7salmashazly

Share to Social Media

رمشت بأهدابى السوداء الكثيفة بدهشة وكأن أحدهم سبني الان ولو فعل ما كنت الأن كصنمًا متحجرًا امام السيد عضلات هذا!

  لقد سمعت جيدًا هو طلب منى انا الزواج؟!

  لما اشعر الان ان حرارة الجو فاقت الخمسين وبات تحملى لملابسى يخنقنى واريد ان اغطس في دلو من الثلج لعله يُطفأ نار الاحراج تلك!

   افقت من جحوظ عينى وغليان دمائى هذا على صوته الهادئ وطرقعة اصابعه امام وجهى قائلًا بجدية: دكتوره بتول قولتى ايه؟

  بللت شفتى ونظفت حلقى وتحدثت بصوت جاهدت ان يكون مسموعًا: هو الرأى الاول والاخير لبابا فسبلى فرصه اكلمه واعرفه طلب حضرتك.

   ارتدى نظارته الشمسية التى كانت تستند على جبهته قائلًا: تمام انا عاوز اقبله في العيادة يوم الخميس الجاي ان شاء الله اللي هو بعد بكره لو مفيش مانع.

  هززت راسي بالموافقة وأجبت باقتضاب حتى اتمكن من الهرب من امامه: اه طبعًا ان شاء الله.

ثم فررت من أمامه واخذت فى الهرولة بسرعة وقد نسيت اننى احتاج سيارة اجرى حتى اعود الى المشرحة وأكمل عملى واخترت ان اسير بسرعة قبل ان ينطق باى كلمه اخرى امامى.

   ولكن لا يمكننى وصف مشاعرى جيدًا فقد كانت خليط غير متجانس قوامه من المشاعر المتضاربة، فبالرغم من اننى شخصيه هادئة ومتزنه بعض الشئ الا اننى لم اشعر بتوتر كالذى مثل الان الان.

  بحياتى لم اضع طموح او مواصفات معينه للرجل الذي سوف اتزوجه  ولم افكر في الامر بجدية فقط حياتي كلها دراسة وعمل وفكرة ان يقتحم احدهم حياتى ومشاعرى فكره جديده لم تخطر ببالى أبدًا، ولكن معتز بالنسبة لي شخصية غامضة فانا لم اتحدث معه سوى مرتين وفى الثالثة يطلب يدى للزواج، ومهنته تلك اعنى ضابط شرطة أى ألتزام وجدية في كل شيء ولا مجال للخطأ عنده.

   فقط اصل الى البيت وانهى عملى واتحدث مع ابى!

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

   وفى مكان جديد تمامًا نزوره ونزور اهله للمرة الأولى، ألا وهو منزل معتز وامه الساحرة الشريرة وملكة الشر والغضب والحقد والبعد الثالث من الخبث والخبائث!

  دخل معتز منزله قرب العصر وقد كان يسكن في حى اغلب سكانه من ضباط ولواءات الشرطة برتب مختلفه وقد كان والد معتز لواء شرطه سابق لكنه امانته قد استردها الرحمن وفى تعداد الموتى الان.

  قد كانت أم معتز والمدعوه بأمل_ وهى تبعد كل البعد عن الأمل،قد كانت قتلها الله امرأة بدينة خفيفة الشعر وبالرغم من انها تملك عينين عسليه لكن تقطران سمًا وخبثًا _ تجلس على الاريكة ذات لون النبيذ والمساند الذهبية وفوق راسها صورة كبيرة مُعلقة على الحائط لوالد معتز بزي الشرطة وعلى يمينها ابنتها وصديقتى واختى الكُبرى ميرڤت قد كانت تمسك بطبق به اعواد البازلاء الخضراء تُخرج منها حبات البازلاء وقد كانت فتاه هادئة الملامح ذات وجه قوقازى مشرب بحمره خفيفة وشعرها فاتح اللون بعض الشيء وعينيها ضيقة قليلًا وقد تحصلت على شهادة الدبلوم الصناعى فى قسم الملابس واكتفت بها او بمعنى ادق اجبرتها أمل تلك على الاكتفاء بها وعلى يسارها ريم وهى ابنت اختها الوحيدة والراحله وقد رحلت هي وزوجها اثناء حادث سير ولم ينجبوا سوى ريم التى تكفلت بها ام الشرور تلك وقد كانت ريم صغيره فى الثامنة عشر من عمرها فقط تحصلت على الشهادة الاعداديه وهى بالنسبة لمعتز من جيل اخر وقد كان في الثلاثين ذلك الوقت وقد كانت قصيرة القامة طويلة الشعر سمراء البشرة وقد كانت ذات عقل جميل ومتفتح لكن خاضع بين يدى امل وهذا ما تريده ان تكون ريم وميرڤت خاضعتين لها بمستوى تعليمى اقل منها فقط قد مُحيت اميتهن.

