_أنا «سامي أمين» وجئتكـم بشـيء ثميـن ونـادر جـدا أريـد منكـم أن تحرسـوه »
_كيـف تجـرؤ علـى التسـلل إلينـا وإيقاظنـا مـن أجـل ألعابـك أيها الفتى؟
_اسـمعوني جيـدا، أنـا لـم أقطـع كل هـذه المسـافة مـن أجـل اللعـب، هنـاك شـيء ثميـن تحرسـونه أريـد الحصـول عليـه وفـي المقابـل ستحصلون على حجر التنين الأخير، وهو حجر لامع جدا يملك قوى رهيبـة لا أريـد لأحـد أن يحصـل عليـه .
الـرأس الوسـطى مجـددا « هنـاك إشـاعة عـن فتـى صغيـر قـام بِنَحـرِ ابـن عمنـا التنيـن الأخيـر، فهـل أنـت قاتلـه يـا «سـامي» ؟»
_ومـا الفـرق بيـن أن أكـون أنـا قاتلـه أو يكـون غيـري مـن فعـل ذلـك، المهـم أن الحجـر الأخيـر معـي وهـذا هـو الأهـم .
الرأس الأولى « إجابة ذكية تعني أنك القاتل أيها القاتل ؟! »
الرأس الوسطى « لكنك لم تخبرنا بماذا تريد أن تقايض؟ »
_أريد الحصول على البذرة السّحرية الأخيرة التي تركها السيد «جـاك» عندكم .
الرأس الوسطى ثانية « ولماذا تريد الصعود إلى أرض العمالقة أيها القاتل الصغير؟»
_لم تخبروني و لم تجيبوني عن رأيكم في المقايضة ؟
الـرأس الثالثـة « نحـن لا نسـلم شـيئا ممـا نملـك أيهـا الفتـى القاتـل، نحـن نأخـذ بالقـوة فقـط »
الرأس الأولى « أين أنت ؟ أظهر نفسك فنحن لا نراك؟»
_أنـا هنـا، ... هكذا قال «سـامي» قبل أن يصبح مرئيـا وهو واقف فـوق نتـوء صخـري بعيـد عـن الوحـش فتقتـرب منـه الـرؤوس الثلاثـة ويَخْـرُجُ النصـف الآخـر مـن الوحـش والـذي كان يسـد المغـارة .
. بعـد أن تأكـد الفتـى أن الوحـش قـد ابتعـد عـن المغـارة يبـدأ فـي تنفيـذ الجـزء الثانـي مـن الخطـة قائـلا « سـأعتبر أنكـم لـم تقـرروا بعـد، لهـذا سـأتنازل وأجعلكـم تشـاهدون الحجـر الأخيـر و سـتحصلون علـى نظـرة مقربـة »
يقـوم بإدخـال يـده إلـى جـوف القربـة ويمسـك رأس «يوريـال» بحـذر وبعـد أن تأكـد مـن حصولـه علـى انتباه واهتمـام الـرؤوس الثلاثـة معـا يقـوم فجـأة بإخـراج الـرأس ويرفعهـا عاليـا فـي اتجاههـم .
لحظـة خاطفة ... ونظـرة واحدة، هـو كل مـا احتاجتـه تلـك الـرأس الشـريرة، وبعـد أن أدركـت الـرؤوس الثلاثـة الخدعـة حاولـوا بسرعة أن يشيحوا بنظرهم بعيدا وهم يصرخون « لااااااا ... » لكن هيهـات، فقـد فـات الأوان ... لأنهـم قـد بـدأوا بالفعل فـي التحـول إلـى مجـرد كومـة مـن الحجـارة .
يقـوم الفتـى فـورا بإعـادة تلـك الـرأس إلـى داخـل القربـة قبـل أن ينـادي علـى أفتـار والـده مـن خـلال الأفـكار قائـلا « أدخـل يـا أبـي، لقـد قضيـت علـى الوحـش »
يسـمع الأفتـار صـوت الفتـى فيسـتجيب فـورا بقولـه « أنـا قـادم » يدخـل إلـى الكهـف ومنـه إلـى المغـارة السـرّية فيجـده هنـاك يقلـب بيـن الكنـوز وبيـن الرفـوف .
