DrMohamedZaki

Share to Social Media

كانت في الأفق فكرة هي الأكثر جموحا في حياة الإنسان حتى تلك اللحظة, لآن الإنسان قد تفرغ للإبداع بعدما قضى على المرض والخوف والشر في المجتمع بشكل كبير, بعدما أصبح لا يشغله الطعام والشراب وغير ذلك من الحاجات الأساسية فكل ما يحتاجه موجود بكثرة من حوله في كل مكان باستخدام التكنولوجيا المتطورة والتي لا تحتاج إلا لعدد قليل يدير تلك المنشات الجبارة والتي تنتج كل يوم أكثر مما يحتاجه الإنسان وكل الكائنات الأخرى, لقد أبتكر الإنسان تكنولوجيا جديدة تمكنه من تخزين المواد الغذائية والخضروات والفواكه والمحاصيل الغذائية لفترات طويلة دون أن تتغير أو تفسد لذلك كان لدى البشر لأول مرة مخزونات من كل شيء تكفيه لفترات طويلة في حال حدث أي شيء طارئ أو تغير مناخي أو ربما نيزك من خارج الأرض, بالرغم من أن تلك الأمور أصبحت لا تخيف البشر ولكنه مع ذلك فقد ابتكر مخازن عملاقة لكل شيء, كان في البداية يخطط لتوفير مواد غذائية لمدة عام كامل, كان مشروعا متطورا وطموحا في آن واحد. لقد نجح في تخزين حتى الخضروات والفواكه في صورة طازجة لمدة عام كامل ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك فقد تطورت الخطة كما تطور الإنسان لتخزين كل ما يحتاجه لمدة عام ونصف ثم لمدة أكثر من عامين وثم لمدد أطول من ذلك بكثير.
كانت الفكرة الأكثر جموحا التي تحدثنا عنها هي كيف يمكن أن تخلق إنسان جديد مختلف عن ذلك الإنسان الحالي, إنسان يحمل كل صفات الإنسان الحالي ولكنه لا يعاني الموت ولا المرض ولا الخوف ولا أي منغصات له, إنسان حلمه هو هدفه, أن يعرف كل شيء عن كل شيء و كانت الفكرة الأكثر جرأة هي ما قاله بروفيسور عدنان.
حين تحدث بروفيسور عدنان في المؤتمر الشهري الخاص بتقدم الإنسان ونهض من مقعده, نظر الجميع إليه وهو صامت ينتظر, الكل كان يعلم أنه سيفجر مفاجأة قوية وجديدة فقد كان دائما ما يفجر فكرة خلابة وبديعة وجديدة وعظيمة في آن واحد. ولكن لم يكن أحد يتوقع تلك المفاجأة أبدا.
قال بروفيسور عدنان بهدوئه المعتاد:
- بعدما تعرفت جيدا على خلايا السرطان وبعدما تعرفت هي جيدا على وعلى عرقي البشري وصار بيننا فهم وتبادل منفعة فقد خطر على بالي أمر قد ناقشته أولا مع تلك الخلايا, أنه أمر بديع حقا لقد وجدت ترددا في البداية منها ولكنها تحمست في النهاية.
كان الجميع ينتظر من بروفيسور عدنان أن يقول شيء صادم كالعادة ولكن ما قاله من تحدثه مع خلايا السرطان ومناقشة الأمر معها قبل البشر كل أكبر مفاجأة لهم ولكنهم كانوا يعلمون أنه سيخرج ما هو أعجب من ذلك, أمر اتفق عليه إنسان وخلايا مرضه الموجود داخله.
بماذا ستفكر يا دكتور عدنان؟
كان هذا هو السؤال أما الإجابة فكانت أغرب من أن تخطر في بالهم فقد فكروا في كل شيء إلا في هذا الشيء.
قال بروفيسور عدنان وعينه تنظر بثبات تام وهدوء:
- سنخلق أنسانا جديدا من إنسان مريض بالسرطان.
شهق الجميع في تعجب بينما صفق البعض وهو لا يعرف لماذا صفق بالضبط, لكنه صفق ربما أعجابا أو اعتراضا أو كلاهما معا.
