موسكو – وزارة الدفاع.
دخلت سيارة مرسيدس سوداء من بوابة وزارة الدفاع وصار الحرس يرحبون بالزائر السيد ميخائيل
حيث كان يلبس بدلة سوداء انيقة تم فتح الباب لة وتقدم ضابط عند السيارة لدى نزولة ورحب بة
" اهلا وسهلا بالسيد ميخائيل".
ميخائيل مبتسما " شكرا لك.. اين الجنرال ارلوف لدي مقابلة معة".
الضابط " يسرني ان ارافقك الية " واشار بيدة نحو البوابة.
صارا يتمشيان في الردهات والكل يرحب بالضيف الكبير ميخائيل الذي كان حركاتة تتسم بالثقة والسلطة
فكل خطواتة محسوبة بدقة، حيث كانت عيناة الزرقاتين تلمعان عاكسة الذكاء والحكمة و بنيتة الجسدية
قوية ومتناسقة وكان يبتسم لهم فقد كان ذو هيبة وحضور قوي في الدولة الروسية.
ووصلا الى غرفة مكتب قائد القوات وفتح لهما الباب الحارس حيث قامت السكرتيرة وادت التحية العسكرية
ورحبت بالسيد ميخائيل، كانت فتاة جذابة ممشوقة القوام ذات شعر اصفر ملفوف في عقدة من الخلف وتلبس
بدلة عسكرية " نعم السيد ارلوف في انتظارك ياسيدي تفظل".
دق الضابط الباب ودخل السيد ميخائيل " مرحبا صديقي الجنرال ارلوف".
قام ارلوف من خلف منضدتة بترحاب وشوق " مرحبا صديقي ميخائيل العزيز".
تصافحا وعانقا بعضهما البعض بمودة واشار ارلوف بيدة ناحية الاريكة والثيرة " تفظل اجلس".
كان ارلوف في الخمسين من العمر ذا طول مترين وبنية جسدية عضلية وذات عيون زرقاء لامعة
تدل على الذكاء والحنكة ولة شعر رمادي مصفوف الذي ابتداء بالتزايد.
كان وجهة صارما ذات فك قوي وعظام وجنتين بارزتين ويلبس بدلة عسكرية عليها الكثير من الاوسمة.
ضغط على زر فوق طاولة القهوة " ماذا تشرب ياسيد ميخائيل".
ميخائيل مبتسما " اممم قهوة داكنة ".
ارلوف " زويا احضري اثنان قهوة داكنة مع كوبان ماء فيها ثلج".
ارلوف " انا في خدمتك وفي خدمة رئيس الوزراء".
ضحك ميخائيل " انت الذي تصلح..فقط لو وافقوا".
ضحك ارلوف بسعادة وارتاح في جلستة وصار ينظر الى ميخائيل بمودة وعرفان " هل تظن ذلك ".
ميخائيل " انت من رجالنا المخلصين الشيوعين الذي يحبة اجيال الاتحاد السوفيتي".
صار ارلوف يشكوا همومة الكثيرة لميخائيل وخصوصا مضايقات الجيل الجديد وكان ميخائيل
يستمع الية بانصات وتفهم ويهدئة وشعر بغضب من اغلب المضايقات التي من القيادة العليا
وصار يفكر في تصميم.
دقت السكرتيرة الباب وادخلت صينية فيها الطلبات وصارت تتلطف وترحب بالظيف وهي تضع
اكواب القهوة والماء امامهما على الطاولة.
زويا " اي خدمة جنرال ارلوف".
ارلوف " شكرا اذهبي".
ابتدى ميخائيل يشرب القهوة " آه.. انها لذيذة من اين هية؟."
ضحك ارلوف " انها قهوة برازيلية".
ميخائيل " صاروا يقولون اغلقوا عليهم كل الطرق ولاتتعاملوا معهم".
ارلوف" ونحن بالمثل عمل حصار مثلهم وجعل الجميع ضدهم.. اليست امريكا".
صارا يضحكان بغرور وقوة وكبرياء من قوة روسيا العظمى.
كان ارلوف يشرب القهوة " ما مدى الخطر الذي وصلت الية تتارستان؟".
ميخائيل وهو يشرب الماء " الخطر هو ان الاضطرابات صارت تعم الجمهورية كاملا
وايضا جمهورية باشكيرتستان المجاورة لها".
ارلوف " ارى ان في هذه الحالة الحكومة متواطئة".
