وتوالت التحقيقات لتصطدم بواقع صادم ألا وهو عدم وجود أدلة لكشف غموض تلك القضية الشائكة ؛ وأجتمع كلا من "علي" والدكتور"حامد" ليتحدثوا ويتناقشوا في ملابسات تلك القضية ولم يجدا أي خيط لبداية حل لغز تلك القضية فلا يعلمون هل من ضحايا آخريين ستكشف عنهم الأيام ؟؟؟
ومضت الأسابيع لتمتد لأشهر ويعود أهالي الحارة لسيرتهم الأولي من ممارساتهم لحياتهم الطبيعية فمن عادة المصريين النسيان للأحداث بمرور الأيام؛ وظلت الساحرة الشريرة قابعة بالمنزل والغريب عدم خروجها لأبتياع مأكولات لتتناولها مما أكد للجميع بأنها من عالم الجان فلقد مرت شهور ولم يراها أحد تخرج من المنزل المنهار وكم من ليالي أنقضت وهي تعلو بصوتها لتلقي تعاويذ بلغات غريبة متغيرة يصاحبها أصوات مرعبة كطقطقة كالتي تصدر عن أخشاب تحترق وانبعاث رائحة كالحريق مما آثار هلع ورعب أهل الحارة ومع مرور الوقت والأستمرارية أعتادوا علي تلك الأصوات والترانيم والتعاويذ ؛ لتصبح شيء اعتاده أهل الحارة ؛ وكأن القدر كان له رأيا مغاير فلقد دق ناقوس الرعب مرة آخري وكأنه يأبي أن يهنيء أهل الحارة ببعض من الهدوء أو الراحة فلقد تصاعدت في ظلام الليل الدامس واختباء الجميع داخل منازلهم خوفا مما قد يحدث صرخات هلع وفحيح كالأفعي ومن حظ " صابر" السيء بتأخره في عمله حيث يعمل بمطعم شعبي بالحسين ولكن لوردية متأخرة من الليل فدب في قلبه الرعب لما سمع وما هاله أنه بزغ أمامه جسد بشري غير محدد الملامح أسود بسواد الليل في تلك الليلة واقترب من " صابر" ليصرخ بشدة من هول ما شاهد والعجيب بان هذا الجسد المرعب كانت رأسه علي هيئة جمجمة ومحل العيون تجويف يشع بلون احمر كشعاع يتحرك مع تحرك هذا الشبح المخيف ومع أقترابه منه تخطاه وتلاشي وكأنه تبخر كالدخان ليسقط " صابر" مغشيا عليه ؛ وعثر عليه أهالي الحارة بعد ما هدأت الاصوات والصرخات المرعبة وحاولوا ان ينقذوه فهو مريض قلب وحالته متدهورة بالرغم من انه لم يتم عامه الثلاثين بعد وتقدم بطلب للعلاج علي نفقة الدولة لعمل عملية علي وجه السرعة ليواجه الرد المعتاد " قائمة الانتظار أو الأجهزة المستخدمة بالعملية معطلة " ودب الرعب في القلوب بعدما أعلن أمام المسجد قائلا :" البقاء لله إنا لله وإنا إليه راجعون ما يعظم علي اللي خلقه ... مسكين يا "صابر" عشت يتيم ووحيد لا ليك أم ولا أب ولا شقيق ...بس متخافش يا ضنايا كلنا أهلك وحنسترك ونسلم أمانة ربنا لقبرك معزز مكرم جنب أمك وأبوك في مقبرة أهلي يا ابني حانفذ وصيتك متخافش تراب قبرك الطاهر حيحضنك ويطبطب عليك ما دام البشر من قسوتهم أتحكموا فيك وضنوا عليك بالعلاج " وأنخرط الجميع في بكاء حار "صابر" كان شاب خلوق يحمل أثقال كالجبال علي عاتقيه تكفل بنفسه منذ نعومة أظافره وكان يساعد الجميع ويخدم المسنات والمسنين وكم من دعوات رضا كانت ترفع للسماء من كثرة بره بالجميع ؛ وكم كان مشهد مهيب فلقد تسابق الجميع علي حمل نعشه الطائر المشتاق لمجاورة الأحباب في قبورهم وكانت الجنازة ممتدة بالحارة والحارات القريبة المجاورة في مشهد عظيم وكأنها جنازة زعيم شعبي فالكل شارك بالجنازة والدعاء له وصمتت النسوة المتشحات بالسواد باكيات حتي لا يعذب بسبب عويلهن أو صراخهن وبكت الأطفال بكاء حار أشد من بكاء الكبار وتوافد الجميع للمشاركة في صلاة الجنازة وموارة الثري علي جسده الطاهر .