قال بروفيسور عدنان بهدوئه المعهود:
- لقد تعلمنا جميعا أن خلايا السرطان في الأصل لا تريد الفتك بالبشر ولا الكائنات الأخرى ولكن أحيانا كما يفعل البشر وهذا جزء من طاقة البشر السلبية السيئة والتي تتسبب في تغير طاقة كل شيء حوله, حين إذا تتغير تلك الخلايا من خلايا غير ضارة إلى خلايا سرطانية شرهة ومميتة. لذلك بعدما تواصلت مع خلايا السرطان في جسدي وتفاهمت معها على مدى جلسات طويلة معها, استطعت التفاهم معها على علاقة نفعية بيننا ولكن للأسف كان ذلك في وقت متأخر من المرض ورغم أن خلايا السرطان قد توقفت عن النمو بالشكل الشرهة وأصبحت لا تتسبب في مشاكل لأي عضو هي موجودة فيه إلا أن خلايا وأعضاء الجسد كانت قد تضررت بالفعل, كانت الفكرة بيني وبين خلاياي السرطانية أن تُستبدل الأعضاء المتضررة بأعضاء جديدة من خلايا السرطان في داخلي فبإمكان تلك الخلايا أن تصبح لها نفس مواصفات خلايا العضو المتضرر وتستطيع بهدوء وبساطة أن تتحول لخلايا لها نفس صفات خلايا تلك الأعضاء وتحل محل الخلايا المتضررة والميتة وأن تقوم بوظيفتها.
توقف بروفيسور عدنان قليلا ثم قال:
- لا أقول لكم أن النجاح سيكون حليفنا ولكنني في خلال وقت قصير قد استطعت أصلاح تلف جزء من الكبد واستبداله بخلايا جديدة وظيفية من خلايا السرطان.
نهض أحد العلماء وقال بصوت عالي:
- هذا جنون
وتبعه كثير من العلماء.
قال بروفيسور عدنان:
- الجنون علوم يا بروفيسور ألا تعلم ذلك؟.
قال أحد الحاضرين:
- لكن لو لم تستطيع السيطرة بشكل حقيقي على تلك الخلايا فماذا سيحدث بعد ذلك؟
قال بروفيسور عدنان:
- لقد سيطرت خلايا السرطان بالفعل على الأجسام ودمرتها.
قال أحد العلماء:
- ولكن في تلك اللحظة لن يضر إنسان واحد أبدا لقد صنعنا بأنفسنا عدوا جديدا له كل مواصفات الخلايا السرطانية ذات القدرات الفائقة مع وعي وعقل وقدرات بشرية. لقد خلقنا عدوا جديدا لا يُقهر لأنفسنا.
نهضت بروفيسور راشيل وقالت:
- لقد كنا نحن أكثر من فتك بنفسه
قاطعها بروفيسور أخر وقال:
- كان ذلك حقا ونحن لا نمتلك تلك القدرات ولكن كيف ونحن نمتلك تلك القدرات؟!.
قال بروفيسور عدنان:
- ولكننا قد تغيرنا وكذلك قد تغيرت معنا خلايا السرطان وكل شيء من حولنا.
نهض بروفيسور أخر وقال:
- لكن ما تقوله أدعى للخوف فماذا لو عاد الإنسان لسابق عهده وكذلك كل شيء؟ فوقتها سيصبح هذا المخلوق الجديد ذو القوة ألا محدودة قادرا على تدمير الأرض ومن عليها في لحظة واحدة, بالطبع سيكون إنسان يتمتع بالخلود والقوة والذكاء ألا محدود وفي الوقت ذاته لا يستطيع أحد قتله لأنه ببساطة سيجدد ويخلق نفسه من جديد كما فعل من قبل وسيكون قويا للغاية وسوف يتضاعف حجمه كل يوم بل ربما كل ساعة.