غضب ميخائيل " ما العمل؟ لعلنا اخطانا في عدم استبدالهم".
ارلوف " لاتقلق استطيع ان اوجة ضدهم قوة عسكرية تخضعهم لنا فورا ".
ميخائيل بحسرة وغضب " المشكلة ان في جمهوريات داخل فيدراليتنا الورسية تتطلع الى
ماذا سوف يحدث ويريدون ان يخوضوا مثل هذه التجربة".
ارلوف " اذا يجب ان نلقنهم درسا قاسيا.. الان سوف نتحرك".
جمهورية كومي – سيكتفكار.
فندق سيكتفكار.
كان اليكسي في المطعم يتناول الغداء مع فسيلي، مستمتعان بوجودهما في جمهورية كومي التاريخية.
كان العديد من نزلاء الفندق يتغدون في مرح وسعادة ويتحدثون عن مناطق سيكتفكار الجميلة.
كانا قد طلبا معكرونة باشميل بالحم مع شوربة البورش الروسية وسلطة مشكلة مع بعض المقبلات.
فسيلي" الا تذهب وتقابل اليكس، فالشركة سوف لاتدفع لك بقاء ايام اضافية في هذا الفندق".
دخل في هذه الاثناء رونالد لابسا ملابس جديدة وطاقية الكوبوي فنادى النادلة.
سعد اليكسي وفسيلي لرويتة وتمنيا لو يجلسوا معة ويحادثونة.
اليكسي " الم يقل لك ماذا يريد مني؟".
ضحك فسيلي " لاتقلق اليكس انسان عظيم مدير لة علاقات كثيرة وانسان ذكي وغني
انة صديق محافظ اقليم بيرم... الا تعرف باريس يلتسن".
اليكس" نعم الرئيس الروسي السابق".
ضحك فسلي " هو كان من هنا ".
اتت نادلة مسرعة لرونالد ورحبت بة وخيرتة على اي طاولة يريد الجلوس فختار الذي بالقرب من النافذة.
كانت النادلة فتاة جميلة مثيرة ذات جسم رشيق شقراء وتلبس مريولة العمل، صارت تغازلة
وصار رونالد يضحك مبتهجا و يغمز لها باعجاب وصار يطلب الغداء.
كان شغوفا في تجربة الاطباق التقليدية لجمهورية الكومي.
كان فسيلي ينظر الية منظرا فرصة مناسبة للتقرب الية. في هذه الاثناء شغل العامل الموسيقى
والاغاني الروسية، فقام فسيلي وتوجة الى رونالد فحياة فرد علية رونالد بالروسية "مرحبا.. كيف
حالك؟".
صار فسيلي يود الجلوس وصار يتحدث الية سعيدا " كيف امريكا والمعيشة في امريكا ".
فلم يفهم رونالد مايقولة فاخرج جهاز الترجمة " عفوا دقيقة" كان الجهاز بحجم الهاتف الخلوي
فصار يتحدث بالانجليزية " نعم اسمعك".
ابتسم فسيلي " كيف حال امريكا؟".
رونالد " بخير هناك الحياة راقية وغنية كلها فرص".
فسيلي " قد اكون انا قريبك من الالسكا؟".
غضب رونالد " الالسكا..لا انا لست من ولاية الالسكا، انا من فلوريدا.. قرب كوبا".
كانت النادلة تقترب وهي حاملة صينية كبيرة " طلبك ياسيد رونالد" وصارت تضع الاطباق على الطاولة.
فسيلي " هل تحتاج الى اي مساعدة فانا في خدمتك".
ابتدى رونالد ياكل وطلب من فسيلي الجلوس.
فسيلي " شكرا.. انا تغديت للتو".
رونالد " انا تاجر سيارات قديمة في امريكا.. واود ان ارى الفرص الاستثمارية في روسيا فانا مليونير ".
سعد فسلي من هذه المفاجأة " كل الفرص موجودة وهي لك انها في مدينة بيرم ".
كان فسيلي ينظر الى اليكسي مبتسما بسعادة، فسالة رونالد عن اليكسي فاشر الية ان ياتي.
كان اليكسي قد انهتى من الغداء وكان يشرب العصير فتقدم وهو حاملا كأسة وانضم الى الحديث
معهما فصار يحدثة عن احوال جمهوريتة كاريليا وعن عملة وانة يعمل سمسرة في بعض الاحيان
بين شركات ويحصل على مكافأت بالاضافة عن عملة كسائق شاحنة وعن التضخم والسقوط
المستمر في سعر العملة الروسية الروبل.
