روسيا – مدينة بيرم.
صار سائق التاكسي يزمر وفتح الباب " سيد رونالد..هل انت بخير".
نهض رونالد من على الكرسي الخلفي في السيارة " نعم..شكرا".
كان الارتطام قويا..ونظر من النافذة حيث كانت سيارة لادا تقف على بعد ثلاثة أمتار
وأمامها يقف رجل ينظر اليهم بمفاجأة وسخرية.
توجة السائق نحوة " ماذا بك يارجل..هل انت ثمل؟".
صرخ الرجل " دع الرجل الاجنبي يخرج".
نظر رونالد الى اللابتوب الجديد وراها سليمة وخرج من السيارة.
الرجل " ها..هل رايت الظربة جأت عند الطرف المقابل لخزان البنزين".
صرخ رونالد بغضب " اذا انتم قتلتم بوريس".
صار الناس يتجمعون حولهم.
كان الرجل طويلا ونحيفا، اشقرا وذات صلعة في مقدمة راسة.
" ماهذا الهراء الذي كنت تقولة..من انكم سوف تقسمون روسيا حتى كامل اقاليمها
أنت كوبوي أحمق".
شعر السائق بالخوف، وهو يضع يدة على كتف رونالد مطمئنا لة بانة لم يصبة اي اذى
شاكرا الرب على سلامتة.
الرجل " على العموم هذه المرة نجوت..بسبب انك مليونير.. الاتعرف معنى الولاء للسلطات
لكي تعمل عندنا".
أدخل رونالد يدة في سترتة متحسسا مسدسة.
السائق " يارجل ادفع ثمن تصليح سيارتي".
الرجل " هيا ادفع لنا قيمة تصليح السيارتين ياكوبوي".
رونالد بغضب " يجب الاتصال بالشرطة..ياناس ان هذا الرجل يريد قتلنا وسرقتنا..اقبظوا علية".
تقدم رجلان قويان بسرعة وامسكا بالرجل وصار سائق التاكسي يتصل بالشرطة.
كانت الجهة الخلفية من سيارة التاكسي مطعوجة وسيارة الرجل مهشمة من الامام.
كان في هذه الاثناء الناس يصرخون والسيارات تزمر فتقدم بعض الرجال وصاروا يزيحون
السيارتين عن الطريق وصارت السيارات تعبر الطريق.
بعد ربع ساعة وصلت سيارة الشرطة، ونزل منها شرطيان وصارا ينفضان التجمع
وعملا تحقيقاتهم مما قبظوا على الرجل وأمروة بتصليح سيارة التاكسي.
صرخ الرجل بحسرة " لقد ضاع مرتب شهر واحد".
ثم تحدث الشرطي الى رونالد وصار يهنئة على سلامتة.
اشار رونالد الى تاكسي واخذ اللبتوبين من السيارة، وامر السائق بالذهاب الى الفندق.
صار السائق يتسائل عن اذا كان سائق التاكسي او الاخر كان ثمل..فضحك رونالد
وقال ان الرجل الاخر كان يلاحقهم.
ضحك السائق " عرفتة انة شخص مجنون".
وصل الى الفندق وهو يفكر في المشاريع الكثيرة التي في اللائحة التي في جيبة.
كان في البهو ناس كثيرون روس واجانب وصاروا ينظرون الية بعيون قلقة
ويسالون عامل الفندق عنة.
وتمشى نحو المطعم وأمر النادل بان يصعد لة وجبة الغداء التي صار يكتبها بسعادة.
ثم رجع الى البهو وصار بعض الاجانب ومواطنون روس يسالونة عن احوالة من شكلة المذعور.
وصار يحكي لهم حوادث الملاحقة مبينا ان بعض المسؤلين يتلذذون بمضايقتة ففسرة الجميع
بسبب سوء العلاقات السياسية بين البلدين.
صارت بعض الفتيات يتعرفن علية ويتودن الية شاعرات بالسعادة لمعرفتة.
دخل الى المصعد ووصل الى الطابق الخامس، وصار ينظر الى الممر بحذر ثم تمشى الى
غرفتة، فراى رجل روسي يخرج من احدى الغرف وصار ينظر الية وهو يكتم ضحكتة.
