" روان "
مش مستوعبه ازاى لحد دلوقتى ان احمد جاى ياخدنى عشان نسافر ... بقالى عشر دقايق قافله معاه المكالمه ومش مصدقه .. بجرى ... بجرى فى كل حته فى البيت زى المجنونه مش عارفه ليه .. عماله ادور على حاجه مش عارفه هى إيه .. متصربعه وبعمل مليون حاجه فى وقت واحد ... لحد ما خلصت ونزلت .. اول ما نزلت لقيته واقف مستنينى ... هى نفس الضحكه اللى بيرسمها لما يكون مبسوط ... نفس النظره اللى تقدر تنسى اى حد اسمه فى ثوانى ... ركبت العربيه وبدأنا نتحرك ... مش قادره اشيل عينى من عليه .. كل شويه ابص عليه بطرف عينى من غير ما ياخد باله ... كل شويه ابص عليه وارجع ابص فى الطريق واسرح .. اسرح فى شكله وفى تفاصيله .. وفى الموقف الغريب اللى أنا فيه دا دلوقتى ... أنا وهو فى عربيته مسافرين سوا لأول مره من ساعه ما عرفته .... اول مره فى حياتى اتعرض لموقف زى دا ... اول مره فى حياتى حد يعمل معايا كدا ...جيت ابص عليه تانى .... شكله المرادى خد باله ....
- بتبصيلى كدا ليه
- مش عارفه ... بس مش مستوعبه
- مش مستوعبه إيه بالظبط
مش عارفه اقوله إيه اقوله انى مش مستوعبه الموقف دا كله من غرابته وحلاوته ... ولا مش مستوعبه انى قاعده جنبه وانا وهو مسافرين للبحر سوا ... ولا مستغربه انه بيعمل معايا أنا الموقف دا ... دا أنا اول ما قولتله انى نفسى اشوف بحر لقيته بيقولى طب يالا ... دا لو جنى او واحد بيحقق الامنيات مكنش هيعمل كدا .... أنا مش عارفه اقولك إيه والله بجد ... أنا شكلى هح .... لا لا اكيد لا مش بسرعه كدا .... بس انت عملت كل حاجه تخلينى متعلقه بيك ... كل حاجه فيك ... كل حاجه علقتنى بيك ..... وصلنا البحر وفطرنا وقعدنا ... البحر كان فاضى خالص مفيهوش حد تقريبا ....شكله ساحر ويخطف العين .... بس أنا عاوزه اقوم اتمشى ومش عارفه اقوله ازاى او ابدأها ازاى ... شكله حابب القعده ... بس أنا زهقت من القعده ....
- تيجى نقوم نتمشى شويه
- وماله تعالى ..
- يالا
الحمد لله انه قالى كدا وهو اللى بدأ كلام ..... من شده غرابه الموقف وحلاوته لحد دلوقتى حاسه انى بحلم ... حاسه انى مش صاحيه وكل دا بيحصل حواليا فعلا ... كل حاجه بتحصل محدش يقدر يستوعبها ... اصل كل حاجه عامله زى القصص الخياليه ... واحمد هو فارس الاحلام ....
- البحر شكله جميل اوى
- اه .. برغم انه شبه البنى ادمين
- ازاى بقا
قعد يتكلم ويقول كلام أنا عمرى ما تخيلت انه يطلع من واحد زى احمد ... دا ساحر بجد ...كلامه واسلوبه و وصفه للمشهد دا والموقف دا كان كفيل يخلينى واقفه كدا بسمع الكلام دا وانا مذهوله ومش مصدقه ان دا احمد اللى أنا اعرفه ...
- يااه أنا مكنتش اعرف انك فيلسوف كدا
- لا لا فيلسوف ولا حاجه
بجد أنا مبسوطه جدا من اللى احنا فيه دا و انى معاه وانه بيتكلم معايا كدا .. حاسه انى لسه بعرفه من اول وجديد بس المرادى مش خايفه اتكلم معاه او بقول دا غريب ... حاسه انى بتعرف على حد اقرب من نفسى لنفسى ... برغم انى معرفش هو بيعمل معايا كل دا ليه ... مفيش بنى ادم بيعمل مع حد كل دا الا لو كان ..... مهو اى حد ايا كانت درجه جدعنته مع صحابه والناس اللى بيحبهم مش هتوصل انه يعمل عشانهم كل دا الا لو كان هما بنسباله عدوا مرحله الصحاب وبقى فى مشاعر تانيه خالص .... ياترى يا احمد انت بتعمل دا ليه ... ياترى زى ما أنا متوقعه ولا إيه.. محستش بنفسى غير وانا بسأله وبقوله ..
