وتم أقتياد الثلاثة المجهولين لمكتب "علي " والذي أمر بفصل الثلاثة في غرفة منفصلة وأن يتم أحضار "هاجر" أليه في البداية بعكس ما هو متوقع .
ودخلت "هاجر" وهي لازالت تتقمص دور العفريتة ولا تعلم أن "علي" قد سمع حديثها وأنها تتحدث بصورة طبيعية.
"علي":" تعالي يا شاطرة ... أنتي أسمك "هاجر" صح؟!! فقابلته بجمود وصمت ... أنتي عارفة أنك لازم تشكريني أني أنقذتك؟... ونظرت إليه في محاولة مستميتة للأستمرار في دورها المزعوم ...ولكن ظهر جليا ل "علي" تضييق حدقة العين لديها ... ورسمت علامة التعجب علي ملامحها من وقع حديثه ... كم هذه الطفلة بارعة حدث "علي" نفسه ثم أستطرد حديثه معها قائلا :" مستعجبة ليه أني باقول أني أنقذتك ولازم تشكريني... الست العجوزة خطفتك وكانت حتقتلك علشان كنتي الشاهد الوحيد وهي بتقتل أمك ولولاش لحقتك وجبتك هنا كانت قتلتك ودفنتك جوا الخرابة أحنا سمعناها بتقول كده وبتتفق معاه انه يخلص عليكي .... وظهر ل "علي" بداية نجاحه في أرباك ذكاءها .. ليظهر عليها مظاهر الحيرة والتيه .. قوليلي بقي العجوزة كانت بتعملك أزاي عذبتك؟ ضربتك؟ عملت فيكي حاجة؟ أنا هنا علشان أحميكي متخافيش أنتي في أمان معايا"
"هاجر" :" أنت بتخرف بتقول أيه خطف مين وأنت جايبنب هنا ليه أنا مشوفتش حاجة الولية اللي أسمها "أم عبده" كانت قرفاني في حياتي أوامر وبتشغلني بدل ما تجيب شغالة بالأجرة وكأنها أستعبدتني وكانت بتسرحني علشان أشحت ؛ وهربت منها بقالي يجيي شهر ومحدش دري بيا لأن الكل كان بيخاف مني حتي العياا المقروضة كانت بتخاف تلعب معايا لولاش الست الطيبة حنت عليا كان زمان الولية "أم عبده" باعتني لأي بيت أخدم فيه وأتمرمط كانت بتهددني بده وتقولي انها تعرف كبارات البلد وبتودكني علشان أخدم عند باشا كبير كده بس اعلي من مقامك بكتير "
"علي":" ياااه ده أنتي حكايتك حكاية يا اسمك أيه .. آه صحيح هو أنتي أسمك الحقيقي أيه .. أكيد بتكرهي أسم "هاجر" علشان " أم عبده" المفترية أخترتوا ليكي "
"هاجر":"وتعرف أسمي ليه حتنسبني ولا تكونش حتنسبني ولا حتشغلني عند مراتك شغالة أكنس وأمسح ؟"
"علي":"أنتي ليه بتفكري كده مش كل الناس زي بعضها بأقولك أيه ما تخلينا نتكلم بصراحة وتحكيلي حكايتك لأنك ممكن أتهمك أنك بتضللي العدالة وأنك كنت عايشة مع المجني عليها وأحتمال تكوني سهلت للقاتل الدخول للأوضة علشان يقتلها ... ومش حاخوفك بقي بأبو رجل مسلوخة ولا أمنا الغولة ... لا أنتي حتشرفي في الأصلاحية اللي حتعاشري فيها اللي أبشع من " أنصاف "مليار مرة ..قولتلي أيه حتيجي في الدوغري ولا حتفضلي ملاوعة وتروحي في الآخر للأحداث؟؟"
"هاجر":" أنت فاكر علشان أنت معلق دبورة علي كتفك حتهتني بالكلام ولا تخوفني ... أنت معندكش دليل أني كنت في أوضة الولية المقترية الرذلة دي يوم ما أتقتلت ولا عندك شاهد يثبت ده"
"علي":" حلو أووي أووي الكلام ده .. بس يا شاطرة قبل ما تعملي نفسك فاهمة وتتذاكي حاسمعك حاجة حتنبسطي منها جدا "
وأدار "علي" تسجيل قام تسجيله المخبر المكلف بالمراقبة لهم جميعا وسمعوا ما يلي ..
