Yussefh7

Share to Social Media

الفصل الثامن: عين يوكي
لهيب الماضي كان يحرق الهواء حول ميشيرو، لكنه لم يشعر بحرارة... بل بألمٍ عاطفي، ألم الحقيقة التي ظلّت مطموسة خلف الدموع والرماد.
كان واقفاً في وسط القاعة، يحدّق في يوكي، وفي الرجل الذي أشعل النار – لم يكن سوى أحد خُطّابها السابقين، شاباً رفضت حبه، فلم يقبل أن يراها في ذراع رجلٍ آخر.
"لم أكن أريد الموت، ميشيرو..." همست يوكي، والدموع تنهمر من عينيها الشفافتين، "كنت فقط أريد أن أكون معه، بلا خوف، بلا لعنات."
اقترب منها، مدّ يده، وشعر للحظة ببرودة لم تكن جسدية... بل روحية، كأن قلبها يحمل شتاءً لا يذوب.
لكن حين لمس يدها، رأى شيئًا لم يره من قبل.
رأى ما رأت يوكي.
كان ينظر بعينها.
رأى الفرح قبل الكارثة. كيف رقصت بين الضيوف، وكيف نظرت إلى رين بحب خالص. ثم رأى نظرة الشك في عينيها حين اقتحم الرجل القاعة، وكيف ركضت لتحذّر رين... لكنها لم تصل.
ثم... الظلام.
حين عاد إلى وعيه، كان على الأرض، يتصبّب عرقًا، وصوت يوكي يهمس:
"أنت الآن تعرف. أنا لم أمت بسبب النار فقط. بل لأن الحقيقة لم تُكشف. والمرآة... وحدها تحفظ ذلك."
التفت نحو المرآة الكبيرة. لم تكن تعكسه الآن، بل تعكس الحريق.
وفي وسطه... شيء يلمع.
اقترب بخطوات مترددة، فوصل إلى الزجاج، ومدّ يده، كأن المرآة أصبحت بابًا. لم تكن مجرد عاكس، بل نافذة.
ورأى داخلها... صندوقًا صغيرًا، يشبه صندوق الرسائل.
فهم. هناك سرّ أخير.
عين يوكي لم تُرِه كل شيء بعد.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.