كن رونالد ياكل ويسمعهما من خلال جهاز الترجمة وكان متفهما وذو صدر رحب وكان يضحك لهما بتواضع.
رونالد " يجب على جمهورية كاريليا الاستقلال عن موسكو فورا او هذه المشاكل سوف تزداد".
وصار يحدثهم عن مدينة بطرس بورج التي كان فيها قبل ان ياتي الى سيكتفكار وكيف تعرض
لسوء المعاملة والاهانة بعد ان عرفوا انة امريكي.
فصار فسيلي يواسية ويحكي لة بعض النكت الروسية ثم قام متعللا انة علية الرجوع الى بيرم
فهو كان يوصل شحنة اخشاب في المدينة.
ومثلة قام وقال اليكسي انة ذاهب لشركة الاخشاب ونظر الى رونالد نظرة خوف ورجاء.
موسكو.
كان ميخائيل والجنرال ارلوف راكبين طائرة عسكرية كبيرة فيها جنود وعتاد وذخيرة.
ميخائيل " اللعنة على كازان لقد ضيعوا وقتي الثمين في اضرابات مجانين".
ضحك ارلوف " لعهم كذبوا عليهم وقالوا ان الاستقلال عن موسكو يعني الغنى".
ضحك ميخائيل حيث كان جالسا على كرسي وفي مقابلة كان يجلس ارلوف وبينهم طاولة
صغيرة مدورة عليها كؤوس وقناني فودكا وشمبانيا والكولا وبعض الصحون من المزات.
صارا يتبادلان الاحاديث عن المشاكل والتحديات والمواقف المضحكة.
أعلن قائد الطائرة " نحن الان نعبر اقليم موسكو متجهين الى مدينة كازان زمن الرحلة المتبقية
ساعة ونصف، اتمنى لكم رحلة سعيدة واحيي ضيفنا السيد ميخائيل".
صار ميخائيل وارلوف يضحكان حيث كانا في كابينة مريحة بها نافذة كبيرة وعدة تلفونات
مع خزانة للملابس واخرى للحقائب وبها باب تودي الى الحمام وممر يؤدي الى المطبخ
وسلم يؤدي الى الطابق السفلي حيث قاعة جلوس الجنود الذين كان عددهم مائتان وخمسون
جنديا يجلسون على كراسي مريحة حيث كانت المضيفة تقدم لهم الوجبات.
كان ميخائيل في هذه الاثناء ينظر من النافذة الى الغابات الخظراء والقرى والبيوت الريفية
والطرق والسيارات، سمع دق خفيف على الباب ودخلت المضيفة تحية وهي حاملة اطباق الغداء
وصارت تضعهم بلطف على الطاولة " اتمنى لكم غداء شهيا "
ثم وقفت تنظر اموامرهما " اي خدمة ؟". فامرها ارلوف بالانصراف.
صار ميخائيل وارلوف يتناولان الغداء الذي كان ارز مع قطع لحم على الطريقة التترية
وصحون سلطة مشكلة وصلصة روسية.
ارلوف" يجب على جمهورية تتارسان ان تدفع كل التكاليف بسبب تسببهم في المشاكل".
كان ميخائيل ياكل وهو متوعدا " لاتقلق سوف نجري سلسلة عقوبات جماعية وفردية
تطول المعتدين والمخالفين للقوانين".
ثم صار يحدث ارلوف عن المواطنون والطائرة تحلق فوق اقليم فلاديمير، صار يشرح
كيف هو يعمل على احتياجات المواطنون وكيف يحل مشاكلهم حتى المستقبلية .
فشرح ارلوف لة ان الكثير من القرى صارت نائية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
صار ميخائيل يهدئ ارلوف ويشرح لة اسباب انهيار الشيوعية السوفيتية والتفكك
وصار يعطية الامل في ارجاعها وعن الخطط التي يعمل عليها، فهو يؤيد الانسان الشيوعي.
ولكن ارلوف اصابة الياس والحسرة والغضب من طول سنوات التفكك، فكل هذه السنوات
كان يتعرض هو والشيوعيون للرفض والابعاد.
فصار ميخائيل يضحك " لاتقلق..فنحن اقوياء في السلطة.. وسوف احاول ان اجعل هذا المواطن
الشيوعي ان يقوم ويطالب بكل حقوقة في كامل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق".
