وكأن الرعب أبرم أتفاقية وهدنة بوقف الرعب عن أهل الحارة حتي يتنفسوا الصعداء ؛ ولكنهم كانوا حذرين حذر الهدوء الذي يسبق العاصفة فتكرار حوادث الرعب وقتل " إسماعيل" ثم تلاه مقتل زوجته "فتحية" ومؤخرا وفاة" صابر" الذي أدمي القلوب حزنا وبكاءا علي فراقه ؛ وفي ظل تلك الأحداث المتتالية الرعب والفزع ؛ لم ينتبه أحد لأختفاء " أم عبده" والعفريتة "هاجر" سوي " أم السيد" وأخذت تسأل نساء الحارة عليهن ففاترينة " أم عبده" كما هي كانها تركتها ورحلت ولم يجدها الأطفال لشراء الحلوي منها كالمعتاد وعطاءها في الأكثار من وضع الحلوي بكفوفهم الصغيرة وفرحتهم ببالونات العيد واصطحبها لهم في مولد سيدنا الحسين رضي الله عنه لتصلي معهم بالمسجد ولم يملوا ابدا من سردها لقصة سيدنا الحسين رضي الله عنه والسيرة النبوية العطرة .
وأخذ الجميع يبحث عنها ولم يكن أحد يهتم بغياب "هاجر" فلم يكن أحد يحبها لأنهم أستشعروا كأنها طفلة شيطانية ولها نظرات مريبة مرعبة ناهيك عن دموعها الدموية التي ذرفتها في جلسة الزار منذ شهور عدة وأغماءات النسوة الحاضرات بما فيهم " أم السيد" التي كانت تبحث معهم في كل مكان وخلت غرفتها الرطبة بالبدروم من وجودها أو أي آثر يدل علي مكان أختفاءها ولكن وجدوا بعثرة بالغرفة غير معتادة فهم جميعا دائمي الزيارة لها لقضاء حوائجها ومعروف عنها تنظيمها وأيضا نظافة غرفتها وظل يبحثون عن دليل قد يرشدهم عن مكانها دون جدوي والغريب قططها الصغار فلقد احتضنتهم لعل "هاجر" تجد معهم الصحبة والرفقة ؛ كانوا يصدروا مواء كالنحيب في بداية الأمر أعتقد الجميع بأنهن جوعي وقدموا لهم طعام ولكن أشاحوا بأجسادهم وأبتعدوا عنه ؛ مما آثار الدهشة لديهم ؛ وقاموا بالاتصال بالضابط "علي" ليعلنوا أختفاء " أم عبده " وما حدث بغرفتها من بعثرة وعدم العثور علي "هاجر" وتوجه " علي" علي الفور وفريق البحث والأدلة الجنائية للنبش عن اي دليل ولو ضئيل لعله يمكنهم من فك سر الأسرار التي حلت علي تلك الحارة كاللعنة .