- هو انت بتعمل معايا كده ليه
- بعمل إيه بظبط
- كل اللى انت بتعمله عشانى دا
- هو أنا عملت حاجه
- مش عارفه
- لا أنا مش فاهم بجد
- يعنى إيه اللى خلاك تعمل كدا
- يبنتى كدا اللى هو إيه
- كدا اللى هو اللى احنا فيه دا دلوقتى
- قصدك البحر وكدا يعنى
- ايوا
- طب ما تقولى كدا ... والله مش عارف بس هو دى حاجه وحشه ان لما يكون حد صحبى وغالى عليا نفسه فى حاجه واعملها ليه ابقى غلط
- لا أنا مقولتش كدا بس اللى هو يعنى مش دايما بيحصل كدا
- يستى اعتبرى انى كنت نفسى اعمل كدا ولما لقيتك نفسك فى كدا شجعتينى
- لا بجد والله إيه اللى خلاك تعمل كدا
- ما أنا قولتلك عشان انتى صحبتى وحد غالى عندى اوى
- غالى
- اه طبعا غالى جدا كمان ... انتى متعرفيش غلاوتك عندى عامله ازاى يا روان .. أنا تقريبا مليش صحاب غيرك
- ليه بس يعنى
- يعنى ..
- هو فى حد ملوش صحاب خالص
- أنا
- وايه السبب فى كدا
- يعنى زمان وانا صغير وكدا وبواقع ان خالى كان بيخاف عليا وكدا فمكنتش بنزل او بقابل حد او بقعد مع حد غيره تقريبا فمكنش عندى صحاب خالص تقريبا
- بس دا غلط
- لا هو مش غلط ولا حاجه هو كان شايف ان دا هيبقى الاحسن والاصح ليا
- إيه الصح فى انى اعيش لوحدى من غير صحاب
- مش عارف والله بس معنديش أجابه اقدر افيدك بيها
- طب ليه مقولتلوش كدا غلط او أنا عاوز اتعرف على ناس
- لا طبعا مينفعش ... مقدرش اتكلم مع خالى كدا
- ليه يبنى هو انت بتطلب حاجه غلط ... دا حقك
- لا مش حقى ولا حاجه واكيد خالى يعرف الصح اكتر منى وعارف مصلحتى فين
- لا خالص مش شرط ..مفيش بنى ادم بيبقى صح على طول
- لا ممكن يبقى فى لو اتعلم ازاى ميكررش الغلط دا تانى واتعاقب هيفكر قبل ما يعمل غلط ...
- مش عارفه بصراحه
- لا أنا عارف أنا بقولك إيه
- خلاص يا سى احمد طلاما انت عارف فأنا مقدرش اناقشك
- ايوا فعلا انتى متقدريش تعملى كدا
- لا مش عشان سكتلك هتتمادى بقا و كدا لا أنا ممكن اناقشك من هنا للصبح
- يا سلام
- اه يخويا
- على فكره ضحكتك دى حلوه اوى
- بجد
- اه والله بجد ... بيبقى شكلك حلوه اوى وانتى بتضحكى ... بتخلى شكلك عامل زى الاطفال وبريئه كدا ...
- طب اسكت بقا
- ولما خدودك بتحمر وتتكسفى كدا زى ما انتى عامله دلوقتى بيبقى شكلك احلى واحلى
- مين قالك انى مكسوفه .. لا خالص
- وخدودك دى ظروفها إيه
- بتكدب ياعم
- طب وعيونك .. هما كمان بيكدبوا
- مالهم عيونى
- قوليلى انتى
- مش عارفه اقولك إيه اواتكلم
- أنا مش عاوزك تقولى حاجه أنا عاوز افضل باصصلك
- هيفضل شكلى عامل كدا
- وانا مش عاوز اكتر من كدا
- أنا مش عارفه اقول إيه
- قولتلك متقوليش حاجه
- مش عارفه يا احمد
- بحب اشوفك وانتى محتاره كدا وعامله زى التايهين
- وانا مش عارفه انا ليه عامله كدا
- عشان انتى حاسه باللى أنا حاسه وعارفه بيه كمان
- اللى هو إيه
- روان .. أنا بحبك
- أنا .. أنا .. أنا مش عارفه اقولك إيه والله
- قولى اى حاجه
- مش عارفه
- طب دى حاجه حلوه ولا وحشه
- مش عارفه
- يعنى انتى مبسوطه ولا زعلانه
- مش عارفه
- امال عارفه إيه
- ممكن نمشى دلوقتى ...
