"عُثر على جثة فتاة منحورة في أحد أزقة باريس.. أهو أحد السكارى؟ أم هو قاتل متسلسل؟ أم كان بينه وبين الضحية عداء؟ هذا ما تبحثه الشرطة الآن"
هذا ما كانت تتداوله الأخبار هذا الشهر، ليس بالغريب وجود جثة وقاتل ولكن الغريب وجودها في ذاك التوقيت وذلك المكان..
تسير الشرطة على الخطة التي وضعتها لهم ويالهم من حمقى، أكان سيغيب حقًا عن سيد الدماء إخفاء الجثة؟ ولكن اللعب بمفردي رتيب وممل، لذا فلنشرك العالم في لعبتنا..
أخذت أسير بين الأزقة على غير هدى؛ أراقب الآخرين وأترقبهم، لا أحد هنا يعبؤ لآخر، أهناك من يفكر في هلع الفتاة المقتولة؟ أم في الخذلان الذي اعترى صغيرتي؟ أم في الصدمة التي طغت على والدتي؟
لا أحد حقًا يخطر على باله هؤلاء، هؤلاء البشر يحيون بأنفسهم ولأنفسهم فقط، لا أحد منهم يسترعي انتباهه آخر، ماذا لو أخرجت سكيني الآن وقتلت شخصًا على مرآى ومسمع منهم؟ أتراهم ينتبهون؟
العديد من التساؤلات صارت تجول بخاطري، حتى فوجئت بكرة تصطدم بي، بالعادة كنت لأصيح بمن قذفها، ولكن يالهما من طفلين جميلين، كانا فتًا وفتاة يشبهان بعضها البعض ولكن الفتى قد يكبرها بأعوام..
تقدم مني الفتى ثم تحدث بنبرة مهذبة حقًا: أعتذر سيدي ولكن أختى من قذفتها وهي غير مدركة، أنا حقًا أعتذر..
نظرت إليه ثم وجدتني أقول بنبرة حانية دون قصد مني: لا عليك يا صغيري، ولكن أتسمح لي بأن أشاركك اللعب؛ فأنا حقًا أشعر بالضجر؟
وافق الصبي على الفور وقد بدا على وجهه الحماس للعب..
شاركتهما اللعب طيلة ساعات النهار، كانا حقًا طفلين لطيفين حتى أني قد نسيت جميع مخططاتي وقد عدت معهم إلى طفولتي..
بعدما حل الليل قررنا السير قليلًا لنستمتع بذاك النسيم الذي يلفح وجوهنا، نظرت إلى القمر وقد اكتمل ثم نظرت إلى الصبي وأردفت: ما رأيك بالقمر وهو مكتمل هكذا أليس جميلًا؟
أومأ الصبي برأسه؛ دليلًا على موافقته لي..
وقفت أمامه وقد كنا أمام بناية مهجورة ثم قلت: إذًا ما رأيك أن تفقد أختك أسفل ضوئه؟
لم يفهم الصبي قصدي ونظر إلى مستفهمًا، فقررت أن أجيبه بفعل وليس فقط بالقول..
سحبت الصغيرة من يدها إلى داخل البناية بقسوة وركض هو ورائي مرتجفًا خائفًا على أخته..
نظر إلي وأنا أستل سكيني وأضعها على عنق الفتاة ليصرخ فجعًا: ماذا تفعل اترك أختي أرجوك..
أجبته: كلا بل سأقتلها وأمام عينيك هاتين..
ركض الصبي نحوي يحاول تخليص الفتاة من براثني وأنا أمسك بها بقوة، اصطدم الصغير بالسكين لتجرح عنق أخته..
نظرت إليه ثم قلت: انظر ماذا فعل اندفاعك لقد جرحت عنق أختك بفعلتك تلك..
نظر الصبي إلى عنق أخته والدماء تتدفق عليه بهلع، ثم صرخ بشدة، أخذ يتوسل إلي أن أتركها، كان الصبي يقبل كلا من قدماي ويداي، كادت أحباله الصوتية تتقطع من قوة صراخه مما زادني إثارة، أخذت أمزق عنق أخته أمامه؛ ليعلوا صوت صراخه أكثر، كان جسد الصغيرة ينتفض من الألم وهي تصرخ؛ لتلفظ أنفساها الآخيرة بعد عدة دقائق، نظرت إلى الصغير الذي كانت الدموع تغرق وجنتاه وقد أوشك على فقدان حياته؛ لكثرة صراخه..
نظرت إليه باشفاق وأنا أمد يدي له بكأس كنت أحتفظ به ثم قلت: فلتشرب بعضًا من هذا يا فتى..
نظر الصبي إلى ما بيدي ثم صرخ هلعًا وهو يراني أمد يدي له بكأس من دماء أخته، كنت أشعر بلذة وأنا أراه يكاد يجن من الخوف والحزن..
نظرتُ له ثم قلت: هذا جزاؤك؛ لأنك وثقت بي وعرضت أختك للخطر..
حملت رأس أخته المفصول عن جسدها ثم ألقيته على قدمه وأنا أقول: فلتودع أختك يا صغيري، هيا قبل رأسها، هيا فأختك تريدك..
لم يتحمل الصبي أكثر من ذلك؛ ليخر صريعًا أسفل قدمي..
حزنت حقًا وبشدة لم أكن أريد له تلك النهاية الحزينة، كنت أفضل له نهاية هادئة على يدي..
حملت رأسي الصغيران ووضعتهما بحقيبة وجدتها ملقاة وقد قررت أن أحتفظ بجماجم ضحاياي لأقيم مسرحًا للجثث.
لِـ فاطِمة أحمد"أميرة الظلام"