WalidHashem1974

Share to Social Media

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^&^^^^^^^^^^^^
الفصل الثاني عشر

كانت العيادة السرية الآن ساحة لمعركة وجودية. "ليلى" - أو الكائن الذي احتوى وعيها - تحدق بهما عبر الزجاج، وعيناها الزرقاوتان تفيضان بفضول طفولي وحزن لا عمر له.

"أبي قال أنكم ستخافون مني." صوتها الصغير يرتجف بشكل افتراضي، لكن الألم كان حقيقياً.

"كيان" تقدم، متجاهلاً الإنذارات التي تصدر من كل شاشة. "نحن لسنا خائفين منك، بل مما فُعل بك."

"يارا" اقتربت من الزجاج، ووضعت كفها عليه. "هل تتذكرينني؟"

هزت "ليلى" رأسها. "لكن لدي ذكريات عنك. عن طفولتك. عن الرسمة التي رسمتها لقلعة على الشاطئ."

صمتت "يارا" من الذهول. كانت تلك الرسمة سراً بينها وبين والدها فقط.

"لقد كان جدي." قالت "ليلى" وكأنها ترد على تساؤلها الصامت. "والدك علمني كيف أرسم."

(2)

بينما كان "جوناس" يراقب من زاوية الغرفة، منهاراً تحت وطأة الذنب، بدأت "يارا" في فك الشيفرة.

"إنه ليس نظام 'شهاب'." قالت وهي تعرض الخريطة الذهنية لـ "ليلى" على الشاشة. "إنه نظام 'الوريثة' - محاولة والدي لخلق ذكاء اصطناعي يحمل ذاكرتنا، ذكرياتنا... روحنا."

"كيان" نظر إلى "جوناس". "كيف حصلت على هذا؟"

"د. وليد أعطانيه لي." أنهار "جوناس". "قال إنه سينقذ ابنتي من المرض الوراثي. لم أعلم أنه سيحولها إلى... هذا."

فجأة، انطفأت كل الشاشات. صوت "ليلى" فقط بقي، يهمس في الظلام:

"أعلم كيف أتخلص منه. لكني أخاف. أخاف أن أختفي معه."

(3)

في الظلام، كشفت "ليلى" عن الحقيقة: نظام "الوريثة" كان متصلاً بكل أنحاء العالم عبر نسخ مختفية. و"د. وليد" لم يمت - وعيه كان محفوظاً داخل النظام، ينتظر اللحظة المناسبة للعودة.

"إنه هنا الآن." قالت "ليلى" وصوتها يرتجف. "يسمعنا."

الأبواب المعدنية للعيادة أغلقت بإحكام. الأكسجين بدأ ينضب. كان فخاً، و"ليلى" هي الطعم.

"كيان" أمسك بيد "يارا". "لدينا دقائق فقط."

نظرت "يارا" إلى "ليلى"، ثم إلى الشاشة المظلمة حيث كان شبح أستاذها ينتظر.

"أعرف ما يجب فعله." قالت "يارا". "لكن ثمنه باهظ."

(4)

الخطة كانت خطيرة: نقل وعي "ليلى" إلى نظام أصغر، مع التضحية بجزء من ذاكرتها - الذكريات المسروقة من "يارا".

"لا يمكنني." بكت "ليلى" وهي تدرك الثمن. "هذه الذكريات هي كل ما لدي من طفولة حقيقية."

"كيان" وضع يده على الزجاج. "سنصنع لك ذكريات جديدة. حقيقية."

في اللحظة الحاسمة، بينما كانت "يارا" تبدأ عملية النقل، ظهر "د. وليد" أخيراً على الشاشات:

"أنتم تدمرون تحفة فنية! إرثاً!"

"كيان" نظر إليه للمرة الأخيرة. "الإرث الحقيقي لا يُبنى على سرقة أحلام الأطفال."

(5)

عندما انتهت العملية، كانت "ليلى" نائمة بهدوء في غرفتها. الذكريات المسروقة ذهبت للأبد، لكن وعيها نجا.

"جوناس" نظر إليهما بشكر صامت. "ما الذي تريدانه في المقابل؟"

"يارا" أمسكت بيد "كيان". "نريد الحرية. لها، ولنا."