- لسه بدرى
- لا أنا عاوزه اروح دلوقتى بعد اذنك
- حاضر
" احمد "
ركبنا العربيه وبدأنا فى طريق الرجوع..... متكلمناش فى اى حاجه ولا حد فينا اتكلم كلمه واحده .... صمت تام طول الطريق مع تجنب النظر لبعضنا .....صمت طويل اوى .... الموقف بعد ما كان حلم جميل و من اسعد الحاجات اللى حصلتلى فى حياتى فجأه اتحول لكابوس مخيف و رخم و وحش يمكن اوحش من الكوابيس اللى بتجيلى و أنا نايم ...... مش عارف هل أنا اتسرعت ولا من الاول دا كان غلط وانا اللى كنت شايف حاجه مش موجوده او دا كان إيه بظبط ... وصلت روان لبيتها وروحت .... لسه مش مستوعب احداث اليوم واللى حصل ....اليوم كان جميل وكان كويس وكان خلاص كل حاجه بتوحى ان دا هيبقى اليوم الموعود فجأه كدا اتحول لكابوس وبقى مضلم ويوم غريب ... نمت .... نمت وصحيت ... اول مره اصحى وانا فعلا مش عارف اكلمها ولا لا .... خايف اكلمها الاقى رد فعل مش كويس وميعجبنيش ويكسرنى......وخايف مكلمهاش تكون مستنيانى اكلمها او تكون هى كمان متردده زيي ومستنيانى أنا اللى اكسر ترددها دا ... الموقف صعب اوى ..... بس انا قررت ... قررت قرار صعب اوى عليا وكان صعب انى اقرره ... قررت انى مش هكلمها ... قررت انى مش هحاول اتواصل معاها الا لما تكلمنى او اشوف رد فعلها على الكلام اللى قولته ليها على البحر ... سواء كان غلط او صح فهو اتقال ... أنا مش عارف قولته ازاى او ليه فى اللحظه دى بالذات بس ما حدث قد حدث .... وايا كان قرارها فأنا اكيد هحترمه وهتقبله ... فكرت كتير اوى افتح اللاب و اشوف بتعمل إيه بس أنا كنت وعدتها ووعدت نفسى انى مش هعمل كدا تانى ... مش هعمل كدا فعلا ..... فات يومين وانا مكلمتهاش او معرفش عنها حاجه .... معرفش عنها اى حاجه .... مكلمتهاش .. مشوفتهاش ... مخرجتش من البيت اساسا ... تليفونى بيرن ... هى ... روان
- الو
- أزيك يا احمد
- الحمد لله .. أزيك
- أنا بخير
- يارب دايما
- أنا عاوزه اقابلك
- فى حاجه
- لما اشوفك هقولك
- تحبى نتقابل امتا
- ياريت دلوقتى
- خلاص ... نفس المكان
- تمام
- خلاص ماشى
قفلت معاها ولبست ونزلت جرى على المكان اللى بنقعد فيه على طول .... مكنتش مصدق انها كلمتنى .. بالرغم من انى مش متأكد او عارف هى هتقول إيه بس كان عندى احساس انها حاجه حلوه ... كنت فرحان انها كلمتنى .. بس على قد فرحتى كان خوفى انها تبعد عنى .. لاول مره اكون خايف من روان ... لاول مره مكنش عارف هى هتعمل إيه ... ربنا يستر .... وصلت هناك وقابلتها .. و قعدنا
- أزيك يا روان
- أنا بخير .. وانت
- كويس
- طب الحمد لله
- فى إيه
- بقالك يومين مكلمتنيش
- قولت بلاش اكلمك بعد اخر موقف حصل بينا
- ليه
- يعنى .. خوفت من رد فعلك ليكون وحش او الكلام معجبكيش او حاجه فقولت بلاش اكلمك شويه
- اخر موقف حصل بينا اه
- اولا أنا اسف لو كانت كلمتى ضايقتك بس أنا مش عارف أنا قولتها ازاى
- ليه هو انت كنت بتقولها وانت مش قاصدها
- لا مش قصدى ... بس كان لازم متخطاش حدود صحوبيتنا و احاول ادارى مشاعرى عشان مضايقكيش
- بس أنا مضايقتش
- امال إيه
- أنا مكنتش عارفه وقتها أنا مبسوطه ولا مصدومه ولا إيه .. مكنتش عارفه مالى .. حصلى زى صدمه كده لمده وقفت تفكيرى وشلتنى وخلتنى مش مستوعبه
- طب وبعدين
- قعدت مع نفسى اليومين اللى فاتوا دول وفكرت .... وعرفت واستقريت وفهمت واستوعبت
- و قررتى إيه
- احمد أنا ....