_والآن كيف سـنعثر على البذرة الأخيرة وسـط كل هذه الكنوز والتحف والمجوهرات؟
_أقترح أن ننقسم لنغطي مساحة مضاعفة يا «سامي »
_حسنا يا أبي، سأبدأ أنا من هنا .
الأفتـار بعـد أن ابتعـد ومواصـلا مخاطبـة الفتـى مـن خـلال الأفـكار قائـلا « لـم تخبرنـي كيـف جعلـت الـرؤوس الثلاثـة تركـز نظرهـا عليك؟ »
فيرد عليه بنفس الطريقة قائلا « عبر إقناعهم بإلقاء نظرة مقربـة علـى حجـر التنيـن الأخيـر » .
_وكيف عرفت أن ذلك الحجر يستهويهم ؟
_لأنـه يوجـد حجـر واحـد فقـط، ومنطقيـا سـيكون هـو الجـزء المفقـود لإكمـال كنزهـم .
_إذا طَمَعُهُمْ هو الذي سهل مهمتك يا «سامي»
_نعم يا أبي .
_والآن تذكـر أن لا تأخـذ شـيئا حتـى لا تتحـول المغـارة إلـى كائـن حـي وتطبـق علينـا .
_كلا، لن أخذ شيئا ولن تغويني أي كنوز.
_تعـال إلـى هنـا يـا «سـامي» لقـد عثـرت علـى الرفـوف المحرّمة ... لحظـات ويصـل الفتى ، قبل أن يواصل الأفتار كلامه قائلا :
_أنظـر إلـى كل هـذه المخطوطـات معظمهـا مكتـوب بلغـة الجـن ولغـة السـحر الأسـود .
_علينا حرقها والتخلص منها ومن شرورها للأبد .
_كلا، ... احـذر، ... فهـذه الرفـوف تحتـوي علـى بعـض المخطوطـات التـي لا يجـب أن تحـرق أو أن تصـل إليهـا أشـعة الشـمس أو نـور القمـر أو حتـى مجـرد التفكيـر بلمسـها، هـل تذكـر أول يـوم لـك فـي عالـم الخيـال والسـحر يـا «سـامي» ؟
_نعم أذكره جيدا .
_يومهـا أخبـرك السـيد «سـنفور حكيـم» أن عالمنـا الخيالـي هـو عالـم وسـيط بيـن عالمكـم الحقيقـي وبيـن عـده عوالـم أخـرى، تلـك العوالـم تحتـوي علـى كيانـات شـريرة وشـرور مطلقـة بعضهـا يبحـث عـن هـذه المخطوطـات ليتحـرّر، والبعـض الآخـر يبحـث عنهـا لِيُسَـيطر، وهنـاك مـن يبحـث عنهـا ليُدمِّـر، ... ولهـذا لا نخفيهـا هنـاك، وأيضـا لـن نغامر بإخفائها في عالم الحقيقة لأن ضعاف النفوس كثر هناك و قد يستخدمونها سواء عن قصد أو دون قصد ...
هذا ما قاله الأفتار قبل أن يصمـت، فيـرد عليـه الفتـى قائـلا « ومـاذا أيضـا يـا أبـي ؟»
_بعـض الأمـور مـن الأحسـن أن لا نتفـوه بهـا، وأنظـر إلـى ذلـك الـرف هنـاك يحتـوي علـى قـدر مصنوعـة مـن جمجمـة مشـوهة .
_نعـم إنهـا هـي، والزجاجـة الصغيـرة التـي تحتـوي علـى البـذرة الأخيـرة بجانبهـا أنـا أراهـا بـكل وضـوح .
_لكـن كيـف السـبيل لأخذهـا دون أن تتحـول المغـارة لكائـن حـي وتطبـق علينـا ؟
_اطمئـن، فالترخيـص معـي، ... ويُخْـرجُ الأفتـار ورقـة ملفوفـة ومربوطـة بخيـط فـي وسـطها ويسـلمها للفتـى قائـلا « خـذ، أمسـك بهـذا الترخيـص وقُـم بوضعـه فـي مـكان البـذرة.
