الفصل الأول: العرس الملعون
كان القمر مكتملاً تلك الليلة، ينسج خيوطه الفضية فوق التلال والوديان، كأن السماء تحتفل مع الأرض بيومٍ استثنائي. في أطراف قرية "شيزوكو"، حيث الغابات الكثيفة تُعانق الرياح، انتصبت قاعة زفاف قديمة، بُنيت من الخشب الداكن والزجاج الملوّن، تعجّ بأصوات الموسيقى والضحكات... ثم فجأة، ساد الصمت.
في تلك القاعة، كانت "يوكي" تقف أمام المرآة، ترتدي فستان زفاف أبيض مرقّش بالورود المطرّزة، ووجنتاها بلون الخجل. عيناها الواسعتان تشعّان بالحلم، بينما ابتسامتها تحمل وعداً لحياة جديدة. كانت تُتمتم بكلماتٍ ناعمة، تكاد لا تُسمع، كأنها تتحدّث مع قلبها.
لكن شيئاً في الأجواء تغيّر. النافذة ارتجّت رغم سكون الرياح، والشموع تراقصت بنيرانٍ خافتة. دوى صوت انفجار خافت في الخارج، تبعه صراخ... ثم هرجٌ ومرج.
ركضت يوكي إلى باب القاعة، لتجد الفوضى تعمّ المكان. الضيوف يفرّون، والطاولات منقلبة، وأحدهم يصرخ بأن هناك من أشعل النار في عربات الزفاف بالخارج. قلبها انقبض، وركضت إلى الحديقة حيث كان عريسها، "رين"، ينتظرها... لكنها لم تجده.
مرّت لحظات كأنها أبدية، حتى سمعها أحدهم تصرخ:
"رين!! أين أنت؟!"
لكن لم يأتِ أحد. لم يجبها أحد.
وفجأة، ارتفعت ألسنة اللهب من خلفها، ودخان كثيف أحاط بالقصر الخشبي. لم تتمكن يوكي من الخروج... ولم يُعثر على جسدها أبداً.
ومنذ ذلك اليوم، لم يُقام زفافٌ في تلك القاعة مجددًا. بقيت مهجورة، يكسوها الغبار والعفن، وترويها القصص عن "العروس التي لم تُكمل نذرها"، والتي يُقال إنها لا تزال تنتظر.
وفي كل ليلة، حين يكتمل القمر، تُرى ظلال عروسٍ تمشي بهدوء بين المقاعد الفارغة، تبحث عن عريسٍ ضاع... وحياةٍ لم تكتمل.