ماذا سنقرأ اليوم أيتها النفس النَهِمة التي لا ترتوي؟
" رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ".. هذا العاشق الذي لم تمهله يد الغدر الصهيونية ليدافع عن ثنائيةِ حبِ الوطنِ والدفاعِ عنه، وحبه لغادة.
" أنتِ في جلدي، وأحسكِ مثلما أحس فلسطين، ضياعها كارثة بلا أي بديل.. لقد صرتِ عذابي، وكُتِبَ عليّ أن ألجأ مرتين إلى المنفى هاربًا أو مرغمًا على الفرار من أقرب الأشياء إلى الرجل وأكثرها تجذُّرًا في صدرهِ، الوطن والحب، غادة، عندما أمسكت الورقة لأكتب، كنتُ أعرف أن شيئاً واحداً فقط أستطيع أن أقوله، وأنا أثقُ من صدقه وعمقه وكثافته، وربما ملاصقته التي يخيل إليّ الآن أنها كانت شيئاً محتوماً وستظلُ كالأقدار التي صنعتنا، إني أحبك " … غسان.
يبدو أنني لن استسلمَ الليلةَ لسلطانِ النومِ بسهولةٍ أيها العاشق الولهان حتى أنتهي من فض رسائلك التي تفضح طوفان حبك لغادة.. يا لها من قصةِ حبٍ صادقةٍ، ومثالٍ يحتذى، أين لي بمثل حبيبتك يا غسان؟
- قاطعتني حبيبتي.. أولكَ حبيبةٌ غيري يا علاء؟
- حبيبتي وملهمتي الوحيدة.. تأخرتِ هذه المرة كثيرًا عني حتى بلغ مني الشوق مبلغه، وضاقت بي سبلُ العاشقين.
- بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في " غادة السمان ".
- حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
- قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
- في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
- ولماذا لا تناديني الليلة باسم " غادة " أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
- يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
- نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
- بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء.
- وكأن الكلمة أرضت شيئًا من غرور المرأة..اكشف عما لديك.
- حاولتُ كثيرًا أن أفهم ذلك الغموض الكامن خلف انجذاب روحٍ إلى أخرى، ما الذي يدفع أحدنا للشعور بالانتماء لشخصٍ آخر يشاركه الكوكب ذاته؟ ما سرّ كلّ هذه المشاعر المعقّدة والمتشابكة التي قد تدفع أحدنا لربط سعادته وتعاسته بكائنٍ آخر حتى وإن لم يبادله ذرّة؟ أتساءل وأضع عشرات الإجابات وأختم دائمًا بالإجابة الأكثر منطقية وإراحة لي: لا أعلم.
- هل تشك يا علاء في حبها لغسان، وأنها لم تكن تبادله المشاعر ذاتها التي جعلته أسيرًا لدائرتها؟
- بالعكس فأنا أومن تمامًا أنها أحبته كما أحبها تماما.
- ضحكت ضحكتها الساخرة كعادتها، لا تتعجل الحكم أيها الأغر، فالليل أمامنا لا يزال طويلًا لتتكشف أمامنا الحقائق وتزول عنها عتمتها.
- تمنيتُ أن أصرخَ في وجهها قائلًا: متى تتوقفين عن إفساد كل قصة حب آمنت بها وخلدتها دواوين العاشقين؟
- نظرت نحوي، وهي تعبث بلحيتي .. لستَ في حاجةٍ إلى أن تصرخ يا صغيري، فأنا ملهمتك التي تقرأ ما يدور بخلدك، لا تتعجل النتيجة، ودَعْ القصةَ تفصحْ عن مكنونها، ولكن دعني أطرح سؤلًا افتتاحيًا لتلك الليلة الاستثنائية..سأفترضُ أنّ غادة كانت صادقة في مشاعرها لغسّان وتبادله الحبّ، فكيف تستمتعُ بنشر نصوصٍ يتضّح جليًّا التذلل فيها لها، والرجاء الحار بالوصل، والتصريح المباشر بأنّه سيظلّ يتبعها دومًا إلى أن يفنى؟
- قاطعتها متعجباً.. الحبُ ليس فيه تذللٌ خاصةً وإن صدق المحبان في حبهما، ثم ألا ترين هذه المقدمة في كتاب الرسائل؟
- رسائل أنسي الحاج؟
- تعجبت من ذكرها لهذا الاسم..ما لنا وأنسي الحاج الآن يا حبيبتي؟ الحديث عن رسائل غسان إلى غادة.
