EmanElsherbini

Share to Social Media

الفصل الأول من رواية(حوريه في الجحيم )
بقلم /إيمان الشربيني
**إهداء***
إلي كل من يهرب من واقعه ليحيا بين السطور
إلي كل خانع أمام العشق وهو يقتات من روحه
وينتظر بأمل أن تخرج السعادة من رحم المعاناة
إلي كل من يقف كالطود أمام العواصف وجاهد ليحطم القوانين حتي يصل لينهل من رحيق الحب.
"إلي زوجي الحبيب أدامك الله لي سنداً يارفيق الدرب"

*****زياد*****
كيف لفتاة مثلها أن تكون بهذا الجمال العفوي ،
بعينيها التي لم أحدد لونها إلي الآن .
عندما أنظر بداخلهم أسبح في أعماقها خارج حدود الزمان والمكان ،
تلك الفتاة الإستثنائيه التي يوجد بها سحر خاص ؛
يقع علي قلب كل من يراها فيحبها ،فتاة مثلها حين تضحك تشرق شمسي ،وعند عبوسها يحلك ظلام ليليِ
،عندما تغضب تهب الرياح والعواصف ،
وحين تكون سعيده تتفتح الأزهار ويفوح عطرها ،
فتاة مثلها تستطيع أن تقلب يومي لكل فصول العام ،
هذه الصغيرة التي تعلمت المشي علي قدمي منذ صغرها
جعلت مني عاشقاً ؛لا يري سواها طيلة تلك الأعوام، قيدتني وسمت علي قلبي وقلبها حر طليق ،
عندما أشعر بأنني أمتلكتها تتسرب من يدي كأنني أقبض علي حفنة ماء ؛تتسرب قطرة وراء قطرة

في غمضة عين يصبح كفي فارغاً ،أحمق من أعتقد أنه أمتلك تلك الفريدة ،فهي فتاه حره لم يمس شغاف قلبها رجلاً إلي الآن وبكل أسي ولا حتي أنا

فما بيني وبينها كما بين السماء والأرض
أنا من قبلت بذلك العبث !
ولازلت أقبل عبثها بقلبي ؛لعلها يوماً تعشقني أو تتناسي
الفكرة التي تملأ رأسها عني
بأنني لست سوي أخ لها .
ترعرعنا وكبرنا معاً كل يوم كانت تنقش علي جدران قلبي حكاياتها ،
حتي أصبح قلبي كمعبد منقوش علي جدرانة الكثير من الخيبات والأحلام التي ستظل إلي الأبد لن تترجم أبداً إلي واقع ،
أصبحت أنتظر هلاكِ علي يد تلك الملاك
لم أتخيل يوماً أنني سأعلمها المشي كي تركض لغيري

تنموا وتنضج أمامي كي يمتلكها غيري وأحرم منها إلي الأبد
هي الوحيدة التي أمتلكت روحي وسكنت كل خلية في جسدي
أريد وبشده إنتزاعك مني يا(فريدة)
فالتحددي مصيري وترحميني
فالتقطعي كل الأماني والآمال وكل السبل إليكِ
كي أستعيد روحي التي أُهلكت في عشقك لسنوات
دعيني أرتق جراحي بعيداً عنكِ إن إستطعت
فقد مللت من عشق أدماني وأحرق فؤادي
أريد التنفس يافريدتي .