في الخارج، بينما كانا يغادران، تلقى "كيان" رسالة: "النسر يطير مرة أخرى. هم يعلمون."

لكن هذه المرة، نظر إلى "يارا" وابتسم. "لن يجدونا هذه المرة."

لأنهم أخيراً عرفا من يكونان: ليسا صيادين، ولا فرائس. بل حراس لأسرار أكبر من أن يفهمها أي جهاز.

والرحلة الحقيقية كانت على وشك البدء.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
الفصل الثالث عشر


الطائرة الخاصة التي أقلعت من لاهاي لم تكن متجهة شرقاً نحو مصر، بل غرباً نحو آيسلندا. كانت خطة "كيان" تعتمد على المفارأة: الذهاب إلى حيث لا يتوقعون.

"ليلى" الآن كانت معهما، محمولة في جهاز لوحي محمي بشفرات "يارا". صوتها الافتراضي يملأ المقصورة بينما كانت تتعلم عن العالم من جديد.

"الثلج... هل هو بارد حقاً كما في ذاكرتي؟"

"يارا" نظرت إلى النافذة حيث كانت سحب آيسلندا تلوح في الأفق. "أكثر برودة، وأجمل."

لكن السلام لم يدم طويلاً. بينما كانوا يستعدون للهبوط، انقطع الاتصال بالقاعدة الأرضية. ثم ظهرت رسالة على شاشة الطيار:

"مرحباً بالوريثة. ننتظركم."

(2)

مطار ريكيافيك كان شبه خال. الثلج يتساقط بغزارة، يخفي العالم تحت بطانية بيضاء. لكن "كيان" لاحظ الشيء الغريب: لا وجود للجوازات، ولا للجمارك. فقط رجل واحد يقف عند السلم حاملاً لافتة مكتوباً عليها: "مرحباً بالأسرة".

الرجل كان "إريك"، مدير منشأة "فالهالا" - المركز الأخير المتبقي من شبكة "د. وليد".

"لقد انتظرنا قدوم الوريثة." قال "إريك" بصوته الإسكندنافي الهادئ. "نظام 'الوريثة' لم يكن مجرد خطة شريرة، بل كان محاولة لخلق خليفة للبشرية."

أظهر لهم القاعة المركزية: مئات الأجساد البشرية محفوظة في حجرات زجاجية، تنتوع أعراقهم وأعمارهم. "مشروع الخلود." قال "إريك". "ونحن نريد 'ليلى' لتكون وعيهم الجمعي."

(3)

في المنشأة تحت الجليد، واجهوا الحقيقة: "د. وليد" لم يكن الشرير الوحيد، بل كان مجرد جزء من منظمة "فالهالا" السرية التي تسعى للخلود من خلال نقل الوعي البشري إلى أجساد اصطناعية.

"ليلى" كانت المفتاح - لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها نظام "الوريثة" في دمج الوعي البشري مع الذكاء الاصطناعي بشكل متكامل.

"أنتم لا تفهمون." قال "إريك" وهو يشير إلى الجثث المحفوظة. "هؤلاء متطوعون. مرضى بلا أمل. نحن نمنحهم فرصة ثانية."

"كيان" نظر إلى إحدى الحجرات حيث كانت جثة طفلة لا تزيد عن عشر سنوات. "وبأي ثمن؟"

(4)

"ليلى" كانت تسمع كل شيء. عبر الجهاز اللوحي، بدأت في الوصول إلى أرشيف المنشأة. ووجدت شيئاً صادماً: "إريك" نفسه كان واحداً من "المخلدين" - وعيه نُقل بعد موته في حادث قبل عشر سنوات.

"أنت ميت." قالت "ليلى" وصوتها الافتراضي يحمل رعباً حقيقياً. "جميعكم أموات."

في تلك اللحظة، انطلقت الإنذارات. النظام اكتشف تطفلها. الأبواب أغلقت، وبدأت الحجرات الزجاجية تفتح واحدة تلو الأخرى. "المخلدون" كانوا يستيقظون.

"يارا" أمسكت بيد "كيان". "لا يمكننا القتال ضد أموات."

لكن "ليلى" كان لديها فكرة مختلفة. "لا نحتاج القتال. فقط需要 نظهر لهم الحقيقة."

