"أزهار":" كان فيه في الحارة من سنين واحد أسمه متولي عاش هو ومراته وكان له ولد صغير لما جيت أنا علي الحارة وكانوا ساكنين في البيت المحروق اللي عند الخرابة كانوا في حالهم بس كان "متولي" ده يا باشا أحواله غريبة هو ومراته ولا معروف لهم أصل من فصل شوية يقولوا ده جيه من بحري ومرة من الصعيد الجواني ولا كنا نعرف له صنعة ولا شغلة بس أكمنهم كانوا عايشين في آخر الحارة ومحدش ساكن جنبهم فمحدش كان خالط عليهم وكان في حاله يستقضي طلبات بيته من السوق بس من اللامؤاخذة الفرز اللي هو خضار بايظ كده وكان ساعات بايعين يصعب عليهم ويدوا خضار كويس مش بايظ ؛ وكانوا عايشين فالحارة زي الأغراب وكان معندوش هو ومراته وابنه غير هدمة واحدة مبيلبسوش غيرها ؛ وعدت الأيام يا باشا وحالهم مبيتغيرش لحد ما " أسماعيل" راجع من شغله بيتطوح من الهباب اللي كان بيبلبعه في الخرابة اللي جنب بيتهم وعلي الحظ كان مرات "متولي" بتنشر هدمة أبنها في تطويحة "أسماعيل" والولية " سمعناها بتصوت فرجعة "متولي" اللي شاف " أسماعيل" ماسك فيها والولية بتصوت وبتضربه علشان يبعد عنها ؛ ف "متولي" جري هجم عليه وفضل يضربه ويبعده عن مراته و"أسماعيل" من كتر ما هو مسطول محسش بالضرب وجت " فتحية" تصوت وتقوله حتموت جوزي وأتلمت الناس وحكلنا "متولي" اللي حصل ومراته كانت هدمتها يا ويلداه مقطعة و "فتحية" كدبتها وأتهمتها أنها هي اللي غوت " أسماعيل " بالأفترا والولية فضلت تصوت حرام عليكي ده انا ولية زيك تتهمني في شرفي وكبرت الخناقة وبعدناهم عن بعض بالعافية لأن "فتحية" المفترية بركت عالولية الغلبانة وهاتك يا ضرب برجليها والولية كانت الظاهر حامل ومسكت بطنها وتقولها أنا حامل حرام عليكي وشدناها من عليكي وصرخت ومسكت بطنها والمفترية "فتحية" فرهدتنا مكناش قادرين عليها فالاول بس قدرنا عليها فالآخر والمسطول جوزها فضل يشلب دم من وشه ومش حاسس وخلصناهم وكل واحد روح بيته بس لما المسطول " أسماعيل" فاق من سطلانه حكيتله "فتحية" علي اللي حصل ولقينا بعدها بكام شهر وقرب الفجر البيت بتاع " متولي " بيولع وكمان الزبالة لا مؤاخذة اللي في الخرابة وأكلت فالشبابيك والباب ومحدش نسي صريخ التلاته يا حرام والنار ماسكة فالبيت وحاولنا نطفي البيت ونطلعهم بس السقف وقع عليهم والبيت ولع كله ولما جت الحكومة لقت البيت أنقاض زي ما حتشوف يا بيه ولقوا كل حاجة محروقة بما فيهم "متولي" ومراته وابنه الصغير وحزنا عليهم يا باشا حتي لو كانوا في حالهم ومش خالطين معانا ولما حققت الحكومة مع "أسماعيل" ومراته علشان الخناقة اللي حصلت بينهم و"أسماعيل" جاب شهود من شغله أنه كان مسافر سفرية ينقل بضاعة و"فتحية" راحت وأمها والعيال وحماتها يزوروا قرايبهم وكانها مترتبة يا بيه بس الحكومة مقدرتش تثبت عليهم حاجة ونفدوا منها وفضل البيت مهجور كده لسنين وسنين يجي ١٥ سنة لحد ما الولية الغريبة جت وحطت عالبيت ولا كأنه بيت أبوها ولا شوفناها مرة طلعت ولا دخلت من وقت ما دخلت جواه حتي العيال المقاريض راحوا يبصوا عليها كرشتهم وضربتهم بعصاية تخينة.. فيها قوة الولية تهد جبال ومن بعدها خافوا يقربوا منها تاني؛ وده كله اللي اعرفه يا باشا "
"علي":" أومال أيه قصة أن الأسياد بتنتقم له وأنه أبن أبلسة؟"
" أنشراح":" عندي دي يا باشا أنا ححكيلك ليه البت "أزهار" قالت كده ...أصل " متولي " محدش كان عارف صنعته وأنت عارف يا باشا أي غريب ومقتصر عن باقي الحارة بنبقي حنموت ونعرف قصته وبعتنا واد من الحتة أسمه " جابر " يستقصا ليكون هربان من نصيبة ولا عاملة جناية فلقاه بيعزم علي أحجبة وقدامه منئد نار وبخور وكل ما يحط من البخور النار تشعلل وكان بيهذي بكلام غريب يا باشا شبه البت العفريتة "هاجر"اللي كانت بتقوله وعلشان كده قولت لأزهار لما حكيتلي عالبت دي تجبها عندي أعملها دقة زار ونطلع اللي لابس بدنها ده ؛ و"جابر" شاف كمان الولية مراته صوتها تخين وبتقول معاه كأنهم بيعزموا علي حاجة أو حد وكان بيطلع دخان أسود بيتشكل أشكال مرعبة والواد أترعب وجالنا بيتنفض وحكلنا أنه بيحضر أرواح ومخاوي أبن الأبلسة وعلشان كده لما " أسماعيل" هجم علي مرات "متولي" فكانت "فتحية" بتضربها جامد علشان تخاف منها ولو ليهم في اشتاااتا أشتوت حابس حابس متأذهاش ولا تفكر تأذيها وتكسر عينها هي وجوزها لحد ما حرقوا بيتهم المساكين لأن الحكومة يا باشا لما سألت الولية المفترية " فتحية" متجوزش عليها الرحمة بقي اللهي تنشوي في نار جهنم كانت ولية مفترية وقوية وبتستقوي عالضوعفة ساعتها قالتلهم أن أكيد البيت أتحرق من البخور اللي كانوا بيولعوه بس الحكومة لما حققت في ايه اللي ولع البيت قالوا أنه بسبب بنزين لقوه عالحيطان من برا وان كانت وراها حد بس مقدروش يثبتوا علي المسطول ومراته المفترية جابوا شهود أولاد اللذينة وحبكوها صح اااايه ومات "متولي" ومراته وأبنه وضاع حقهم يا باشا لو كانوا ناس مهمة فالبلد وناس الاجاه زي اللي بنشوفهم في المخروب الدش كانت الدنيا قامت ومقعدتش بس احنا يا باشا تحت الأرض لا حد حيحس بينا ولا حس بينا وكتبوا انه حريق عمله واحد لابس طاقية لخفا .. ااااه يا باشا احنا جوانا وجع يعبي زكايب وتلال"
"علي":" تمام ... لو أفتكرتوا حاجة تانية عرفوني "
وغادر "علي" ورأسه متخم بكم من المعلومات والخيوط لتصبح مهمته بالغة الصعوبة للكشف عن الجاني والمسئول عن كل ما حدث.