ابتهج ارلوف ولكنة كان يشعر بالخوف والريبة فصار ميخائيل يشرح خططة في ان يغيروا
القوانين في الجمهوريات وارجاع الحزب الشيوعي السابق وجعلها تاخذ السلطة في الجمهوريات
وصار يضحك " سوف نتدخل عسكريا ونمكنهم بالقوة".
ضحك ارلوف " ولكن هل حكومتنا سوف تسمح بكل هذا ".
ميخائيل " لاتقلق سوف اقوم بتصفية المسؤلين الذين سوف يعارضوننا ولكن ببطئ وتناسق مع
الحركة الشيوعية الشعبية في كل ارجاء الاتحاد السوفيتي السابق وخصوصا في موسكو".
اصاب ارلوف السعادة وشعر بالخوف وقال لميخائيل انة يخاف على نفسة خصوصا انة من مؤيدي
ميخائيل وقد تصيبة التصفيات المضادة لهم التي تمارسها موسكو ضد الشيوعيون، فطمأنة ميخائيل
وامر بان يكون هذا الموضوع سرا بينهما.
جمهرية كومي – سيكتكفار.
فندق سيكتكفار.
كان البار مذدحما برواد الفندق من مختلف ارجاء روسيا حيث كانت الموسيقى والاغاني الروسية
مشغلة وكان الزبائن سعداء يتحدثون مع بعضهم البعض حيث كانت النادلات يتنقلن بين طاولة واخرى
يلبين طلبات الزبائن.
دخل في هذه الاثناء رونالد ومعة فتاتين جميلتين شقراوتان يلبسن ملابس السهرة المثيرة.
تقدمت النادلة نحوهم وصارت ترحب بهم " نعم سيد رونالد طاولتك المجوزة خالية.. تفظلوا".
وصارت تمشي امامهم تقودهم نحو الطاولة، حيث كان رونالد سعيدا يضحك ويمازح الفتاتين
ويقبلهن وكان الناس في البار ينظرون الية باعجاب.
صرخ احدهم " ياالاهي رجل الكوبوي الامريكي ".
ثم ضحك احدهم " انا اعرف كوبوي عندنا في القرية عندة بقرتين".
جلس رونالد بمرح مع الفتاتين "هيا اطلبا ياناتاشا وانت يا كاتيا".
صارت النادلة تكتب مايطلبونة مبتسمة بترحاب، ثم توجهت الى منصة الطلبات حيث كان
الجو مليئا بدخان السجائر فاشارت الى العامل بان يشغل شفاطات الهواء حيث كان المكان متصلا
بالمطبخ وكان فيها اربعة طباخين وركن لاعداد القهوة وركن المشروبات الكحولية بها ثلاجة كبيرة
فيها القاني الكثير المتنوعة من المشروبات العالمية والمحلية.
صار الناس في البار يسالون النادلة عن الامريكي وصاروا يتحدثون الية باعجاب.
تقدم الية رجل متلطفا يلبس بدلة زرقاء ونظارة وكان اصفر الشعر ذات عيون ضيقة وصار يرحب بة
" ارجوا ان تزور مدينة ياكوتيا حيث انها تعد مركز اقليم كبير جدا في شرق روسيا وتصل
درجة الحرارة فيها اقل من ستين درجة هاهاها الاتشعر بالحر".
صار رونالد يشكرة مقدرا لطفة وخلقة العالية.
كان دي جي ينظر الى رونالد بتفحص.. وقرر ان يشغل موسيقى الكوبوي، فجأة ضحك رونالد
وهو يستمع الى موسيقاتة المفضلة.
اتت النادلة وهي تحمل صينية كبيرة وصارت تضع الصحون والاكواب امامهم بترحاب
حيث انهم طلبوا دجاج مشوي وسلطات روسية مع مقبلات و ويسكي روسي مع فودكا وعصير مشكل.
صار الجالسين على الطاولات المجاورة لة يسالونة عن امريكا وعن ولايتة فلوريدا وعن فرص
العمل والهجرة وكان رونالد يرحب بهم " ان امريكا ارض الفرص ممكن ان الفرد ان يصبح مليونير".
كان على احدى الطاولات رجال مع زوجاتهم فصاروا يتحدثون الية ويشكون عن الاوضاع المتردية التي
تعيشها روسيا لسنوات طويلة جدا من عهد القيصر سنة 1915 والى قيام الشيوعية وحتى انهيارها
سنة 1991 ثم المشاكل الكثيرة والى سنة 2024 والتي سوف تمتد.
