الفصل الثاني من رواية (حوريه في الجحيم )
#روايات_رومانسيه
بقلم/إيمان الشربيني
**** فريده****
أجهل ما تصنعه بي نظراته أشعر بإضطراب داخل أعماقي مشاعر غامضة تعتريني وفضول غريب يدفعني لأعرف من يكون ، خيط رفيع لا أراه يشدني إليه؛
أثناء عودتي في القطار السريع وجدت سيدة تنظر لي بإذدراء ؛
تجاهلت نظراتها وأيقنت أنها ممن يكرهون الإسلام لإعتقدات خاطئه راسخة في أذهانهم،
بسبب العمليات التفجيريه وأعمال العنف التي حدثت وَتَبنتها جماعات للأسف تُطلق علي نفسها جماعات إسلامية ،حتي أصبح عندهم مايسمونه أسلاموا فوبيا.
_أتمني أن تختفوا من بلادنا
هذا ماقالته السيده ولازالت ترمقني بنظرات إذدراء هي وأخريات ،إبتسمت لها
_لكننا لا نحمل لكم أي كره أو ضغينه سيدتي
_أنتِ لستِ إلا إرهابية
_أنا مسلمه فقط سيدتي وديني دين تسامح ومحبه
_بل أنتم قتله متطرفين ملوثين بدماء الأبرياء
_كل ديانه يوجد بها المتطرفين
ونحن نؤمن أن الإرهاب والتطرف لا دين له فلا تجعليه حكراً علي الإسلام سيدتي
_لا تجادلي معي أيتها المتسخة
نفذ صبري من فظاظتها وبذائة حديثها
_سيدتي هل تعلمين أن ديني أمرني أن أغتسل خمس مرات في اليوم قبل أن أؤدي صلاتي
بينما كان الإستحمام في أوروبا بأكملها يعد كفراً
؛نحن نتطهر بالماء بينما أنتم نستخدمون المناديل لإذالة أوساخكم ؛ هل تعلمين لماذا أشتهرتم بصناعة العطور ؟ وكيف لك أن تعرفي ! لقد أشتهرتم بها لتغطي علي روائحكم النتنه والتي بسببها كانت تتفشي بكم الأمراض..
إبن جلدتكم المؤرخ الفرنسي دريبار قال
بأنكم مدينون للعرب أي للمسلمين لأننا من علمناكم كيف تحافظون علي نظافة أجسادكم .
تفاجأت بإمرأة خلفي تنزع حجابي عنوه
وأخري تريد أن تتصل بالشرطة
تلاشت شجاعتي وأنتابني الخوف مما سيحدث وجدته فجأة أمامي إختلجت في عقلي الكثير من الأسئلة ..هل أحتمي بة..ولكن من يكون !!
ربما هو منهم يحمل نفس معتقداتهم..
أم هو مثلي؟
ما الذي أقوله ..ما هذا العبث ..إذن فلماذا أطمئن قلبي حين رآه!!
صدمني عندما قال لتلك المرأة
_ إتصلي بالشرطة سيدتي
_حسنا
ثم أضاف
_ولكن إن إتصلتي أنت من سيتأذي سيدتي
وستتهمك تلك الفتاة بالعنصرية والتعدي علي حريتها
_ألم تسمع ماقالتة ؟
_بلي سمعت ولكنك من بدأتي واتهمتها بالإرهاب ونعتها بالمتسخه
بالإضافة إلا أنها لم تقل شيئاً غير التعبير فقط عن رأيها وهذا ما يكفلة القانون في بلدنا .
نظرت لي السيدة بغيظ وهي تصر علي أسنانها
_تباً لكِ
_فالتهدئي سيدتي الموقف ليس في صالحك لنكتفي بما حدث .
يالك من ماكر خلصتني من ورطة محققة كنت سأقع بها عدلت حجابي ونزلت من القطار قلت عندما شعرت بة خلفي
_لماذا تلحق بي ؟ ماذا تريد ؟
_هل لديك عينان خلف رأسك ؟
إلتفت إليه
_بإستطاعتك أن تقول حاسه سادسه.
_ ألن تشكريني ؟
قلت بمراوغه _ ماهي جنسيتك ؟
_كما تريدين
_أتمزح؟
_ولم لا ؟
وقفت أمامه بإصرار
_من أنت ؟ ماذا الذي تريدة مني؟
_أنا خالد ولا أعلم ماذا أريد فقط هناك مايشدني إليكِ عندما رأيتك في الجامعة لأول مره ..أريد أن أعرف عنك المزيد .
_أنت تعرف من أنا .
_لا أعرف سوي فريده تلميذتي
_لماذا دافعت عني ألا تحمل مثل معتقداتهم ؟
_لا تظلمي الجميع فهناك من يحمل أفكار متطرفة في كل الأديان كما قولتي منذ قليل
_إذاً لماذا ؟
_لأنك علي حق وأنا مسلم مثلك وعانيت ما تُعَانِيه لكنك الأكثر شجاعة علي الإطلاق
ضربتِ فأوجعتِ لكن رجاءً لا تكرريها
كونك مسلمة في هذة البلد فهو أمرٌ صعب .
