اسمي أسيل، عمري عشرون عامًا كنتُ أتجول اليوم في المدينة كعادتي، كل شيءٍ يبدو عاديًا لا شيء مثيرًا اليوم، في الحقيقة لا أحب هذا الهدوء، أحب المفاجآت دائمًا، حسنًا لا بأس لأكمل طريقي؛ لأشتري بعض الأشياء، وأثناء سيري كانت المفاجأة؛ حيث أني رأيتُ فتاة جميلة، لم أستطع أن أحدد عمرها، تبدو غريبةً عن هنا، لها شعرٌ أسود قصير، عينان زرقاوان تشبهان البحر، تنظر بهما نظرات غريبة توحي بالتوتر والدهشة، ترتدي ملابس غريبة لم أرى مثلها من قبل، يبدو أنها تبحث عن شيءٍ، أو لربما ضلت طريقها؛ ولكن كيف ستأتي إلى هنا فلا يوجد هنا أية طرق، فخلف السوق من هنا جبالٌ، ولو كانت تائهة فكيف ستصل إلى هنا!
وقفت لمدة ليست بالقليلة وأنا أراقبها من بعيد، كانت تسأل الجميع عن أشياءٍ غريبة لم أسمع بها من قبل، ما لفتَ انتباهي اسم مدينة لا يبدو مألوفًا لي، ولكن يبدوا أنه بلدها، وقد تمكن مني فضولي و أردت أن معرفة قصة هذه الفتاة الغريبة، لكن بعد دقائق لم أعد أراها، فقد اختفت وسط الزحام، ولم أجد أثرها، أعلم سأظل أفكر بهذا الأمر كثيرًا، حتى أصل لشيءٍ يرضي فضولي، لو رأيتها مرة ثانية سأسلها عن كل شيءٍ سأجعلها تندم أنها تحدثت، ثم ضحكتُ على فضولي، الذي سيقتلني يومًا ما، وقررتُ أن أبحث عنها علني أجدها، بعد ما سرتُ قليلًا رأيتها تقف في حيرة من امرها فذهبتُ إليها، دار بيننا حوارٌ لطيفٌ، وتعارفنا فيه، وجدتها فتاة لطيفة جدا، وسرنا معًا لمدةٍ لا بأس بها، ثم سألتها أين ستمكث ورشحتُ لها مكانًا تستأجره، كنتُ أود أن أعرض عليها أن تأتي إلى منزلي ولكن منزلي غير لائق الآن فيوجد الكثير من الأشياء التي يجب إصلاحها، ولن يكون مناسبًا أبدًا، ذهبنا إلى نادين السيدة التي ستستأجر عندها لارين، أعرفها منذ زمن، أخبرتها عن لارين وأنها ستستأجر عندها، وتركتها لتستريح فقد كانت متعبةً جدًا، وعدتُ إلى بيتي، لأعود لها في الصباح.
****