Qaed

Share to Social Media

موسكو – وزارة الدفاع.
كان يوري في اجتماع مغلق مع رئيس أركان الجيش الجنرال أرلوف ومعهم مجموعة من كبار
وخبراء عسكريون. ساد خوف متوتر في القاعة فالمسؤليات كبيرة جدا.
ظرب يوري بقبضتة على الطاولة " ماهذا التأخير..صار لنا سنوات في اوكرانيا ولم نحقق أهدافنا".
شعر أرلوف بلقلق " التاخير بسبب تدفق الاسلحة الغربية والامريكية..أو كانت اوكرانيا لنا في الشهور الاولى".
يوري بنفاذ صبر " اننا نملك صواريخ نووية ويجب استخدامها، يجب التقدم..الى كل أوروبا".
صار في القاعة صخب بسبب تكلم العسكريون فيما بينهم. كانت القاعة كبيرة مدورة ذات طاولة
دائرية خشبية وفي الوسط مجسم للكرة الارضية. وكل القاعة مغطى جدرانة بالواح خشبية بنية داكنة.
كان كرسي رئيس الاركان طويل ووثير منجد بجلد أخظراء، وبقية الكراسي ايضا يجلس عليها العسكريون
ببدلاتهم العسكرية الخظراء. ومن ورائهم صفوف كراسي مليئ بالضباط ذوات الاوسمة.
مصابيح كبيرة قوية معلقة في اعلى القاعة، ومكرفونات عند كل كرسي. والجو كان لطيفا ذات برودة معتدلة.
أرلوف " تعلم ان تعليمات القيادة العليا تمنعنا حتى الان من استخدام السلاح النووي".
غضب يوري وصار يفكر متوعدا، في هذه الاثناء وقف احد العسكريون وهنئهم بالانجاز الجديد حيث تم اليوم
الانتهاء من انشاء درعا نوويا قويا لروسيا، فصار الجميع يصفق بفرح ويتبادلون التهاني.
أرلوف " سيد يوري لقد تم كل هذا في مدينة ساروف المغلقة، القريبة من موسكو التي كانت تعرف
سابقا أرزماس 16".
ابتهج يوري " آه..هنا تم تصميم أول سلاح نووي سوفيتي في الاربعينات..انها اجاز تاريخي لامتنا".
وابتدؤا يتناقشون في شؤن جدوى التعاون العسكري مع جمهورية الصين، وتحديد الاهداف الجديدة.
كان شاشات كبيرة على حوائط القاعة تبث صورة كبيرة، احدى الشاشات كانت تبث ستة صور
تتحرك بتسلسل ثلاثة في الاعلى تسير ببطئ الى اليسار وثلاثة في الاسفل تسير الى اليمين ثم تاتي
الصور الجديدة بعضها بث مباشر، وصار بعض الضباط يتحدثون الى ناس في الصور وياخذون منهم الاجابات.
صاروا يتحدثون عن الدول الاوربية بطريقة مرحة، وكيف يمكنهم هزيمة كل دولة على حدة واحتلالهم،
وسط ضحكاتهم العالية المغرورة.
التفت يوري الى ارلوف، بصوت حازم " اعتقد انة يجب ان نتقدم في فنلندا والاسكا..حان الوقت لاستعادة
أراضينا القديمة".
أرلوف بقلق " الاسكا ليس الان..كما تعلمون في حال فتح جبهتين مرة واحدة قوتنا سوف تتقلص
في كل جبة".
أومأ يوري براسة وبنبرة مصممة " اذا سوف نتقدم في فنلندا..والاسكا سوف نتفاوض بشأن اعداتها الى روسيا.
يجب ان يلعب الجيش دورا في هذا الموضوع".
صار ارلوف يشرح لة العراقيل الكثيرة من القيادة العليا في مسالة احتلال اوربا، مما صار يوري
يفكر بعمق.
