Yussefh7

Share to Social Media

الفصل السادس: ظلال في المرآة
في الأيام التالية، لم يعد ميشيرو يرى العالم كما كان. كل مرآة صارت نافذة محتملة إلى قاعة الزفاف. كل انعكاس يحمل ظلًا خفيًّا... كأن يوكي أصبحت جزءًا من يومه، لا تظهر فقط في الليل، بل تهمس له في الزوايا، وتتسلل إلى قلبه بنظرة عميقة، حزينة، لكنها صادقة.
قرر العودة إلى شيزوكو. هذه المرة، ليس كصحفي... بل كرسول. فهم الآن أن يوكي لا تسعى للانتقام، ولا للتخويف. إنها تبحث عن نهاية، عن عبور. لكن لكي تعبر، عليها أن تواجه ذكرى تلك الليلة، بكل ما فيها.
دخل القاعة مجددًا. الغبار كثيف، لكن هناك شيء تغيّر. المرآة الكبيرة التي رأى فيها انعكاسها أول مرة... كانت نظيفة، كما لو أن أحدهم مسحها بعناية.
اقترب منها ببطء، فإذا بانعكاسه يعود إليه متأخرًا بنصف ثانية، ثم... يظهر ظل يوكي خلفه، أقرب من أي مرة سابقة. التفت، فلم يجد أحداً. لكنه حين نظر مجددًا للمرآة، رأى شيئًا مختلفًا.
لم تكن يوكي وحدها.
رجل، طويل، يرتدي بدلة سوداء محترقة الأطراف، يقف في الطرف المقابل من القاعة، على الجانب الآخر من المرآة. وجهه مشوّه قليلاً، لكن عيناه تشعّان بالأسى ذاته الذي رأه في دمعة رين.
"رين؟" نطق ميشيرو دون أن يخطط لذلك.
يوكي في الانعكاس نظرت إلى رين، فابتسمت، ودمعة سقطت من عينها الشفافة.
لكن فجأة، الظلال بدأت تتكثف خلفهما. أصوات ضجيج، صراخ قديم يعود إلى الحياة، ولهيب يظهر في المرآة كأنها تستعيد لحظة الحريق.
صرخت يوكي:
"المرآة... لا تعكس الحقيقة فقط، بل تحفظ الألم أيضاً!"
همس رين، صوته يأتي من خلف الزجاج:
"علينا أن نعيد ما حدث. أن نُغلق الحلقة."
فهم ميشيرو أنه لا يكفي أن يرى... بل عليه أن يعيش اللحظة، ويكون شاهدًا على النهاية التي لم تكتمل.
والمفتاح... سيكون داخل المرآة.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.