KhadorReal

Share to Social Media

بعد توقف مطارديه عن اللحاق به و انسحابهم يصل (الغراب) إلي الطريق السريع رقم 7 ، وبعد رؤيته للطريق فارغا نسبيا يقرر التحليق، فها هو يضغط على أزرار سيارته محولا إياها إلى طائرة هجينة، حيث لا زالت تحافظ قليلا على شكلها لكن مع أجنحة قصيرة و نفاثات.

عند بدء إقلاعه يوجه شخص ما بندقيته من على احدى المباني بعيدا عن (الغراب) بحوالي 700 متر ثم يطلق.

يقلع (الغراب) محلقا بواسطة سيارته الطائرة متجها إلى المقاطعة 84 هذه المرة.

في تلك الأثناء في المقاطعة 89 و بالتحديد في المقر الرئيسي للقلنسوات البيضاء لإقليم (ميدندورف)، يجيب الجنرال  (مايكل سترونغ) على هاتفه الخاص: "إذا ما الجديد...؟".

يجيب المتصل: "لقد بدأ بالفعل في تحركاته وهو جد سريع في التنفيذ".

"أين هو الآن؟". يسأل الجنرال (سترونغ).

يجيب المتصل: "لقد لحقنا به إلى المقاطعة 97 وتحديدا إلى الطريق السريع السابع، لكننا لا نعرف وجهته الآن!".

الجنرال: "ألم آمركم بالاستمرار في تتبعه مع الابقاء على مسافة منه".

المتصل: "ليس الأمر كذلك أيها الجنرال فلقد طار من بين أيدينا حرفيا، يبدو أنه مدعم بمعدات جد متطورة!".

الجنرال: "ألستم كذلك أيضا؟".

يوضح المتصل: "لذلك السبب نحتاج المزيد من الدعم للاستمرار، لقد زرعنا جهاز تعقب بمركبته و لن يستطيع اكتشافه حتى هبوطه على الأقل لذا أرجو ارسال الدعم بأقصى سرعة".

يجيب الجنرال: "سأرسل لكم مروحيتين من مروحياتنا الغير قابلة للرصد إضافة لفرقة تدخل أخرى...".

ثم يضيف: "كيف حال زميلك قليل الخبرة؟".

يجيب المتصل: "لا بأس به رغم أنه متوتر طوال الوقت، كما أن تصويبه جيد جدا بالمناسبة".

الجنرال: "أرجو أن تفيده ببعض من خبرتك أيها اللواء و ابقيا يقظين، و وافياني بكل المستجدات...".

"حاضر أيها الجنرال". يجيب اللواء باحترام.

يغلق الجنرال الاتصال، وبينما هو جالس على مكتبه يشبك أصابعه ببعضها متسائلا في نفسه حول ما ان كان اختياره موفقا لهذه المهمة.

"حسنا علي العودة للعمل الآن. فلدي الكثير من القضايا التي لن تحل نفسها". يقولها و هو يتنهد.

في تلك الأثناء وبينما يطير (الغراب) بسيارته الهجينة يقوم بإجراء اتصال بواسطة خط آمن ثم يفتتح المحادثة: "كيف حالك يا دكتور، أحتاج إلى خدمة منك...".

يجيب الشخص المدعو بالدكتور: "اسمع عندما تقول خدمة فأنت لا تقصد أنها مجانية، أليس كذلك؟".

يضحك (الغراب): "هههه! بالطبع لا، فأنت تعلم أنني زبون دائم و وفي".

يضحك الدكتور بمرارة: "هاها! أجل، أجل، زبون وفي لا يسدد ديونه".

يواصل الغراب حديثه ساخرا: "هيا يا دكتور أنا في حاجة لمساعدتك بسرعة كما أنني سأدفع بسخاء هذه المرة و لن أساومك على السعر".

يجيب الدكتور و هو يبتسم بطمع: "حسنا إن كنت مصرا، إذا إلى ماذا تحتاج هذه المرة؟".

يجيب (الغراب): "أحتاج إلى جهاز قراءة العقل خاصتك".

يتفاجأ الدكتور مما سمعه، ثم يرد على الغراب: "أولا اسمه جهاز تصوير الموجات الدماغية، و ثانيا إنه لا يزال مجرد نموذج أولي...".

يبتسم (الغراب) ثم يجيب: "لا تقلق يا دكتور، فأنا أثق بأعمالك".