- لا تتعجل يا صغيري، فستعرف.. ويا ليتك لا تعرف.
- تجاهلت طريقتها التي اعتادت عليها كي تزلزل أرض معارفي، وتبعثر ما لدي من معلومات وبديهيات عن القصة التي أتحدث عنها، تجاهلتها وبدأتُ في قراءة المقدمة...تقول غادة في الصّفحات الأولى في الكتاب: إنه كان هناك عهدٌ بينها وبين غسّان حول نشر هذه الرسائل، حيث إنّه من يفارق الحياة قبل الآخر، يتكفل الطرف الثاني بنشر هذا البوح ليكون نموذجًا للحبّ التعبيريّ الذي يحلم به الكثيرون.
- لم تنتظر حبيبتي كثيرًا، وباغتتني بسؤالِ شكٍ لولبيٍّ ليفسد علي ّ دفاعي..أتساءلُ إن كان هذا الأمرُ صادقًا أم لا؟ فالمطّلع على تلك الرسائل سيتشرّبُ الخيبةَ المدسوسةَ بين السطور، وسيتجرعُ مرارةَ الخذلان الذي شعر به غسّان في هذه العلاقة، وهو يصفُ نظرة أصدقائهما لحبّه لها في تلك المرحلة عندما أوضح لها أنّه يعلم أنّهم يشفقون عليه أمامه ويسخرون منه خلفه لأنه يتبعها وهي بالمقابل لا تعيره اهتمامًا!
- لا دليل على ادعائك يا ست النساء، قلتها بابتسامة الطفل الذي يظنُ أنه خدع أمه وهو لا يعلم أنها تحفظه عن ظهر حب.
- وماذا عن ذلك التجاهل والبرود الذي قابلت به غادة كلّ تلك الرسائل؟ ففي أغلب رسائل غسّان تقرأ: " اكتبي لي، أرجوكِ اكتبي لي الآن ".
- شعرتُ بغصةٍ في حلقي، ولكني ما زلتُ مستميتًا في الدفاع عن غادة وحبها لغسان.
- لم يكن الحبُّ الصادقُ يا علاء يومًا ما وسيلةً لإشباع غرور النّفسِ وملءِ كلِّ تلك الثقوب الناقصة، لم يكن لتحصيل الشهرة أو الرغبة في الإذلال، إنها كانت ترسل حروفها له بالقطّارة..بل إنها ربما كانت تردُ على كلّ عشرة رسائل برسالة واحدة! .. أرسلت له ذات مرّة رسالة من لندن تحوي هذه العبارة "شو هالبرد"، فقط يا علاء!
- سألتها متحيرًا: هل تقصدين أنها كانت تستدرجُه ليكتبَ لها؟
- أجابت بأسفٍ: يبدو لي غسّان كنفاني الطرفَ الأكثر حباً في علاقته بغادة السّمان، وكانتْ تبدو غادة نرجسيّة وباردة في التعامل معه، وكأنّها تتفاخر بأنّها أوقعتْ في شِباكها كاتباً كبيراً ومناضلاً بحجم غسّان كنفاني.
- لا زلتُ على رأيي حبيبتي فقد كانتْ تبادلُهُ الحبّ بالحبّ.