كان الجدال على أشده, لم يستطع العلماء ولأول مرة منذ نهاية الحرب التوافق على فكرة واحدة تجاه هذا المخلوق الجديد. كانت أكبر وأخطر ما أقدم عليه الإنسان. كان صناعة إنسان جديد من خلايا سرطانية, تتكاثر الخلايا السرطانية في المريض تحت سيطرة العلماء في البداية ثم تحت سيطرة المخلوق الجديد بعد ذلك, لتنمو الخلايا بشكل صحيح وتستبدل خلايا الجسم بخلايا سرطانية بشكل هادئ حتى تسيطر تماما وتحل محل خلايا الجسد الطبيعية, في تلك اللحظة يصبح الإنسان إنسان جديد, إنسان خلق من نفس الإنسان ولكنه إنسان يتسم بالخلود, لقد خاف البشر من تلك التجربة منذ بدايتها, كانت المحاولات كثيرة واتسمت بالفشل وكانت التجربة على المتطوع الأول وصاحب الفكرة, بروفيسور عدنان, كان يعلم بخطورة الأمر جيدا فهو صاحب الفكرة, يعلم أن التجربة قد تفشل ويخسر حياته وقد تنجح التجربة فعلا ولكن تفقد خلايا السرطان الجيدة السيطرة على الأمر وتكون النتيجة كارثة على الجميع, لكنه كان متحمسا لتلك الفكرة تماما قال:
- ليس لدي ما أخسره, فأنا كنت مقبل على الموت ودُمرت أعضاء كثيرة في جسدي فليس هنالك خوف إذا من أي شيء بالنسبة للشق الأول ولكن بالنسبة للشق الأخر فعلي وكذلك على كل من يعمل في هذه التجربة أن يتحلى بالطاقة الايجابية دائما وحب الخير وأن يخرج كل شخص من المعمل حين يشعر بتغير مشاعره وطاقته و رأيه و حالته المزاجية فورا. لقد أختار بروفيسور عدنان واحة سيوه في مصر فهي تتمتع بأنها واحة خضراء وفي نفس الوقت تُحيط بها الصحراء من كل جانب. كان البحر بعيدا كي لا يتصل بالعالم الخارجي فالصحراء تحجزه عن العالم الخارجي وتحجز العالم الخارجي عنه. كان يعلم أنه لابد لهذا المخلوق الجديد أن يتصل بالعالم الخارجي ولكنه فضل أن يتصل بالعالم الخارجي في الوقت المناسب.
الميزة الأساسية للخلايا السرطانية هي الانقسام المستمر والسريع للغاية لذلك كان حدوث طفرات مستمرة في تلك الخلايا أمر عادي لذلك فقد كان هنالك فكرة ثورية وهي أن تستخدم تلك الانقسامات المتكررة في إحداث طفرة في داخل تلك الخلايا لتصبح تلك الخلية خلية وظيفية مثل خلايا الكبد والبنكرياس وغير ذلك بحيث يصبح الطفرة الوراثية الجديدة في الخلية هو أعادة تلك الخلايا لحالتها الطبيعية. كانت الفكرة ثورية وجديدة للغاية.
كان لدكتور عدنان تجارب كثيرة من قبل حيث حاول وفريقه أن يغير خلية سرطانية لخلية وظيفية طبيعية مع المحافظة على خصائص خلايا السرطان من حيث القدرة المستمرة على النشاط والانقسام وكل مميزات الخلايا السرطانية التي لا تشيخ ولا تمرض ولا تموت, كانت البداية بخلية وحيدة من خلايا سرطانية في المعمل بعد فصلها من بنكرياس شخص مصاب بالسرطان مع عشرة خلايا سليمة, وجرى تعديل جيني للخلايا السرطانية للتحول لخلية وظيفية تنتج الأنسولين, كانت التجارب تتلاحق والفشل مُستمر لأكثر من عام, تمنى دكتور عدنان لو أن اليوم ألف ساعة أو أكثر وقدرتهم على العمل لا تفتر أبدا, لكن الأمر لم يكن بأيدهم ولم يستطيعوا حتى اللحظة فعل ذلك, التغير الجيني الذي يحدث قد يصاحبه تغير في نمط الخلايا السرطانية فيفقدها قدرتها على الانقسام المستمر مثلا أو تشيخ بعد فترة قصيرة أو تموت الخلية, لكنه كان يأمل أن تتغير النتائج مع الوقت فنجاح مثل هذه التجربة سوف تُحدث تغيرا كبيرا للأبد, وخاصة في أمراض متعصية على البشر رغم التقدم