  جلس معتز على كرسى بجوار الاريكة باسطًا ذراعية وقدمية بتعب وقد ابتسمت له ريم قائله بود: ازيك يا أبيه معتز، اعمل لحضرتك قهوة؟!

  ابتسم معتز بدوره وهز رأسه بالايجاب قائلًا بهدوء: تسلمي يا جميله ياريت قهوة مظبوطه.

  هزت ريم رأسهها بالايجاب وتركت هذا الطبق الذي به بعض فصوص الثوم واتجهت ناحية المطبخ وقد كانت أمل تبتسم بثقة وسعادة _ وفى قرارة نفسها ان معتز سيتزوج من ابنة اختها حتى تكون كنتها مثل العروس الماريونت تحركها وتتصرف بها كما تشاء، ستقولون لماذا سأقول هكذا هناك شخصيات في تلك الحياة تشعر انها خُلقت من ذهب وفضة وبقية البشر من طين وينظرون لمن هم اعلى منهم بحقد ودونية فقط يريدون ان تكون مكانتهم وكلمتهم هي العليا وبقية البشر هم الاسفلون_.

  كان معتز يمزح مع ميرڤت ويخلط حبات البازلاء على الاعواد وقد كانت تمازحه هي الاخرى حتى عادت ريم بقدح القهوة الذي اخذه معتز من بين يديها ثم تناول منه اليسير من محتوياته ثم وضع القدح على المنضدة الصغيره التى تتوسط حجرة المعيشة قائلًا بهدوء: تسلم ايدك يا ست البنات.

  ثم نظر إليهم جميعًا قائلًا بجديه: بصوا انا بقى عندى 30 سنة اللي قدى واصغر منى عندهم بيت وعيل واتنين وتلاته وعشان كده انا قررت اتجوز.

   قاطعته أمل وهى تبتسم قائله وقد ظنت انها ستسمع اجابه حتميه: ومين دي يا حبيبي.

  اعتدل معتز في جلسته قائلًا: دكتوره، دكتوره بتول بنت دكتور منصور محمود صاحب مستشفى امراض العيون، انا اتعرفت عليها في القضية الاخيرة هى دكتوره طب شرعى وبعد بكره ان شاء الله هروح اتكلم مع والدها، قولتى ايه يا امى؟

  هنا كانت تبتسم ميرڤت وريم بود من اجله اما أمل فقد زيفت ابتسامتها حتى تحصل على ما تريد بهدوء وخبث، فهى لن تقبل بان تكون كنتها شخصيه مثقفه ومتعلمه وعائلتها بالمثل متعلمه ولها مكانه ودرجه اجتماعيه وعلميه اعلى منها، لن تقبل ابدًا بامرأة ستأخد ابنها وتستقل به بعيدًا عنها، هى تريد ان يكون كل شيء طوعًا لها وتتحكم في ذمام الامور، بالطبع لن تقبل بى كنه!

   هزت أمل رأسها بالايجاب وقد تراقصت الشياطين بداخله قائله بهدوء ما قبل العصافة: نشوفها يا حبيبي هو انا عندى كام معتز.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وفي المساء في مملكة الدكتور منصور قد حل الليل وسكنت الاضواء وزار النوم اعين الجميع إلا انا!

  وكيف يأتينى شبح النوم ويراودنى بعد ما قد سمعته من طلب ذلك المعتز وقد حاولت اليوم التركيز في عملى ولكن فشلت تمامًا واخترت المكوث في المشرحة على العودة للبيت فلن اطيق صبرًا حتى اخبر ابي وامي لن تتركنى حتى تعلم سبب حيرتي وتخبطي هذا!

  وقد خرجت من غرفتى التى كانت في الماضى مشتركه مع فاطمه ولكن منذ ان تخصصت بالطب الشرعى وفي تخشّى النوم في غرفتي لانني اتعامل مع الجثث والاشباح ونقل اشيائها الى غرفة نوم هاجر وتركتنى في مملكتى الخاصة وحدى مع مجسمات الهياكل البشرية وكتب الطب الشرعي والتشريح!