يوري بصرامة " اذا القيادة العليا عرقلت تقدمنا فسوف نستبدلها بغيرها..انتم تعلمون دور الجيش
في هذا الموضوع".
استمر الاجتماع وسط صخب كبير، في هذه الاثناء تقدم احد العسكريون اليهم وصار يعرض عليهم
تقرير الخسائر في اوكرانيا.
غضب يوري من فقد احدى عشرة الف دبابة واربعمائة وثنان وعشرون طائرة، وواحد وستون الف
مركبة وخزان وقود وغيرها الكثير، وصار يطالب بشرح كيف حدث هذا واي سلاح استخدم.
يوري " سوف نوصي المصانع العسكرية بتصنيع المزيد وسوف نوصي بميزانية لكل هذا".
ابتدى خبير عسكري بعرض تقرير عليهم عن ان امريكا حيث انها تنشئ برنامج دفاعيا تسمى
القبة الذهبية، بتكلفة 175 مليار دولار وهي تشمل اقمار صناعية استشعارية لتتبع صواريخ
الفرط صوتية والبالستية.
وان عندهم منظومة غواصات غير محددة قدراتها وغير محددة اماكنها، مستعدة لاطلاق مئات الصواريخ النووية.
استبد الخوف بيوري وصار يشيد بقوة الصين وتطورها العسكري، ورغبتة بالتعاون معها في تمكين
الشيوعية في الولايات المتحدة الامريكية وطرد الاحزاب والكيانات الحاكمة الحالية.
استمر الاجتماع بحماس، وصار يوري يشدد في موضوع اعادة رسم النفوذ في العالم وتشكيلها
من جديد، يحكمها قوى متعددة الاقطاب، بدلا من قطبا واحدة التي هي الولايات المتحدة الامريكية.
صار وقت الغداء فدعى الجنرال ارلوف يوري الى غرفة الطعام.
تمشيا في الممرات وكان يحرسم مجموعة رجال امن الى ان وصلا الى الغرفة التي كانت فخمة
بها طاولات عديدة واحدها في المنتصف دائرية موضوع عليها باقة ورود وكان في هذه الاحيان
عمال المطبخ يرحبون بهما بمودة واعجاب ويرتبوا الاطباق على الطاولة. كانت على الطاولة قناني
فودكا وكونياك وشمبانيا وصحون من مختلف الاطعمة ذات رائحة شهية.
جلس يوري وأرلوف خلف الطاولة بسعادة وهما يضحكان.
بدأ يوري المرهق من الاجتماع بشرب كوب عصير.
أرلوف بترحاب " تفظل سيد يوري الطبق المفظل لجو بايدن الرئيس الاسبق لامريكا".
نظر يوري فوجدها طبق معكرونة عليها صلصلة.
ضحك أرلوف " انها المعكرونة الايطالية بالصلصة الحمراء، كان يتناولها دائما على العشاء..الاتعرف
مكرون رئيس جمهورية فرنسا ايضا يحب المعكرونة هاهاها".
ضحك يوري وهدأ من روعة.
ثم أشار أرلوف الى طبق حساء كبيرة " انها الاكلة المفظلة للمستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل
وهي شوربة البطاطا مع اللحم".
أصاب يوري الشغف وهو يشاهد الاطباق الاخرى.
يوري " وهذا الطبق مفضل لأي رئيس؟".
ضحك أرلوف " ان طبق الزر مع اللحم مفضلة لملوك المملكة العربية السعودية".
شعر يوري بالسعادة وابتدى يأكل من الاطباق بلذة.
مدينة بيرم - فندق ستار.
صحى رونالد على ضوء أشعة الشمس المتسلسل من خلال الستائر وهو يشعر بالثقل، لقد قضى ليلة مرحة.
كان ينام معة على السرير الملكي الكبير ثلاثة فتيات عاريات نائمات، اجسادهن متشابكة، في اعقاب ليلة
مليئة بالضحك، والاثارة لقد سهروا حتى الصباح، وقد شربوا الكثير من الخمور في سهرة سعيدة ممتعة.