الكبير الذي أحدثه في الفترة الأخيرة. لذلك فان النجاح سوف يعني الكثير فيما بعد للإنسانية, كانت هذه الأبحاث قبل الحرب لا تجد تمويلا كافيا أو يتم محاربتها من جهات مستفيدة مثل شركات الأدوية والمافيا التابعة لها في مؤسسات الدول المختلفة وخاصة المتقدمة علميا, أما الآن فالظروف قد تغيرت, فأصبحت الفكرة الآن مقبولة تماما وتجد من يدعمها بشكل جيد, لذلك كان يتمنى أن ينجح لكي يستمر المشروع قدما, كانت بروفيسور راشيل قد أعجبها فكرة أن تغير نمو الخلايا السرطانية ليكون أبطأ أمر رائع وليس سيء, لأنها وبشكل جيد سوف تكون ايجابية فهم حين يريدون تحويل الخلايا السرطانية لخلايا وظيفية لا يريدون استمرار نموها للأبد بل سيكون ذلك نقطة سلبية في مشروعهم لأنه سوف يتعاظم الإنتاج أولا أكثر من الحاجة, كما وأنه سوف يتسبب في موت المريض مع الوقت فمثلا البنكرياس سوف يتضخم ويتسبب في الضغط على الأجهزة والأعضاء الأخرى من حوله وكذلك إنتاج الأنسولين سيكون أكثر بكثير مما يحتاجه الإنسان. وستخرج الأمور عن السيطرة ولذلك فحين يتم السيطرة على نمو الخلية فهو أمر ممتاز حيث يتباطأ نمو الخلايا مع الوقت وانقسامها وبذلك تتحقق النتيجة المرغوبة, فقد كانت الفكرة تعتمد فيما بعد عن نمو الخلايا عن الحد المطلوب بقطع العضو بشكل مستمر والتخلص من الجزء الزائد ثم استخدامه خارجيا لمساعدة مرضى أخرىين ولم يكن الأمر سهلا ولا عقلانيا, أما الآن ومع النجاح في تبطئ الخلايا وانقسامها مع الوقت سيكون ذو نتائج ايجابية, عمل الفريق على تلك الفكرة وقد حققت نجاحا جيدا لحد ما ولكن العضو استمر في النمو ولم يتوقف عند حد. وحين تجربته على مريض سرطان بنكرياس وزُرعت خلية سرطانية معدلة وراثية مثل خلايا البنكرياس الطبيعية نجحت الخلية السرطانية في التهام الخلايا السرطانية الأخرى وكذلك خلايا البنكرياس الطبيعية وخلال شهر تقريبا كانت الخلايا السرطانية الأخرى قد انتهت وعاد البنكرياس الجديد لينتج الأنسولين بشكل جيد وعاد الجسد يستجيب مرة أخرى للأنسولين وفتحت الخلايا المقاومة للأنسولين مستقبلاتها وتمكن الأنسولين الجديد من دخول الخلايا ومعه الجلوكوز وانتهى مرض السكري تماما من المريض ولكن مازال التحكم في نمو الخلايا الجديدة يهدد المريض وكان دكتور عدنان يعلم جيدا أن محاولة العلاج باستخدام العلاج الإشعاعي أو الكيماوي سوف يؤدي إلى تهيج خلايا السرطان أكثر وستصبح النتيجة كارثية, لذلك كانت فكرته السابقة التي يؤمن بها أنه يجب التواصل مع الخلايا السرطانية ذاتها والتحكم فيها بشكل ذاتي, فهو يؤمن بأن الجسد في الحقيقة هو تحت سيطرة وعي خاص داخلي ذلك الوعي هو من يتحكم في كل وظائف الجسد التي لا يستطيع الإنسان ذاته التحكم بها مثل الهضم وضربات القلب والتنفس والهرمونات المختلفة وكل وظائف المخ المختلفة وكذلك الوصلات العصبية وغيرها من وظائف الجسد التي لو حاول الإنسان التحكم بها لانتهى أمره, وكان يشعر وربما يؤمن بأن خلايا السرطان هو جزء خارج عن سيطرة هذا الوعي, ربما هو وعي أخر متداخل مع الوعي الأصلي أو ربما هو وعي جديد قد نشأ لسبب ما في داخل الإنسان العميق وتسبب في تلك الطفرة الجينية التي تسببت في تلك الخلايا السرطانية وما تلاها من مشاكل وكان يؤمن أن التوصل لحل لتلك النقطة سوف يكون المفتاح للتخلص من السرطان وتحويله لمنفعة الإنسان بدلا من الضرر المهلك.
