هاتف "علي" الدكتور " حامد" ليشاركه أنجازه وكشفه العظيم لبداية خيط لتلك القضية المعقدة ووجده لازال يقوم بأبحاثه الخاصة بالجثث التي قام بتشريحها في تلك القضية ورحب بقدوم "علي" بمكتبه في مصلحة الطب الشرعي ككبير الأطباء الشرعيين وكشف بشيء من الفخر "علي" عن أكتشافه الثمين. .
"علي": " لما كنت بأدرس أوراق التحقيقات وقفت قدام كذا حاجة أولا البنت اللي اسمها "هاجر" ودي لغز كبير انها جت من مجهول وأختفت لمجهول ومافيش أي أثر ليها والقاتل اللي دخل أوضة الضحية لو كانت البنت دي موجودة كان خلص عليها علشان ميكونش فيه شاهد عليه لكن البنت مختفية ومحدش شافها نهائي ومالهاش جثة لا في الأوضة ولا في أي مكان وكمان الظواهر اللي أكلمت عنها "ام السيد" اللي خدتها لكودية الزار " أم نوسة" وعينيها اللي احمرت ونزلت دموع دموية وكمان الصوت اللي بيصدر منها ده حد عاوز يدخل في دماغ أهل الحارة في سكة الجن وأن البنت لابسها عفريت بيوجه لهم رسايل وأنذارات بالقتل زي قبل ما تظهر جثة " إسماعيل" اللي لا يمكن أي عقل أو منطق يقول أن اللي حصل في جثته ده من فعل الجن ؛ وعلشان كده لما جثة "أم عبده " أتحط عليها مادة مجهولة المصدر تحفظ الجثة من ان ريحتها تطلع وأن بس أطرافها ابتدت تتحلل ده معناه ان حد بيفهم فالكيميا هو اللي عمل المركب ده ؛ لكن مين هو ؟ وأيه علاقة كل الضحايا ببعض انها تتقتل الاول " إسماعيل" ومراته وبعدين "صابر" اللي ممكن مات من الفزع بس ليه الشبح اللي طلع له وخوفه ده طلع له هو بالذات وفي نفس توقيت رجوعه من الشغل اللي اتبين ان نبطشيته بتبقي بالليل اوي لانه بينضف المطعم ويغسل الاطباق والمواعين والترابيزات ويقفل ويروح ولانه مطعم فالحسين فبيسهر جامد للن بياكل فيه سياح وعرب ومصريين فالأقبال عليه كبير ... يبقي لازم نحقق تاني عن مين له خصومة مع كل الضحايا وعاوز ينتقم منهم ويموتهم بالبشاعة دي .. صح يا دوك ولا انا باهزي ولا ايه رأيك"
"حامد": تحليلك منطقي وبيتفق مع العقل والمنطق بس لو مشيت مع كلامك في نقطة الصوت اللي بيطلع من البنت ومشهد السطح اللي اترمي منه جثة "فتحية" مرات " أسماعيل" الشبح اللي ظهر بدون ملامح وكمان الشبح اللي راسه جمجمة اللي اتسبب في فزع "صابر" وقلبه مستحملش ومات ده لو مخرج امريكاني كان اخرج الاحداث دي فيلم كان اخد اوسكار "
"علي": " أنت عبقري يا دوك أنت حليت القضية من غير ما تقصد انا لازم أمشي بسرعة علشان اكمل تحقيقات حاسس انه خلاص قربنا يالا سلااام "
"حامد" :" طمني لو وصلت لحاجة اوعي تنسي ولو زي ما بتقول حليت لك اللغز مش حاتنازل عن غدا مشاوي فالحسين ماليش فيه القضية دي تعبتني ومحتاج غذا " وضحك الأثنان.
"علي" :" بس كده أجدع مطعم مشاوي في الحسين حيتشرف بيك يا دوك أنك تتغدي فيه بس ادعيلي اللي في دماغي يطلع صح"
وتوجه " علي" للحارة قاصدا منزل "أم السيد" التي رحبت به وكأنها بأنتظاره ..