عرف رونالد بسبب قبعتة. دخل الى غرفتة ووضع اللابتوبين على الطاولة، وصار يخلع
قبعتة وسترتة وحذائة.
فتح الثلاجة وهو يشعر بالغضب وصار يشرب ماء بارد، وصار يتذكر الرجل الذي صدمهم
وشعر بالقلق.
رن جرس الهاتف فتوجهة واجاب " الو من؟".
" هذا انا نيكيتا هل انت بخير".
ضحك رونالد " مرحبا نيكيتا كيف الحال؟".
نيكيتا " لقد تم طردي من العمل بسبب الثمالة..والان انا في البيت مع اختي".
رونالد " قل لاختك رونالد يحييك..ماذا سوف تفعل؟".
نيكيتا " انها تسلم عليك وتتمنى لك السلامة من كل شر..لا اعلم".
وصار رونالد يقترح علية ان يعمل في ورشة خاصة لة ويجلب لة العمال ويترك الخمر.
فاعجبت الفكرة نيكيتا وشرح لة بانة يملك مراب حديدي التي يستخدمونها لحفظ السيارات.
اقترح رونالد بان يعمل اثاث فريد من نوعة وان يعمل اعلانات.
صار نيكيتا يفكر فهو يعرف من اين يشترى جميع المواد ويعرف اسعار الاثاث في المدينة.
وصارا ينظران الى هاتفهما في تطبيق جوجول عن انواع الكراسي والارائك والاثاث.
توصل الى فكرة الاثاث الامريكي بعد ان عارض في البداية بسبب معنى التصاميم التي تدل
على الغنى والتطور والرفاهية، بعد ان اقنعة رونالد " انها تعني انتم صيروا اغنيا".
اصاب نيكيتا العزيمة والتصميم للبدء وودع رونالد بسعادة.
نظر رونالد الى الساعة وسمع اصوات فتيات في الممر ينادين " رونالد تعال..تعال وامرح معنا
نحن نحبك".
ضحك رونالد وذهب واخرج الاوراق من جيب سترتة في الخزانة ثم فتح الشباك وانتعش بالهواء
اللطيف الممزوج برائحة الاشجار.
سمع دق على الباب " خدمة المطعم" ففتح الباب وراى نادلة جميلة، ورحبت بة وصارت تاخذ
الاطباق من عربة النقل وتدخلها الى الغرفة وتضعها على الطاولة، ثم احضرت قنينة ويسكي
ازرق. كانت تحملة بحرص مبتسمة متمنية لة غدا شهيا.
شكرها رونالد وفتح قنينة الويسكي وصار يصب في الكأس الى نصفة وصار يتناول الغداء
ذات الرائحة الزاكية التي كانت عبارة عن دجاجة مشوية مع برغل، وسلطات روسية وقطع خبز
ابيض واسمر مع ثلاثة انواع من الصوص بطعم الخظروات.
شرب الويسكي وشعر بالهدوء والراحة وشغل اللابتوب الجديد ووضع فلاش الذاكرة فية ورجعت
البرامج من جديد.
سعد رونالد وصار يتصفح الملفات ويقراء صندوق الرسائل ووجد رسالة من باي بال تخبرة
بوجود تحويل مبلغ مالي قدرة تسعة الالف دولار هدية من شركة في أمريكا.
تفاجأء رونالد وصار يفكر في لائحة المشاريع في اقليم ومدينة بيرم، وكيف يبدأ؟.
انبطح على سريرة وغفى. مرت عدة ساعات وصحى حيث كان المساء قد بدا فنزل الى البار
فهو يحب شرب الخمور ومشاهدة رقص الفتيات.
كان البار مزدحما فراتة النادلة وتقدمت نحوة مرحبة بة وقادتة الى طاولتة المحجوزة.
همست النادلة لة بنشوة " يقولون انك محسن كبير وقد امرونا بان نمتعك نحن العاملات
بدون مقابل".
ضحك رونالد وشكرها وصارت تكتب طلباتة وهو يشاهد المينيو.
كانت الموسيقى تملاء اجواء البار والاضواء تتحرك وتومض على انغام الاغاني وصار البعض يرقص.
