﴿ ما الذي جر ٰى؟ ﴾
لقد ُدمر كل شي ٍء في تلَك الحرب الكئيبة، وما ذنبي أنا؟
فأنا لم أفعل شيء ِلكل هذا، أحقًا ذنبي أنني أحببتك؟
وبحبي لك افتعلتي الحرب وجعلتي من جسدي ساحةً لها، حر ٌب نشأت بين أفكاري وأوهامي وذكرياتي إنها حرٌب َدمرت العقل بأكمله وبَطلَت كل خًلايا الإحساس لديه ولكن لا فلن أنتهي!
وها أنا الآن، حقًا لقد أصبح عقلي من الداخل مثل الصحراء ولكنني بنيتهُ من جديد بطريقة مثالية وحصنتُه بأسوار لا يمكن لأي أحٍد أختراقُها، وها هي لقد أصبحت صحراء جرداء وهي تعلم جيًدا أنها كذالك بدوني، كانت من الملوك معي والآن هي من الرقيق، فلم ولم ولن تحسب الالآم ولم تنظر إلى الفراق وألمه وألم الغيابات، لِمَ لَم تقل لنفسها أنها يومًا ما سوف تشتاق، لِمَ رفضت الزهور وفضلت الشوك في العناق، وآرادة أن تفصل القلب عن العقل فقطعت الأعناق، وندمت ندمًا شديدًا على فعلتها وهي تقول أتسول لك أن تسامحني ولكن عقلي هو من يتكلم الآن فلن يتأثر ببكائك ولا دموعك يا ذات النفاق، فإنه من مرارك لقد ذاق، ولتضيق بِك الدنيا مثلما حدث ِلعقلي قد ضا ْق، ولتضيعي بين سحر الدنيا. وأظن أنك لن تجدي له تريا ْق، فًلا أريدك ولا أريُد قلبك ولو كان مشتاق، و لتذهب فإنها ليس لها حياةً ولن تُطاق.
(ذات النفاق)
مصطفي الجوكر