  اتجهت صوب مكتب ابى الصغير في الطابق التانى من المنزل وقد كان منزلنا واسع وكبير من ثلاث طوابق الاول به غرفتي وغرف اخوتى والمطبخ وحجرة المعيشة ودار الخلاء ونقضى يومنا كله فيه، والطابق الثانى به مكتب ابى وغرفة امى وغرفة امى رجاء، والطابق الثالث به صالون وغرفتين في حال جاء احدهم للمكوث عندنا وفي الطابق الثالث نستقبل الضيوف.

  طرقت على باب مكتب ابى المصنوع من الزجاج المُصنفر ودخلت وقد كان ابى يصلى قيام الليل، واجمل ما في ابي انه ملتزم دينيًا فقد كان يصوم السنن ويصلى النوافل والفروض والقيام ما تيسر له ويختم القرآن قرأة كل مرة في الشهر وهو من علمنى الصلاة وكان يشجعنى عليها ويكافئنى كلما حفظت بعض الايات من القرآن، وقد كان يعطف على المحتاج والسائل دائمًا، حقًا لم اعرف رجل بجمال وحسن خلق ابى ابدًا!

  جلست على الاريكة الجلدية اسفل المكيف انتظر انتهاء ابى من الصلاة، وما هي الا دقائق حتى فرغ من صلاته وحمل مصليته الخضراء وطبقها ثم اقبل علي وجلس الى جوارى يلاحظ توترى وقلقى ثم امسك كف يدى الايمن قائلًا بهدوء: أيه اللي مصحى الجميل لحد دلوقتي؟

  بللت شفتى وابتسمت بفتور قائله: انا كنت عاوزه اقول لحضرتك حاجه ومستنيه نبقي لوحدنا.

  هز رأسه بالايجاب قائلًا: اقولى يا تولا في ايه؟

  تحاشيت النظر في عيني ابى خجلًا منه قائله: هو القضية الاخيرة اللي مسكتها كان النطق فيها النهارده وخلصت والظابط اللي شغال قصادى بعد المحكمة النهاردة جه و... اا... يعنى هو... هو بصراحه طلب ايدى للجواز وقالى هيقابل حضرتك يوم الخميس في العيادة وقالى اخد معاد من حضرتك.

  ثوانى وكنت استمع الى قهقة ابى السعيدة وقد جذبنى الى احضانه وقبل رأسي ثم ربت على كتفى وقد طوقت ظهره بيدى ليهمس بود وفرح: ما شاء الله يا بتول كبرتى وبقبتى عروسه مش متخيل البنوتة الصغيرة اللي كنت بشيلها والاعبها كبرت وبقت عروسه.

  ثم ابتعد لاصبح امامه ليتحدث بهدوء قائلًا: قوليلى بقى اتكلم معاكي في ايه وتعرفيه من امتى؟

   رفعت كتفاي قائله: معرفهوش انا اول مره اشوفه كانت في يوم القضية وبعدها وانا بسلم التقرير قالى عاوز اقولك حاجه بس انا اتهربت منه والنهارده قالى اللي قولته لحضرتك.

  هز ابى رأسه خفيف الشعر هذا قائلًا بتفهم: تمام يا تولا انا فاضي الخميس يجي ويشرف، بس اهم حاجه صلى استخارة واللى انتِ حاسه بيه امشى وراه.

  هززت رأسى بالموافقة لاقف قائله: ان شاء الله يا بابا، بس متقولش لحد دلوقتي لحد لما تتكلم معاه.

  وقف ابى هو الاخر وكور وجهى وقبل رأسي قائلًا بتفهم: متقلقيش، يلا تصبحى على خير.

  ودعته وعدت الى سرير وقلبى يرتجف من القلق والحيرة من هذا الوضع الجديد الذي سوف اقبل عليه.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وهناك قد مر الوقت بطئ شديد جدًا على وحدى انا لاني انتظر والانتظار مر وصعب للغاية على العقل والقلب والوجدان.

  قد كان ابى في عيادته بعد ان قام بإلغاء جميع مواعيده استعدادًا لمواجهة زوج ابنته المستقبلى.

  وقد استعد ابى في مكتبه وتهيئ منتظر ذلك المعتز وقد كانت بعض اللحظات القصيرة حتى طرقت المساعدة الخاصة بابى باب مكتبه معلنة عن وصول معتز وقد سمح له ابى بالدخول وقد دخل السيد عضلات الذى كان يرتدى قميص رمادى وبنطال اسود وبيده باقة من الورود وقد صافح ابى ووضع الورود على المنضدة الصغيرة.

  تنحنح معتز بحرج قائلًا: دكتوره بتول قالت لحضرتك انا جاى ليه طبعًا وانا كنت هجيب والدتى معايا لان والدى متوفى بس حبيت نتكلم لوحدنا الاول.