الدكتور: "أنت تعلم أن هذه المجاملات لن تجعلني أقدم لك بعض الخصومات".

(الغراب) وهو منزعج: "إنك حقا تاجر بخيل و صعب المراس".

يضحك الدكتور قائلا: "حسنا دعنا من الكلام الفارغ، متى تريده؟".

يجيب (الغراب): "بعد ساعة ونصف بالأكثر، فأنا متوجه إلى المقاطعة 84 ، سأرسل لك الإحداثيات الآن".

يرد الدكتور بافتخار: "أنت تحلق أليس كذلك؟! إذا أخبرني هل وضع الطيران جيد؟".

يرد (الغراب): "نظام التوجيه صعب الاستخدام قليلا، لكن يمكنني تولي الأمر".

"حسنا سأكون هناك خلال ساعة فأنا قريب قليلا من مخبئك السري". الدكتور بعد تلقي الاحداثيات.

(الغراب): "حسنا سأكون في انتظارك...".

بعد ذلك يقفل (الغراب) الخط و يواصل القيادة...وبعد حوالي نصف ساعة من التحليق يحط (الغراب) بمركبته على احدى الأراضي الزراعية بالمقاطعة 84 ، يقوم بعدها بإعادة تحويل مركبته إلى الوضع الطبيعي ثم يقوم بالقيادة متجها إلى أحد المخازن في تلك المزرعة  [حيث أن حوالي 68% من الأراضي الزراعية متمركزة بالدولة الغربية فيرتيليشيا، و بالتحديد المقاطعات من 81 إلى 88 المقسمة خصيصا للإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى بعض الأراضي الصغيرة الموزعة على بقية المقاطعات كالمقاطعة 100 ].

يترجل (الغراب) من سيارته و يخرج السيد (يانغ بياو) الذي لا يزال غائبا عن هذا العالم من صندوق السيارة، حيث يدخل المخزن ثم يتوجه إلى أحد غرف التبريد التي يقوم بفتحها بواسطة شيفرة عينيه.... حيث يُفتح الباب الذي يبدو أنه مصعد و ليس غرفة تبريد،  ليدخل (الغراب) و السيد (يانغ) المصعد ثم يقوم بالضغط على بعض الأزرار ليبدأ المصعد في النزول حتى يتوقف عند الطابق الثالث تحت أرضي.

يخرج بعد ذلك (الغراب) من المصعد ثم يدخل إلى ما يشبه غرفة الاستجواب، يقوم بعد ذلك بتكبيل السيد (يانغ) و تعليقه، بعدها يقوم الغراب بخلع معطفه و إرخاء قميصه و تشمير ساعديه، ثم يجلس على كرسي مقابل السيد (يانغ)، حيث يقوم بقراءة بعض الملفات و التقارير الجنائية التي يبدو أنها تخص هذا الأخير.

بعد بضع دقائق ينظر (الغراب) إلى ساعته ليجد أنها 2:43 صباحا. يتنهد ثم يتمتم بصوت منخفض: "يبدو أنني فوت موعد نومي بهذا الشكل".

ينهض بعد ذلك من مكانه ليحضر سطلا من الماء البارد، يتقدم به نحو (يانغ) ثم يرشه به دفعة واحدة، ليستيقظ هذا الأخير فزعا و هو يصرخ من شدة البرد.

يخاطبه (الغراب): "لقد استغرقت وقتا طويلا في نومك، أرجو أن تكون قد أخذت قسطا جيدا من الراحة".

يرد عليه (يانغ) وهو لا يزال فزعا: "أين أنا؟ و لم أنا مكبل هكذا؟! ماذا تريد مني يا هذا؟ ومن تكون بحق السماء؟!".

يجيب (الغراب): "فلتهدأ قليلا يا سيد (يانغ). لا تقسو علي بكل هذه الأسئلة لأنك لا تحتاج لمعرفة اجابتها".

ثم يوجه نظرة مخيفة إليه مضيفا: "كل ما تحتاج معرفته هو أنني من يسأل هنا و أنت من سيجيب و إن لم تعجبني إجابتك فسوف تتأذى".

ينظر بعدها (الغراب) لحال هذا الرجل الذي يلهث من شدة الخوف و هو خائب الأمل ثم يخاطبه: "هيا فلتتمالك نفسك يا رجل فنحن لم نبدأ بعد".

ثم يضيف قائلا وهو يحمل صورة هدفه بيده: "إذا إلى السؤال الأول، أخبرني أين يختبأ هذا الفأر؟".