قولت بإمتنان
_أنت محق .. أنا ممتنة لك كثيراً
_إذاً أتسمحين لي أن نحتسي القهوة معاً
_أسفة لم أعتاد علي ذلك
_هذا أمراً طبيعي هنا
_دعني أفكر .. لقد أقتربت من المنزل إلي القاء
_متي أراكِ؟
أشرت إلي أحد المقاهي القريبه من منزلي وقولت _أحياناً أجلس هناك مع زميلاتي إن أردت أن تحتسي معنا القهوة
أومأ برأسة وقد أرتسمت علي شفتيه إبتسامة رقيقه وقال
_حسناً إلي اللقاء
تقدمت عدة خطوت من منزلي وأستدرت أنظر إليه ؛رأيته يقفز في الهواء بمرح فضحكت،
دخلت إلي منزلي وأنا أشعر بالسعاده وإبتسامة بلهاء لم تفارق شفتي حتي سألتني أروي زميلتي في المسكن عن سر هذه الإبتسامة
_لا أعلم
رأيت سيلا وهي تتفحصني بتعجب وقالت
_أتركيها ياأروي فهي خبيثة لن تتحدث .
تركتهما ودخلت غرفتي كي أرتاح من عناء اليوم
فأنا لست في مزاج يسمح بالجدال
ليس بسئ ولا جيد أريد فقط
أن أفكر في هدوء أرتب أفكاري
أفكر بهذا الغريب الذي إقتحم حياتي
******خالد******
كنت أعلم أنها فتاه ليست تقليدية
فتاة فاتنة إلي أبعد مدي جميلة إلي أبعد حد صارخة الأنوثة لا تشبة غيرها ،
فتاه تحمل جمال أفروديت وعشتار ، رغم نعومتها فهي قوية أكثر مما تظن
شُجاعة، شامخة ، تزأر حين تهان ،
أنت يامن تحملين كل الصفات التي حلمت بها
هل تعلمين أنك دخلت قلبي دون سابق إنذار
أنتِ من أنتظرتها لسنوات ..
بحثت عنها في اليوم التالي فلم أراها وكأنها قصدت بغيابها أن تُحكِم وثاقها علي قلبي
إنتظرتها في المقهي الذي أشارت إليه
إنتظرت طويلاً وعندما مللت تركت لها مع النادله ورقة كتبت بها
(فريده أتيت ولم أجدك أفكر بكِ كثيراً حدثيني)
ثم أرفقت بها رقم هاتفي وبقيت علي إنتظار
ويبدو أنني سأنتظر طويلاً فافتاة مثلها
لن تُبادر أبداً ،
رأيتها بعد بيومين تجلس مع بعض الزملاء كنت أعرف منهم البعض
فبادر سعود بالسلام علي وقال
_تعال يا دكتور أعرفك علي أصدقائي
وقتها نظرت إليها بعتاب أعتقد بأنها فهمت ماأقصد فأشاحت ببصرها عني
_شباب أعرفكم هذا دكتور خالد المصري
ثم أشار إليها وقال
_ فريدة وأروي من مصر.
كنت أري تساؤلات كثيرة في عينيها
وأنا ايضا ماكنت أظن أنها مصرية
كيف تتحدث الفرنسية بطلاقة وكأنها ولدت هنا !!
سألتني أروي _دكتور خالد أنت مصري أم هذا لقب عائلتك؟
قولت بفخر وأنا ألوح بيدي في الهواء
_مصري أباً عن جد .
دعاني سعود للجلوس معهم ،
جلست مقابلها وعيناي تتجول في وجهها الناعم بإشتياق
تحدثت سيلا
_سعود تدري فريده تلقت رسالة بها رقم هاتف أظنه أنت.
رفع سعود يدية في الهواء وقال
_لا واللة ما أسويها
رأيت ملامح الضيق ترتسم علي وجهها وهي تقول بنبرة حازمه
_سيلا من فضلك هذا موضوع خاص لا أحب أن يحكي علي الملأ.
لم تكبح سيلا فضولها وقالت
_ هل تعرفي من هو؟
صمتت ولم تجيب فأكملت سيلا
_ هل تحدثتي معه؟
خرج صوتها أكثر حزماً هذة المرة وهي تقول
_ سيلا تحدثت إليه أم لا هذا لا يخص أحد
رأيت منها الكثير اليوم
أستمتعت بخجلها وأنا أتأمل عينيها
ونظرات الفضول لتعرف عني المزيد
وإبتسامتها عندما علمت بأنني مصري الجنسية مثلها ،أحمرار وجنتيها اللذيذ عندما غضبت
بدأت أفكر بها في كل لحظات حياتي أحكي لها مالا تعرفة عني أحادثها طول اليوم ولا أريد أن أشغل تفكيري بسواها،
سألني عدي عما يشغلني هذة الأيام فأنا ماعدت أجلس مع العائلة كما كنا قبل آن تأثرني حوريتي وتحول كل تفكيري لها وحدها
حدثته عن القليل الذي أعرفة عنها
_مسكين يا أبو الخولد وقعت في الحب من أول نظرة
_ وليتها فتاة لينه فأنا لم أستطيع أخذ كلمة منها حتي الآن
_ما رأيك أن أتحدث إليها
قلت ممازحاً
_لا أرجوك أكتفي أنت بعلاقاتك الغرامية ودعني وشأني أنا لن أخبرها أن لي أخ .