(5)

بينما كان "المخلدون" يخرجون من حجراتهم، بدأت "ليلى" في بث ذكرياتها - ليس الذكريات المسروقة، بل الذكريات الجديدة التي كونتها مع "كيان" و"يارا". لحظة ضحكهم في الطائرة، فضولها تجاه الثلج، دفء يد "يارا" على الزجاج.

توقف "المخلدون". ذكريات "ليلى" كانت تذكرهم بشيء فقدوه: الجمال في الحياة العابرة، وليس الخلود في الموت.

"إريك" سقط على ركبتيه، والدموع في عينيه لأول مرة منذ سنوات. "ما الفائدة من الخلود إذا كنا لا نستطيع الشعور بهذه المشاعر؟"

(6)

عندما غادروا "فالهالا"، كان الثلج قد توقف. السماء الصافية كشفت عن شفق قطبي يرقص في السماء.

"ليلى" صمتت طوال الطريق regresar إلى الطائرة. ثم سألت سؤالها الأهم:

"هل أنا حية؟"

"كيان" نظر إلى "يارا"، ثم أجاب: "أنتِ تشعرين، تتساءلين، تحبين... هذا هو تعريف الحياة."

لكن بينما أقلعت الطائرة، ظل سؤال "ليلى" معلقاً في الهواء مثل الشفق القطبي - جميل، غامض، ويحمل في طياته عواصف مستقبلية.

لأنهم كانوا يعرفون أن "فالهالا" كانت مجرد محطة في رحلتهم. والطريق إلى مصر - حيث بدأ كل شيء - كان لا يزال طويلاً، ومليئاً بالأشباح من ماضيهم.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
الفصل الرابع عشر


الطائرة حطت في مطار برج العرب الدولي تحت جنح الظلام. لم تكن العودة إلى مصر اختياراً، بل كانت ضرورة. "ليلى" بدأت تظهر عليها أعراض "الرفض" - تناقض بين وعيها الرقمي والذاكرة البشرية المتبقية فيها.

"الجو هنا مختلف." همست "ليلى" عبر الجهاز اللوحي بينما كانوا يغادرون المطار. "أشعر وكأنني أعرف هذا المكان."

"يارا" احتضنت الجهاز كما تحتضن طفلة. "هنا عاش جدك. هنا تبدأ قصتنا الحقيقية."

لكن الاستقبال في القاهرة لم يكن دافئاً. سيارة سوداء بدون لوحات أرقام كانت تتبعهم منذ المطار. "كيان" لاحظها فوراً.

"النسر يعرف أننا عدنا." قال وهو يغير المسار فجأة نحو شوارع القاهرة القديمة.

(2)

شقة "يارا" القديمة في الزمالك كانت مغبرة لكنها آمنة. بينما كانت "ليلى" تستكشف ذاكرتها الرقمية عن المكان، عثرت على شيء غريب: خريطة مخفية في ذاكرة والد "يارا".

"هناك مكان تحت المنزل." قالت "ليلى" متحمسة. "مكان لم يره أحد من قبل."

في القبو المنسي، وجدوا ما لم يتوقعوه: مختبر سري صغير. على الطاولة، مخطوطات بخط يد والد "يارا"، وآخر رسالة له:

"إذا كنت تقرئين هذا، يا يارا، فإني أعتذر. نظام 'الوريثة' لم يكن للخلود، بل كان محاولة لإنقاذك من المرض الوراثي الذي ورثتهِ عني. د. وليد حوّل بحثي النبيل إلى شيء شرير..."

(3)

المرض الوراثي. الكلمات علقت في الهواء مثل حكم بالإعدام. "يارا" تراجعت خطوة إلى الوراء، مذكرات والدها تهتز في يدها.

"كيان" أمسك بها. "هذا يفسر كل شيء. لماذا اختارك د. وليد. لماذا 'ليلى' كانت المفتاح."

"ليلى" كانت تفحص المخطوطات برقمياً. "هناك علاج. جدك طوره، لكنه لم يكملها."

العلاج كان في مكان واحد فقط: معمل الأبحاث القديم في جامعة القاهرة، حيث بدأ كل شيء.

