الفصل السابع: دقات منتصف الليل
في الليلة التالية، عاد ميشيرو إلى القاعة قبل منتصف الليل بقليل، ومعه شمعة واحدة ورسالة يوكي. لم تكن الكهرباء تعمل، لكن لم يكن بحاجة إليها. كان يعرف أن الظلال تنتظر في الظلام، لا في النور.
جلس في منتصف القاعة، ووضع الشمعة على الطاولة المحترقة، ثم بدأ يقرأ الرسالة بصوت عالٍ.
كل كلمة كانت كأنها تمزّق ستاراً بين العالمين.
ومع الكلمة الأخيرة، دقّ جرس الساعة القديمة في القاعة.
واحدة... اثنتان... حتى الثانية عشرة تمامًا.
ومع آخر دقة، انطفأت الشمعة.
ثم... همسات.
كانت تحيط به من كل جانب، كلمات غير مفهومة، لكن مألوفة، كأن الزمن عاد إلى الوراء. فجأة، أضاءت القاعة بنور غريب، لم يكن من نار ولا قمر. بل من الداخل... من الجدران، من الذكريات، من اللحظة التي لم تكتمل.
رأى أمامه الضيوف مجددًا، يجلسون على الكراسي، يضحكون، يصفقون، ويوكي تدخل من باب القاعة، بفستانها الأبيض، تبتسم لرين الذي ينتظرها عند المذبح.
ميشيرو كان الوحيد الذي يرى بوضوح أن ما يحدث ليس حقيقياً... بل إعادة عرضٍ للحظة الأخيرة من حياتها.
لكنه فجأة أدرك أن الأمر ليس عرضًا فقط.
رأى الباب يُفتح مجددًا، ورجلاً يقتحم القاعة، يحمل وعاءً من الزيت، ويصرخ:
"لن تأخذه مني!!"
ويشعل النار.
تجمّد الزمن.
يوكي نظرت إليه، هذه المرة مباشرة، وقالت:
"الغيرة... كانت سبب موتنا. لم يكن القدر، بل الغضب."
ميشيرو وقف وسط المشهد، قلبه يخفق. كل شيء أمامه كان من الماضي، لكنه الوحيد الذي يستطيع تغييره.
مدّت يوكي يدها إليه، وصرخت:
"الساعة دقّت، وإذا لم يُغلق هذا المشهد... سنبقى هنا إلى الأبد."
ثم... بدأت النيران تشتعل مجددًا.