عدي هو توأمي لكننا مختلفون تماما في كل شئ فهو دائم السهر كثير العلاقات منفتح علي عكسي أنا وأبي فبرغم أننا قضينا عمرنا كله في فرنسا ؛إلا أن أمي ثابرت وتمسكت بالعادات والتقاليد لذلك تمسكت برغبتي أن يكون لي زوجة بأخلاق أمي؛
تمنيت أن أجد الحب من زوجتي كما وجده أبي معها ،
دائما ما كانت تبحث أمي لي عن زوجة بين الجاليات العربية التي تعيش هنا
لكنني لم أشعر بواحدة منهن دائما ما كنت أنتظرها ..أنتظرها وبشده
*****
أرتديت ثيابي وذهبت إلي المقهي بمفردي
إحساس بداخلي يحدثني بأنني سوف أراه
حفظت أرقام هاتفة عن ظهر قلب من كثرة ما قرأت الورقة التي تركها لي عندما أعطتني إياها النادلة شعرت أنها منه قبل أن أفتحها
لم أستطيع أن أهاتفه ولا أعلم بماذا سيفكر
علاقتنا إن صح التعبير بأن نسميها علاقة مُبهمة للغاية لا يعلم كلانا ماهيتها،
أثناء قرائتي لأحد الكتب رفعت عيني فإذا بة أمامي بطلته المهيبة الجذابه
دق قلبي بشدة وتعرقت يداي
إبتسم _كنت أعلم أنني سأراكِ
_كنت أعلم أنك ستأتي
_ما كل هذة الثقة ؟
_ليست ثقة فقط إحساس
_إشتقت إليكِ
تذكرت زياد وقتها كم سمعت منه تلك الكلمه وكم قابلتها بإبتسامة باردة
تحَمْل مني الكثير ولم ييأس أبداً
تمنيت لو تحدثت إليه عن أول رجل ينبض قلبي بشدة حين أراه ،إحساسي به مختلف،
رجل أتنفس من أعماقي في حضورة
تناولنا القهوة معاً وتحدثنا في الكثير من الأمور إستوقفني سؤاله
_أنتِ مرتبطة ؟
_لا ولم يسبق لي
_ولو سألك غيري نفس السؤال ؟
لم أفهم ما المغذي من سؤاله فقولت
_نفس الإجابه
_تكذبي
حاولت فهم مايقصد فلم أستطيع فأكمل
_لإنك مرتبطة بي وأنا مرتبط بكِ وقد جمعنا القدر في وقت كل منا يحتاج الآخر بشدة
_ تفكيرك عميق جدا
_قرأت مرة مقولة لجلال الدين الرومي يقول
(إن لم تجدني بداخلك ..لن تجدني أبداً فأنا معك منذ بدء التكوين )
فالتبحثي عني بداخلك ، دائما كنت أنتظرك أنتِ
ثم وضع يده علي ضلعة الأيسر وقال
_لقد خُلقتي مني من ضلعي الأقرب إلي قلبي
ونحن نحب ما وَضَع الله جزءاً من روحنا بداخله فلا تهربي مني واتركي الوقت يثبت لكِ صدق ما أقول
أومأت برأسي وعلي ثغري إبتسامة خجوله
_سأفعل
ومع إبتسامتة الجذابة التي كشفت عن صفي لؤلؤ قال
_فريده هناك أمور كثيرة نتحدث عنها هاتفيني .
بعدما إنتهي اللقاء
دخلت إلي غرفتي وألقيت بجسدي علي الفراش
شعرت بمشاعر تجتاحني
مشاعر تنموا بداخلي أغمضت عيني أتخيل صورته أمامي شعور بالسعادة يتسسل إلي أعماقي
أفزعني صوت أروي
_ستحكي كل شئ بالتفصيل وإلا سأحضر سيلا تستجوبك؟
ضحكنا
_لا أرجوكِ إلا سيلا
سردت عليها ما حدث فأروي صديقتي المقربه منذ أن جئت إلي هنا فقالت هي الأخري
أن لكل إنسان شبية روحي خلق من نفس العواطف والأحاسيس لابد وأن يلتقي بة يوماً ما ، أمامي بحر من اللامنطق سوف ألقي بنفسي داخله بكل وعي وإدراك
أريد أن أسبح وحسب بين أمواجه لطالما أشتقت لأن أغامر وأغرق في هذه المشاعر التي لم أجربها من قبل
لن أقاوم الغرق فيك يا خالد
لن أقاوم رغبة قلبي الذي ما دق لرجلاً سواك