_ما هذا ؟ ومن أين حصلت عليه ؟
_هـذا ترخيص يسـمح لـك بأخـذ البـذرة الأخيـرة دون أن تطبـق عليـك المغـارة أو تعتبـرك لصـا، ضعـه مـكان البـذرة وأسـرع.
يقتـرب الفتـى ويمسـك بالزجاجـة ويلقـي عليهـا نظـرة مقربـة قائـلا « نعـم، إنهـا هـي ويمكننـي رؤيـة حبـة الفاصوليـا بوضـوح »
يقـوم بوضـع الورقـة الملفوفـة مكانهـا ثـم يخفـي الزجاجـة داخـل ثيابـه قبـل أن يلتفـت للأفتـار قائـلا « والأن سـنضع رأس «يوريـال» عنـد مدخـل المغـارة لتحرسـها »
يضـع الفتـى تلـك الـرأس الشـريرة فـوق صخـرة عنـد مدخـل المغـارة السـرّية وهـي تنظـر إلـى الخـارج، ثـم يغمـض عينيـه وتتشـكل الهالـة الضبابيـة ويغـادر رفقـه أفتـار والـده .
فـي الخـارج يجـدان «السـندباد» فـي انتظارهمـا، يصعـدان برفقته على البساط السّحري ويغادرون عائدين إلى أرض الخيال ، حيث يقوم الفتـى فـورا بزراعـة البـذرة الأخيـرة ومـن ثـم يسـقيها بالمـاء فتنبـت فـورا شـجرة عملاقـة تمتـد لعنـان السـماء
الإجتماع الأخير
فـي هـذه الأثنـاء تُرعـد السـماء وتبـرق ويعقبهـا زلـزال عظيـم يشـعر بـه الجميـع تزامنـا مـع تشـكل غيـوم سـوداء فـي الأفـق، والكثيـر مـن البراكيـن تثـور معـا بشـكل مرعـب أخـاف الفتـى كثيـرا وهـو مـا جعلـه يتساءل « ما الذي يحدث يا أبي ؟ ... » يجيبه « جيش الغـول يستعد للهجـوم النهائـي واكتسـاح مدينـة «قيرطـا» »
فيسـأله ثانيـة « ومـا هـذه الأصـوات وأيـن ذهـب الجميـع ؟»
يـرد عليـه « إنهـا طبـول الحـرب يـا «سـامي»، والجميـع يتأهـب وهـم فـي انتظـارك لتقودهـم بنفسـك »
_أقودهـم بنفسـي ؟... ولمـاذا أكـون أنـا القائـد ؟؟!!... لـم علـي ذلـك بينمـا هنـاك الكثيـر مـن الملـوك والأمـراء والفرسـان داخـل أرض الخيـال ؟
_ لأن كل ملوك وأمراء وفرسان أرض الخيـال عبارة عن مجرد أساطير، بينما أنت حقيقي ... أرض الخيال تحتاج إلى بطل حقيقي، ولا تحتاج إلى الأساطير.
_هـذا عـبء يفـوق قدرتـي يـا أبـي، أنـا مجـرد طفـل فـي الثانيـة عشـرة مـن عمـره .
يتجسـد الأفتـار ويصـرخ قائـلا « بـل أنـت أقـوى فتـى فـي الثانيـة عشـرة، وقيادتـك للمعركـة بنفسـك هـو شـرف مـا بعده شـرف ... هيـا أسـرع الآن وأحضـر لنـا جيـش العمالقـة»
يتـردد الفتـى فـي البدايـة، ثم ينظـر إلـى الخلـف فيشـاهد سـوادا عظيمـا لجيـوش الغـول عند الأفُق وهـي تتقـدم ، تتخللهـا أصـوات قويـة للأبـواق والطبـول، ينظـر بعدهـا إلـى عينـي أفتـار والـده دون أن ينطـق بكلمـة واحـدة بعدهـا يرفـع رأسـه وينظـر إلـى الشـجرة العملاقـة، قبـل أن يبـدأ فـي تسـلقها بسـرعة وهِمـة كبيريـن .