اقتربت من طاولتة امراة " سوف تقابل رجلا مهما..هل انت مع انفصال الاقاليم او لا".
كانت المراة طويلة شقراء وتلبس نظارة في الخمسين من العمر.
غضب رونالد " وهل ترضون بالظلم ..لقد مر قرن من الزمان وانتم شعب فقير مظلوم
لاتعترف السلطات بحقوقكم كبشر..نعم انا مع استقلال الاقاليم وسوف اسندها بالقوة النووية".
صار رونالد ينظر اليها مبتسما ومترقبا.
صارت المراة تضحك بحنق، وابتعدت وهي متوعدة في مشيتها.
مدينة بيرم – بنك روسيا.
دخلت سفيتلانا الى البنك غاضبة وهي تفكر بحزن، متحاشية النظر الى زملائها، فصاروا يبتسمون لها
ويرحب بها العاملون وبعض الزبائن في القاعة.
كان بعض المتواجدين من رجال الاعمال يتساؤلون ماذا بها.
احد الزبائن " لعل تم اضطهادها او تحقيرها بسبب شكلها..لابأس يافتاة".
ابتسمت سفيتلانا لهم بخجل ودخلت الى مكتبها ومباشرة طلبت القهوة من الكفتريا وصارت تقراء
التقارير وتتحدث بالهاتف الى بعض الموظفات.
أطلت عليها ناتاشا " مرحبا سفيتلانا..كيف الحال".
ابتسمت سفيتلانا " مرحبا تفظلي".
جلس ناتاشا على الكرسي مقابل طاولتها، وفي هذه اللحظة دخل ايفان الى المكتب
" آه..سفيتلانا انت هنا..لماذا لم ترحلي؟".
انزلت سفيتلانا راسها متفادية المواجة معة " اذهب الى اين؟".
ونظرت الية متوعدة وموحية " هل اتوا اليكم..ماذا هل سوف ترضخ لي؟".
اصاب ايفان المفاجأة واشار باصبعة نحوها " اذا انت التي امرتيهم بملاحقتي ومحاولة قتلي".
فزعت ناتاشا " ماذا يجري هنا؟".
سفيتلانا " المعاملة بالمثل، فانا يلاحقني منذ سنوات الشباب الصلعان الروس العنصريون".
ايفان " انا لم آمر احدا..عليك بترك العمل والرحيل وايضا من تشكوتكا".
سفيتلانا " الى اين اذهب؟".
ايفان " اذهبي الى الصين".
تمالكت سفيتلانا نفسها " الصين..سيقولون ارجعي الى جمهوريتك".
ايفان " اذا اذهبي الى جمهوريات الجنوب التي كانت جزاء من الاتحاد السوفيتي
الى كازخستان او تركمنستان".
سفيتلانا بدهشة وغضب " سيقولون لي انت غير مسلمة وارجعي الى تشكوتكا".
ايفان بسخرية " هذا بمبدأ العاملة بالمثل، فانت وبعض قومك تريدون طرد الروس من الجمهورية".
ناتاشا " اهدئوا من فظلكم..ليس الى هذا الحد تصل الامور".
وقامت وطلبت من ايفان ان تترك سفيتلانا وشأنها وعدم ايذائها.
بكت سفيتلانا من الغضب، وصارت تفكر في جمهوريتها حيث تشكل قوميتها حوالي خمسة عشرة الف
فهم يعتبرون من القابائل الرحل التي ترعى الغزلان وتصطاد الاسماك.
اتت عاملة الكفتريا مبتسمة ووضعت لها كوب القهوة وقطع دونات ملونة.
هدئت سفيتلانا وصارت ترتشف القهوة وتاكل الدونت ودخل عليها في هذه اللحظة مدير البنك
وصار ينظر اليها مطمئنا اياها.
كان المدير رجلا اشقر الشعر ضخما وسمينا يلبس سترة مارونية انيقة وبنطلون ازرق وربطة عنق اصفر.
" سفيتلانا.. اهدئي افرحي..انت سوف تظلين معنا، لن اسمح باهانتك..ماذا كان يقول ايفان بانك
دعيت شباب لقتلة".
