"مضى شهران على آخر جريمة لي، يزداد شوقي إلى الدماء يومًا تلو الآخر، لم أرتكب جريمة الشهر الماضي ولكني أدخلت الرعب على قلوب جميع سكان العالم، صار الآن يذاع في جميع أنحاء العالم بأن هناك قاتلًا متسلسلًا يقتل في منتصف كل شهر..
اكتشفوا جثة فتاة البحر الأسود وكذلك جثة والدتي وجثة فتاة باريس وبقايا الطفلين الصغيرين، أقوال تتداول بأن القاتل يستهدف النساء والأطفال فقط، ويتداول أيضًا أن القاتل يغير موقعه بكل شهر."
كانت هذه الأفكار تتردد داخل عقلي وأنا أسير مترنحًا بأحد أزقة نيويورك، نحن في فصل الصيف، الحرارة تثير غريزتي الجائعة للدماء..
الدماء، إنها لمشروب مسكر بغير ذهاب عقل، أتلذذ عندما أتذوق طعمها اللاذع، أنا كحيوان مفترس يبحث الآن عن ضحاياه، ولكن الشوارع فارغة، لا عجب في ذلك فالجميع أعلن حالة الطوارئ الليلة إذ أنها منتصف الشهر وهو موعد خروج سيد الدماء، الشرطة متأهبة، جميع الدول تتسابق لمعرفة بأي دولة هو، القليل من الرجال فقط هم من يسيرون بتلك الشوارع، كانت قدماي قد أرهقتا من كثرة المشي ولذا قررت استقلال إحدى سيارات الأجرة، أشرت لإحداها والتي بدا سائقها أنه رجل هادئ ولكنه قوي البنية، طلبت منه أن يقلني إلى مقر سكني، أخذ يثرثر طيلة الطريق وهو يتحدث عن القاتل الذي أفزع العالم وهو لا يدري أنه جالس بجواره، نظرت إليه وطلبت منه الانحراف قليلًا عن الطريق وسلك أحد الأزقة رغبة مني في شراء شيء ما، أجابني حينها مازحًا: لو أن أحد غيري معك لما وافق على هذا ولكن يبدو من مظهرك أنك رجل مسالم ولست مثل ذلك القاتل الأهوج لعنة الله عليه.
نظرت إليه وقد أثارت كلماته غضبي كما أن شوقي إلى الدماء قد طغى علي، أمرته بأن يتوقف، نظرت إليه وأنا أتحسس جيبي وأخرج سكيني منه ثم قلت له: لم أكن أريد أن تكون أنت ضحيتي لتلك الليلة ولكنك أثرت غضبي بكلماتك.
بدأ الهلع يظهر على وجه ذلك الرجل وقد أدرك أني سيد الدماء بعينه، حاول تدارك خوفه وأجابني: ولكنك لا تقتل الرجال.
أجبته: وأنا أيضًا لا أُتوقع.
كان نحر عنقه صعبًا مقارنة بالضحايا الأخرى، جرحت في كتفي إثر مقاومته لي ولكني استطعت تذوق نبيذه، ألقيت بجانب جثته ورقة كتبتها بدماءه أخبر الشرطة بها أن سيد الدماء لا يُتوقع ورحلت وأنا بالكاد أقف على قدماي من فرط ألم كتفي، ابتعدت مسافة كافية وجلست أنتظر المساعدة من أحدهم، اقترب مني شاب ثم انحنى وهمس لي: لقد رأيت ما حدث وأعلم أنك سيد الدماء ولكني لن أسلمك للعدالة.
نظرت إليه مبتسمًا لأدرك أنه قد أصبح لي في جرائمي القادمة رفيق.
لِـ فاطِمة أحمد"أميرة الظلام"