يجيبه (يانغ) و هو خائف: "أرجوك أنا لا أعرف من يكون هذا الرجل لذا دعني أرحل و أعدك أنني سأدف....".

وقبل أن يكمل جملته يوجه له (الغراب) لكمة قوية نحو أضلاعه التي تجعله يصرخ من شدة الألم [ يبدو أن (الغراب) جاد].

"يبدو لي أنك لم تدرك بعد الموقف الذي أنت فيه سيد (يانغ). المرة القادمة التي لا تعجبني فيها إجابتك سأكسر قدمك اليمنى. لذا أخبرني أين يمكن أن أجد صديقك الفأر هذا يا سيد (يانغ)؟". الغراب بوجه مخيف.

يرد (يانغ) وهو غاضب رغم الألم الذي أصابه بصوت خافت قليلا: "إنه أخي و ليس صديقي أيها الحثالة...".

ينفجر (الغراب) ضاحكا فجأة و هو يقول: "هاهاها! هل قلت حثالة. ههههه! حسنا دعني أعطيك لمحة عن كيف يكون الحثالة الحقيقي إذن...".

يترجى (يانغ) الغراب قائلا: "هيا أرجوك، أليس لديك أخوة أنت تدرك أنه لا يمكنني مساعدتك".

يجيب (الغراب) بحسرة و هو ينظر للأسفل: "لقد كان لدي يوما ما...".

بعدها يقوم (الغراب) بفتح ملف رقمي ثلاثي الأبعاد ليبدأ في قراءته على (يانغ): "الاسم (يانغ بياو)، العمر 37 عاما ، مكان الميلاد غير معروف.....ننتقل الآن إلى سجلك الجنائي وماذا لدينا هنا، اغتصاب اثنتا عشر ضحية منهن خمسة قاصرات".

يرد (يانغ) محاولا الدفاع عن نفسه: "لا تدع الأرقام تخدعك فلقد كنّ بائعات هوى أردن ابتزازي، أنا من كنت الضحية و ليس هن، لقد تغير العالم كثيرا كما تعلم".

يرد (الغراب) و هو يضحك مجددا: "تبا! لقد كدت تقنعني حقا... إذا ماذا عن هذه القضية: ضرب كهل يبلغ من العمر 71 عاما حتى الإغماء، إضافة إلى التسبب له في عجز دائم على مستوى القدمين".

يرد (يانغ) وهو يلهث باديا عليه بعض التأثر: "حسنا ذلك العجوز كان غلطة، فلقد كنت في حالة سكر لدرجة أنني لم أتذكر شيئا مما حدث لولا كاميرات المراقبة، كما أنني لا زلت أدفع ثمن تلك الغلطة إلى الآن عن طريق تسديد فواتير مشفى ذلك العجوز بالإضافة لأنه أخذ مني ثمانين ألف دوت كوين كتعويض، ألا تظن أن هذا كاف!؟".

يزفر بعدها (الغراب) وقد نفد صبره سائلا (يانغ) إذا ما كان قد  أنهى مرافعته السخيفة.

يقوم بعدها بإخفاء الملف و التقدم ببطء من (يانغ)، ثم يمسك قدمه اليمنى مخبرا إياه وهو يبتسم ابتسامة بثت الرعب في قلب هذا الأخير: "سيد (يانغ) أنت تعلم أنك لم تعطني الإجابة التي كنت أنتظرها أليس كذلك".

يرد (يانغ) و الدموع تكاد تسقط من عينيه: "أرجوك سأدفع لك ما تريد من مال لذا دعني فقط أرح....".

وقبل أن يكمل هذا الأخير حديثه يقوم (الغراب) بكسر ركبته اليمنى بواسطة لكمة قوية من يده ليغرق بعدها يانغ في الألم الشديد و هو يصرخ بكل ما يملك من صوت: "آاااااااااااا....ركبتييييييي....تبا لك أيها الحقير....آااااا....ستندم على ما فعلته".

يوجه (الغراب) سؤاله مجددا لهذا الأخير: "هيا ألن تخبرني أين أجده و تعفيني من عناء تلويث يدي؟".

يرد (يانغ) و اللعاب يغطي فمه و هو يلهث من شدة الألم: "فلتذهب إلى الجحيم أيها الحقير، قد أبدو حثالة في نظرك لكنني لن أخون أخي الصغير مهما حصل".