"أم السيد" : " خير يا باشا طمني عرفتوا حاجة عن اللي خنق "أم عبده" ؟؟"
"علي" :" وأنت عرفتي منين أنها ماتت مخنوقة؟"
"أم السيد" : " طراطيش كلام فالحارة يا باشا والأمر ميخلاش من نطورت الكلام"
"علي" : " ألا قوليلي أنت أسمك ايه فالبطاقة ؟"
"أم السيد" :" خدامتك يا باشا "أزهار"
"علي" :" وأنتي أصلك منين يا ست أزهار؟"
"أزهار": " ست .. اللهي تتسعد يا باشا ..أنت أول حد يحترمني بالكلام أن من قرية طهواي بالسنبلاوين أباشا بس النصيب جابنا هنا"
" علي" :" أنتي صنعتك أيه يا ست "أزهار" ؟"
"أزهار" :" يعني يا باشا أشتغلت حاجات كتيرة بس الأساسي بتاعي ورزقي من الوشم او اللي بيقولوا عليه الايام دي التوتو باين يا باشا السياح كده كده فالموسم وادينا بنسترزق بالحلال ااه حد الله بيني وبين الحرام والشحاته"
"علي":" وأيه جاب سيرة الشحاتة؟"
"أزهار":" يعني يا بيه أتوصمنا بيها من جدودنا "
"علي":" أنتوا مين؟"
"أزهار":" الغجر يا بيه ما احنا اسم الله علي مقامك أصولنا من الغجر بس أحنا عايشين سكة ودوغري مش زي ما الناس فاكرانا واننا بنلعب بالبيضة والحجر وأستغرقت في الضحك بضحكة عالية مدوية .. لامؤأخذة يا باشا أصل أفتكرت البيضة اللي بقت بخمسة جنيه الواحده فمين حيلعب بيها بالتمن ده "
"علي":"احكيلي بقي يا ست "أزهار" يوم ما أخدتي البنت اللي اسمها"هاجر"لكودية الزار ايه اللي حصل؟ وأنتي تعرفي صاحبة البيت اللي بيتعمل فيه الزار من زمان ؟"
"أزهار":" البت نوال أقصد "أم نوسة" وارثة الزار عن جدتها وهي بلدياتي يا باشا انت فاهم وبتساعد الستات الغلابة اللي لابسهم العفاريت حابس حابس يجعل كلامنا خفيف عليهم"
"علي": " أنتي بتصدقي في حكاية الملبوسة دي؟"
"أزهار" :" أومال يا بيه يوووه اقولك علي سر الولية " أنصاف" كان ليها في قراية الودع والكف وياما عملت فلوس اد كده علي قلبها ميغركش فرشتها واوضتها الحقيرة ده اسمع أنها عملت شيء وشويات علي قلبها وذاع صيتها فالسبعينات ااااه وكانت بتدور في شارع الهرم حاكم الخلايجة بيموتوا في قرايه الكف والودع كان الشيخ من دول يفتح ازايز خمرة الوان واشكال ايام الكباريهات وعزها وساعتها تصطاد "أنصاف" الزبون ويعكمها مبالغ مالهاش عدد ؛ بس شهادة حق الولية "أنصاف" الله يرحمها بقي كانت مخاوية كانت تقولك عن أسرار ما يعلمها غير صاحبها والمولي بس علشان كده كان سوقها مااشي عالاخر "
"علي":" أنصاف اللي هي أم عبده صح؟"
"أزهار": " أسم الله عليك يا باشا الله اكبر علي الذكاوة أنت حقتهم يرقوك تبقي داكتور وينعمة"
"علي" ضاحكا :" أشمعنا دكتور يعني؟"
"أزهار":" أصل دماغك نيورة كده وكلها مفهومية وتلقطها زي الحمامة وهي طايرة مدرتش يا باشا الولية بأسالها علي جوز الحمام بكام تقولي ب ١٦٠ جنيه ١٦٠ جنيه لما يلهفوها البعيدة والنبي يا باشا نفسي رايحاله تقولش بتوحم ورنت ضحكتها الخليعة الا هو يا باشا مينفعش يطلع لنا قرار بأكل الحمام علي نفقة الدولة وغاصت بضحكة متصلة .. حلوة "
"علي:" مقولتليش ايه اللي حصل لما روحتي لبيت كودية الزار ؟"
"أزهار" :" بص يا باشا زي ما حكيتلك كده فالتحقيق بت عجيبة معرفش اتحدفت علينا من انهي داهية دي لبشت جتتي وخلتني اسورء انا والحريم بس " أم نوسة" مسورءتش وهي اللي فوقتني اللهي تنستر بردو بلديتنا يا بيه "
"علي":" طيب امشي معايا نزورها كده ندردش معاها شوقتيني اسمع منها بما انك سورءتي زي ما بتقولي"
واضطربت "ازهار" من طلب "علي" وحاولت التحجج حتي لا يذهبا ولكنه أصر وأقتادها للخارج لزيارة "أم نوسة"