فـي الجهـة المقابلـة فـإن أبطـال عالـم الخيـال مجتمعيـن داخـل المجلـس الحربـي ويضعـون اللمسـات الأخيـرة حـول الخطـة النهائيـة .
سنفور حكيم « ... إذا ما رأيكم في الخطة أيها السادة ؟ »
يـرد عليـه «بابـا نـوال» قائـلا « خطـة متوازنـة لـو ضَمَنَّـا قتـال العمالقة إلى جانبنا، ... لكن ماذا لو فشـل «سـامي» في إحضارهم؟ »
يلتفـت إليـه « ومـاذا تقتـرح مـن أجـل ذلـك سـيد «بابـا نـوال» ؟»
يجيبه بقوله « أقترح إعادة توزيع الجيوش السبعة »
فـي هـذه اللحظـة تتشـكل الهالـة الضبابيـة الصغيـرة وتخرج منها إحـدى الجنيـات الجوالـة قائلـة « الغـول، الغـول قـرر هجومـا كاسـحا بجيـش عظيـم، لقـد أرسـل الوحـوش الجوالـة فـي المقدمـة متبوعـة بثلاثـة فـرق مـن المدفعيـة والمناجيـق، وعلـى جانبـي الجيـش فرقتيـن مـن رمـاة السّـهام والرمـاح المسـمومة، والجيـش الثانـي فـي مؤخـرة الجيـش الأول مباشـرة »
القـزم حكيـم « ومـا هـو عددهـم التقريبـي »
تـرد عليـه « بَعـدَ الفِـرَقِ الثـلاث هنـاك سـواد عظيـم ... لـه بدايـة ولا نهايـة لـه »
القـزم حكيـم ثانيـة « شـكرا لـك أيتهـا الجنيـة، واصلـوا المراقبـة وأطلعونـا بالمسـتجدات فـي حينهـا » فتومـئ برأسـها دون أن تتحـدث قبـل أن تختفـي .
«بابـا نـوال» « أقتـرح بسـرعة تغييـر مواقـع الجيـوش والبدايـة من جيش الأقزام ... علينا سحبهم من المقدمة وجعلهم خلف أسوار المدينـة، ولنكلفهـم رفقـة السـنافر بتحضيـر المناجيـق ورمايـة السـهام والرمـاح »
«قـزم حكيـم» غاضبـا « أنـت تسـتخف بالأقـزام يـا سـيد «بابـا نـوال» ؟ »
_الأقـزام يبقـون أقزامـا وإن كانـوا بالملاييـن يـا سـيد «قـزم حكيـم»، إذا جعلناهـم فـي المقدمـة سـتكون مجـزرة وليسـت حربـا ... وأنـت تعـرف جيـدا قـوة المسـتذئبين والمسـوخ خصوصـا فـي المواجهـات الفرديـة ؟
يصمت «قـزم حكيـم»، ثم يطأطئ رأسه قائلا بصوت منخفض « أعرف، أعرف ... »
_«سنفور حكيم» « وماذا عن الأفخاخ التي نصبها الأقزام؟»
يـرد عليـه «قـزم حكيـم» « أنـا أضمـن لكـم فعاليتهـا وأنهـا سـتقضي علـى آلاف المسـوخ والوحـوش، لقـد كنـت حاضـرا عندمـا تـم نصبهـا، لقـد أشـرفت عليهـا بنفسـي »
«بوكاهانتس» متسائلة « لم نسمع رأيك حتى الآن أيها المعلم سبلينتر؟ »
يفتح المعلم عينيه، وينظر في وجوه الحكماء وبعد أن تأكد من حصوله على إهتمامهم يقول « أيهـا السـادة، إذا نظرنـا بحكمـة وتمعـن فـي كل المسـتجدات الخاصـة بجيـش الغـول وقـوة جنـوده خصوصـا جيشـه الحجـري الثانـي، بالإضافـة إلـى احتماليـة إخفـاق «سـامي» فـي إقنـاع العمالقـة بالحـرب إلـى جانبنـا، ثـم قارناهـا جميعـا بمـا نملـك مـن جنود ومحاربين فنحـن بالخطـط التـي اقترحتموهـا نقـدم أنفسـنا والمدينـة الأخيـرة على طبـق مـن ذهـب لعدونـا الغـول »
