فزع جميع الحاضرين من أكتشاف الضابط"علي" ...فلقد كانت جثة "أم عبده" قابعة متوارية عن الأنظار بتلك الصندرة وتم سحب الجثة واستدعاء الدكتور"حامد" لمعاينتها كما يفعل دائما وكتب بملاحظاته " الضحية لسيدة طاعنة بالسن تبلغ من العمر نحو الثمانين عاما وجود علامات من الفزع علي وجه الضحية مما يدل علي حجم هائل مما رأته وأفزعها سبب حدوث الوفاة هو شنق الضحية وهذا يظهر جليا من آثار ليد علي رقبة القتيل تسببت في افاضة روحها وازهاقها مع وجود جروح غائرة بالرقبة وكأنما من قام بخنقها يملك أظافر حادة للغاية لأن تلك الجروح غائرة لتتخطي طبقات الجلد للضحيه لتصل للحمها والجثة في بداية مراحل التعفن مما يدل مقتلها منذ عدة أيام ولكن العجيب لا توجد رائحة تفوح من الجثة خاصة وأن بعض أجزاء من الجثة أصبحت بحالة رمية وتلك ظاهرة عجيبة يجب دراستها جيدا لعلها تكون مفتاحا للغز مقتلها .. تم" وتناقش معه "علي" في ملاحظاته وعن توقعه عن المدة الزمنية لقتلها وحتي العثور عليها
فأجاب قائلا:" تقريبا كام يوم لأن الجسم البشري لما بيتوفي جسم الإنسان يبدأ بالاضمحلال فور ما يتوقف قلبه عن العمل ؛ خلايا جسم الإنسان بتموت، وبتقوم البكتيريا والحيوانات وحتى الجسد نفسه بهضم أو أكل الأعضاء والأنسجة'.
المراحل التي يمر بها جسد الإنسان بعد الموت، حيث إنه بعد ثوان من الموت يُصاب نشاط الدماغ بصدمة، وبيقف عن العمل، وتنخفض حرارة الجسد مباشرة بعد الوفاة درجتين أو درجة كل ساعة، حتى تتساوى درجة حرارة الجسد مع حرارة الغرفة؛ بعد دقايق من الوفاة تبدأ خلايا الجسد بالموت نتيجة قلة الأكسجين، وبعدها تتفكك لتتحلل وتبدأبالتعفن؛ وبعد ساعات من الموت ونتيجة توقف الدم عن الحركة في العضلات، وبيتسبب الكالسيوم المنتج في العضلات بتقلصها، وتسمى هذه الحالة 'التخشب'، وتدوم 36 ساعة بعد الموت بعد كده بيحصل أن ترتخي العضلات، ليطرح الجسم السوائل والفضلات المتبقية في الجسم'.
الجاذبية بتقوم بسحب الدم الموجود من أماكن معينة في الجسم، فبيخلي الجلد الرقيق ويبان باهت مع لطخات حمرا؛ وبيتقلص جلد الجسم عن طريق التخلص من السوائل وتبان الضوافر والشعر وكأنها بتنمو؛ بعد أيام من الموت بتطلع ريحة كريهة عن الجثة لأن الجسم يطرح مواد كيميائية وأنزيمات مثل البوتريسين ويبدأ الجسم بالاخضرار؛ نتيجة تحلل الإنزيمات بمساعدة البكتيريا'.
بعد أسابيع من الموت تبدأ الديدان بألتهام الجسد؛ وبتقدر تاكل حوالي ٦٠ % منه خلال أسبوع؛ ويبدأ الشعر بالتساقط ويتحول لون الجسد بنفسجي وبعدين أسود مع أستمرار ألتهام البكتيريا للجسد ؛ وتتحول الجثة إلي هيكل عظمي بعد مرور أربعة أشهر "
أمتعض "علي" من حقيقة ما يحدث لأجسادنا بعد الموت وعقب قائلا :" حقيقة مرعبة بجد ؛ ورأيك أيه يا دكتور في غموض قتل "أم عبده" الغريب الارضية اللي أتشالت من تحت سريرها ده لو اتصنف علي انه سرير اساسا ؛ الواحد بيقول الناس هنا عارفين يعيشوا ازاي كده حاجة عجيبة حياتهم غير آدمية بالمرة .. أنت رأيك ايه في القضية دي"
أجاب الدكتور "حامد" :" القضية معقدة وأحداثها كتير ومتشابكة ؛ أعتقد موضوع الأرضية دي ممكن مفتاح للغز من مجموعة الالغاز اللي فالقضية دي ...انتوا لقيتوا بلاط للارضية مكان الحفر ؟"
"علي" :" لا مافيش أثر لا فالاوضة ولا عالسلم بتاع البدروم"
"حامد" : " طيب يبقي ناخد عينة من الرمل اللي تحت السرير ونحللها هل رملة من أصل الرملة والتراب اللي تحت بلاط الاوضة ولا مختلف واتفرش من مصدر برا "
"علي":" ملاحظة غريبة يا دكتور بس أنا باثق في دماغك جدا وتحليلاتك "
وفعلا تم أخذ العينة والغريب أن تحليلها أظهر أن الرمل والتراب هي خليط من نفس نوعية الرملة أسفل البلاطات الأسمنتية بأرضية الغرفة ونوعية غير مطابقة لما أسفل بلاط الغرفة فما السبب وراء ذلك هل المتسبب في قتلها كان سيخفي جثتها بدفنها أسفل مضجعها ؛ أم أخفق في الحفر وأخفاءها فلجأ للصندرة ؟ وأنتظر "علي" نتائج تشريح جثتها لعلها بها شيء من أجابة لعدة تساؤلات بلا أجابات من اول مقتل "إسماعيل"