Noorismail

شارك على مواقع التواصل

فى طىّ الكِتمان.



🌸قتل ناعم 🔪

الفصل(19)
(قبل الأخير)
.. __________..
أأنا التي أسير رأسًا على عَقِب..
أم أن أفكاري حبيسة عقلي هي التي ترى العالم رأسًا على عقب؟
تقف مريم امام خزانتها، سحبت بيدها أشياء اسلام التى استلمتها من السجن، ووقع مظروف الخطاب على الأرض ف جثت على ركبتيها تتناوله ووقفت وهى تقلبه بين يديها يميناً ويساراً
جلست إلى اقرب مقعد، شرعت فى فتح الخطاب الذى كان عنوانه "يسلم إلى يد حبيبتى مريم"
فتحت الظرف واخرجت الخطاب وما إن فتحته اذ أتاها طفلتها دينار مهرولة تبكِ
_ياماما قولى لزين يلاعبنى على البلايستيشن، بيلعب وسايبنى قاعده لوحدى
تركت مريم الخطاب وذهبت خلف طفلتها تُنهى الخلاف الذى نشب بينهم ونست امر الخطاب تماماً.
.. ____________..
*منذ سنوات*
_عبيييىر ياعبيير انتِ فين
صاحت عايدة بصوت عالِ تنادى على إبنتها الكبرى عبير، حتى سمعتها عبير ودلفت إليها فى المطبخ
وأردفت
_ايوة ي ماما
_انزلى جيبي الطلبات دى من السوبر ماركت
_حاضر

خرجت عبير ممسكه بالورقه التى اعطتها والدتها إياها، وشرعت فى تبديل ملابسها حتى تستطيع النزول إلى الشارع كى تشترى ل والدتها ما تريد.
بدلت عبير ثيابها وأردفت إلى والدتها انها ستهبط الآن إلى الشارع، سلمت عليها وانصرفت..

مرّ الوقت نصف ساعه، ساعه، ساعتان، ثلاث ساعات، عاد زوج عايدة من عمله متعب يريد أن يتناول طعامه كى يقيم صُلبه، ولكن شعر بغياب ابنته الكبرى عبير فسأل والدتها عنها فقالت له فى هدوء دون اكتراث
_بعتها تجيب طلبات
_بعتيها من امتى
_يعنى من شوية، شوية وهتلاقيها طالعه متشغلش بالك كُل انت بس كُل
مرت الساعات، حتى شعر والدها بالقلق، بدل ثيابة وهبط يسأل محلات البقالة المجاورة عن إبنته
وجميع من كان فى محلات البقاله اخبروه ب أنهم لم يروها اليوم مطلقاً، ذهب إلى أحدى البقالات وسألهم ان كان يستطيع ان يرى الكاميرات المعلقه بالخارج ان كانت رصدت حركه إبنته لأن القلق سيطر عليه وعلى انفعالاته.
وبالفعل رآها فى احدى الكاميرات، توقف _تُكتُك_ لها وقد صافحت من بداخله وركبت معه وانطلق!!
الغريب ان فى ظِل غيابها هذا لم تتحرك عايده ولم تقلق مثل والدها، ولم تسأل بالهاتف حتى كانت مشغولة فى احتياجات منزلها ومنهمكه.
صعد والد عبير يكاد الجنون يفتك به يصرخ فى وجه زوجته قائلاً
_بنتك ياهانم ركبت توكتوك مع واحد تعرفه ومن ساعتها ملهاش اثر، انا هبلغ البوليس
وانتِ هتيجى معايا
وقتها، تذكرت عايده تهديد صبرى لها
_إنتِ عاوزة تسيبينى دلوقت عشان بيتك وولادك؟! وكانوا فين وانتى بتحبينى وبتسلمينى نفسك كل يوم زالبئف جوزك مش هنا، انا بقا هعرفك الله حق.. وهندمك ياعايدة!
قلبها تحرك من مكانه وذهبت مهرولة مع زوجتها الى حيث قسم الشرطه.