ثم يضيف وهو يبتسم: "فكما تعلم حماية الأخ الأصغر هي واجب الأخ الأكبر...".

تشع بعض الذكريات من ماضي (الغراب) بعد سماع تلك الكلمات التي سمعها من قبل على لسان أعز شخص على قلبه.

يتجه بعدها نحو (يانغ) المكبل و يسأله بغضب شديد: "هذه آخر فرصة لك فلتخبرني أين هو أو سوف أجعلك عاجزا عن الوقوف".

يبصق (يانغ) على وجه (الغراب) ثم يقول: "فلتذهب للجحيم".

يمسح الغراب وجهه بيده ثم ينهال عليه بالضربات ما بين خصره و رقبته محولا إياه لكيس ملاكمة، حيث استمر الغراب بذلك إلى أن أدرك أن (يانغ) قد فقد الوعي.

تاركا إياه في حالة يرثى لها، يغادر (الغراب) الغرفة و هو مغطى بالدماء. يصل إلى الحمام ويدخل المرش بعد أن نزع ثيابه، و بينما تنساب قطرات الماء على جسده يواصل التفكير في كلمات (يانغ) التي علقت برأسه.

يقفل (الغراب) الصنبور ثم يتوجه لتغيير ثيابه، و بينما يقوم باتداء بذلته يصل زائر إلى مخبأه السري...

بعد انتهائه من تغيير ملابسه يصعد (الغراب) إلى الطابق الثاني متجها نحو غرفة التحكم و المراقبة، لكنه يتفاجأ بوجود رجل مقنع واقف هناك مرتديا قميصا مليء بالأزهار و يحمل بيده حقيبة كبيرة، ثم يوجه (الغراب) سؤاله: "دكتور! كيف دخلت إلى هنا؟".

يجيب الدكتور: "لم أنت متعجب فأنا من صمم هذا المكان لك كما تعلم".

(الغراب): "لكن هذا لا يخولك للدخول و الخروج كما تشاء فهذا مكان فائق السرية".

يرد الدكتور بسخرية: "لكن ألم يكن عليك فقط أن تسلمني العمل عليه، كان ذلك ليوفر عليك الكثير من الوقت إن استعنت بخدماتي في إنشاء مخبأك السري هذا. رغم أني لا أعتقد أنه سيظل سريا بعد اليوم".

يرد (الغراب) مستغربا: "مهلا! ما الذي تقصده بذلك؟".

يجيبه الدكتور: "أثناء تفقدي لتحفتي الرائعة وجدت هذه الشريحة الصغيرة [و هو يحملها في يده] أسفل الهيكل...".

يقوم بعدها بإعطائها للغراب الذي يقوم بتفقدها في يده ثم يقول: "هل هذه شريحة تعقب؟".

يرد الدكتور: "نعم، وهي جد متقدمة، صغيرة، يمكنها أن تندمج مع اللون الذي توضع عليه، إضافة لكونها صعبة الإتلاف و صعبة الاختراق أيضا...بطبيعة الحال فالجزء الأخير لا ينطبق علي".

ثم يضيف: "إذا هل أنت منشق الآن أيها (الغراب)، لأن هذا سيصعب عملي معك، فأنا لا أريد مساعدة هارب من الحكومة، فمشاكلي الحالية معهم كافية".

يسأل (الغراب): "إذا فالمتعقب هو...".

يكمل الدكتور: "أجل إنه المقر الرئيسي للقلنسوات البيضاء على الأغلب".

يعض (الغراب) على أسنانه سائلا نفسه كما لو أنه يكلم الدكتور: "لم يتعقبونني، فنحن في اليوم الأول فقط من المهلة! أو هل يمكن؟!".

يسأله الدكتور: "يمكن ماذا ؟!".

يخاطب بعدها (الغراب) نفسه بصوت عال: "تبا لك أيها القرش لا بد بأنه أخبرهم".

يسأله الدكتور مجددا: "يخبرهم ماذا؟! أنا لم أفهم شيئا!".

يرد عليه (الغراب): "دعك من هذا، كم تظننا نملك من الوقت؟".

يجيبه الدكتور: "أنا لا أعلم لكن ربما نصف ساعة على الأكثر حتى يصلوا إلى هنا ثم سيتابعون مراقبتك من بعيد على ما أعتقد...".

يرد عليه (الغراب): "إذا لا وقت لنضيعه، هيا لنبدأ العمل".
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.