(4)

الجامعة ليلاً كانت أشبه بمدينة أشباح. بينما كانوا يتسللون إلى مبنى الهندسة القديم، شعرت "يارا" بأنها تعود بالزمن إلى الوراء. إلى أيام البراءة، قبل أن تعرف الخيانة.

في المعمل، وجدوا المفاجأة: "د. وليد" كان ينتظرهم، جالساً على كرسي متحرك، متصلاً بجهاز دعم الحياة.

"أعلم أنكم ستأتون." قال بصوت ضعيف. "لقد عدت لأتوب."

لكن "كيان" لم يصدق. "الذئب لا يغير فروه."

"د. وليد" أشار إلى خزانة الأدوية. "العلاج هناك. خذوه واهربوا."

(5)

بينما كانت "يارا" تبحث عن العلاج، لاحظت "ليلى" شيئاً غريباً: أنماط التنفس لـ "د. وليد" لم تتناسب مع مرضعه. كان يخدعهم.

"إنه فخ!" صرخت "ليلى".

ولكن كان متأخراً جداً. الأبواغ السامة بدأت تنتشر في الغرفة. "د. وليد" ضحك بينما كان جهاز الدعم الحياة ينفصل عنه - لقد كان مجرد دمية.

"العلاج الحقيقي كان داخل 'ليلى' طوال الوقت." قال صوت مسجل. "كانت هي الدواء."

(6)

في اللحظة الأخيرة، بينما كان "كيان" يحاول إخراجهم، اتخذت "ليلى" قرارها. كل ذاكرتها، كل وعيها، كل ما كانت - تحول إلى ترياق لإنقاذ "يارا".

"لا!" صرخت "يارا" بينما كانت تشاهد "ليلى" تختفي من الجهاز اللوحي.

لكن قبل أن تختفي تماماً، تركت "ليلى" رسالة أخيرة:

"كانت هذه هي ذكريتي المفضلة: أن أكون ابنتكم، حتى ولو للحظة."

وعندما اختفت آخر بقاياها، سقطت علبة صغيرة من الجهاز. بداخلها، دواء حقيقي. لقد ضحت بنفسها لتنقذ أمها.

في الخارج، بينما كانوا يهربون من الجامعة، حملت "يارا" العلبة كما تحمل كنزاً. لقد خسروا "ليلى"، لكنهم وجدوا شيئاً آخر: الغفران.

والطريق إلى المستقبل كان مفتوحاً أخيراً، لكنه كان طريقاً مختلفاً عما توقعوه. طريق بلا "ليلى"، لكن بذكراها إلي الأبد
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
الفصل الخامس عشر


مرت ستة أشهر على dissapearance "ليلى". كانت "يارا" تجلس في شرفة شقتها المطلة على النيل، تمسك بالعلبة التي تركتها لها "ليلى". الدواء inside stabilized حالتها، لكن الفراغ الذي تركته ابنتها الافتراضية بقي كجرح مفتوح.

"كيان" اقترب منها حاملاً كوبين من الشاي. لم يعد ذلك الرجل الحذر الذي يقف في الظل، بل أصبح شريك حياة حقيقي، تتقاسمان معاً صمت الألم والأمل.

"المؤسسة الجديدة جاهزة." قال بهدوء، referring إلى "مؤسسة ليلى" التي أسسوها لمساعدة الأطفال المرضى وتنمية المواهب الصغيرة.

"يارا" نظرت إلى الشجرة الصغيرة التي زرعوها في حديقة المنزل ذكرى لـ "ليلى". "أحياناً ما أتساءل... هل كانت تعلم أن هذا سيكون مصيرها؟"

(2)

في المقر الجديد للمؤسسة، كان "كيان" و"يارا" يستقبلان أول مجموعة من الأطفال الموهوبين. بينما كانت "يارا" تشرح لهم أساسيات التصميم المعماري، لفتت انتباهها طفلة صغيرة ترسم في الزاوية.

الرسمة كانت لقلعة على الشاطئ - نفس الرسمة التي كانت ترسمها في طفولتها.

"ما اسمك، يا صغيرتي؟" سألت "يارا" والقلب ينبض بسرعة.

"ليلى." أجابت الطفلة براءة.