#نورإسماعيل
.. ____________..
فندق فاخر مُطل عالنيل، توقفت أمامه سيارة قُدس وهبطت منها قدس بردائها الأنيق كالعادة
ودلفت إلى هناك، سألت عن رقم غُرفه وصعدت بالمصعد وترجلت إلى حيث وصلت إلى هناك
وما ان طرقت الباب لتفتح لها لينزى!
إبتسمت قدس ودلفت إلى الداخل بعدما تعانقا عناق إشتياق.، وما أن هدأت انفاس قدس لتبدء معركه عتاب قوية بينهما
_إزاى كل دا ومتقوليليش انتِ فين، طيب مارسيلينو وبتربيه طب وأنا
صاحبتك يالينزى واقربلك من أى حد
عضت لينزى على شفتيها وأردفت لها محاولة تهدئتها
_حقك عليا، بس انا خبيت على كل الناس.. حتى اهلى، لكن بصراحة لما قريت رسالتك بتاعت امبارح
وحشتينى اوى وقلت مبدهاش بقا

تذكرت قدس شيئاً لتسألها عنه
_لاء ثانية واحده، ازاى تختفى كل دا وفيه مواعيد لزيارة ميلا للدكتور بتاعها
قالت لينزى بثقه
_طب ما احنا بنروح مفوتش زيارة
_هو بيقول مشافكيش من آخر مرة يعنى من شهر وشوية
_انا نبهت عليه وفهمته ان لازم اعمل كدا عشان بيتى قرب يتخرب
المهم ياريت بعد كل دا يكون لينو افندى اتعدل

ضحكت قدس وقالت لها بنبرات ضاحكه
_بصراحه بقا هو داخ السبع دوخات، وانا واهله واهلك مش مخلينه يتكلم مسويينه عالجنبين عشانك
بصراحه بقا هو اتربي

ضحكت لينزى بسخرية وأردفت وهى تنظر أمامها ف الفضاء
_بيتهيألك، الل زى سينو دا لايمكن يتعلم، هترجع ريما لعادتها القديمه
_بالعكس.. انا امبارح كلمته فون ولاقيت حاله زى الزفت حتى الشغل التارجت محققوش الشهر دا وحالته وحشه اوى، بقووله ياسينو لازم لما تلاقى لينزى تحضنها حضن تعرفها بيه اد ايه إشتاقت ليها
رد وقالى بس هى تيجى وانا مش هخلى المستشفى تعرف تخيط فيها غرزة

ضحكت قدس بقهقه مع قولها مُكمله
_جوزك دا مسخره
تبسم ثغر لينزى وأردفت بنبرة فرحه
_يعنى انتِ شايفه انه اتعلم؟
أومأت قدس برأسها ايجاباً ف قالت لينزى فى دلال بعدما نامت على ساق قدس
_مانا بحبه اوى ومبقدرش على بُعده.. بس هو طهقنى بجد
_اظن بصراحه من منظورى.. كدا كفاية وأرجعى
_أرجع؟!
أومأت قدس برأسها ثانية، فضحكا الاثنتين ولا ندرى ما المخطط القادم إذاً
.. ____________..
وقف قاسم امام المرآه يتأنق وكأنه مدعو لحفل ما، ربط رابطه عنقه وأرتدى جاكيت بذلته وخرج ووجهه متجهم وفى طريقه لمكان ما..
طوال الطريق يقود شارد الذهن يتذكر اشياء كثيرة لأول مرة تطرأ على ذهنه ذكريات تخص قدس، ضحكاتها، جرأتها، جمودها، ذكائها، إحتواءها، جمالها، جسارتها، مرأة بمعنى الكلمه!
تنهد مع زفرة طويله شقت صدره من حرارتها، وأوجعته، وصل إلى حيث مقصده
وعلى الباب، قام الحراس بتفتيشه.. ولم يجدوا معه اى سلاح ولا حتى سلاحه الخاص، فقاموا ب إدخاله
وهما يحاوطوه، سار بردهه طويله إلى حيث ردهه اخرى وحراس آخرين ثم صعدوا به إلى طابق علوى وبعدها سارو بردهه اخرى حتى وصلوا الى غرفه فخمه الأثاث والشكل..
نهض رجلاً ستينى ذو شعر وشارب وذقن بيضاء، تبسم حين رآه وصافحه وأجلسه
_إزيك ياقاسم
_كويس.. عاوز تدخل فالموضوع قولتلى عاوزنى ليه

قالها قاسم بجديه وبوجه خشبي دون ان يرمش او يبتسم، تبسم الرجل وصفق بكلتا يديه ببطئ ونهض يضع مشروب كحلى فى كأسان ناول أحدهما إلى قاسم والآخر احتفظ به فى يده.
جلس على مقعده الوثير وأردف بنبرات تتحدث ثقه
_ومالك مستعجل ليه ياقاسم
_مش مستعجل، بس مش فاهم بتقولى انك عاوزنى وانهاردة وف أمر مهم