شعرت سفيتلانا بالقلق " الرد بالمثل..هو ايضا كان يوزهم".
المدير " حسنا حلوا مسائلكم" وصار ينظر اليها بحب " انا احب جميع قوميات الجمهوريات
واحترمهم واتمنى لهم التوفيق والصحة والتقدم".
وصار يناقشها في المواضيع التي يتكلمون بها بشانها فصار يفهمها ويوضح لها بانة يجب
ان تطيع السلطات الروسية والرئيس الروسي، وعدم الدعوة الى الانفصال وطلب الدول
الاخرى في التدخل في شئون روسيا.
صار ينظر اليها متفحصا ومتوعدا انة سوف بطردها في حال مخالفتها للحكومة الروسية
وانها سوف لن تكون موجودة في اي مكان.
شعرت سفيتلانا بالخوف وصار ترضخ وتتقبل كلام المدير.
قام المدير ورحل مبتسما..ينظر الى نفسة من انة بارع في كل الامور.
صارت سفيتلانا تفكر في ماهي فية من رفاهية فراتبها كبير وتملك شقة وسيارة، وصارت تعيد
التفكير بقلق ناظرة الى الحكومة نظرة الحياة وبدونا الموت.
صارت تحدث نفسها " ماذا جرى..كيف تطورت الاحداث الى هذا الحد"
وهدئت وصارت تواصل عملها.
موسكو – مكتب ادارة شئون رئيس الوزراء.
كان السيد يوري يصعد السلالم بسرعة ومرح، لابسا بدلة انيقة زرقاء داكنة لامعة
ويحمل في يدة شنطة اوراق جلدية سوداء.
دفع باب مكتبة بقوة ودخل فتفاجأت السكرتيرة ووقفت " سيد يوري انا سعيدة برجوعك
اهلا وسهلا بك".
ضحك يوري واشار بيدة " هل هو في المكتب؟"
وفتح الباب مباشرة ودخل، فسعد السيد ارتيوم لرؤيتة وصار يضحك
" مرحبا سيد يوري اهلا وسهلا". وصارا يتصافحان.
يوري واقفا امام طاولتة " لقد سمعت بانك لاتقدر عمل اجتماعات الامور الحربية".
فانزل ارتيوم راسة بحزن.
يوري " لقد قطعت اجازتي..بقت لي ثلاثة ايام هاهاها، والان هيا لنبدأ".
نظر نحو السيد ارتيوم وقد هدئ من روعة.
يوري " اذهب انت لمقابلة الوكيل المساعد لوزير التنمية الاجتماعية".
فتح شنطتة واخرج منها مجموعة مستندات " وانا سوف اذهب لمقابلة رئيس اركان الجيش".
ضحك ارتيوم بسعادة " يوري يورانيوم دائما في المقدمة.. ارجوا ان يرقونك لمنصب اعلى".
سعد يوري وصار يضحك " شكرا لك..والان سوف اخذ المكتب الاخر..وسوف نتواصل معا".
أرتيوم " لقد سمعت خبر خسائر كبيرة جدا في صفوف قواتنا الحربية..لقد مات اكثر من مليون
جندي".
غضب يوري " اليس خصمنا خسر اكثر من هذا..انتظر وسوف ارضخهم".
ارتيوم " آمل ان لايتسدعي هذا الى وقوع حرب عالمية نووية".
تمالك نفسة يوري " ولم لا حرب نووية اذا هم ارادوا ذلك..ان صواريخنا سوف تصل الى لندن
وباريس هاهاها".
ارتيوم " حبذا لونتقدم في الجبهات وندخل الى الدول المجاورة..فنلندا وبولندا".
رفع يوري يدة مشيرا باصبعة الى الاعلى " وثم الى المانيا هاهاها".
دخلت في هذه اللحظة السكرتيرة سعيدة تضحك.
ارتيوم " تهانينا لقد رجع يوري للعمل..نسقي الاعمال مع سكرتيرتة".
تصافحا وخرج يوري الى غرفة السكرتيرة وهو كاتم غيضة يفكر في شئون الحرب في اوكرانيا.