كان رونالد متعاطفا معهم يسمعهم من جهاز الترجمة وقرر عدم المبالغة في الشرب.
قامت الفاتيتن ناتاشا وكاتيا في مرح وتوجها الى ساحة الرقص التي في وسط البار وصارت ترقصن
على انغم الموسيقى الامريكية تحت الااضواء الملونة المتغيرة، حيث صار الناس ينظرون اليهن باعجاب
فقد كانتا ترقصن بروعة ورشاقة يعملن حركات مثيرة جذابة مسلية.
كان رونالد ينظر اليهما باعجاب وضحك فشعر بالجوع فنادى النادلة وصار يطلب بيتزا مع معكرونة
بالحم وقنينة كولا.
وصار يستمع الى جهاز الترجمة الفورية ويتحدث مع السائلين من الطاولة المجاورة.
رونالد " ان الحكومة الروسية فيها مسؤلين ظالمين فاسدين لايصلحون لحكم روسيا.. يجب طردهم".
مباشرة قام رجل من خلف احدى الطاولات وخرج من البار وكان ضخم الجثة في الخامسة والاربعين
من العمر يلبس بدلة بنية.
توجة الرجل وهو غاضب الى الهاتف المعلق.. واتصل " آلوو.. الشرطة انا فيكتور اتكلم معكم من
فندق سيكتفكار.. هناك رجل امريكي هنا ويتحدث ضد الحكومة الروسية.. قد يكون جاسوسا..
حسنا شكرا".
اقفل الهاتف متوعدا ورجع الى البار مبتسما.
مرت نصف ساعة ودخل الى الفندق رجل يلبس بدلة بيج اللون طويلا ضخما ذات عضلات متنسقة
صار ينظر في الحاضرين وتكلم مع موظف الاستقبال الذي رحب بة وهو يشعر بالقلق وقادة الى البار
وتكلم مع النادلة ورحبت بة وقادتة الى طاولة خالية، فجلس واشعل سيجارتة وصار ينظر الى الناس
فطلب منها ان تحضر لة قنينة فودكا وصحن مزات.. ثم صار يركز بنظرة على رونالد مبتسما.
كان التلفزيون الكبير المعلق في سقف البار يعرض اخبار مباشرة عن اظطرابات تتارستان
حيث كان الحشود تتجمهور رافعة سعارات الاستقلال عن روسيا .. ثم شاهدوا الشرطة تطلق عليهم
مسيل دموع واصوات فرقعات.
اصاب الناس في البار التوتر والخوف وصاروا يعلقون على الاخبار.
صرخ رونالد " نعم لاستقلال تتارستان عن موسكو... هاهاها انها البدايات تتارسان الحرة".
فضحك الرجل ذو البدلة البيج وقام من مكانة حيث اتت لة النادلة ورافقتة الى خارج البار
صار يمشي في الممر مترنحا وهو متفكرا ووصل الى موظف الاستقبال حيث تحدث معة
" لاشي مجرد سائح امريكي قال عن اراءة".
فشكرة موظف الاستقبال ورحل الرجل وهو في نشوة مبتسما متمنيا لو استمع الية اكثر.
في هذه الاثناء قام رونالد من خلف الطاولة وصار يحاسب الكيشر ومعة الفتاتين مبتسما
وتوجة الى المصعد وهو يضع يدة على خاصرة ناتاشا ويد على كتف كاتيا.
كان عند المصعد اربعة شباب روس ذو بنية عضلية وصاروا ينظرون الى رونالد بتحدي
فغمزت لهم ناتاشا " انة معنا لاتضايقوة". وانفتح باب المصعد فدخل الشباب الاربعة
فتقدم رونالد عند زر المصعد وقال " سوف نركب في المرة الثانية". صار يتحدث
معهما وهو يقول بعض الكلمات الروسية بنشوة وصارت الفتاتين يضحكان، فانفتح
باب المصعد وكانت خالية فاشار بيدة لهما " اهلا وسهلا".
وصلوا الى الطابق الثالث وصار ينظر ان كان هناك احدا يريد مضايقتة فمشوا وهما
تثيرانة وتهدئانة ودخولة الغرفة فصار يضحك سعيدا " سوف اخذ دوش وانتما
شاهدا التلفزيون واعملا طلبيات من المطبخ".
مرت ساعتين وكان رونلد مع الفتاتين يمرحون ويضحكون ويتسلون ويمارسون الحب.