تبسم ثغر الرجل مع قوله وهو يداعب فمه ب السيجار
_هو انت حبتها ولا إيه؟
عقد قاسم حاجباه ليردف بثقه ومازال على جلسته ذات الظهر المصلوب
_تقصد إيه
_اصل حاسس كدا والله اعلم ان سيادة المقدم نسى الاتفاق

زفر قاسم بحرارة وإلتفت إلى الجهة الاخرى، ف نهض الرجل وجلس مقابلاً له
_ماتجاوبنى.. حبتها
_لاء
_طب طالما لاء بتفكر ف إيه
_الاتفاق مكانش دلوقت، ليه عاوز تخليه دلوقت
_عشان آن الاوآن انى ارتاح من زن الدبان ي قاسم مخبيش عليك.. كل م بنطول ف مدة الاتفاق انا مش مرتاح

نظر قاسم إلى كأسه الذى يحوى المشروب الكحلى ووضعه بعدم اكتراث على الطاولة التى امامه وعدل من هندامه وأردف
_بس انا شايف ان مفيش قلق من فتره كبيرة
_إنت عاوز تخلّ بالاتفاق؟!
هتف الرجل بجملته وخرجت منه ضحكه قوية استفزت قاسم ليردف الرجل بعدها
_مش بقولك حبتها
اقترب قاسم من وجهه وتحدث بطريقه محذره
_مسمحلكش تدخل فحياتى الشخصية، وعاوز اقولك انى مش خايف منك.. انا نجيت من الموت مرة
ومبقتش اخاف خلاص

نهض يعدل هندامه ويغلق زى الجاكيت وفى طريقه للرحيل ف اوقفته كلمات الرجل
_لو معملتش بالاتفاق ي قاسم.. هخليك تسلم على مراتك وابنك قريب، انا صبرى له حدود!
توقف قاسم ل ثوان بعد كلماته هذه، وبعدها انصرف قاصداً سيارته يريد الخروج ب أى طريقه من هذا المكان
.. ____________..
فى جلسة عتاب مابين حياة وقدس فى منزلها كان هذا الحديث الذى يدور بينهما
_وليه خبيتِ عليا ي حياة؟!
تلعثمت حياة واردفت والدموع على حافه عيناها تريد الهبوط
_خوفت تعرفى تقطعى عيشى، فبقيت بشوفهم واتطمن عليهم واديلهم فلوس محتاجينها وامشى

هزت قدس رأسها يميناً ويساراً متعجبه منها، لتردف فى رصانه اعتادتها
_مستحيل افرق شمل اخوات كانوا بيدوروا على بعض يا حياة، بالعكس انا كنت بدور اوقات وياكِ
ف لما تلاقيهم احرمك منهم، هو دا كلام يعقل؟!
_اهو الل ساعتها جه فخيالى ي مدام
_طب روحى حضريلى فنجان قهوة

ترجلت حياة إلى المطبخ، ليلج قاسم من باب الفيلا مرتدياً بذلته كما هو عائدا من الخارج
يترنح فى مشيته ليجلس امام قدس ينظر إلى مقلتيها بعمق مبتسماً
_تقبلى عزومتى على العشا؟!
ضحكت قدس الضحكه التى تذيب دقات قلبه، وخفت ب اناملها الرقيقه فمها ل يكرر قاسم دعوته لها باسطاً كفه لها مع قوله
_تقبلى عزومتى على عالعشا؟!
_وإيه المناسبة؟
_مش عارف.. بس حابب، ولو وافقتِ هبقى اسعد الناس

هزت قدس رأسها بعدم فهم وقالت له بثقه
_بس الابدى منى بالعزومه دى هى مريم
هز قاسم رأسه نفياً مع قوله لها وهو يحرك عينيه بين عيناها
_لاء قاسم صفى الدين بيدعوكِ انتِ قدس المدهون على ان تكونى برفقته على وجبة العشاء وسماع موسيقى هادئة يتخللهم بعض الدردشه

مالت قدس برأسها ومازالت الابتسامه الرقيقه ترتسم على وجهها وتظهر جمال وجهها البرئ
_وافرض قدس المدهون مش فالمود
_ولا تحملى هم.. هرجعك للمود وهصالحك عليه كمان
ضحكت قدس فبسط كفه امامها وركع على ساق ونصف وانحنى لتضع قدس كف يدها على يده
وتومئ مجيبه
_استنانى اجهز

