7salmashazly

Share to Social Media

﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉
لم يكن العمل حافلاً اليوم ولا الثلاجة تعج بالجثث فيكفى عرض ربيع المسرحي وشعورى بالفخر الذائف وكأننى السلطانه الام الكبيرة قُسم عندما كشفت جريمة يمكن لأي طبيب حديث العهد بالطب الشرعى كشفها_ ولكن انا اشهد لنفسي بالفخر وهذا ان لم اشهد بغيره _.

 
اخترت العودة للمنزل وفضلت ذلك بسبب شعورى بألم طفيف فى ظهرى من أثر الاصطدام.

  وبمجرد وصولى الى جانب منزلى فى حينا السكنى ولم اكد ان اصف سيارتى حتى وجدت أمى وبيدها سوس البيت المدمر الذي فر من بين يديها يركض نحوى بسرعه وبطنه المدور الصغير يجرى معه حتى تعلق برقبتى وقد حملته وهو يصيح بمرح: خالتو! صح ضربتى الراجل اللى معاه مطوه.

  قطبت جبيني لثوانى احذر من اين عرف لتسبقنى امى وتذكرنى قائله بنظرات الام المصريه المتوعدة:  الحاج عبدالله لما جه عشان ياخد فونك حاكلنا علي كل حاجه، انا مش قولتلك تخلى بالك من نفسك.

  انزلت هز الخروف الصغير عن رقبتى وقد تمسك بيدي بينما نظرت لامى باعين القطه استجدى عطفها قائله: محصلش حاجه والله وبعدين ماكانش هيعمل حاجه عشان المكان كله متروس امن وبعدين عمر الشقى باقى.

  قلبت امى عينيها بملل ويأس من أصلاحى وإعادتى للماضى السحيق حينما كان لى شخصية اخرى غير ما انا عليه من خيلاء _ولكن احفظوا الامر وليبقى سراً_.

   ثم ربتت امى علي كتفى وهى تدعوا لى بالهداية وصلاح الحال وما ان انتهت وكدت ان أبدأ بصب غضبى علي ابن اختى العزيز الذى سرق هاتفى لكن جذب مسامعى واخفى ابتسامتى المرحه لاخرى باهته لا يفهمها احد ولا يشعر بمرارتها غير وقد كان صوت صغير صدر من ناحيه باب البيت قائلاً: ماما جات!

  ليصيح بلال وهو يشير للباب: خالتو مروان واقف مع جدو.

ألتفت الى الباب وقد كانت الاشارة بالانطلاق ليركض مروان بسرعه الخيل الى احضانى ويتعلق برقبتى وقد بادلته عناقه البرئ باخر قوى ولكن خائف وسعيد لكن حزين كلها كانت مشاعر متضاربة لكن اصدقها كان الحب فأنا أحب ذلك الصغير بشدة وتكفينى رأحة الطفوله المنبعثه منه وإبتسامته وعناقه الصغير الذي يالكاد يحاوط به عنقى ولكن من حولى ارى اعين كثيره حزينه مثل امى وابى واخوتى وزوجه ابى وانا فطنه لما يفكرون ولكن تجاهلهم افضل.

  ابتعد قليلاً عن عنقى لينظر لوجهى قائلاً بحماس: ماما صح ضربتى الراجل اللى معاه مطوه وودتيه للبوليس.

  هززت راسى بفخر قائله: عندك شك في كده يا اوزعه.

  هز رأسه نافياً ثم قبلت نصف القمر المظلم في وجه صغير وقد كست تلك الشامة الضخمة السوداء وجنته اليمنى ليمتلك القمر بأكمله بنصفه المعتم والاخر المنير!

  ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 والان دعكم من تلك المشاعر السابقة ولنتكلم عن اسرتى العزيزة التى التفت في حلقه بيضاوية الشكل حول مائده الطعام فعلى راس المائده ابي العزيز والى يساره ويمينه امي وزوجه ابي على التوالي وعلى يمين امي انا وبلال ومروان وعلى يمين زوجه ابي اخوتي براء وهاجر اتسالون الان عن فاطمه وعن والد مروان ووالد بلال ساجيب ساجيب لا تقلقوني لكن الم يلفت نظركم شيء اجل بالطبع كيف جمع ابي بين زوجتيه في منزل واحد وكيف وفق بين ابنائه من زوجتين مختلفتين؟!