كان قرار إستكمال دراستها في فرنساً ليس بالأمر الهين علي ؛
لكنني دفعتها إلي ذلك ،كان هذا أكثر قرار صائب إتخذناة
بعدما عرضت عليها الزواج ورفضت
بحجة أن (رباط الأخوة أقوي من رباط الزواج )
وبأنها لاتريد أن تخسرني إن تزوجنا ؛
حكمت علي زواجنا بالفشل رُغم أنة لم يكن حتي قيد التجربة ،
دائما ماكنت أشعر بأنها مسؤولة مني بعد وفاة عمي وهي في العاشرة من عمرها،
لن أخذلها سأظل بجانبها كما كنت وكما تريد،
لن أيأس فمحال أن تجد شخص يحبك في كل حالاتك
دون مقابل وربما يكون هذا المقابل بداية للحب
سأترك لها نوافذ قلبي جميعها مفتوحة
لعلها تزورها يوماً
***فريدة ***
جلست في طائرتي المتجهة إلي مطار شارل ديغول الفرنسي؛
كنت أتأمل المسافرين منهم من كان هائما في ملكوتة الخاص
ومنهم من يمارسون الحب أمام أعين تفتقدة بشدة
تساءلت بداخلي لماذا لم أحب وأنا الآن قد تخطيت الواحد وعشرون عاماً!
أشعر بخواء بداخلي كشجرة بلوط فارغة يمر من خلالها الهواء،
لم أكن يوماً كباقي الفتيات عندما يعجبن بالفتيان ويقعن في الحب ؛لم أكن قط مثلهم !
وبدلاً من فتح قلبي لزياد كنت أذج بة في علاقات عاطفية مع صديقاتي ممن أشعر أنها معجبة بة ؛
كم آلمتك وتألمت يازياد، حتماً لو كان منبع الحب هو العقل ،لكنت فزت بحبي وبجدارة
لكنني لست تلك المحظوظة ، ولست سعيدة بما أحملة في قلبي من سقيع،
أطوق للحب أتمني أن أعيش قصة حب خيالية أحكي لأولادي عنها بفخر ،
أشعر بالأمتنان كثيراً لأمي
التي وعدتني ألا تزوجني إلا بمن أحب حتي لا تتكرر مأساتها في زواجها الأول معي ؛
أمي لم تكن مثل باقي الأمهات بل كانت صديقتي منذ الطفولة ؛عقليتها مختلفة تمام
ربما هذا بسبب زواجها الأول ؛
عندما أجبرها جدي علي الزواج من رجل ثري ذي سُلطه ونفوذ ،أجبرها علي التخلي عن من تحب من أجل مستوي مادي مرموق ؛
لم يكن جدي من الآثرياء كي يجذب رجل مثل هذا للزواج من إبنتة
بل ما جذبة هو جمالها وعينيها ذات اللون الفريد
التي ورثتها عن جدتي وورثتها أنا أيضا منها ، حدثتني كثيراً عن حياتها وزواجها الأول من رجل الأعمال ( راغب الشريف )
ليس لأنها أحبتة بل لأنه أكثر رجل تبغضة في هذا العالم ؛لم تستطيع أن تحبة بالرغم من محاولاتة في البداية
لإستمالة قلبها ؛تعترف بأنها حاولت ولم تستطيع لأن قلبها كان لازال معلقاً بحبيبها الأول كثرت بينهم الخلافات إلي حد لم تكن تحتملة
لكنها ظلت تحاول من أجل جنينها ظناً منها بأنة سيخلق الحب بينهم ؛لكنها تفاجأت بأنه تزوج من أخري ،تركت لة المنزل وذهبت لبيت والدها فأقنعها أن هذا حقه وأنه لم يفعل شئ خاطئ ،فعادت إليه ذليلة؛ أستغل قبولها وبدئ في إذلالها أكثر وأكثر كان ينتقم منها لكرامته
فهو لم يخفي عليه أمر حبيبها الأول
وعندما وضعت طفلها سافر بة بعد ولادتة وحرمها منة دون شفقة ولا رحمة ؛
في كل مرة كانت تحكي أمي عن طفلها الذي لم تراة سوي يومين فقط كانت تبكي بمرارة
وتلعن اليوم الذي وافقت فية علي سلب حريتها
بحثت عن أخي لسنوات دون جدي أختفي أخي واختفي أثرة؛
وجدت ذات يوم ظرف أمام الباب ما كانت إلا ورقة طلاقها ونهاية قصتها التي لم تنتهي وبداية زواجها من أبي؛
عشنا مع والدي في بيت جدي الكبير ومع أولاد عمي عشرة أعوام في سعاده قبل أن يتوفاه الله، بعدها تولي عمي رعايتي مع أبنائه ؛
لم أري في زياد الذي يكبرني بتسع سنوات سوي شقيق لي ،لكنه كان يحبني حباً جماً،
أحياناً أشعر بالحزن لأجله لأنني لا أستطيع أن أعطيه ما يريد
كانت تعلم بحالي (رغد) صديقتي وإبنة خالتي
و(سارة) إبنة عمي تفهمت جيداً شعوري
ولم يؤثر ذلك علي علاقتنا ،
دائما ماكنت أشعر بأنني سأعيش قصة حب خيالية كقصة روميو وجوليت ،قيس وليلي، لكني أكره النهايات الحزينه،
وأؤمن أننا بستطاعتنا تغيير مصائرنا ،
أشعر أحياناً أننا مخيرون وأحياناً أخري بأننا لا نستطيع العبث مع أقدارنا فما هو مكتوب
محال أن نغيره
قرأت يوماً أن
(القدر يختار الأرواح المتشابهة ويجمعها معاً) أعتقد لهذا لم أجتمع بشبية روحي حتي الأن