تقدم حارس الامن ومعة سكرتيرة جديدة، وصار يوري يتعرف عليها.
السكرتيرة اسمي " أنيكا".
ضحك يوري وتحدث ناحية حارس الامن " أنيكا تعني النمعة".
ابتسم حارس الامن " انت النعمة ياسيد يوري بعرفتك ومصاحبتك هاهاها".
ساروا معا في الممر وصار الموظفون يرحبون بة ويصافحونة.
لقد قضى اجازة مريحة وسعيدة مع عائلتة واصدقائة، حيث انة كان يمارس الرياضة ويتمشى
مع زوجتة على ضفاف النهر ويتنزهة مع اولادة وعشيقاتة.
صار يتذكر اصدقائة الذين كان يقابلهم في النادي، فلقد كانوا يسلونة ويمرح معهم ويمارس
معهم السباحة ولعب التنس والتنزهة.
لقد شفى يوري واصبح قويا وذو صحة وذهب عنة القلق واصبح شخصا جديدا.
دخل الى مكتبة الجديد التي كانت تشبة السابق الا انها اصغر قليلا وصارت السكرتيرة
تضع باقة ورود في زهرية على احدى الطاولات مرحبة بة.
كانت السكرتيرة فتاة في الخامسة والعشرون من العمر شقراء خظراء العيون متوسطة
الطول رشيقة القوام ذو جمال روسي. تلبس فستان أنيق وردي اللون.
يوري بمرح " ابتدي في عمل جداول الاعمال والمواعيد، واستدعي لي مجموعة موظفين
من كل قسم اود ان اجتمع معهم".
ضحكت السكرتيرة " حالا".
اتصل يوري بالهاتف في احد المسؤلين يستعلمة عن اخبار العمل والموظفين فصار يطمئنة
ان اغلب توصياتة تنفذ الا ان بعض الموظفين يتماطلون ويرفضون هذه اوامرة.
غضب يوري وهدد بطردهم في حال ان لم ينفذوا تعليماتة فورا.
دخلت السكرتيرة تعلمة بموعد المقابلة مع الجنرال أرلوف، واخبرتة بانها ابلغت الموظفين
للحضور الان.
هدئ يوري وطلب منها ان يجلبوا لة من الكفتريا كوب كاكاو مع قطع تورت.
وصار يقراء التقارير التي على طاولتة وشعر بالغضب " كل شيئ يسير ببطئ..
آه.. الحرب والعقوبات ". وصار يعطي توجيهاتة من خلال اطياف القمر الصناعي المباشر
مع الموظفين والمسؤلين الذين صاروا يوضحون لة الامور ويعطونة تحليلات للمواضيع.
وابتدئ الموظفون بالدخول في مكتبة وصاروا يرحبون بة ويهنئون انفسهم بوصولة.
ابتداوا الاجتماع وصار النقاش بينهم حاميا في هذه الاثناء دخلت عليهم السكرتيرة حاملة مجموعة
ملفات ووضعتها على طاولة أمام السيد يوري.
كانت أنيكا تبتسم وهي تنظر الى السيد يوري وصارت بسرعة تحلل تصرفاتة وميولة وشخصيتة.
دخل عليهم عامل الكفتريا وهو يحمل صينية كبيرة وصار بتودد يقدم اكواب القهوة وصحون التورت
الى الموظفين ووضع كوب الكاكاو امام السيد يوري.
صاروا يواصلون النقاش في امور العمل وصار يوري يوصيهم ويعطيهم مسائل ومواضيع
لكي يجهزوها قبل ان يتواصلوا مع المسؤلين في الوزارات المختلفة.
يوري " ان الكاكاو لذيذ، فلقد قرات في الصحف عن فوائدة الكثيرة".
احد الموظفين " انصحك بالشاي الاخظر فيها فوائد كثيرة ايضا".
وصاروا يضحكون ويتمازحون وقد انهوا اجتماعهم على ان يجتمعوا في الاسبوع القادم.
رحل الموظفون ودخلت السكرتيرة متوددة وخجلة " سيد يوري هناك الكثير من الموظفين يسالون
هل تاخذ هدايا او..رشوة لعمل توصيات التعيينات لمعارفهم في الوزارات".