  فاجابتي الاولى قد توفيت فاطمه منذ عامين وبلال يعيش معنا منذ ذلك الوقت اما بالنسبه لوالده فهو يعمل وكيل نيابه وفي كل عطله ياخذه الى منزل اهله لقضاء ليلته معه اما عن مروان فيكفي اني امه ولا احبذ ذكرى والديه الان اما بالنسبه لتلك الاسره العجيبه فمن ضمن الاشياء التي نجح بها ابي وتحدى الظروف هي لم شمل زوجتيه في منزل واحد فقد كان امرا عنيدا وصعبا للغايه في البدايه ان تتقبل امي الدكتوره دره وزوجه ثانيه تصغرها في السن ولكن ما لبست ان تقبلت الامر فيما بعد عندما وجدت من زوجه ابي الود واللطف في التعامل فكلتهما قريبتان من بعضهما الان فامي بالنسبه لابي ابنه عمي وزوجه ابي بالنسبه لابي ابنه عمته وقد كانت خيارا امثل بالاخص ان من ساقبل بابي الذي لديه زوجه ذات مركز وطفله ويتزوج منها غير ابنه عمي التي سبق لها الزواج مرتين وفشلت ولكن نجحت مع ابي وبيني وبينكم فان ابي له طريقه سحريه ولمسه كحل بها عقده ومشاكله.

  وبينما نحن ناكل نظرت لي زوجه ابي قائله: بالمناسبه يا دكتوره الجامعة عندنا طالبه دكاترة فى تخصصك ليه متقدميش على الوظيفة.

  املت رأسى قليلاً افكر وقد رفعت حاجبى قائله: والله فكره بس المشكله في الوقت ومدرسة مروان وغير كده انا معايا ماجستير مش عارفه لسه طالبين درجه علمية ايه؟

  ابتلعت زوجة ابى ملعقتها قائله بود: لو موافقه هسألك ونمشى في الاجراءات.

  نظرت لها ولأمى بنظره تعرفانها ثم الى ابى المنشغل بطعامه لتغمز متفهمه وبالمثل امى لتتكلم دكتوره رجاء قائله لابى: انت ايه رايك يا منصور فى حوار الشغل انا مش شايفه انه في عطله.

  ترك ابى ملعقته ونظر الى قائلاً: واللى حصل النهارده فى المشرحة والخطر اللى عرضتى نفسك ليه؟  لما تعقل الاول ابقى افكر.

  وهنا شعرت ببعض الاحراج من التوبيخ الذي اتعرض له وبالاخص وها انا ام وامام طفلى وقد فهمه الجميع لتقف هاجر _صاحبة العين البنية والشعر  النحاسى  القصير والبشرة البيضاء المشربة ببعض الحمرة الخفيفة _ وتمسك بيدى كلاً من مروان وبلال قائله: يلا يا حلوين مين هيلعب game معايا؟

  وهنا صاح مروان وبلال في نفس الوقت: انا الاول يا خالتو. وقد انشغلا عن طاقة التوتر السلبيه تلك باللعب واللهو على الاجهزه اللوحيه.

  ليتدخل براء قائلاً لتهدئة الاجواء: محصلش حاجه يا بابا والحمد لله عدت على خير وغير كده ده وارد انه يحصل مع اى دكتور مش طبيب شرعى بس.

  نظر له ابى بحده وقد القى ملعقته على الطاولة بقوة قائلاً بغضب: ما تيجي تعلمني اربى عيالي كمان واتكلم ازاي.

ثم وقف وراك الكرسي السفره بحده متجه الى مكتبه فقد اغلق الباب للقوه اهتز لاجلها زجاج الباب المصنفر وقد نظرت بيني وبين اخي ورجاء وامي وانا اشعر بالاحراج يلتهم لي من كل جانب ولكن يد امي التي ربطت على كتفي قائله بهدوء: ما تزعليش بابا خايف على مصلحتك قومي كلميه واعتذري له وما تنسيش برده للي عملتيه النهارده غلط

   وبالفعل مسلسل ووقفت المتجهه الى مكتبي لقد تركت تركت الباب لاسمع صوته يقول بحده مش عايز حد هنا ولكني كالعاده تمسكت بخيلائى الكاذب وفتحت الباب ودخلت عنوه قد كان يمسك ابي ببعض الاوراق وينظر بها ولم يعرني اي اهتمام عند دخوله لاقترب منه قائله وانا اقف امام المكتب بمقابلة: بابا حبيبي انا اسفه ما تزعلش مني.

  وعلى نفس وضعه لم ينظر لي ابدا ولكنه تحدث قائلا: اه ودي بقى الاسفه للمره الكام انا كام مره قلت شغلتك زي الزفت مليانه خطر وقرف تروحي بجلالتك سايبه البوليس وسايبه العمال وسايبه الدكاتره والناس وترمي نفسك قصاده عامله فيها ادهم الشرقاوي ولو كان عورك ولا ضربك ولا جرى لك حاجه كنت تبقي فرحانه دلوقتي.