كان الهواء مشبعا برائحة الويسكي ورماد الساجائر والعطور النفاذة.
نهض رونالد ودخل الى الدوش واستحم، انتعش من الماء الدافئ، ثم صار يحلق لحيتة وينظف
أسنانة بالفرشاة.
قرر ان يفتح الشباك لتهوية الغرفة وصار ينظر الى الشارع حيث الشمس الساطعة.
ان بيرم في شهر اوغسطس دافئة وفيها الشمس ساطعة طوال الوقت والحرارة معتدلة ولطيفة.
صار يلبس ملابسة وقرر ان يوقضهن " صباح الخير ياجميلاتي..هيا ..انهضن".
نهضت الفتيات وضحكهن تملاء الغرفة، وهن تتمددن ببطء، فهمست احداهن " صباح الخير كوبوي".
ابتسم رونالد وعيناة تلمعان بسعادة " سوف اطلب لكم الافطار..هيا انهضوا".
وشغل التلفزيون وصار يقلب بين القنوات واستقرعلى قناة الاغاني الروسية، فملائت الالحان الحية
النابضة الغرفة بالحيوية.
تأوهت الفتيات بمرح وامتزجت اصواتهن بالموسيقى وهن ينهضن وتحركت اجسادهن برشاقة
تعبر عن ليلتهن السعيدة المثيرة.
بعد برهة دخل عامل الخدمات وصار يضع الافطار على الطاولة بسعادة ويرمق الفتيات بنشوة.
اجتمعوا حول الطاولة حيث كان الجو ممتلئا برائحة القهوة الطازجة وبتدوا بالضحك وتناول الفطور
الذي كان اومليت وسجق وقطع بيكون وفاصوليا في صوص الطماطم مع علب زبدة ومربى مختلفة.
كان قلب رونالد ينبض بمزيج من الرضا وحماس البدايات الجديدة.
كان يفكر في احتمالات كثيرة في راسة، ماذا سوف يفعلة لاحقا في روسيا.
في هذه الاثناء دخل الى الفندق رجل ذات هيبة طويل اشقر ذات صلعة في اعلى راسة، يلبس ملابس انيقة
ونظارة سوداء، وكان عامل الفندق وراءة يحمل حقيبتة.
توجة الى مكتب الاستقبال " مرحبا هل توجد لديكم غرفة خالية؟".
نظر الية الموظف متفحصا " اجل سيدي، كم يوم سوف تبقون؟".
خلع نظارتة بحركة سريعة " اسبوع..اخبرني هل رجل كوبوي يسكن عندكم؟".
موظف الاستقبال " نعم عندنا".
وناولة الرجل بطاقتة الشخصية وصار الموظف يعمل اجرات الغرفة " آه..انت موظف
من وزارة الخارجية".
الرجل مضهرا تواضعة " نعم..لقد كنت في بلدان كثيرة..انا هنا للراحة..اخبرني
ماذا يفعل الكوبوي لديكم؟".
ابتسم موظف الاستقبال ونظر الية باهتمام " انة يرتاح، يذهب الى المطعم ويجلس في اليالي في البار
ويصطحب الفتيات الى غرفتة ويقولون عنة انة مليونير".
رفع الرجل حاجبية " آه..قد يعمل الكوبوي لدينا..أرجوا ان تخبرني حين يكون في البهو هنا".
الموظف وهو يكتب المستندات " طبعا..سيد سيرجي فورا".
في هذه الاثناء نزل رونالد والفتيات الى بهو الفندق، وهم يضحكون وتوجهوا الى بوابة الفندق
واشار للتاكس وصار يودعهن، ويعانقهن ويقبلهن بشوق وحب.
انطلق التاكسي وصار يلوح بيدة لهن مودعا.
صار يفكر ماذا يفعل فقرر الذهاب الى بار الفندق، كان البهو صاخبا مليئا بالظيوف وكانوا
ينظرون الية بالفضول والاعجاب.