- هل تظن يا علاء أن زواجه بأخرى وحياتَه العائليّة المستقرّة والخاصة جَعَلاها تتجنّبُ الدخول معه في علاقةٍ جديّة لا أملَ منها؟
- وقع علي ّ كلامها كسكين حاد يتفنن في تمزيق أوصال إيماني بتلك القصة الرومانسية التي ألهمت الكثير من العاشقين..هل تزوج غيرها؟
- دعك من تلك الحقيقة التي فاجأتك، ولكن اقرأ لي الرسالة التالية:
- حاولتُ تجاهل هول المفاجأة وبدأتُ القراءة: " غادة..يقولونَ إنّ علاقتنا هي علاقةٌ من طرفٍ واحدٍ، وإنّني ساقطٌ في الخيبة، قيلَ إنّني سأتعبُ ذاتَ يوم من لعقِ حذائك البعيد..يُقال إنّك لا تكترثينَ بي، وإنّكِ حاولتِ أن تتخلّصي منّي، ولكنّني كنتُ مِلْحاحاً كالعَلَق..يشفقونَ عليّ أمامي، ويسخرونَ منّي ورائي، ويقرأونَ لي كما يقرأونَ نماذجَ للشاعر المجنون.."، في محاولةٍ يائسة مني حاولت أن أجد مبررًا ومخرجًا لكلا العاشقين.. إذا كانتْ غادة قد أرادتْ من نشر رسائل غسّان لها التشهيرَ به وإرضاء نرجسيّتها وغرورها، وتسليط الضوء عليها، فهي بذلك كشفتْ للكثير من القرّاء عن غسّان كنفاني النبيل، غسّان كنفاني الإنسان.
- بعبثية المنتصر، وثقته في إنهاء جولته مع فريسته سألتني..وما دليك؟
- ألم يمر عليكِ اعترافها؟ "نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، وكان له وجه طفل وجسد عجوز، عينان من عسل، وغمازة طفل، لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية، والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا"..
- ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك!.. أخبرني ما الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟
- نظرتُ في عمق عينيها..يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان غسان كنفاني!.. هذه أمنية مكتومة يا عنيزة في نفوس كثير من الرجال الذين يعادون غادة السمان، ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها، وفي نفوس نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ.
- لم تستطع أن تمنع ضحكها، ساخرة ًمني، وماذا بعد يا سفير ذكورية الرجال وحامل لواء أمانيهم؟
- متجاوزاً سخريتها اللاذعة..لقد تمنيتُ كثيرًا أن تكتبَ عني المرأة التي أحبها كما كتبت وتكتب غادة السمان عن غسان كنفاني.. كم أتمنى أن تبادر تلك المرأة وأن تنشر رسائلي لها، تلك الرسائل التي اشتهيتها فيها، وأخبرتها عن أحلامي بها.. ماذا فعلنا في تلك الليالي المجنونة، لنفعل ما لم نستطع فعله على أرض الواقع.
- حاولت أن تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة تلك الرسالة التي أوردتها غادة في كتاب الرسائل؟
- وكأني أحتمي بها منها.. " أشعرُ بحاجة لا توصف، لا يصدقها العقل، إليكِ أشعر بجوع إلى صدرك، بنهمٍ إلى وجهك ويديكِ ودفئك وفمك وعنقك، إلى عينيك..بنَهَم إليكِ أشعر بجوعٍ وحشيٍّ إلى أخذكِ إلىّ.. احتضانك واعتصارك وإعطائك كل ما فيّ من حاجةٍ إلى أخذ الرعشةِ الإلهيةِ وإعطائها، كياني كله تحفز إليك، إنك تُخيّلين علىّ أفكاري وتلتهمينني".
- لم أستطع كتم غيظي هذه المرة واندفعت اندفاع المنتصر....هذه الرسالة ليست لغسان كنفاني.
- صدقت يا علاء، ولكنها موجهة لغادة.
- ماذا تقصدين؟
- هل قرأت كتاب رسائل.....؟
- قاطعتها، عن ظهر قلب.
- لا تتعجل يا حبيبي، هل قرأت كتاب رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان، والذي صدر عنها سنة 2017؟
- لم أتحمل هذه المرة وقع الخبر، هل تقصدين أن هذه الرسالة الفاضحة أرسلها لها عاشق آخر؟
- نعم وأكثر من ذلك، غادة كاتبة جريئة لذلك لا أستغربُ لو نشرت صورًا حميمةً، فكتاباتها تدل أنها لم تكن تخجل من شيءٍ وهي صغيرة، والآن أيضًا لا تخجل من ذلك وهي كبيرة.. وبالرغم من أنه ليس للرسائل محتوى مهم، فهي كرسائل المراهقين، لكني أعتبرها خيانة أمانة ممن أحبها وأهداها مشاعره برسائل يُفترضُ أن لا يشعر بها غيرها، ورغم أنهما غير موجودين الآن ليتألما من خيانتها، لكني أرى أن ما فعلته غادة مؤذٍ لكلِ مَن يحبُ كنفاني والحاج ويحبها.