_مـاذا تعنـي أيهـا المعلـم «سـبلينتر» ؟ نريـد توضيحـا أكثـر ؟ وأيـن هـو الخطـأ فـي تشـكيل درع مـن الأبطـال حـول المدينـة لحمايتهـا مـن الخـارج ؟ ... هكـذا قـال «سـنفور حكيـم» ليـرد عليـه « الخطـأ هـو أننـا أقـل منهـم عـددا وعـدة وتريـدون مواجهتهـم بخطـة دفاعيـة ؟؟!! .. ستكون مسألة وقت فقط قبل أن نصبح جميعا جزءا من الماضي »
يسـأله «قـزم حكيـم» مرة أخرى « ومـاذا تقتـرح لأجـل ذلـك أيضـا أيهـا المعلـم؟ »
يجيبه « أقتـرح نقـل المعركـة بعيـدا عـن مدينـة «قيرطـا»، ... لنرسـل «ثيسـيوس» و «هرقـل» علـى رأس فرقتيـن مـن المحاربيـن إلـى مصـب وادي الرمـال وانتظـار الجيـش الأول لضربـه هنـاك علـى جهتيـن »
_ولكـن الغـول وضـع فرقتيـن مـن رمـاة السـهام والرمـاح المسـمومة علـى جانبـي جيشـه لحمايتـه ؟ سـتكون محاولـة فاشـلة وسـنتكبد خلالهـا الكثيـر مـن الخسـائر فـي الأرواح !
_ومـن قـال أننـا سـنضرب الجانبيـن يـا سـيد «سـنفور حكيـم» ؟ ... سـنجعل «ثيسـيوس» يتصـدى لمقدمـة الجيـش قبـل الأفخـاخ التـي نصبهـا الأقـزام، أمـا «هرقـل» وباقـي الأبطـال فسـيلتفون ويضربـون مؤخـرة الجيـش الأول ولا يتوقفـون أو ينسـحبون إلا إذا وصلـت إليهـم طلائـع الجيـش الثانـي، ... حينهـا عليهـم أن ينسـحبوا بـذكاء و يقودونهـم مباشـرة إلـى أفخـاخ الأقـزام »
_وماذا عن الفرسان والخيالة العشرة آلاف المكلفون بحراسة البوابة الرئيسية للمدينة ؟ أين سيكون موقعهم ؟
_سيكونون جميعا داخل أسوار «قيرطا».
_مـاذا؟ لكـن المفـروض هـو بقائهـم خارجـا لحمايتهـا يـا سـيد «سـبلينتر» !
_نعـم يـا سـيد «قـزم حكيـم» أنـت محـق، لكـن ليـس فـي هـذه الحـرب ... علينـا الاسـتفادة مـن المدينـة لحمايـة الجيـش لأن عمليـات المداهمـة والاجتيـاح سـتكون همجيـة مـن طـرف وحـوش الغـول، ولا تنسى أن لا مكان لنا آخر لنذهب إليه أو لننقل إليه الأطفال والنساء والجرحى، ستكون المعركة الأخيرة معركة الحياة أو الموت، وقد كانت لنـا سـابقا تجـارب مـع جنـود الغـول لـم يرحمـوا خلالهـا لا الحيـوان ولا النبـات، وأولئـك الفرسـان والخيالـة مكونـون فـي أغلبهـم مـن ''محاربـي الصحراء'' وهم أكثر المحاربين جَلَدًا وأشدهم بأسا وقوة، والتراجع أو الاستسـلام غيـر وارد فـي قاموسـهم، وشـعارهم ''النصـر أو الفنـاء'' أنـا أثق فيهم وأعتمد عليهم إذا خسرنا المعركة الخارجية وانتقلت رحاها إلـى داخـل أسـوار «قيرطـا».