كانوا اغلبهم من الروس ويلبسون ملابس صيفية ملونة زاهية، وكانت الفتيات والنساء يلبسن
الملابس القصيرة المثيرة لجذب الانظار.
بينما كان رونالد ينظر الى الظيوف، نزل سيرجي بسرعة من المصعد وتوجة الى موظفة الاستقبال، وفاشارت
بيدها نحو رونالد. صار سيرجي ينظر الى رونالد بسعادة واعجاب، ويهز راسة بالايجاب ثم توجة الى الظيوف
وصار يكلمهم وهو يشير نحو رونالد، ويحرك يدة على راسة موحيا قبعة الكوبوي فوق راسة.
وبدأ الناس تنظر الى رونالد بغضب وتوعد خصوصا الروس. كانوا يحدقون بنظرات حادة نحوة
فشعر رونالد بالخوف وتسائل " ياترى من هذا الرجل، وماذا يقول لهم عني؟".
فتوجة مسرعا الى البار فاستقبلتة النادلة ورحبت بة بحرارة، وبابتسامة صادقة واوصلتة الى طاولة
خالية وصارت تكتب طلباتة.
رونالد بقلق " كاس ويسكي ازرق و..." وصار يتصفح المينيو " وقطع دجاج مقلية".
ضحكت النادلة ضحكة خفيفة وعيناها تلمعان ببهجة و سئلتة بنبرة هادئة قلقة
" حالا..هل يضايقك احدا، تبدو قلقا".
نظر اليها رونالد مبتسما والتقت عيناة بعينها لفترة وجيزة مقدرا لطفها " لااحد.. شكرا لك".
امتلاء البار برائحة السجائر والكحول، وارتفعت صوت الموسيقة وصارت صاخبة فاصبح الجو حيويا .
في احدى الزوايا كانت مجموعة من الضيوف يتحدثون بصوت صاخب عن المدينة بسعادة .
فجأة دخلت امراة شابة وهي تحمل اللابتوب، وجلست خلف احدى الطاولات، وصارت تنظر الى حولها
مبتسمة وفتحت اللابتوب وصارت تنظر الى رونالد.
كانت المراة في الثالثة والثلاثين من العمر شقراء وطويلة، ذات جسم ممتلئ وتلبس طقم ملابس
راقية ذهبية اللون.
اقترب منها رجل ضخم، مفتول العضلات ذو شعر ذهبي، يلبس بدلة سوداء وصار يكلمها.
المراة " اعتقد ان المشاريع كثيرة في بيرم".
الرجل " نعم والمشروع يحتاج الى راس مال..والربح مضمون".
راقبهم رونالد بفضول وصار يستمع اليهما مفتونا باحديثهما. نادى الرجل النادلة وصارت تكتب طلباتة.
في هذه الاثناء اتى نادل وصار يصف طلبات رونالد امامة على الطاولة متمنيا لة وقتا سعيدا
وان يستدعية في حال انة يريد اي شئ.
ابتدى يحتسي الويسكي فشعر باهدوء والدفئ ينتشر في كل جسمة.
وجهت المراة كلامها نحو رونالد " ياامريكي..نحن في خدمتك لو تحب ان تشاركنا اي مشروع".
نظر اليهما رونالد " مرحبا..ومن اين انتما؟".
المراة " انا اسمي كاتيا صاحبة اعمال..انا من بيرم، وقد علمنا بزيارتك مكتب ادارة المدينة".
استغرب رونالد وكلم نفسة " لعل المخابرات وشت بة".
رونالد بقلق " وفي اي مشاريع سوف نشترك؟".
كاتيا متفكرة بسعادة ولهفة " أعتقد ان عندك في البنك مائة الف دولار هذا مبلغ صغير
هل سوف تضخ اموالك من امريكا؟".
تفاجأة رونالد وشعر بالغضب " وهل مخابراتكم تخبركم بكل شئ عني".