  ركضت اقترب منه واجلس علي الكرسى امامه وقد امسكت بيده اشرح له لعله يهتدى: والله العظيم يا بابا انا معملتش كده عشان حاجه اكتر من انه كان واخد عمال رهاين جوه ومكنش هيسمع من حد غير كلام الدكتور والشرطه ووكيل النيابة رايهم من راى عشان مياذيش الرهاين مش اكتر، وبعدين مش حضرتك قولتلى اعمل الصح ولو على رقبتى وانا الحمدلله عملت الصح انقذت العمال والناس من مجزرة كانت هتحصل وحق بنت ملهاش ذنب في جهل اهلها رجع. حضرتك عارف لما ببقي غلطانه مش ببرر، وغير كل ده اللي حضرتك تشوفه يا بابا.

وضع ابى الاوراق على الطاولة وخلع نظارته الطبية وقد شعرت بانه اقتنع بحجتى وقد كان كذلك عندما امسك بيدى قائلاً بنبرة اكثر هدوءاً عن ذى قبل: انا عارف انك معملتيش حاجه غلط بس بتكلم من دافع خوفى عليكي مش اكتر، وعلى العموم انا مش زعلان منك وتقدرى تقدمى علي شغل الكليه في اى وقت.

  ابتسمت بحماسه وفرح وقد التفت حول المكتب اعانق ابى من خلف ظهره وقبلت راسه وانا اكرر الدعاء له بفرحه بالغه وسعادة.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
 

  وهناك في مكان اخر لم ارى فيه لحظة سعيدة ولم اشم فيه هواءً نقياً بل شممت فيه الالم والغدر والكره والحقد ونكران الجميل وكل صفات بنى ادم الخبيثة والقبيحة، وفى هذا وفي هذا المنزل عشت اسوء لحظات حياتي ففيه كانت حمايه العزيزه تسكن وتضيق علي مجرى التنفس ولكن الفضل لله قد اصطفاه الله وانتقلت مع الراحلين ولكن ما زال منزلها مفتوحا والسبب سلفتي العزيزه وهنا ان اتكلم بكل حب حقا لان صفاء وقفت كثيرا في وجه حماتي من اجلي وهو على الطاوله المستديره الصغيره كانت تجلس هي ومعتز وبين ايديهم الشاي الساخن الممزوج بالقرنفل الاحمر وقد ربطت صفاء على كف يد معتز وهي تراه شارد ومهموم قائلة بود: مالك يا حبيبي في ايه؟

  هز راسه نافيا بضيق وقد ارتشف القليل من الشاي ونظر الى نقطه فارغه من باب المطبخ قائلا بصوت المكتوب المهموم مفيش صفات بس مروان واحشني وعايز اشوفه ثم النظره الى صفاء قائلا بشك تفتكري هتخليني اشوفه

ضمه صفاء شفتيها بتفكير لتتابع بعقلانيه انا مش هضحك عليك بس من حقها انك تمنعك لكن اللي حصل مش قليل عليها فما تحطش امل كبير في كده ولكن سيبها على ربنا وعليا انا باذن الله هتكلم معاه

   هزه معتز راسه بضيق ليترك كوب الشاي الممتلئ ويمسح على راسه ما انا فاز صبر ويقف وهو يمسك بمفاتيحه الكثيره المعلقه في ميداليه كبيره قائلا امامك مش عارف اقول عليها ايه ولا ادعى عليها ولا اعمل ايه لكن هي السبب في كل حاجه حصلت زمان.

  ثم خرج من المطبخ تاركًا صفاء علي حالتها من الحزن والهم وقد هزت راسها وزفرت الهواء بضيق وهى تستمع لصوت غلق باب البيت ومن خلفه صغارها الذى يلعبون بصوت مرتفع وقد نظرت الى صورة والدتها بحزن قائلة: ربنا يرحمك ويسمحك.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  واخر محطه لليوم معنا هى ذلك المنزل الاثرى القديم الذى اشتراه كمال باشا والذى انصدم من هول قذارته وكانه لم يُفتح منذ مئات الالاف من السنين وقد كانت تصدر منه رائحة اقل وصف لها روث البهائم.

  ولكن لا يهم الان فقد عزم النيه وقرر بان يصبح ذلك المنزل معرض للتحف والانتيكات ولكن بالطبع بعد ترميمة والتخلص من تلك الرائحة.

  وقد كان هناك يقف بين العمال يتابع عملهم بنفسه وبحرص حتى لا تتلوث ثيابه الفخمة الصارخة بالثراء والاموال حتى عكازة الخشبي المُطعم بالفضة والذهب يحتاج الى ثم كلية بشرية.

  ولكن توقف عن التجول في ساحة المنزل والتمعن في سقفه الضخم المرتفع عندما خرج احد العمال من حمام المنزل يصرخ بقوة وعلى وجهه قد رُسمت كل علامات الخوف والرعب في الدنيا وكأن الساعة قد قامت وقد اقترب من كمال باشا قائلاً بخوف: جثه يا باشا! فى جثة فى الحمام يا باشا!


ان ان ان فى جثه في الحمام وكده اقدر اقول ان كل اللي فات حمادة واللى جاى حماده تاني خالص 😘
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.