_ولـم لا نجعـل خـط دفاعنـا الأخيـر هـو فرقـة «هرقـل» ؟ فتلـك الشخصيات التي يقودها بإمكانها إحداث الفَرق، كما يمكنها حماية المدينـة جيـدا، خصوصـا مـع اتحـاد كل مـن «سـوبر مـان» و«سـبايدر مـان» و«باتمـان» بالإضافـة إلـى «هالـك العجيـب» و«ثـور» ؟
_لا يمكننـا ذلـك لسـببين اثنيـن يـا سـيد «قـزم حكيـم»، أولا لأن أفضـل وسـيلة للدفـاع هـي الهجـوم، يجـب إبقـاء تلـك الوحـوش بعيـدا قـدر المسـتطاع والثانـي لأن أعـداد جيـش الغـول بـمئات الآلاف وربمـا بالملاييـن، يعنـي إذا لـم يوقفهـا «هرقـل» وفرقتـه هنـاك فسـتصل كلهـا إلـى المدينـة .
_ولكن فرقة «هرقل» لا يمكنها الصمود أمام كل تلك الأعداد من الوحوش فلا بد أن يصل إلينا بعضها ؟
_وهذا هو المطلوب يا سيد «سنفور حكيم».
_أن يصل إلينا بعضهم ؟!! ...
_نعم، ... أن يصل إلينا بعضهم خير من أن يصلوا جميعا .
«بابـا نـوال» متسائلا « أنـا أفكـر فـي الغـول أيـن هـو موقعـه مـن كل هـذا ؟ لمـاذا لـم يرافـق جيشـه أو يقـوده بنفسـه ؟ »
_الغـول يحـب الفوضـى والخـراب والدمـاء ورائحـة الخـوف والجثـث، الغـول هـو الجيـش الثالـث لجيشـيه، ... والغـول لـن يخـرج مباشـرة رغـم علمـه بتفـوق جيشـيه عـددا وعـدة ، هـذا الخبيـث يريـد أن يشـاهد ويعـرف إمكانياتنـا قبـل الاجتيـاح الأخيـر .
_وماذا عن فرقته الطائرة ؟
_لقـد كلفـت «عـلاء الديـن» وجيشـه السـادس بحمايـة المنـارة الكبيـرة، فحجـر التنيـن المضـيء فوقهـا سَـيُبعِدُ كل الخفافيـش والكيانـات السـوداء، سـيكون ذلـك الحجـر هـو شمسـنا الوحيـدة فـي مواجهـة الظـلام المطلـق.
_إذا هذه هي الخطة يـا سادة، هـذا هـو يومنـا الكبيـر، ... إمـا النصـر أو الفنـاء ، ... » هكذا قال «سنفور حكيم» ويلتفـت الـى أحـد السـنافر قائـلا « حسـنا أيهـا السـنفور كاتـب لقـد سـمعت الخطـة كاملـة أكتبهـا وأرسـلها إلـى قـادة الجيـوش السـبعة »
يبدأ «سنفور كاتب» بكتابة الرسائل وتسليمها للجنيات الجوالة اللائـي يختفيـن واحـدة واحـدة بعـد أن يمسـكن بالرسـالة، خـذي إلـى «هرقـل»، إلـى «ثيسـيوس» إلـى قائـد السـنافر، إلـى قائـد الأقـزام، إلـى «علاء الدين» ، إلى «علي بابا» قائد الفرسـان ، وأخيرا إلى «السـندباد» قائـد الأحـرار والمتطوعيـن .
بعدهـا يقـوم المعلـم «سـبلينتر» باسـتدعاء أحـد السـلاحف قائـلا « أيـن أنـت يـا «دوناتيلـو» ؟»
يـرد بسـرعة بعـد أن اقتـرب « أنـا هنـا أيهـا المعلـم »
فيسـأله « مـاذا فعلتـم بشـأن صنـدوق «بانـدورا»؟ »
_لا يريد أن يفتح ... لقد جربنا كل الطرق بلا فائدة.
_لا تتوقفـوا ... يجـب فتـح ذلـك الصنـدوق، يجـب تحريـر الأمـل ،نحـن بحاجـة إليه.
_نعم أيها المعلم ...
.... يتبع