الرجل بترحاب " نعم..الم تكن ظيف رئيس مدينة بريزنيكي".
ضحك رونالد مستمتعا لتطور الاحداث " حسنا قولوا لي اي المشاريع هي الناجحة".
في هذه الاثناء كانت النادلة تضع على الطاولة طلباتهما، وابتدت كاتيا في تصفح اللابتوب
وصار الرجل يشرب البيرة.
كاتيا بعد برهة " نعم هناك مشروع مشترك مع الحكومة في قطاع الانشآت والمباني..
انت لاتمتلك شركة بناء..فممكن ان تشترك براس المال مع احدى الشركات".
ضحك رونالد " وهل توجد مشاريع اخرى؟".
الرجل " نعم توجد في مجال الزراعة وتربية الحيوانات".
كاتيا" وايضا في مجال البيع والشراء".
رونالد " نعم ولكن يجب دراسة هذه المشاريع اولا".
ضحك الرجل" طبعا هناك موظفون متخصصون سوف يساعدونا في ذلك".
صارت كاتيا تشرب عصير البرتقال والرجل ياكل بيتزا.
رونالد " حسنا سوف اخذ عنوانكم وسازوركم في مكتبكم".
فقام الرجل سعيدا مظهرا الاحترام والوفاء واخرج بطاقة من جيب سترتة
واعطاها لرونالد وصافحة.
قام رونالد بعد ان حاسب النادلة وودعهما وخرج.
صعد الى غرفتة والافكار تملاء راسة، وصار ينظر في سجل التلفون للمكالمات الواردة فرائ
رقم اتصال زوجتة "آه..لعلها مشتاقة..سوف اتصل بها لاحقا".
جلس خلف طاولة الكتابة، وصار يتصفح اللابتوب ويقراء الاخبار، ويطلع على عروض الشركات.
كانت الرسائل التي بعثها كثيرة ولم يتلقى اي رد، فشعر بالاسف.
صار يكتب رسائل ويبعثها فقائمتة كانت كبيرة، ومرت ساعتين وهو على هذا الحال فشعر بالجوع
فاتصل في المطعم وعمل طلبية.
ثم واصل في عمل السمسرة، وصار ينظر الى الى بعض صفحات اصحاب السمسرة وسعد كثيرا
لاكتسابة طرق وأفكار في السمسرة.
دق عامل المطبخ الباب فصرخ رونالد" الباب مفتوح".
دخل سعيدا وصار يرحب بة ويضع الطلبات على الطاولة، وصار ينظر في ارجاء الغرفة بفضول متفحصا وخرج.
ابتدى رونالد ياكل بعض الفطائر، ويشرب عصير الفواكة وهو متفكر " اعتقد انة يجب ان ابعث
رسائل لشركات كثيرة في العالم".
وصار يتصفح الابتوب في مواقع الشركات الدولية.
ابتسم لكثرة الشركات لكل بلد وصار يفكر متى وكيف سوف يعرض عليهم لائحة العروض.
مرت ساعة وقرر ان ينزل الى المطعم ليتناول الغداء، فأطفاء اللابتوب والتلفزيون والانوار.
صار يغسل وجهة فالماء البارد انعشة، وابتدى يلبس بنطلونة وسترتة وقبعتة، ونزل من المصعد
الكهربائي الى البهو.
مشى بالقرب من مكتب الاستقبال، فلاحظ مجموعة كبيرة من الظيوف الذين صاروا ينظرون الية
نظرة غير متوقعة، وهم يتهامسون وعيونهم مثبتة علية، وسيرجي واقفا بينهم يكلمهم ويشير نحوة.
اراد رونالد ان يواصل المشي الى المطعم فقترب منة سيرجي بخطوات سريعة
" انتظر رجل الكوبوي..استعد للموت هاهاها".