**خالد**
حين رأيتها فتاة تشبة أحلامي
لا تشبه ملامحها هذه البلد، عيون تحيرت في معرفة لونها تفاصيل وجهها الدقيقه ملابسها مزيج من العصيرية والإحتشام فتاة ناعمة،
حجابها البسيط القريب إلي لون عينيها
إحساس غريب تسلل بداخلي قناعة تامه أني أعرف هذه الفتاة من قبل؛
بل وأعرفها جيدا تحركت نحوها وحدثتها بالفرنسيه
_هل ألتقينا من قبل؟
هزت رأسها _لا
_ أنتِ متأكدة ؟
لم أكن أمزح معها بل كنت جاداً
لكنها لم تأخذ حديثي علي محمل الجد تركتني وذهبت ؛
بحثت عنها في الجامعة بعدها لأيام فلم أراها وكأن القدر وضعها أمامي لتعلق في ذهني وأخفاها بعدما نال ما أراد ،
تابعت عملي في الجامعة وأنا أبحث عنها في كل فتاة ترتدي الحجاب ،
أصبحت أتخيلها في كل مكان فتاة لا يربط بيني وبينها إية صله، كيف لها أن تحتل تفكيري إلي هذا الحد !!
رأيتها في المدرج وسط الطلاب أثناء إلقائي المحاضره ظننتها تخيلات
خلعت نظارتي ، فركت عيني ثم نظرت حيث تجلس مره أخري ؛ رأيتها تنظر لي وعلي وجهها إبتسامة خفيفة ،إبتسمت
ها هي أمامي ليس وهم ليس خيال بل حقيقة؛ أشرت إليها فوقفت كي أؤكد لنفسي أنها أمامي
_من أنتيِ
_أنا فريدة ..فريدة عبد الرحمن
يليق بكي كثيراً
كنت ألقي المحاضرة وكلما نظرت إليها تلعثمت
تبتسم مرة والأخري أشعر بتوجثها مني،
فتاة وحيدة مثلها من الطبيعي أن تخاف وتخاف من الكثير في هذة البلد ،
أنهيت محاضرتي وأثناء إنشغالي بتجميع أوراقي خرجت؛ فخرجت خلفها منادياً عليها
_فريدة
_نعم
_هل بإمكاننا أن نتحدث قليلاً ؟
_فيما نتحدث ؟
_نتحدث فقط ..نتحدث في أي شئ .
_آسفة ليس لدي وقت
لماذا أنتي هكذا ردودك دائماً مقتضبه
علمت أنها ستنهكني حتي أصل إليها وجدت بداخلي إصرار أن أعرف عنها كل شئ اليوم وليس غداً
يتبع.....
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.