  شبك أبى اصابعه ببعض واتكا على سطح مكتبه قائلًا بجديه: قالتلي فعلًا، بص يا ابنى واسمحلى اقولك ابنى، انا في الدنيا دي كلها معنديش في معزة بتول عندى 3 غيرها بس بتول بنتى الكبيرة واول ما شافت العين واللى يبسطها يبسطنى واللى يزعلها يزعلنى، لو شايف نفسك تستاهل بتول اوعى تزعلها لانك مش هتلاقى حد في طيبة قلبها، كلام العفش والدهب وغيره شكليات متهمنيش انا اللي يهمنى هى بتول والانسان اللي هتكمل حياتها معاه، فهمنى؟

ابتسم معتز بهدوء قائلًا: صدقنى انا معجب بدكتورة بتول ولو مكنتش اعرف اخلاقها كويس مكنتش جيت وصدقنى مش هتشوف معايا يوم وحش ابدًا بس اديني فرصه وانا هثبت لحضرتك.

هز ابى رأسه بتفهم قائلًا بهدوء: ان شاء الله وتقدر تجيب والدتك وتقولولنا على يوم تشرفونا فيه عشان نتفق.

ابتسم معتز حتى ظهرت نواجزه وتنفس الصعداء أخيرًا وهو يحقق هدفه في الفوز بشريكة حياته تلك

ولم يكن يعلم انها بداية اللعنه!

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وعلى الناحية الاخرى كنت في غرفتى لم أنم منذ الامس من شدة التوتر وكثرة التفكير وقد كانت افكارى ومشاعرى متضاربة وقد اديت صلاة الاستخارة اكثر من مره لشدة قلقى وافكر هل معتز ذلك الشخص الذي يستحق ان يكون سندى وسترى ما بقى من عمرى، ام ان حياته وعالمه مختلف وبعيد كل البعد عنى، لا ادرى حقًا لكنى خائفه هناك قلق صغير في قلبى رغم شعورى ببعض الراحه لتلك الخطوه ولعلى فقط قلقه زياده عن اللازم.

خلعت اسدال الصلاة الاسود ونظرت الى ساعة الحائط المعلقة وقد كانت الساعة الثامنة واقترب موعد اذان العشاء وابى لن يرجع حتى يصلى الفرض جماعة في المسجد كما اعتاد وهذا يعنى مزيد من الانتظار والقلق، ولكن النعاس يغلبنى ويحاصر حصون عينيى مُجبرًا اياها على الرضوخ والاستسلام.

وبالفعل اضجعت على سرير الصغير ذو الملائة الوردية والنقوش الزرقاء وما ان لامس راسى الوسادة حتى سبحت في محيط عميق من النوم لكن بدأت احلامى تداهمنى وقد رايت نفسي اسير في شارع سكنى فارغ في نهايته عمارة سكنية صغيرة وحولى بيوت واشجار والارض من الاسفلت والى جوارى معتز الذى اشار الى تلك العمارة السكنية الصغيرة قائلًا بود: شايفه هناك بيتنا وهنعيش فيه مع بعض.

ثم مد يده لاضع يدى بين اصابعه الضخمه تلك ليمسك بى ونسير بهدوء تجاه العماره لكن كلما اقتربنا ابتعدت هى وبدات اشعر بالخوف ليربت على يدى بهدوء قائلًا: انا معاكى ومش هسيبك متخفيش هنوصل سوى.

وبالفعل كنت اسير الى جوارة ولكن فجاه اختفت الاشجار والمبانى ماعدا العمارة السكنية الصغيرة وباتت الارض متشققة وجافة وظهر ثعبان اسود وضخم امام اخذ يلتف حولى على شكل حلقه ولكن معتز ليس جانبى وقد بدات الرياح بالهبوب وهذا الثعبان يزداد ضخامه حتى صرخت باسمه قائله برعب وخوف: معتز! انت فين؟!

وثوانى اخرى حتى ابتعد الثعبان وهرب وقد كان معتز يقف خلفى قائلًا بعتاب وهو يبسط يده امامى: مش قولتلك قبل كده متسبيش ايدى واوعى تخافى وانا معاكى.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


سلام عليكم يا سكاكر عاملين ايه

حابه اقول ان طالما وصلنا هنا يبقى الاحداث هتولع اكتر والدنيا تشد

  حابه اعرف رايكم في شخصية امل ومعتز وبتول ومنصور وريم.

ومتنسوش تقولولى رايكم وتواقعاتكم للجاى

وبوناباتى 😘😘😘
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.