نظر الية رونالد متفاجا واصابة القلق والغضب، ودون تردد لكمة على وجهة، في هذه الاثناء كان سيرجي
متحديا ومصرا فلكمة لكمة اخرى، ثم صفعة حيث تردد صداها في كل البهو " انت تعرفني عن قرب؟
انك تدعوا الناس لقتلي..من انت؟".
اخرج سيرجي بغضب وقهر بطاقتة الشخصية " اهدأ..انا موظف من وزارة الخارجية".
ثم صرخ " ماهذا يا موظفون الاستقبال لماذا لاتمسكون بة..انتم مطردوين".
وأشار باصبعة نحو رونالد " عليك غرامة واحد مليون دولار..يجب ان تدفعها لي".
ابتعد رونالد عنة متراجعا خطوات للوراء " بل انت يجب ان تدفع لي مليون دولار..انك تدعو الناس لقتلي".
ضحك سيرجي بسخرية وصار يهمس مهددا " حسنا سوف نتفاهم لاحقا".
مشى رونالد بقلق نحو المطعم، وصار الظيوف يصرخون قهرا " لانريد الكوبوي..الذي سوف
يقسم الفيدرالية..الموت لك".
دخل رونالد الى المطعم مذعورا واستقبلتة النادلة مبتسمة وصارت ترحب بة، وارشدتة الى طاولتة
وصارت تتودد لة وتهدئ من روعة وتكتب طلباتة.
جلس رونالد متفكرا " ما العمل..هل يجب ان اهرب، بل سوف اظل ولن اضيع الفرص".
كان في المطعم مجموعة كبيرة من الظيوف يتحدثون بصخب، وينظر بعضهم الى رونالد بابتسامة.
بعد فترة اتت النادلة وصارت تصف الاطباق امامة بلطافة.
كانت فتاة رشيقة ذات شعر اصفر مربوط للوراء بطريقة ذيل الحصان، وكانت تلبس نظارة ذات
اطار فضي لامع.
" اي طلبات اخرى..اطلبني من فظلك".
شكرها رونالد وصار يتناول الغداء بشهية، الذي كان عبارة عن شوربة الخظروات الروسية وطبق بطاطا
ونصف بطة مشوية مع سلطات روسية. كانت التوابل خفيفة، والاكل ذات مذاق رائع.
صار البعض يخرج بعد ان اكلوا والبعض الاخر يدخل.
الظيف للنادلة " كنت انظر الى الداخل باستمرار الى فضت الطاولة".
شغلت النادلة الموسيقى الروسية وامتلا الجو بدخان السجائر، في هذه الاثناء دخل سيرجي
الى المطعم وصار ينظر في ارجاء المطعم، ثم استقر على رونالد بخبث.
جلس على كرسي طاولة رونالد دون دعوة " عفوا يجب ان نتكلم انت شخص مدين لي".
أشار للنادلة واتت الية مسرعة " احظري لي كوب قهوة امريكية وقطعتان من الدونات
سوف ادفع الحساب على حدة".
انزعج رونالد وظل محتفظا بهدؤة.
سيرجي " ان زوجتك تجلس كثيرا في البيت ولاتخرج، ويزورها صديقها توني".
تفاجأة رونالد واستغرب وصار يفكر.
سيرجي " انا كنت اعمل في السفارة في واشنطن، واعرف الكثير من الناس..بالنسبة عنك
فانت شخص هرب من دفع الظرائب، واتيت هنا الى روسيا لكي لاتضيع ملايينك".
اندهش رونالد " ماهذا..انت تتجسس علي..وكيف تقول اني شخص مدين لك".
اتت النادلة وصارت تضع القهوة والدونات امام سيرجي باحترام.
ارتشف سيرجي القهوة بتلذذ وصار يحدق في وجة رونالد بغضب، وصار يحدثة عن المعنى لوجودة
في روسيا وكيف يجب ان يكون، شارحا لة كيف يطيع السلطات الروسية وان يكون في خدمة
تطلعات روسيا، وصار يلمح لة بان يصير جاسوس روسي في امريكا ينفذ توصيات موسكو.