وبالفعل فى طريقهم إلى افخم مطعم شهير يطل على ضفاف نهر النيل، يتناولون به اشهر الفنانين ورجال المجتمع وسيداتهم، دلفت قدس ترتدى ثوباً كحلى عارى الاكتاف ينحصر عند الخصر وطويل إلى قدمها
فتح قاسم المقعد لها وجلست ومن ثم جلس هو أمامها يتأمل ثغرها ونعومتها ورقتها، اتى النادل ف ترك الخيار لها إلى الاخر تختار وجبتها ووجبته، انصرف النادل ف قام قاسم برفع كأس مشروبه لها ورفعت هى وتخبطاه ومن بعدها احتسيا شرابهما ومن ثم اردف قاسم
_مش عارف ليه لاقيت نفسي عاوز اعزمك واتكلم معاكِ وآكل وياكِ وارقص معاكِ كمان

ابتسمت قدس نصف بسمه مع قولها
_كل دا؟ عشان إيه بقا
_صدقينى مش عارف، بس يمكن جوايا احساس عاوز اتغلب عليه

صمت لثوان ثم تابع حديثه لها والشمعه فاصل بين أعينهما و الاضاءات جانبيه حالمه جعلت الاجواء رومانسية رغماً عنهما
_آخر ليله قبل م مريم تتجوز، كنا خارجين انا وهى واهلى واهلها.. عاوز اقولك يمكن دا من اجمل ايام حياتى
زى اليوم الل اتولد فيه باهر ابنى بالظبط
كنت حاسس احساسى بتاع دلوقت، حاسس انى عاوز اودعها على طريقتى قبل م اسلام ياخدها منى
بنضحك وبنتطط وبنركب مراجيح وبننط الشلالات، كنت بضحك وياها بصوت عالِ وناسى انها ايام وتتجوز
كنت بحاول الم جرح قلبي ب اى حاجه، وبرضو الليلة الل قبل وفاة رويدا مراتى وابنى باهر
بالصدفه كنا راجعين من اجازة فى لبنان، كنا سهرانين ومبسوطين، يمكن الليلة دى الوحيده الل سهرت فيها وياهم اضحك ونضرب بعض ونجرى ورا بعض، ليلة وحيده حسستنى بجو اسرة كنت مفتقده

وبعدها.. كل شئ راح

ذرف دمعه جانبيه دون ان يشعر ف هم ب مسحها بسرعه لتعبس قدس بوجهها مع قولها
_ايه ياقاسم انت بتفول عليا انى هختفى من حياتك زيهم وللا ايه
انتبه قاسم ف ابتسم ابتسامه مصطنعه محاولاً لمدارة مايجرى بداخله
واردف
_بالعكس، اجواء الليله فكرتنى مش اكتر، لكن انا هفضل حارسك الخاص ي قدس الل بيحميكِ من اى حاجه

اثناء حديثهم جلس عازف البيانو على البيانو وبدء بعزف مقطوعه رقيقه رومانسية، نهض قاسم ليدعو قدس إلى الرقص معه وبعد ثوان وافقت هى ونهضت برفقته
لف ذراع من ذراعيه حول خصرها، وامسك بيده الاخرى يدها ومع المعزوفه بدءا يتحركا ببطء وانسجام تام وكأنهما اتفقا معاً للتو، جذبوا انتباه كل الحاضرين من شدة تناغمهم..
فكان يقوم قاسم بابعادها ومن ثم جذبها اليه بكل انسيابيه، اما عن قدس كانت تتمايل بين ذراعيه ك اجمل فراشه..
لو كان هناك رسّام بالمكان لكان قام برسم لوحه تعبر عن جمالهم فى هذه اللحظة، اما عن قلبيهما فكانا كأنهما التحمت دقاتهم سويًا الآن ويتحدثان إلى بعضهم البعض قائلين
مَن غيرُكَ يَؤنِس فُؤادِي في كُربَتِه؟
إنْ ضَاقتْ بيَّ الدُنَّيا واشتدَّت آهَاتِي
كنتَ لِي كتفٌ رَحِيم وللرَوحِ تِريَاقٌ
مَهمَا طَالتْ الأيَّام لنْ تَحِن رَوحِي إلَّاكَ
هَانَت الهمُوم بِرفقَتكَ بعدَ ثُقلِها
يَا منَ بِصُحبَتِه الفؤادُ بَهِيج!
.. ____________..

إنتظروا الفصل القادم
#فى_طىّ_الكِتمان
#قتل_ناعم
#نورإسماعيل
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.