العجوز:" يا بت يا "هناء" مش قولتلك يا بت تتهدي ولا أنتي عاوزاني أقول لأبوكي علي عمايلك وقلة صبرك علشان يشوي جتتك فالنار علشان تتلمي وتسمعي الكلام؛ أنا مش مفطناكي يا بت علي اللي تعمليه والولية " أنصاف" اللهي يجحمها الضلاليه نالت جزاءها وقولتلك أصبري نكمل اللي بدأناه ونغور من المخروبة دي ؟ قولت ولا مقولتش يعني أنا اللي عجبني عيشة الكلاب اللي أنا عايشاها دي؟ بس حاقول أيه أبني ولازم أساعده ياخد بتاره من العالم الضلاليه الحوش دول اللي اتهموا أمك الشريفة العفيفة في شرفها وماتت بحسرتها وهي بتولدك يا بت أنا كام مرة حاعيد وأزيد ويتوجع قلبي ويتحرق علي بنتي ونور عيني اللي ماتت مقهورة وملحقتش تعيش اليوم واحنا بنجيب حقها .. يا بت أنشفي كده وخليكي زي ستك شايفاني زي الصخرة ومستحملة جيل أيه المهبب ده يالا نادي علي أخوكي علشان نطفح وننجز بقي ونرحل من هنا "
وهنا ذهلت"هناء" المعروفة بالحارة بالعفريته "هاجر" وخرطت تبكي بكاء حار لتعلن نجاح خطة "علي" الذكية في البدء معها بالتحقيق لكونها أنسبهم علي الأعتراف بسهولة وعدم المقاومة طويلا... وناولها "علي " كوب من الماء ومحارم لكفكفة دموعها التي هطلت كأمطار طوبة في يوم شتوي قارس البرود.
"علي":" هااه أحكي يا "هناء" لأني عندي تسجيلات أكتر من اللي سمعتيه وكله متسجل ميري وقانوني وبموافقة النيابة يعني لو متكلمتيش حتترحلي للاحداث وستك لأمك حتترحل لسجن النسا هي والمحروس أخوكي مش أسمه محروس بردو؟"
وهنالك سقطت كل حصونها المنيعة وبدأت بسرد أعترافها قائلة :" بص يا باشا أنا أمي أسمها "كحيلة" واتسمت كده لان عينيها كانت متكحلة رباني وأمي أصلها من الهنجرية " غجر الدومر" ولما أتجوزت أبويا "متولي" اللي كان زيها من الغجر بس كانوا عايشين في فقر وضنك لان أبويا كان عاوز يعيش بالحلال ومش بالسرقة زي ما اتوصم الغجر عاطل علي باطل بمهنة السرقة وضاق بيه الحال وسافروا من بلد لبلد لحد ما قابل راجل علمه السحر وازاي يحضر الجن ويسخرهم لخدمته وذاع صيته وعرف طريقه الناس العلووي يا باشا ما الناس دي بردو ليها في السحر ومهوسين بيه وقرايه الطالع اللي اتعلمتها أمي وقرايه الكف والودع واللي اتعلمتها من جدتي " عدلات " اللي مستنية برا دي واتغنوا وكانت عيشتهم ارتاحت وبقت فل لحد ما جيه واحد من الكبارات طلب أبويا علشان يعمل سحر لاكتر واحد بيضايقه في تجارته وكان منكاد منه وقال لابويا يعمله عمل يوقف حاله وميبقاش غيره فالسوق وفعلا عمل اللي طلبه منه وعالحظ الراجل تحصل معاه عكوسات ومينضرش من عمل أبويا ومسكه الباشا اللي طلب منه العمل وعدمه العافية واتهمه انه خانه وباعه للي بيكرهه كره العمي ومهما يحلف له ابويا ابدا حاكم احنا الغجر اتوصمنا بقلة الشرف والاخلاق ظلم وعرف أبويا يفلت منه معرفش أزاي مخاوي بقي وهرب مع أمي اللي كانت خلفت محروس وبقي عمره عشر سنين وجم في الحارة دي بهدمتهم اللي عليهم وعاشوا في ضنك وفقر بس في حالهم لحد ما جيه النجس" أسماعيل" وكان عاوز ينجس شرف أمي وقامت عركة وخناقة وابويا عدمه العافية لان ابويا كان عنده قوة لو ضرب راجل واتغشم يفلق دماغه نصين وجت مراته الضلالية وبدل ما تلم جوزها ضربت امي علقة موت وبعدها ابويا قرر ياخد بتاره منه وعلي تلويث مراته لسمعة امي وضربها في بطنها وهي كانت حامل فيا وراح استني النجس وكان مسطول عالاخر وضربه واتوعد له النجس أنه حيحرقه هو ومراته واتهم امي في شرفها وعلشان يأمن أبويا غدره دور علي زباين عاوزين يخاووا ابنهم وكان سنه قريب لمحروس وخلي امي ومحروس عند ستي وعرف ان النجس حيحرق البيت في اليوم الفلاني واتفق مع الجماعة يجوا هما التلاته البيت وانه حيسلمهم العمل بعد ما يحط فيه شعرة من راس ابنهم وجم والنجس حرق البيت بالجاز وكان ابويا نط عالخرابة واتحرقوا الزباين وافتكر الكل ان ابويا وامي ومحروس هما اللي اتحرقوا وهرب أبويا وأتاوا هو وامي واخويا محروس عندي ستي "عدلات" في بلدها طهواي بالسنبلاوين ... وابتسم "علي" وأمر بأدخال كلا من "عدلات" ومحروس لسماع باقي أعترافاتهم .