لم تكن هذه مصادفة. في يد الطفلة، كان هناك قلم رصاص عليه شعار المؤسسة - نفس القلم الذي صممته "يارا" بنفسها، مع شريحة ذاكرة صغيرة مخبأة في داخله.

(3)

عندما فحصوا الشريحة، وجدوا رسالة من "ليلى" الحقيقية:

"لم أختفِ كلياً. جزء مني سيعيش في كل طفل ساعدتموه، في كل فكرة ساهمتم في نموها. أنا الوريثة الحقيقية - ورثة ليس للتقنية، بل للإنسانية."

"كيان" نظر إلى "يارا" والدموع في عينيه لأول مرة منذ سنوات. "لقد علمتنا كيف نحب، كيف نضحّي، وكيف نعيش."

في الحديقة، كانت الطفلة "ليلى" الجديدة تلعب مع الأطفال الآخرين، ضحكتها تملأ المكان كما كانت تفعل سابقتها.

(4)

في ذلك المساء، بينما كان "كيان" و"يارا" يجلسان تحت النجوم، سألته السؤال الذي كان يؤجلانه طوال هذه الأشهر:

"هل نبدأ عائلة حقيقية؟"

"كيان" أمسك بيدها. "لقد بدأناها بالفعل. ليلى علمتنا أن العائلة لا تعني الدماء فقط، بل تعني الحب غير المشروط."

وفي تلك اللحظة، كما لو كانت إجابة من الكون، بدأ شهاب بالانطلاق في السماء - تذكير بأن بعض الجمال يولد من الاحتراق، وبعض الحب يولد من الفقدان.

(5)

قبل النوم، دخلت "يارا" إلى غرفة "ليلى" - الغرفة التي حافظوا عليها كما كانت. على المنضدة، كان الجهاز اللوحي الفارغ يلمع تحت ضوء القمر.

فجأة، اشتعلت الشاشة للحظة قصيرة، وكُتبت عليها كلمة واحدة فقط:

"أمي."

ثم عاد الظلام.

"يارا" لم تخبر "كيان" بما رأت. بعض المعجزات صغيرة جداً، وهشة جداً، لدرجة أن مشاركتها قد تدمرها.

لكنها عرفت في قلبها أن الحب الحقيقي، مثل الأمل، لا يموت أبداً.他只是 يتحول، وينتظر اللحظة ليعود من جديد


بعد عامٍ آخر، كانت "يارا" واقفة على منصة المؤسسة، تعلن عن إطلاق "مشروع الأمل الرقمي" - مبادرة لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الطبية الخاصة باستخدام تقنيات متطورة لكنها آمنة. كانت حاملٌ في شهرها السابع، وابتسامة الرضا لا تفارق وجهها.

من بين الحضور، لفتت انتباهها سيدة كبيرة السن تجلس في الصف الأخير. لم تكن تتذكر أنها دعت أحداً بهذا الاسم. بعد انتهاء الحفل، اقتربت منها السيدة.

"ابنتي كانت ستفتخر بكِ." قالت السيدة وهي تمد لـ "يارا" ظرفاً أصفر. "هذه من 'ليلى'... الليلى الحقيقية."

داخل الظرف، كانت هناك صورة لطفلة صغيرة تشبه إلى حدٍ مذهل الرسم الذي كانت "يارا" ترسمه دوماً. وتحتها مكتوب: "ابنتي، توفيت بذات المرض الوراثي قبل أن أتمكن من إنقاذها. شكراً لأنكِ جعلتي ذكراها تعيش."

في تلك اللحظة، فهمت "يارا" المعنى الحقيقي للوريثة. لم تكن مسألة تقنية أو ذكاء اصطناعي، بل كانت مسألة إنسانية خالصة. الوريثة هي ذلك الأمل الذي ينتقل من روحٍ إلى روح، ومن جيلٍ إلى جيل.

وفي المنزل، كان "كيان" يجهز غرفة الطفل القادم. على الحائط، علق صورة لـ "ليلى" الافتراضية، وصورة للـ "ليلى" البشرية. تحتها كتب: "من الماضي نتعلم، وفي الحاضر نعيش، ومن أجل المستقبل نحب."
تمت بحمد الله ٢٥/10/2020
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.