كانت الطاولة ممتلئة بطلبيات المطبخ صحون و وجبات وقناني بيرة وشمبانيا.
قررت الفتاتين ان يرحلا ويذهبا الى اسرتهم فقد صار الوقت الثالثة صبحا فسلم لهما
رونلد مضروف صغير ففتحتها ناتاشا " عظيم 400 دولار كلها لي".
ضحك رونالد " اعطي النصف لكاتيا".
فصار يودعهن و يقبلهن عند باب الغرفة " الى اللقاء ياحلوتين"، " الى اللقاء رونالد".
مرت نصف ساعة قرر رونالد ان يشاهد اخبار تتارستان فشغل التلفزيون صار يقلب
القنوات وراى انها مكررة ولايتم بث اي جديد فسمع صوت رجل ينادية " رونالد من امريكا
تعال انا هنا.. في الشارع " فتوجة نحو الشباك وازاح الستارة وصار ينظر فراى رجل سمين
اشقر يشير لة بيدة ملوحا " رونالد لقد احضرت لك سيارة قديمة .. تعال تعال انزل".
صار رونالد يفكر " لعلة فقير ويريد بيعها فورا". توجة الى الثلاجة الصغيرة وصب لنفسة
كاس عصير برتقال صار يشربها بتمهل ثم لبس ملابسة واخذ من الخزانة مسدسة ومحفظتة.
صار ينزل من السلالم ووصل الى بهو الفندق فصار موظف الاستقبال ينظر الية باستغراب ويريد
ان يكلمة فتجاهلة رونالد وخرج من بوابة الفندق متوجها الى الرجل، فشاهدة الرجل وصار يبتسم
وهو مترقب بحذر ولهفة " مرحبا سيد رونالد لقد اتيت من القرية لقد قالوا بانك تشتري السيارات"
رونالد " لغتك الانجليزية جيدة".
وفجأة تقدم مجموعة شباب وفي ايديهم مسدسات يحيطون برونالد " مرحبا يا سيد كوبوي الامريكي"
اصاب رونالد يالذعر وصار يرتجف، فصاح احدهم " ماذا كنت تقول من ان حكومة روسيا فاسدة"
صار رونالد يفكر وشاهدهم وهم حولة وايديهم على الزناد " انا كنت فقط اقول اقوال الدبلوماسيون
فانا لست موظف حكومي وانا مجرد سائح.. ارجوا ان لاتطلقوا النار.. ارجوكم ارجوكم".
فضحك الشباب بعد ان ترجم الرجل كلامة الى الروسية.
راى ان الشباب مصرون على التنفيذ وصار ينظر اليهم متوسلا يطلب النجاة وفجأة صرخ شاب
" اتركوا الرجل انة تحت حمايتي" فنظروا جميعا الى مصدر الصوت في خوف فتقدم شاب صغير
يحمل مسدس في يدة ذو بنية عظلية ويلبس بنطلون ازرق وسترة حمراء " انزلوا مسدساتكم
انا اعرفكم جميعا.. لاداعي لقتل هذا السائح البريئ".
صار الشباب ينظرون الية في تحدي وخوف " اذا انت تعرفنا .. ولكن نحن يجب علينا ان ننفذ الاوامر".
صار الشاب ينظر اليهم بتوعد " لاتقلقلوا لما ترجعون لن يؤذونكم بسبب عدم تنفيذكم".
فتقدم الشاب مسرعا ناحية رونالد " يارجل انقذ نفسك واعطهم قليلا من المال.. ويتركوك فان بعضهم
تحت تاثير المخدر".
فنظر الية رونالد بغضب وكانة يقابل مزحة " حسنا " مباشرة اخرج من محفظتة الف دولار امريكي
" سوف اعطيكم الف دولار واتركوني ".
فضحك الشباب وصاروا يتوددون الية " حسنا لقد قبلنا" فتقد احدهم واخذ الاموال واراد ان ياخذ
محفظتة فرفض وسحبها بسرعة.
صار الشاب ذو السترة الحمراء يهديئهم ويكلمهم وايضا يحذرهم من اي غدر فتفرق الشباب سعداء
فنظر رونالد الى الشاب " اذا انت رئيس العصابة الذي تعرفهم وسرقتموني"
ضحك الشاب ببراءة ومحبة " انا اسمي بوريس". ثم اخرج بطاقتة المدنية و اراها ايها " اطمئن سوف احميك وانت في روسيا..اطمئن ارجع الى الفندق".