ضحك يوري " اطلبي منهم ان يسالوا السيد أرتيوم في هذا الموضوع..أما هنا لا.. اذا اللحوا
اطلبي لهم الشرطة".
شعرت السكرتيرة بالخوف " حسنا..ان طائرة الهليكوبتر جاهزة لنقلك الى وزارة الدفاع".
سعد يوري " هل ارتيوم انطلق الى وزارة التشيد والاسكان ".
السكرتيرة " نعم وانة في الطريق".
قام يوري من خلف طاولتة وصار يعطي السكرتيرة تعليمات، ثم صار ياخذ مجموعة
مستندات ويضعها في حقيبة الاوراق.
خرج من مكتبة برفقة رجل الامن وموظف مسؤل وصاروا يتمشون في الممرات.
صار الموظف يسالة في مواضيع مهمة سريعة، ووصل يوري الى الهليكوبتر
فتقدم الية الطيار مبتسما وصافحة " مرحبا سيد يوري..تفظل الجنرال في انتظارك".
ضحك يوري " شكرا".
طارت الهليوكوبتر العسكري، وفي هذه الاثناء كان مجموعة حراس المباني ينظرون
الى الاعلى.
احد الحراس " لعل الامور طارئة".
موسكو – وزارة التشيد والاسكان.
كان أرتيوم مجتمعا مع الوكيل المساعد لوزير التشيد والاسكان.
" مرحبا بك السيد أرتيوم..أنا سعيدة بلقائك".
ضحك أرتيوم " سعيدا جدا ايضا سيدة أوكسانا..كيف الامور معكم في الوزارة".
أوكسانا بسعادة " تعلم ان عدد مدن روسيا زادت الى اكثر من مائة مدينة، بعد ان انضمت
جمهوريات شرق اوكرانيا".
ضحك يوري وهو يشرب الشاي " بالطبع لقد زادت الموارد لدينا بمقدار مائة وخمسون مليار دولار
من الثروات الطبيعية".
أوكسانا " اراضي شاسعة زراعية مما زادت سلتنا الغذائية هاهاها".
كانت أوكسانا امراة سمينة ذات شعر احمر وعيون خظراء، وتلبس سترة خظراء راقية
وفستان احمر اللون.
كانت تبتسم ابتسامة واسعة، وودودة ولبقة في كلامها.
أرتيوم " ان المشكلة هو انضمامهم الينا غير معترف بها دوليا".
قلقت أوكسانا " الدول سوف تعترف بها لاحقا..أو ادعوا الى عمل فيتو وحرب نووية".
أرتيوم " بالطبع فهم طلبوا الانضمام الينا وقد كلف كل هذا مبالغ طائلة، لهم الحرية في طريقة
دفع المبلغ لنا".
ضحكت أوكسانا " قد لايملكون كامل المصاريف في هذه الحالة سوف تنتقل ملكية هذه الجمهوريات الينا".
ضحك ارتيوم " نعم..وسكانهم صاروا جزء من مواطنينا".
وصارا يتناقشان في امور التعمير والبناء في داخل روسيا وانضم اليهم عدة موظفين يستمعون
الى اقتراحات ارتيوم التي منها انشاء مدينة جديدة.
ولكن الموظفين اعربوا عن استغرابهم فالمدن ممكن توسيعها الا ان ارتيوم بين لهم لكي يرى
الشعب انجازات الحكومة الحالية ويرضوا عنة.
وصار يامرهم بالنظر والاعداد لفكرة هذه المدينة في اجتماعات الوزير موصيا بمواصفات جديدة
لهذه المدينة التي يجب ان تشتمل على مرافق وخدمات مثل المستشفيات والمدارس ومحطات
الطاقة وفنادق سياحية ومنتزهات وغيرها.
أوكسانا " كل هذه يحتاج اموال كبيرة، وتعلم ان الميزانية لاتسمح".
أرتيوم بصرامة " يجب العمل لانشاء هذه المدينة، وسوف نخصص لها الميزانية".
ضحكت أوكسانا " طبعا سيد ارتيوم وسوف ندرس هذا الموضوع ونرفعة الى سيد الوزير".