وضع سيرجي يدة على فكة وهو يتذكر كيف لكمة، وصار ياكل الدونت ويشرب القهوة.
" يجب ياسيد رونالد ان تكون كل تصوراتك وارائك كما اقول انا..ان تكون في خدمة ومصلحة
روسيا الكبرى..اقوالك وشعورك واهدافك كلها انا احددها لك بطريقتي..اذا لاترضى لاتعمل هنا".
وصار يهددة ويبتزة في حال كونة عدوا لروسيا ووقوفة عقبة في طريقها فانة سوف يمحوة
من الوجود.
كان رونالد يستمع الية بانصات وقلق وغضب وينظر الى الناس حولة.
صار سيرجي يطلب منة ان يحول كامل اموالة من امريكا الى روسيا، وان ياخذ الجنسية الروسية.
رونالد " انا لااوافق على خطط روسيا بان تحتل ولاية الاسكا وجعلها اقليم روسي..اذهب الى الجحيم".
أصاب الدهشة سيرجي وتمالك نفسة، وصار يحدثة عن همومة ومتاعبة في امريكا وكيف ان السلطات
تضيق عليهم، وترحلهم وتطبق عليهم العقوبات الكبيرة المنهكة.
صار سيرجي ينظر الية بحدة معبرا عن رغبيتة في التعامل بالمثل مع امريكا ومواطنينة، فكم شعر
بالاهانات والطرد والحرمان هو وشعوب روسيا.
انحنى سيرجي وبصوت منخفض وحاد " يجب الانتقام ياسيد رونالد لكل هذا الان..مرة واحدة معك
..الست تقول انة يجب تقسيم روسيا".
ثم اشار للنادلة وطلب منها ان تجلب لة بيرة، وكان رونالد قد انتهى من تناول غدائة، وصار ينظر
الى النادلة بقلق معبرا عن حيرتة في ماذا يجب ان يعمل.
النادلة بهدوء" هل اجلب لك كاس ويسكي ياسيد رونالد؟".
رونالد وقلبة يخفق " احضري لي كاس عصير مشكل، من فظلك".
صار سيرجي ينظر الى الظيوف ثم الى ساعتة، وصار يتحسس مسدسة في سترتة، فراه رونالد
وشعر بالخوف.
كانت النادلة في الطريق اليهم وهي تحمل صينية فيها طلباتهما.
في هذه الاثناء تحسس رونالد مسدسة في جيب سترتة، وكانت النادلة قد وصلت وصارت تضع
طلباتهما امامهما بقلق ويداها ترتجفان.
ضحك سيرجي وابتدى في شرب البيرة، وصار يحكي لة من ان امور عجيبة حصلت بسبب رونالد
وهو يخبر الناس بان روسيا يجب ان تتقسم، فكل الذين استمعوا الية كانوا يخبرون اصدقائهم
ويقولون لهم عن المصدر انها امريكا، وهكذا انتشر الخبر بسرعة، فالموظف صار يحكيها لزملائة
في العمل والزملاء يحكوها للناس والجيران الى ان انتشر في كل روسيا. واصبح الناس في تحدي
للسلطات دون استسلام، لاقتناعهم بقوة امريكا العظيمة القادرة على مساندتهم في قرار التقسيم.
خصوصا حالة البؤس والفقر التي يعيشونها منذ سنوات طويلة جدا..ورؤيتهم للحل والخلاص
التي سوف تكون امريكا، وحلفائها الكثيرون من دول العالم.
سيرجي وضع يدة في سترتة وامسك بالمسدس وصار ينظر الى رونالد بنشوة، وعيناة تومضان بنور خطير.
سمع الناس في بهو الفندق صوت اطلاق رصاص وصراخ.
صار العاملون يصرخون " ابتعدوا خطر..ان صوت اطلاق النار صدر من المطعم".
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.