كان بروفيسور ميشيل عدنان يؤمن بأبحاث وأفكار كثيرة كانت تعد جنونا من قبل الكثيرين وخاصة التي تتحدث أنه هنالك وعي خاص هو المسيطر على الإنسان منذ اللحظة الأولى ذلك الوعي هو من يعطي الأوامر منذ البداية ليتكون الجنين من تلك البويضة وذلك الحيوان المنوي بالذات وليس بطريقة عشوائية وهو من يعطي هذا الإنسان الجديد وعيه الإدراكي وهو يختلف عن الوعي المعرفي البشري الذي يسيطر في الحقيقة على كل شيء في حياة الإنسان, هذا الوعي الخفي والذي كان له أسماء كثيرة مثل اللاوعي , أو الوعي الأعلى , أو وعي المعرفة أو الوعي الحقيقي وغير ذلك بكثير, كان هذا الوعي يستمر مع الإنسان منذ البداية حتى الموت يوجه دائما نحو استمرار الحياة وليس الموت, إذ أن هذا الوعي في الحقيقة لا يريد أن يموت جسد الإنسان بل يريده أن يستمر ولكن العوامل الخارجية المسيطرة على الجسد هي تلك القوى العكسية لهذا الوعي, فالمرض مثلا هو محاولة من القوة المعاكسة لهذا الوعي للسيطرة على جسد الإنسان ليصل للشيخوخة والمرض والموت ولكن الوعي يحارب ذلك بكل قوته ولكن هنالك عوامل لا تساعد على ذلك فمع كل مرض لا يقف الجسد الذي يديره الوعي صامتا لا يفعل شيء, بل على العكس تماما, فهو ينجح دائما في التخلص من تلك المشكلة وحلها فجسد الإنسان يستطيع مقاومة الأمراض المختلفة وحل كثير من المشكلات الصحية والتي لا يدري الإنسان عنها شيء حتى يعجز الجسد ومن ورآه الوعي على ذلك, حينها يصبح على الإنسان أن يتدخل ليساعد الجسد وقد ينجح أو لا, وما الموت في الحقيقة إلا عدم قدرة الوعي الخفي المسيطر على كل شيء مثل حادث سيارة مروع لشخص ما والذي يتسبب بأن يصبح الجسد غير قادر على الاستمرار بوظائفه وحينها يضطر ذلك الوعي ليترك الجسد والذي يصبح ميتا حين يقف التواصل مع ذلك الوعي, وكذلك حالة مثل الجلطة الدماغية يحاول فيها الوعي توجيه الجسد لإذابة تلك الجلطة بكل الطرق ولكن حين يفشل الجسد في ذلك وتنغلق الشرايين تماما ويعجز المخ عن التواصل مع الجسد وإصلاحه فان الوعي هذا يضطر أن ينفصل بشكل ما عن الجسد ويموت الجسد ولا يكون هذا الوعي حزينا على ذلك لأن مكونات هذا الجسد سوف تعيد تشكليها بشكل أو أخر مرة أخرى في جسد أو أجساد أخرى وبذلك يستمر كل شيء دون موت حقيقي ويمنح الخلود فهدف ذلك الوعي هو الخلود وليس الموت فلا معنى للموت عنده بل تغير فقط في الخطة حين لا يصلح الجسد للخلود ويعاود ذلك الجسد بمكوناته أن يُنشأ جسدا أخر حتى يصل في يوم ما للخلود. تلك الخلايا السرطانية هي في الحقيقة خلايا لها صفات الخلود ولذلك ربما كان ذلك محاولة من الجسد للوصول للخلود ولكنه بطريقة غير صحيحة فهو ينمو ليصل للخلود ولكنه في جسد لا يملك تلك المقومات ربما هو محاولة من فكر عميق في جسد البشر ومن وعي وسط بين الوعي المعرفي الأعظم الخفي المسيطر على كل شيء والوعي الإدراكي الذي نعرفه وهذا التداخل هو سبب تلك المشكلة, بين وعي يعمل على منح الخلود لكن لجسد غير قادر على ذلك ووعي يتمنى الخلود ولا يعرف كيف يصل له ووعي أخر ينشأ في المنطقة الرمادية بين الوعيين.
فهنالك وعي يحاول بطريقته الخاصة الوصول لتلك النقطة من الخلود بطريق غير صحيح, فيتسبب فيما يحدث للجسد من تشوه ويتدخل الوعي المعرفي الأزلي ( وهو هذا الوعي المسيطر على الكون كله ويخلقه ويديره وهو وعي متصل بشكل دائم بالوعي المعرفي البشري ولكنه لا يتصل بالوعي البشري الإدراكي) في لحظة ما لإنهاء ذلك الصراع والبدء من جديد في جسد أخر, لذلك فمحاولة التنسيق بين هذا الجسد ووعيه الثلاثي سيكون له أثر رائع في الوصول للخلود لا محالة في يوم ما, لذلك حين تعرض بروفيسور عدنان لذلك المرض وجدها فرصة سانحة لذلك وحاول بكل الطرق أن يفعل المستحيل, فقد يحدث لأول مرة على حد علمه أن يتواصل الوعي الثلاثي الجديد معا ليصبحوا وعيا واحد قادرا على الوصول بالإنسان للخلود. كان قد قسم وعيه حسب ما فكر وتعامل مع خلاياه السرطانية إلى وعي ثلاثي وعي معرفي غير مُدرك والذي يتصل بالوعي المعرفي الأزلي ويستمد منه معرفته وقدرته وكل شيء ووعي وسطي وهو الخلايا السرطانية المتداخلة مع الوعي الإدراكي البشري في محاولة للوصول للخلود. كان تواصله مع وعيه المعرفي البشري يكاد يكون معدوما ولكن مع ذلك فالتواصل مع وعي وسطي كان رائعا جدا.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.