- دارت بي رأسي، وتحطمت كل الثوابت أمام وقع الحقائق الصادمة التي نزلت عليّ كالصاعقة..هل تقصدين أنها خانت حبها؟ أو أنها كانت تعبثُ مع من أحبوها؟
- ضحكت حتى الثمالة ثم سخرت قائلةً: من التعليقات الهزلية على ما فعلته غادة: المتنبي يؤكدُ أنه لم يرسل رسائل حب إلى غادة، وعلى كل كاتب قبل وفاته أن يعلن أنه لم يكتب رسائل لغادة.
- بحرقةٍ ومرارةٍ بالغة ٍ..وما ذنب غسان كي تتلاعب به وبعذابه في حبها؟
- اعتدلت في جلستها، وقد تدثرت بدثار الجدية والحزم...لا تظلمها، فكلاهما خائن يا عزيزي.
- ما أسوأ أن ترى لوحتك باهرة الجمال تتحطم أمام عينيك!...ماذا تقصدين؟
- هناك إشكالية أخلاقية يا مهجة قلبي أيها الأغر في عوالم الحب ودهاليزه..فغادة السمان كانت متزوجةً حين وقع كنفاني في حبها، وهو أيضا كان زوجًا وأبًا، بل وصل الأمر بأحد المعترضين على تلك الازدواجية أن صب جام غضبه على غسان قائلًا: غسان هو مجرد نذل كبير..كنفاني كان متزوجًا من الدنماركية " آنا " والتي افتدته بحياتها، ومع ذلك كان يخونها مع امرأة صارحته منذ البداية بأنها لا تحبه، ثم هل تعلم أن هناك مانعًا آخرَ لم يكن ليسمح أن تكلل تلك العلاقة بالزواج؟
- تقصدين عدم زواجه منها قبل أن تتزوج من غيره؟
- سخرت من ردي، أخبرتك أن معلوماتك مغلوطة، وأنك تنبهر دائمًا بحماس البدايات ورسائل الغزل، ولا تمعن النظر في خلفية الأحداث..غادة مسلمة وغسان كان مسحيًا، وهذا العائق كان كفيلًا لإنهاء العلاقة، لكنها استمرت على النحو الذي سطره ديوان العاشقين.
- في محاولة أخيرة، حاولت ان أدافع عن غادة بقولي: أرفض تلك الهجمة العنيفة التي وجّهت ضد غادة السمان، وأستهجنها، فإن من حق غادة نشر أي شيء تملكه بوجود من أرسله أو بغيابه، ثم إنها نشرت رسالة لشاعر مُتَوفّى ربما كنوع من التقدير والاحترام والاحتفاء بأديبٍ محبٍ، أو دعينا نقل: لجعلنا نستمتع برسائل جميلة ودافئة كتبها الشاعر أنسي الحاج، أو لشعورها بالحاجة لحب مثل الذي احتوته الرسائل فقررت نشرها.
- تابعت سخريتها قائلة: الخيانة لا تبرر ومثالك العذريّ لا يحتذى به
- بنظرة كلها حسرة وانكسار سألتها: فهمت رسالتك أيتها العنيدة.
- أحسنتَ، وعليك مواصلة البحث والتنقيب عني في مزيد من القصص والحكايات.
- قاطعتها.. يبدو أن أمي قادمة لتطمئن عليّ، وسأتظاهر بالنوم.
- مسكين يا علاء..تلتقط كتاب الرسائل الذي وقع بجواري وتضعها على الطاولة، ثم تحكم وضع الغطاء على جسدي المتعب الذي ضعضعته أحداث اليوم الطويل..وها هو يخونني هذه المرة ويستسلم لكتائب النوم وسلطانه ليمنحني جرعة راحة لمواصلة البحث عنها في غدٍ قريبٍ.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.